كيف قرأ الأردن التحشيدات العراقية؟
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
آخر تحديث: 24 أكتوبر 2023 - 9:27 صبقلم:ماهر ابو طير يحتشد آلاف العناصر من منظمات عراقية قرب الحدود مع الأردن ويقيمون خيماً ويتظاهرون قرب الحدود بحض من مرجعيات دينية وسياسية عراقية، من اجل مناصرة الفلسطينيين في هذه الحرب الدموية، واختيار الحدود مع الأردن لافت للانتباه على مستويات أردنية ودولية.الأردن اجرى اتصالات مع العراقيين من اجل ان يستفسر عن معنى هذه التجمعات قرب الحدود مع الأردن، وسط ظرف امني حساس جدا لكل المنطقة، وعمان تلقت برقيات تهدئة عراقية رسمية، حول ان هذا المشهد يرتبط بحسابات عراقية داخلية، وبالشعارات السياسية التي تتبناها بعض التنظيمات والاحزاب والجماعات، وان هذا التحشيد لن يكون متواصلا، ولن يتحول الى عامل ضغط على الخاصرة الأردنية في تلك المنطقة.
في عمان تمت قراءة عملية التحشيد بطريقة مختلفة، لأن هذه المجاميع على قلة عددها لديها طرق اسرع واسهل نحو فلسطين، من خلال مناطق سورية ولبنان، وهي مناطق محسوبة سياسيا وامنيا وعسكريا على ذات اتجاه التنظيمات التي حشدت قرب الأردن، ولو كانت النية بالقتال دعما لغزة قائمة حقا، فإن الطرق اقرب واسرع عبر سورية ولبنان، في هذه الحالة حصرا.هذا يعني أن الأردن قرأ الامر بحساسية شديدة، تقترب من تأويلات سلبية بكونها رسالة مباشرة الى الأردن من جهات مختلفة، وهي رسالة قابلة للتضخيم، وإعادة الابراق. الفلسطينيون ليسوا بحاجة من جهتهم الى توظيفات سياسية من اطراف عدة في العالم العربي، فقد تعب الفلسطينيون من استثمار قضيتهم لزيادة الشعبية، او لتحسين السمعة لدى البعض، او لصب دمهم في حساب خزانات المصالح الاقليمية، خصوصا، في ظل المجازر الاجرامية.ما نراه من اشتباكات قرب فلسطين، ضد الاحتلال الاسرائيلي، اشتباكات لم تمنع الجرائم الاسرائيلية، بل تورطت اسرائيل اكثر بالجرائم التي لم تستثن مسجدا ولا مستشفى ولا مدرسة ولا بيتاً ولا طفلا ولا صغيرا ولا كبيرا، ومنعت حبة الدواء وشربة الماء والخبز والكهرباء والوقود. البعد الاقليمي والدولي في المواجهة واضح جدا، فالولايات المتحدة ترسل اضافة الى الاسلحة وحاملات الطائرات والدعم الاستخباراتي، قوات عسكرية، وهذه اول مرة تشارك واشنطن علنا بقوات برية بالحرب ضد الفلسطينيين، بذرائع مختلفة، بعد ان كانت ترسل الخبراء وتجري المناورات وتمول الاحتلال بالمال والسلاح، وهذا يعني مع التراشقات التي تحدث جنوب لبنان، وحالات القصف التي تتعرض لها بعض القواعد الاميركية في العراق، والتهديدات الايرانية المباشرة وغير المباشرة ان كل المنطقة مرشحة لحرب واسعة، تحاول اطراف كثيرة تجنبها حتى الآن، بما في ذلك طهران التي تفضل تذكير واشنطن بعضلاتها وبامتدادها العسكري في دول مختلفة، وقدراتها على فتح جبهة واسعة، لهدف من هدفين، اولهما توتير واشنطن ومنعها من توسعة الجبهة، بشكل مسبق وصولا الى حزب الله وايران، وثانيهما الضغط من اجل الوصول الى تسوية حول نفوذ وترسيمات مساحات ايران في المنطقة، العلني منها والسري ايضا. اللافت للانتباه ان شهية اطراف عدة في العالم لنصب فخ لواشنطن عبر غزة وكل فلسطين، باتت شهية تتغذى على دماء الفلسطينيين ايضا، الذين يقدمون كل هذه التضحيات في الاساس لأجل قضيتهم، ولأجل المسجد الاقصى، وانهاء الاحتلال، وليس بهدف الدخول طرفا في حسابات اقليمية ودولية محفوفة بالمخاطرات.من جهة ثانية يتعرض الأردن الى ضغوطات هائلة هذه الايام، على صعيد بنيته الداخلية، وغضب الأردنيين من هذه الجرائم، والضغوطات التي على صلة بالملف الاقتصادي والامني، وحسابات المخاوف من ملفات “اعادة التهجير” من جديد، كون نسبة كبيرة من اهل غزة والضفة الغربية لاجئين اصلا من فلسطين 1948، وهذا يعني انهم امام خطر “اعادة التهجير” وليس التهجير في هذه الحالة، اضافة الى ما يرتبط بسقوط كل مشروع اوسلو، واحتمالات وقوع حرب اقليمية ودولية تشعل النار في كل المنطقة سياسيا، وعسكريا وتترك اثرا اجتماعيا وامنيا واقتصاديا حاداً، وما يرتبط ايضا بملفات كالحدود الأردنية مع سورية، والعراق، وفلسطين.النار التي أشعلتها اسرائيل في هذا التوقيت لن يكون اخمادها سهلا وهي نار امتدت الى بنية اسرائيل الداخلية، ايضا، خصوصا، مع استمرار القصف، والتلاعب المتعمد بتواقيت الهجوم البري على القطاع، بما يجعلنا نعتقد ان غزة قد تقود المنطقة والعالم، الى مصير جديد.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
بيان عاجل للداخلية العراقية حول حقيقة وجود ماهر الأسد على أراضيه
أصدرت وزارة الداخلية العراقية نفيًا لوجود ماهر الأسد على أراضيها في ظل الحالة التي تمر بها سوريا والتي رحل عنها الرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته وبعض مقربيه، وفق ما أوردت شبكة العربية.
وقالت وزارة الداخلية العراقية أنها لم تستقبل ماهر الأسد وليس موجودًا على أراضيها وإن المعلومات حول ذلك ليست صحيحة.
يأتي ذلك بعد أن قالت مصادر أنها ترجح وجود ماهر الأسد في محافظة السليمانية بشمال العراق
كما يأتي ذلك في وقت قال فيه بشار الأسد يوم الاثنين إنه غادر من سوريا فقط بعد سقوط دمشق وندد بقادة البلاد الجدد في أول تصريحات له منذ استيلاء قوات المعارضة على العاصمة.
شنت إدارة العمليات العسكرية هجومًا خاطفًا من معقلها في شمال غرب سوريا في 27 نوفمبر، واستولت بسرعة على المدن الكبرى من سيطرة الحكومة واستولت على العاصمة في 8 ديسمبر.
قال الأسد في بيان على قناة الرئاسة على تليجرام: "لم يكن رحيلي من سوريا مخططًا له ولم يحدث خلال الساعات الأخيرة من المعارك، كما زعم البعض".
وأضاف: "بقيت في دمشق، وأقوم بواجباتي حتى الساعات الأولى من صباح الأحد 8 ديسمبر".
وقال البيان: "مع تسلل القوات إلى دمشق، انتقلت إلى اللاذقية بالتنسيق مع حلفائنا الروس للإشراف على العمليات القتالية"، مضيفًا أنه وصل إلى قاعدة حميميم في ذلك الصباح.
وذكر البيان "مع استمرار تدهور الوضع الميداني في المنطقة، تعرضت القاعدة العسكرية الروسية نفسها لهجوم مكثف بطائرات بدون طيار"، و"طلبت موسكو من قيادة القاعدة ترتيب إخلاء فوري إلى روسيا في مساء" الثامن من ديسمبر.
وذكر خمسة مسؤولين سابقين لوكالة فرانس برس في وقت سابق إنه قبل ساعات من استيلاء قوات المعارضة على دمشق وإسقاط حكومة الأسد، كان الرئيس السوري السابق خارج البلاد بالفعل.
وقال المسؤولون إن الأسد طلب في الليلة السابقة من مستشاره المقرب إعداد خطاب - لم يلقيه أبدًا - قبل السفر من مطار دمشق إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية، ومن هناك إلى خارج البلاد.
من ناحية أخرى اتهنت واشنطن إيرانيين اثنين بتدبير هجمات بمسيّرة أودت بحياة 3 عسكريين أمريكيين.
قال ممثلو الادعاء الأمريكي يوم الاثنين إن رجلين وجهت إليهما اتهامات فيما يتعلق بضربة بطائرة بدون طيار نفذها مسلحون مدعومون من إيران في الأردن بالقرب من الحدود السورية في يناير مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية وإصابة نحو 40 آخرين.
قال ممثلو الادعاء الفيدراليون في بوسطن إنهم سيعقدون مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق للإعلان عن الاتهامات الموجهة إلى رجل إيراني ومواطن أمريكي إيراني مزدوج فيما يتعلق بانتهاكات التصدير وتقديم الدعم المادي لإيران فيما يتعلق بضربة الطائرات بدون طيار.