سواليف:
2025-04-07@19:14:35 GMT

تضارب الثقافات

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

تضارب الثقافات

#تضارب_الثقافات
م. #أنس_معابرة

يروي الدكتور جلال أمين في كتاب العولمة قصة حدثت في السودان، حيث قدِمتْ معلمة لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية، نظراً للضعف العام التي تعاني منه الشعوب العربية تجاه لغة الإحتلال.

أرادتْ المعلمة أن تحفّز الطلبة على حضور ومتابعة حصص اللغة الإنجليزية، فقامت بتوزيع دمى عليهم على شكل دب صغير، أو كما يدعي الدب “تيدي”، وطلبت منهم تسمية هذه الدمى بالأسماء التي يرغبونها.

قام أحد الأطفال بتسمية دميته ب “محمد”، نظراً لشيوع الأسم ومحبة الناس له، فما كان من الأطفال جميعاً إلا أن حذوا حذو هذا الطفل، وبالتالي تم إطلاق اسم “محمد” على جميع الدمى، ولم تجد المعلمة حرجاً في ذلك، إذ أرادت أن تُسعد الأطفال فقط، ولم تدرِ ما يحمله هذا الأسم من أهمية ومكانة مرموقة لدى المسلمين.

مقالات ذات صلة على الهواء مباشرة 2023/10/23

عندما عاد التلاميذ إلى منازلهم، أخبروا ذويهم بقصة الدمى، وما أن علم أولياء الأمور بإطلاق أسم محمد على الدمى حتى ثارت ثورتهم بسبب إطلاق أسم نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام على دمية على شكل حيوان الدب.

تقدّم أولياء الأمور بشكوى رسمية ضد المعلمة، فأُلقي القبض عليها وأودعت في السجن تمهيداً لمحاكمتها على الجريمة النكراء التي ارتكبتها.

حسب وجهة نظري لم يرتكب أيٌّ من الأطراف في هذه المعضلة خطأً، بل قام الجميع بالصواب؛ إذ لم تخطئ المعلمة حين أرادت تشجيع الأطفال على الدراسة؛ بل هي مشكورة على ذلك، ولم يخطئ الأطفال حين تبِعوا فطرتهم في حب أسم نبيهم الكريم، وأطلقوه على الدمى، ولم يخطئ أولياء الأمور حين غضبوا من إطلاق أسم نبي الإسلام على دمية الدب.

يمكن تعريف ما حصل في القصة السابقة بأنه “تضارب الثقافات”، أو صراع بينها، ينشأ نتيجة الإختلافات في الدين، واللغة، والعادات، والتقاليد، والتي تكون عادة مستمدة من تاريخ طويل.

نعم لقد جعلت العولمة من العالم الكبير قرية صغيرة؛ ولكن في مجالات محددة فقط، عولمة لأفكار وعادات وسلع تخص الدول الكبرى المهيمنة فقط، عولمة باتجاه واحد، يريدون ان يصدروا فقط، ولا يريدون أن يتأثروا بما لدينا من دين وأخلاق، يريدون أن نرتدي الجينز ونأكل المكدونالد ونشرب البيبسي، ويرفضون لباسنا التقليدي، وديننا الحنيف، وعاداتنا الأصيلة.

وعلى الرغم من اتفاق الثقافات الإنسانية في كثير من المبادئ والأفكار والأفعال؛ إلا أن هنالك إختلافات عديدة أيضاً، قد يكون الإختلاف بين الثقافات بسيطاً ولا يكاد يُلاحظ، ولكنه قد يكون عميقاً في أحيان أخرى، فالنظر في عين مُحدثك هو نوع من أنواع التقدير والإنتباه حسب ثقافتنا، ولكنه نوع من أنواع الوقاحة واقتحام الخصوصية لدي اليابانيين خصوصاً، والشرق أسيويين عموماً.

كما أن وضع رجل فوق الأخرى خلال الجلوس بين الناس هو نوع من أنواع التكبر عليهم حسب ثقافتنا، وهو فعل مذموم، خاصة لدى كبار السن، ولكن إن فعله أمريكي أمامك؛ فهذا يعني أنه قد وثق بك، وارتاح إليك، لدرجة أن بإمكانه التبسط في الأقوال والأفعال أمامك، أي أنك أصبحت من المقريين لديه.

يمكن أن نتلافى المشكلات التي تأتي من تضارب الثقافات عبر الإطلاع والمعرفة، وضرورة التعرف على تقاليد الشعوب وثقافاتها قبل زيارتها، فلو عرفتْ تلك المعلمة مقدار الإحترام الذي نكنه لأسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ ما وافقتْ الأطفال على إطلاقه على دمية الدب.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الوضع الصحي في غزة كارثي

غزة.«د ب أ»: أعلن وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة يوسف أبو الريش أن الوضع الصحي والإنساني في القطاع وصل إلى مستويات «خطيرة وكارثية».

وذكرت وزارة الصحة في غزة، في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، أن ذلك جاء خلال لقاء أبو الريش مع منسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة في الأمم المتحدة سوزانا تكاليتش.

وأشار أبو الريش إلى أن 59% من الأدوية الأساسية ، و 37% من المهام الطبية رصيدها صفر، مؤكدا أن استمرار إغلاق المعابر يفاقم الحالة الصحية لمئات المرضى والجرحى ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج. وأوضح أن 13 ألف حالة مرضية بحاجة إلى مغادرة القطاع لمتابعة العلاج التخصصي، لافتا إلى أن منع الإمدادات الغذائية يهدد الأمن الغذائي ويزيد من خطورة تسجيل حالات وفاة بين الأطفال بسبب سوء التغذية والإصابة بفقر الدم.

وأشار إلى أنه خلال الحرب تم تسجيل 52 حالة وفاة بين الأطفال بسبب سوء التغذية ، قائلا : «نحن أمام أرقام جديدة ما لم يتم إدخال الإمدادات الغذائية».

وأفاد بأن مستشفيات قطاع غزة بحاجة ماسة إلى محطات الأكسجين لتمكين الأقسام الحيوية بمتابعة تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى، موضحا أن الخدمة الصحية تعتمد على المولدات الكهربائية وهي مهددة بالتوقف جراء نقص الوقود وقطع الغيار والزيوت والفلاتر.

وأكد أبو الريش أن عديد التدخلات الطارئة لا يمكن إتمامها جراء عدم توفر الأجهزة الطبية التشخيصية، لافتا إلى أن الاستهداف المباشر لطواقم الإسعاف والفرق الإنسانية يشكل عائقا كبيرا أمام جهود إخلاء الجرحى والمصابين.

وأوضح أن تعطل خطوط المياه يزيد من المخاطر الصحية والبيئية وتفشي الإسهال والأمراض الجلدية ، لافتا إلى أن 274 طفلا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب على قطاع غزة.

وكشف أبو الريش عن 16 مركزا صحيا من أصل 52 من مراكز الرعاية الأولية خرجت تماما عن الخدمة.

من جهة أخرى أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم، أن 602 ألف طفل يتهددهم خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة مالم يتوفر اللقاحات اللازمة لهم.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إن «منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال لقاحات شلل الأطفال إلى قطاع غزة يشكل قنبلة موقوته تهدد بتفشي الوباء».

وأضافت أن منع إدخال اللقاحات هو إمعان في الاستهداف غير المباشر لأطفال قطاع غزة ، مؤكدة أن منع إدخال اللقاحات يعني انهيار الجهود التي بذلت على مدار الأشهر السبعة الماضية، ما يعني أن تداعيات خطيرة وكارثية ستضاف على المنظومة الصحية المستهدفة والمستنزفة إضافة إلى مضاعفة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية.

وطالبت الوزارة الجهات المعنية بـ «الضغط على الاحتلال لإدخال اللقاحات وإتاحة ممرات آمنة لضمان الوصول إلى الأطفال في مختلف مناطق القطاع».

وأنهت إسرائيل وقف إطلاق النار مع حماس يوم 18 من الشهر الماضي، عندما شنت غارات جوية، قتلت مئات الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع.

مقالات مشابهة

  • أطفال غزة.. ضحية عدوان ومأساة حصار
  • إحياء طقس (الرحمتات).. شكراً منظمة الحارسات
  • جيش الاحتلال: اعترضنا 5 صواريخ من أصل 10 أطلقت من وسط قطاع غزة
  • إعلام فلسطيني: 37 شهيدا في غارات الاحتلال على غزة
  • الوضع الصحي في غزة كارثي
  • “صحة غزة”: منع إدخال لقاحات شلل الأطفال يهدد بإصابة 602 ألف طفل
  • انتصاف: 19 ألف طفل فلسطيني في غزة قتلهم الاحتلال حتى الآن
  • تضارب بـآلات حادة قرب صيدا.. سقوط جرحى وهذا ما حصل
  • تفاقم معاناة الأطفال والنازحين في مخيم النصيرات
  • الأونروا: لا يوجد ما يبرر قتل الأطفال