سواليف:
2024-12-26@19:20:37 GMT

تضارب الثقافات

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

تضارب الثقافات

#تضارب_الثقافات
م. #أنس_معابرة

يروي الدكتور جلال أمين في كتاب العولمة قصة حدثت في السودان، حيث قدِمتْ معلمة لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية، نظراً للضعف العام التي تعاني منه الشعوب العربية تجاه لغة الإحتلال.

أرادتْ المعلمة أن تحفّز الطلبة على حضور ومتابعة حصص اللغة الإنجليزية، فقامت بتوزيع دمى عليهم على شكل دب صغير، أو كما يدعي الدب “تيدي”، وطلبت منهم تسمية هذه الدمى بالأسماء التي يرغبونها.

قام أحد الأطفال بتسمية دميته ب “محمد”، نظراً لشيوع الأسم ومحبة الناس له، فما كان من الأطفال جميعاً إلا أن حذوا حذو هذا الطفل، وبالتالي تم إطلاق اسم “محمد” على جميع الدمى، ولم تجد المعلمة حرجاً في ذلك، إذ أرادت أن تُسعد الأطفال فقط، ولم تدرِ ما يحمله هذا الأسم من أهمية ومكانة مرموقة لدى المسلمين.

مقالات ذات صلة على الهواء مباشرة 2023/10/23

عندما عاد التلاميذ إلى منازلهم، أخبروا ذويهم بقصة الدمى، وما أن علم أولياء الأمور بإطلاق أسم محمد على الدمى حتى ثارت ثورتهم بسبب إطلاق أسم نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام على دمية على شكل حيوان الدب.

تقدّم أولياء الأمور بشكوى رسمية ضد المعلمة، فأُلقي القبض عليها وأودعت في السجن تمهيداً لمحاكمتها على الجريمة النكراء التي ارتكبتها.

حسب وجهة نظري لم يرتكب أيٌّ من الأطراف في هذه المعضلة خطأً، بل قام الجميع بالصواب؛ إذ لم تخطئ المعلمة حين أرادت تشجيع الأطفال على الدراسة؛ بل هي مشكورة على ذلك، ولم يخطئ الأطفال حين تبِعوا فطرتهم في حب أسم نبيهم الكريم، وأطلقوه على الدمى، ولم يخطئ أولياء الأمور حين غضبوا من إطلاق أسم نبي الإسلام على دمية الدب.

يمكن تعريف ما حصل في القصة السابقة بأنه “تضارب الثقافات”، أو صراع بينها، ينشأ نتيجة الإختلافات في الدين، واللغة، والعادات، والتقاليد، والتي تكون عادة مستمدة من تاريخ طويل.

نعم لقد جعلت العولمة من العالم الكبير قرية صغيرة؛ ولكن في مجالات محددة فقط، عولمة لأفكار وعادات وسلع تخص الدول الكبرى المهيمنة فقط، عولمة باتجاه واحد، يريدون ان يصدروا فقط، ولا يريدون أن يتأثروا بما لدينا من دين وأخلاق، يريدون أن نرتدي الجينز ونأكل المكدونالد ونشرب البيبسي، ويرفضون لباسنا التقليدي، وديننا الحنيف، وعاداتنا الأصيلة.

وعلى الرغم من اتفاق الثقافات الإنسانية في كثير من المبادئ والأفكار والأفعال؛ إلا أن هنالك إختلافات عديدة أيضاً، قد يكون الإختلاف بين الثقافات بسيطاً ولا يكاد يُلاحظ، ولكنه قد يكون عميقاً في أحيان أخرى، فالنظر في عين مُحدثك هو نوع من أنواع التقدير والإنتباه حسب ثقافتنا، ولكنه نوع من أنواع الوقاحة واقتحام الخصوصية لدي اليابانيين خصوصاً، والشرق أسيويين عموماً.

كما أن وضع رجل فوق الأخرى خلال الجلوس بين الناس هو نوع من أنواع التكبر عليهم حسب ثقافتنا، وهو فعل مذموم، خاصة لدى كبار السن، ولكن إن فعله أمريكي أمامك؛ فهذا يعني أنه قد وثق بك، وارتاح إليك، لدرجة أن بإمكانه التبسط في الأقوال والأفعال أمامك، أي أنك أصبحت من المقريين لديه.

يمكن أن نتلافى المشكلات التي تأتي من تضارب الثقافات عبر الإطلاع والمعرفة، وضرورة التعرف على تقاليد الشعوب وثقافاتها قبل زيارتها، فلو عرفتْ تلك المعلمة مقدار الإحترام الذي نكنه لأسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ ما وافقتْ الأطفال على إطلاقه على دمية الدب.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

وفاة 3 أطفال حديثي الولادة في غزة بسبب "البرد"

أعلنت مصادر طبية في غزة ، اليوم الخميس، وفاة 3 أطفال حديثي الولادة بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة خلال 48 ساعة في القطاع.

وأفاد رئيس قسم الأطفال بمستشفى ناصر، في خانيونس جنوب القطاع، لقناة الجزيرة، بأن 3 وفيات وصلت إلى المستشفى بسبب البرد لأطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و21 يومًا.

وأشار إلى أن انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات أدى إلى ظهور حالات مرضية جديدة بين الأطفال.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • تكريم موجهات ومعلمات رياض الأطفال بإدارات سوهاج التعليمية
  • وفاة 3 أطفال حديثي الولادة في غزة بسبب "البرد"
  • لحظة غرق سفينة الدب الأكبر في البحر المتوسط.. 3 سيناريوهات وراء الحادث
  • صراع المبادرات في ليبيا: تضارب الإرادات يعرقل الحلول السياسية
  • مستشفى كفر شكر التخصصي: استقبلنا 70 ألف حالة بالاستقبال والطوارئ خلال 2024
  • «شجرة العجائب».. ترسخ قيم التسامح في نفوس الأطفال
  • قبل الختام.. برنامج «مصر جميلة» يواصل اكتشاف مواهب أطفال الغربية
  • سفينة “الدب الأكبر” الروسية تغرق بين إسبانيا والجزائر (فيديو)
  • تضارب بشأن صفقة التبادل ودعوات إسرائيلية إلى اتفاق شامل
  • تعرف على أطرف العادات والتقاليد في كينيا