السيناتور الأميركي مينينديز يدفع ببراءته من تهمة العمالة لمصر
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
مثُل السيناتور الديمقراطي الأميركي بوب مينينديز أمس الاثنين مجددا أمام محكمة في مانهاتن، حيث دفع ببراءته من تهمة العمالة للحكومة المصرية، وذلك في إطار قضية فساد أوسع نطاقا يُحاكم فيها مع زوجته وآخرين.
وقد أعلنت وزارة العدل الأميركية أواخر الشهر الماضي توجيه لائحة اتهام إلى السيناتور الديمقراطي البارز بوب مينينديز (60 عاما) تتضمن تلقي رشاوى مقابل تقديم معلومات وخدمات لرجال أعمال على صلة بالحكومة المصرية.
وشملت قائمة المتهمين زوجته نادين و3 أشخاص آخرين، وفي نهاية سبتمبر/أيلول دفع السيناتور ببراءته من كل تلك التهم.
لكن النيابة العامة الفدرالية في مانهاتن أضافت لاحقا، تهمة جديدة إلى اللائحة الاتهامية الموجهة لمينينديز هي "التآمر للعمل كعميل لحساب حكومة أجنبية" هي الحكومة المصرية.
وبسبب هذه التهمة الجديدة، اضطر البرلماني المخضرم للمثول مجددا أمام المحكمة أمس؛ حيث دفع ببراءته.
الطريق نحو المحاكمةوقال مكتب المدعي العام في مانهاتن لوكالة الصحافة الفرنسية إنه بعد أن دفع مينينديز ببراءته من هذه التهمة الجديدة أصبح الطريق سالكا أمام انطلاق المحاكمة في هذه القضية.
ومنذ نشرت النيابة العامة اللائحة الاتهامية الموجهة لمينينديز، تتزايد الأصوات التي تطالب السيناتور الكوبي الأصل بالاستقالة من منصبه، لكنه رفض ترك مقعده في مجلس الشيوخ ووافق -على مضض- على التخلي "مؤقتا" عن رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس.
ويُتهم السياسي المخضرم بقبول رشاوى بـ"مئات الآلاف من الدولارات" بين عامي 2018 و2022 من 3 رجال أعمال من سكان نيوجيرسي (الولاية التي يمثلها في مجلس الشيوخ) وباستخدام "سلطته ونفوذه لحماية رجال الأعمال هؤلاء وإثرائهم ودعم الحكومة المصرية".
اتهامات "سخيفة"وتعليقا له على التهمة الجديدة التي وجهتها إليه النيابة العامة، اعتبر مينينديز أمس الاثنين، أنها سخيفة.
وقال في بيان إن هذه التهمة "تتجاهل سجلي في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر، ومواجهة قادة هذا البلد، بمن فيهم الرئيس (عبد الفتاح) السيسي، حول هذه القضايا".
وأضاف "كل من يعرف سجلي يعرف أن هذه التهمة الأخيرة هي مشينة بقدر ما هي سخيفة". وتابع "طوال حياتي كنت مخلصا لدولة واحدة هي الولايات المتحدة".
وسبق لداميان وليامز المدعي العام الفدرالي في مانهاتن أن عدّد بالتفصيل ما عثر عليه المحققون في منزل السيناتور مينينديز عندما دهموه، من "رزم نقود محشوة في جيوب سترته" وسبائك ذهب زنتها 3 كيلوغرامات وسيارة فارهة.
وأكد المدعي العام أن هذه المضبوطات هي "عناصر من عملية الاحتيال" المتهم بها السيناتور.
لكن مينينديز -الذي يشغل عضوية الكونغرس منذ 30 عاما- بعدما دخل نائبا في مجلس النواب قبل أن يصبح سيناتورا في مجلس الشيوخ، رد الشهر الماضي على هذه الاتهامات بالقول إنها "ليست سوى مزاعم، مجرد مزاعم لا أكثر".
وعن الأموال النقدية التي ضُبطت من منزله قال يومها إنه "على مدى 30 عاما، سحبت آلاف الدولارات نقدا من حساب التوفير الشخصي الخاص بي، وقد احتفظت بها لحالات الطوارئ بسبب تاريخ عائلتي في مواجهة المصادرات في كوبا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ببراءته من فی مانهاتن هذه التهمة فی مجلس
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت تكشف عن حصاد لقاءات المبعوث الأميركي ببورتسودان
الخرطوم- بعد نحو 9 أشهر من تعيينه، أجرى المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، أمس الاثنين، مشاورات مع المسؤولين في بورتسودان في أول زيارة له إلى البلاد، في حين يرجح مراقبون أنها ستكون الأخيرة ولم تحقق اختراقا يعزز سجله السياسي ويحسب لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الديمقراطية قبل أسابيع من مغادرتها البيت الأبيض.
وانخرط بيرييلو في مباحثات مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه مالك عقار ووزير الخارجية علي يوسف وقوى مدنية وسلطان قبيلة المساليت سعد بحر الدين وممثلي المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة، بشأن الأوضاع الإنسانية وفرص وقف الحرب والعملية السياسية.
وكان مقررا أن يزور بورتسودان في أغسطس/آب الماضي، لكنه اشترط لقاء المسؤولين في مطار المدينة بسبب ما سماه التزامه ببروتوكول أمني لعدم وجود سفارة أميركية في السودان، لكن مجلس السيادة رفض ذلك.
خريطة طريقوقال سفير السودان لدى الولايات المتحدة محمد عبد الله إن لقاء البرهان مع بيرييلو كان "مطولا وشاملا وصريحا، وناقش الأزمة الراهنة والأضرار التي لحقت بالمواطنين جراء استهداف قوات الدعم السريع الممنهج للمدنيين والنازحين واللاجئين".
وأضاف عبد الله أنه تم الحديث أيضا حول خريطة طريق حكومية لإيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية ورتق النسيج الاجتماعي، فضلا عن العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب، وطرح المبعوث الأميركي مقترحات في هذا الصدد ووافق عليها رئيس مجلس السيادة، حسب بيان إعلام المجلس.
وفي ختام زيارته، قال المبعوث الأميركي بيرييلو إن واشنطن تؤيد إنهاء الحرب ووقف الفظائع المرتكبة ضد الشعب السوداني، ورحب بالتقدم الأخير في توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين حتى تبلغ كل ولايات البلاد، خاصة المساعدات الطارئة للمناطق المعزولة.
وأوضح بيرييلو -عبر منشور في منصة إكس- أن السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوداني هو وقف الحرب ومنح السودانيين السيطرة على مستقبلهم، وأكد تأييده لمطالب ممثلي المجتمع المدني الذين التقاهم في بورتسودان.
مواجهةكما كشفت مصادر قريبة من مجلس السيادة -للجزيرة نت- أن لقاء البرهان مع بيرييلو، الذي استمر نحو 90 دقيقة، اتسم بالشفافية وتمت مواجهته بمواقفه تجاه الحكومة خلال الفترة السابقة وباتهامها بالتعنت في عملية السلام وعرقلة المساعدات الإنسانية.
وأفادت المصادر ذاتها -التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها- بأن المبعوث قدم توضيحات بشأن مواقفه وتعاطي واشنطن مع الأزمة و"كانت أقرب ما تكون إلى اعتذار مبطن"، وتم التوافق على استمرار التواصل والحوار، وطلبت منه الحكومة دعم خطتها لحل الأزمة التي ستعرض على مجلس الأمن.
وطرحت الحكومة السودانية في وقت سابق خريطة طريق لإنهاء الحرب عبر 4 مراحل تشمل:
الفصل بين القوات. معالجة الأوضاع الإنسانية. تسوية قضية الحرب بدمج كل المجموعات المسلحة في جيش مهني موحد. عملية سياسية للتوافق على وثيقة لإدارة البلاد خلال مرحلة تأسيسية تعقبها انتخابات عامة.واستبق المبعوث الأميركي زيارة بورتسودان بجولة في المنطقة شملت كينيا وإثيوبيا ومصر، أجرى خلالها مشاورات مع المسؤولين في العواصم الثلاث لتحريك جهود حل الأزمة السودانية وأبدى تفاؤله بتطورات إيجابية قبل نهاية العام. كما التقى في القاهرة ممثلي تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" وقوى الحرية والديمقراطية-الكتلة الديمقراطية وتحالفي التراضي الوطني والحراك الوطني.
من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مشاورات منفصلة مع نظيريه السعودي والإماراتي، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي أنيتا ويبر ومبعوث الأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة بالقاهرة، ركزت على ضرورة تسريع حل الأزمة السودانية.
زيارة وداعوتعليقا على زيارة المبعوث الأميركي إلى بورتسودان، يرى المحلل والباحث السياسي فيصل عبد الكريم أنها تأتي مع اقتراب نهاية مهمته ومغادرة الرئيس بايدن البيت الأبيض، بعد فشل واشنطن في إحراز تقدم بشأن إنهاء الحرب في السودان التي تجاوزت 18 شهرا.
وعدّها "رحلة علاقات عامة" لتحسين صورته وتجنب اتهامه بالتقصير بعدم زيارة الدولة المكلف بملفها، لأن الفترة المتبقية من عمر إدارة بايدن لن تسعفه بتحقيق اختراق في جدار الأزمة السودانية، لغياب الإرادة السياسية لدى أطراف الحرب وعجز واشنطن عن استخدام سلاح "الجزرة والعصا" خلال الفترة السابقة، كما يقول للجزيرة نت.
أما أستاذ العلوم السياسية محمد سعد الدين فيعتقد أن زيارة بيرييلو -رغم تأخرها- وعقد مجلس الأمن جلستين بشأن السودان، وخاصة التي عُقدت الاثنين الماضي، ومواجهة روسيا لمشروع القرار البريطاني لحماية المدنيين باستخدامها حق النقض (الفيتو)، يعكس زيادة اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة السودانية.
ووفقا لحديث سعد الدين للجزيرة نت، فإن السودان يقترب من أن يكون مسرحا لصراع دولي وساحة حرب بالوكالة في حال لم تتوافق القوى الفاعلة في المشهد السوداني والمؤثرة على أطراف النزاع، على تسوية لإنهاء الحرب.
ورجح أن تتعامل الإدارة الأميركية الجمهورية الجديدة مع الملف السوداني عبر حلفائها في المنطقة ولن تنخرط مباشرة فيه.