موقع 24:
2025-02-22@23:11:51 GMT

وسط الأزمات الجيوسياسية.. ما سبب هدوء الأسواق نسبياً؟

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

وسط الأزمات الجيوسياسية.. ما سبب هدوء الأسواق نسبياً؟

أثارت الهجمات على إسرائيل هذا الشهر مخاوف من صراع أوسع في الشرق الأوسط، وحتى من حرب عالمية ثالثة، إذ تصف الأصوات المراقبة هذا بأنه "أخطر وقت في الذاكرة الحية"، حيث تلوح في الأفق تهديدات من روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران.

العقل الجماعي للسوق يدرك المخاطر الجيوسياسية باعتبارها ثابتة تاريخية

لكن رد فعل الأسواق المالية كانت ضعيفة في الغالب وخصوصاً على الحريق الذي يختمر في قطاع غزة، كما يرى تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" لافتاً إلى أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي القياسي لم يتزحزح منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

حتى أسواق الأسهم الأقرب إلى منطقة القتال، من المملكة العربية السعودية إلى مصر ودول الخليج، شهدت تراجعاً معتدلاً. لم يكن هناك اندفاعاً نحو الأمان في أسواق السندات، حيث انخفضت الأسعار، ولم يكن هناك سوى القليل من الدراما في أسعار النفط أيضاً.

Why markets are relatively calm in the geopolitical storm https://t.co/4Hs6VvAjrk | opinion

— Financial Times (@FT) October 23, 2023 وجهة نظر السوق

وبحسب التقرير، فيبدو الأمر كما لو أن الأسواق تعتقد أن الصراع لن يرقى إلى أسوأ المخاوف، كما هو الحال غالبا في الأزمات الجيوسياسية. ففي الأيام التي أعقبت الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، والتي تم الاستشهاد بها كثيراً كنظير لـ7 أكتوبر في إسرائيل، كانت الأسواق بأمريكا في حالة تأهب قصوى لمتابعة ما يجري.

وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 12%، وتضخم الانخفاض بلا شك بسبب حقيقة أن الولايات المتحدة دخلت شهور عدة في ركود دام. لكن هذه المرحلة مرت بسرعة، حيث استعاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 جميع خسائره بحلول 11 أكتوبر (تشرين الأول).

ويمكن تتبع نفس النمط عند أحداث جيوسياسية مختلفة في أزمنة مختلفة، فبالنظر إلى رد فعل سوق الأسهم على 25 من أهم الأزمات الجيوسياسية منذ الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك النزاعات عبر الحدود من كوريا في عام 1950 وأعمال الإرهاب من تفجير مركز التجارة العالمي الأول في عام 1993، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في المتوسط بنحو 4%، ليصل إلى القاع في 15 يوماً، لكنه يتعافى تماماً في 33 يوماً.

Oil Falls Amid Risk-Off Mood, Possible Delay of Gaza Invasion

Israel, US are demanding release of civilians held by Hamas

WTI declines to near $86 a barrel after two weekly gains$CL_F #OOTT #WTI #Brent $OILhttps://t.co/Qf4k5SE7Pj

— Global Markets Investor (@GlobalMktObserv) October 23, 2023 أسعار الفائدة

كما وقعت 16 من هذه الأحداث في الشرق الأوسط أو نشأت عن صراعات أو جماعات إرهابية هناك مثل التفجيرات على وسائل النقل العام التي ضربت مدريد في مارس (آذار) 2004 ولندن في يوليو (تموز) 2005. بعد عمليات البيع الاندفاعية الأولية، عادة ما يسترد السوق الخسائر بسرعة. كما أن عمليات البيع في السوق بشأن الصراع الأخير في قطاع غزة أقل إثارة للانتباه حتى الآن مما كانت عليه بشكل عام. أما القلق الأكبر بحسب الصحيفة، فهو ارتفاع أسعار الفائدة.

عندما يتحدث رئيس الأمم المتحدة عن أن الشرق الأوسط "على حافة الهاوية"، ويثير المحللون الجيوسياسيون المتمرسون بشكل كبير الاحتمالات في وقوع حرب عالمية ثالثة، ليس من غير المسؤول أن ينشر الناس التحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي. فتصفية الذاكرة هي غريزة البقاء، وكذلك الرغبة في بث الأخطار الحالية.

أسوأ المخاوف

وعلى النقيض من ذلك، فإن العقل الجماعي للسوق يدرك المخاطر الجيوسياسية باعتبارها ثابتة تاريخية، ويؤطر لحظات محفوفة بالمخاطر في هذا السياق. هل من الواضح مثلا أن الشرق الأوسط أكثر خطورة الآن مما كان عليه خلال أي من الأحداث الكبرى هناك منذ الحرب العالمية الثانية؟ أن روسيا هي قوة أكثر خطورة بعد فقدان نصف قدرتها القتالية في أوكرانيا؟ أن الصين تشكل تهديداً أكبر اليوم، على الرغم من الضعف المطرد لاقتصادها؟.

Emerging Markets Under Heavy Pressure as Conflict Escalates. Mexican peso falls strongly due to conflict between Israel and Hamas. Fitch places Israel on rating watch negative as Gaza war rages. Malaysian Ringgit falls to 25 year low, the worst performer in Asia, after yen in '23 pic.twitter.com/R8Nz38JQDc

— News Source Crawler (@NewsSrcCrawler) October 19, 2023

ويقول التقرير إن فهم الأزمات الجيوسياسية على أنها ثابت تاريخي يثبت الأسواق في العاصفة. إلا أن الأفراد لديهم أسباباً لإضفاء الطابع الرومانسي على الماضي بينما يشعرون بالقلق بشأن المستقبل. ومع ذلك، يبدو أن العقل الجماعي للسوق يقوم في كثير من الأحيان بإجراء تقييمات أكثر توازناً ونزاهة للتهديدات. والرسالة التي ترسلها الأسواق الآن هي أن "أسوأ مخاوفنا لن تتحقق".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

السودان: الأمل الضائع في مواجهة الأزمات المستمرة والحروب المتجددة

بقلم: د. إبراهيم عمر(صاروخ)
منذ الاستقلال، واجه السودان سلسلة من الأزمات السياسية المتلاحقة والحروب الداخلية المستمرة، مما أعاق قدراته على تحقيق الاستقرار والنمو والتنمية. شهدت الأوضاع السياسية والأمنية تقلبات كبيرة، ما بين انقلابات عسكرية وثورات شعبية وحروب أهلية وقبلية. أدت هذه الأزمات والمشكلات إلى استمرار حالة دائمة من التشظي السياسي، وتفتيت النسيج الاجتماعي، والاستقطاب الإثني والجهوي، مما حال دون تحقيق الوحدة القومية والتكامل السياسي.
رغم الجهود المضنية والمتكررة للوصول إلى تسوية سياسية سلمية، وجد السودان نفسه في دوامة جديدة من الحروب الدموية والصراعات المميتة والفوضى العارمة. وفي ظل الأحداث المأساوية والمتسارعة، تزايدت المخاوف لدى السودانيين من مستقبل قاتم وغير آمن. يتجلى ذلك بشكل خاص مع إصرار مليشيا الدعم السريع والأطراف المتحالفة معها على تشكيل حكومة موازية. في المقابل، تصر القيادة العسكرية والمجموعات المتحالفة معها على أن لا مجال لوقف الحرب أو إجراء أي حوار بشأن الأزمة الجارية إلا بتحقيق النصر على الخصم أو الاستسلام.
هذا التموضع والتمترس يشيران إلى أن هدف طرفي الحرب هو تحقيق مكاسب خاصة بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن، مما يزيد من معاناة الشعب السوداني ويهدد وحدة البلاد ومصيرها. إن الإصرار على استمرار الحرب بلا هوادة يطرح تساؤلات ملحة حول كيفية الخروج من هذه الأزمة المركبة والنفق المظلم. فمن الواضح أن استمرار هذه الحرب الكارثية سيهدد مستقبل كيان الدولة السودانية وشعبه.
تحت وطأة هذا التعنت واللامبالاة، يتعرض المواطنون يومياً لانتهاكات جسيمة في حقوقهم بالنهب والسلب، بما في ذلك القتل الممنهج والدمار الشامل. للخروج من هذه الورطة، يتطلب الوضع تفكيراً جاداً مدعوماً بإرادة وطنية حقيقية لإيجاد حلول جذرية ودائمة للأزمة القائمة. إن العمل من أجل إنهاء الحرب يحتاج إلى أكثر من مجرد اتفاقات وتحالفات مرحلية وسطحية غير المجدية؛ بل يستوجب الأمر تقديم تنازلات من أجل مصلحة البلاد وشعبها.
من حق الشعب السوداني أن يعيش حياة مطمئنة وآمنة وكريمة، خالية من العنف والتنكيل والقتل والدمار. لتحقيق هذا الهدف، يجب على جميع فئات الشعب على مختلف توجهاتهم أن تتكاتف وتضع مصلحة الوطن فوق أي مصالح شخصية، حزبية، طائفية، قبلية وجهوية. إن الوضع الراهن لا يحتمل التأخير، بل يتطلب تحركاً عاجلاً وعملاً دؤوبا وجاداً للوصول إلى سلام شامل ومستدام ينهي مسلسل الحروب ومعاناتها.
رغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة الماثلة أمام الجميع، يبقى الأمل قائماً في الوصول إلى السلام الشامل المستدام. ولكن هذا الأمل يتطلب دفع جهوداً مشتركة وتنازلات وحواراً مستمراً لتجاوز هذه المراحل الحرجة من تاريخ بلادنا الحبيبة. إن المستقبل الأفضل الذي يتمناه الجميع يتطلب من الجميع تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية والإنسانية والمساهمة الفعالة من أجل أن يكون السودان حراً، مستقراً، مزدهراً وموحداً أرضاً وشعباً.

ibrahimsarokh@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • محمد سامي.. "مخرج الأزمات" مع نجمات الدراما المصرية
  • تراجع حاد للبورصة الأميركية والأسهم الأوروبية تنتعش
  • السودان: الأمل الضائع في مواجهة الأزمات المستمرة والحروب المتجددة
  • المطاعم في سوريا مؤشر على تعافي الاقتصاد بالبلاد
  • طقس الجمعة..أجواء بياردة نسبيا مع تكون صقيع
  • النفط والذهب تسجل أكبر مكاسب أسبوعية وسط عدم اليقين بشأن الإمدادات والتوترات الجيوسياسية
  • أيمن عبدالعزيز: قرعة الكونفدرالية جيدة نسبياً للزمالك
  • استمرار للأجواء البادرة نسبياً 
  • توقعات جديدة لأسعار الفائدة لتركيا من ستاندرد آند بورز
  • الأرصاد يتوقع أجواء باردة وباردة نسبياً خلال الساعات القادمة