وسط الأزمات الجيوسياسية.. ما سبب هدوء الأسواق نسبياً؟
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أثارت الهجمات على إسرائيل هذا الشهر مخاوف من صراع أوسع في الشرق الأوسط، وحتى من حرب عالمية ثالثة، إذ تصف الأصوات المراقبة هذا بأنه "أخطر وقت في الذاكرة الحية"، حيث تلوح في الأفق تهديدات من روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران.
العقل الجماعي للسوق يدرك المخاطر الجيوسياسية باعتبارها ثابتة تاريخية
لكن رد فعل الأسواق المالية كانت ضعيفة في الغالب وخصوصاً على الحريق الذي يختمر في قطاع غزة، كما يرى تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" لافتاً إلى أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي القياسي لم يتزحزح منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
Why markets are relatively calm in the geopolitical storm https://t.co/4Hs6VvAjrk | opinion
— Financial Times (@FT) October 23, 2023 وجهة نظر السوقوبحسب التقرير، فيبدو الأمر كما لو أن الأسواق تعتقد أن الصراع لن يرقى إلى أسوأ المخاوف، كما هو الحال غالبا في الأزمات الجيوسياسية. ففي الأيام التي أعقبت الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، والتي تم الاستشهاد بها كثيراً كنظير لـ7 أكتوبر في إسرائيل، كانت الأسواق بأمريكا في حالة تأهب قصوى لمتابعة ما يجري.
وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 12%، وتضخم الانخفاض بلا شك بسبب حقيقة أن الولايات المتحدة دخلت شهور عدة في ركود دام. لكن هذه المرحلة مرت بسرعة، حيث استعاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 جميع خسائره بحلول 11 أكتوبر (تشرين الأول).
ويمكن تتبع نفس النمط عند أحداث جيوسياسية مختلفة في أزمنة مختلفة، فبالنظر إلى رد فعل سوق الأسهم على 25 من أهم الأزمات الجيوسياسية منذ الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك النزاعات عبر الحدود من كوريا في عام 1950 وأعمال الإرهاب من تفجير مركز التجارة العالمي الأول في عام 1993، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في المتوسط بنحو 4%، ليصل إلى القاع في 15 يوماً، لكنه يتعافى تماماً في 33 يوماً.
Oil Falls Amid Risk-Off Mood, Possible Delay of Gaza Invasion
Israel, US are demanding release of civilians held by Hamas
WTI declines to near $86 a barrel after two weekly gains$CL_F #OOTT #WTI #Brent $OILhttps://t.co/Qf4k5SE7Pj
كما وقعت 16 من هذه الأحداث في الشرق الأوسط أو نشأت عن صراعات أو جماعات إرهابية هناك مثل التفجيرات على وسائل النقل العام التي ضربت مدريد في مارس (آذار) 2004 ولندن في يوليو (تموز) 2005. بعد عمليات البيع الاندفاعية الأولية، عادة ما يسترد السوق الخسائر بسرعة. كما أن عمليات البيع في السوق بشأن الصراع الأخير في قطاع غزة أقل إثارة للانتباه حتى الآن مما كانت عليه بشكل عام. أما القلق الأكبر بحسب الصحيفة، فهو ارتفاع أسعار الفائدة.
عندما يتحدث رئيس الأمم المتحدة عن أن الشرق الأوسط "على حافة الهاوية"، ويثير المحللون الجيوسياسيون المتمرسون بشكل كبير الاحتمالات في وقوع حرب عالمية ثالثة، ليس من غير المسؤول أن ينشر الناس التحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي. فتصفية الذاكرة هي غريزة البقاء، وكذلك الرغبة في بث الأخطار الحالية.
أسوأ المخاوفوعلى النقيض من ذلك، فإن العقل الجماعي للسوق يدرك المخاطر الجيوسياسية باعتبارها ثابتة تاريخية، ويؤطر لحظات محفوفة بالمخاطر في هذا السياق. هل من الواضح مثلا أن الشرق الأوسط أكثر خطورة الآن مما كان عليه خلال أي من الأحداث الكبرى هناك منذ الحرب العالمية الثانية؟ أن روسيا هي قوة أكثر خطورة بعد فقدان نصف قدرتها القتالية في أوكرانيا؟ أن الصين تشكل تهديداً أكبر اليوم، على الرغم من الضعف المطرد لاقتصادها؟.
Emerging Markets Under Heavy Pressure as Conflict Escalates. Mexican peso falls strongly due to conflict between Israel and Hamas. Fitch places Israel on rating watch negative as Gaza war rages. Malaysian Ringgit falls to 25 year low, the worst performer in Asia, after yen in '23 pic.twitter.com/R8Nz38JQDc
— News Source Crawler (@NewsSrcCrawler) October 19, 2023ويقول التقرير إن فهم الأزمات الجيوسياسية على أنها ثابت تاريخي يثبت الأسواق في العاصفة. إلا أن الأفراد لديهم أسباباً لإضفاء الطابع الرومانسي على الماضي بينما يشعرون بالقلق بشأن المستقبل. ومع ذلك، يبدو أن العقل الجماعي للسوق يقوم في كثير من الأحيان بإجراء تقييمات أكثر توازناً ونزاهة للتهديدات. والرسالة التي ترسلها الأسواق الآن هي أن "أسوأ مخاوفنا لن تتحقق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
مصر والبحرين تؤكدان أهمية تكاتف دول المنطقة لمواجهة الأزمات الاقتصادية الراهنة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس السيسي، وملك البحرين، على أهمية تكاتف دول المنطقة لمواجهة الأزمات الاقتصادية الراهنة المرتبطة بعدم الاستقرار الإقليمي.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالاً هاتفياً من جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية بشأن الوضع في غزة، وأكد الجانبان في هذا الصدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وتبادل اطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون شروط أو عراقيل، مشددين على أن التهدئة في الأرض الفلسطينية تعد الأساس لعودة الاستقرار الإقليمي
وأشار السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي، إلى أن الزعيمين تناولا كذلك التطورات في لبنان وسوريا، مؤكدين حرصهما على ضرورة الحفاظ على استقرار البلدين ووحدة وسلامة أراضيهما، وأن الزعيمين حذرا من اتساع رقعة الصراع، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تدمير لفرص استعادة السلم والأمن بالمنطقة ومقدرات شعوبها، حيث أكد الرئيس في هذا الإطار حرص مصر على أمن دول الخليج كونه مكوناً أساسياً لمنظومة الأمن القومي العربي
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الاتصال تطرق أيضا إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، وبالأخص المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، حيث أكد الزعيمان أهمية تكاتف دول المنطقة لمواجهة الأزمات الاقتصادية الراهنة المرتبطة بعدم الاستقرار الإقليمي، أخذاً في الاعتبار ما تطرحه تلك الأزمات المتلاحقة من تحديات وتهديدات جديدة، الأمر الذي يستلزم تكثيف التنسيق والتعاون بين دول المنطقة.