لندن - رويترز

توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ الطلب العالمي على الوقود الأحفوري ذروته بحلول 2030 مع زيادة استخدام السيارات الكهربائية وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وتحوله نحو طاقة أنظف، مما يقوض الأساس المنطقي لأي زيادة في الاستثمار بهذا القطاع.

ويتناقض تقرير الوكالة، التي تقدم المشورة للدول الصناعية، مع وجهة نظر منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، التي تتوقع ارتفاع الطلب على النفط لفترة طويلة بعد 2030 وتدعو إلى استثمار تريليونات الدولارات فيه.

وفي تقريرها السنوي لتوقعات الطاقة العالمية الذي صدر اليوم الثلاثاء، قالت وكالة الطاقة الدولية إن ذروة الطلب على النفط والغاز الطبيعي والفحم كانت واضحة هذا العقد في رؤيتها القائمة على السياسات الحالية للحكومات، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا.

وقال المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول‭ ‬"التحول إلى الطاقة النظيفة يحدث في جميع أنحاء العالم ولا يمكن إيقافه. إنها ليست مسألة ‭'‬إذا‭ '‬وإنما ‭'‬متى‭'‬، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل لنا جميعا".

وأضاف "يتعين على الحكومات والشركات والمستثمرين أن يدعموا التحول في مجال الطاقة النظيفة بدلا من عرقلتها".

ومع ذلك، قالت وكالة الطاقة أيضا إنه إذا بقيت الأمور على حالها فمن المتوقع أن يظل الطلب على الوقود الأحفوري مرتفعا بدرجة يتعذر معها الوصول إلى هدف اتفاقية باريس للمناخ المتمثل في قصر ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية عما قبل الصناعة.

وتتوقع الوكالة زيادة استخدام السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم عشرة أضعاف بحلول 2030، وأشارت إلى السياسات الداعمة للطاقة النظيفة في الأسواق الرئيسية باعتبارها عامل تأثير سلبيا على الطلب على الوقود الأحفوري في المستقبل.

وفيما يتعلق بالصين، ترى وكالة الطاقة أنها ستكون مصدرا رئيسيا لتغير نمو الطلب على الطاقة.

وقال التقرير إنه في حين أن الصين شكلت في العقد الماضي ما يقرب من ثلثي الزيادة في استخدام النفط العالمي، فإن القوة الدافعة وراء نموها الاقتصادي تنحسر وأصبحت "قوة للطاقة النظيفة"، إذ مثلت أكثر من نصف مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم في 2022.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: على الوقود الأحفوری وکالة الطاقة الطلب على

إقرأ أيضاً:

دراسة: 36 شركة مسئولة عن نصف الانبعاثات الكربونية فى العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفورى أحد العوامل الرئيسية لتغير المناخ، حيث تؤدى بشكل مباشر إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

ومع تزايد الاستهلاك فى القطاعات الصناعية ووسائل النقل، تتصاعد الدعوات لاتخاذ إجراءات حاسمة للحد من هذه الانبعاثات والانتقال نحو مصادر طاقة نظيفة ومستدامة.

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على دراسة تحليلية كشفت أن نصف انبعاثات الكربون العالمية الناجمة عن الاحتباس الحرارى مصدرها الوقود الأحفورى الذى تنتجه ٣٦ شركة فقط.

ووفقا للدراسة، فإن بيانات عام ٢٠٢٣ عززت المطالبات بمحاسبة شركات الوقود الأحفورى على دورها فى تغير المناخ، حيث استخدمت إصدارات سابقة من التقرير السنوى فى قضايا قانونية ضد تلك الشركات والمستثمرين.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه الشركات، ومن بينها "أرامكو السعودية"، و"كول إنديا"، و"إكسون موبيل"، و"شل"، وشركات صينية كبرى، كانت مسئولة عن أكثر من ٢٠ مليار طن من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون خلال عام ٢٠٢٣.

ولو كانت "أرامكو السعودية" دولة، لكانت رابع أكبر مصدر للانبعاثات بعد الصين والولايات المتحدة والهند، فيما تعادل انبعاثات "إكسون موبيل" الانبعاثات الصادرة عن ألمانيا، تاسع أكبر ملوث فى العالم.

ووفقا للاتفاقيات الدولية، يتعين على العالم خفض انبعاثاته بنسبة ٤٥٪ بحلول عام ٢٠٣٠ للحفاظ على فرصة تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة عند ١.٥ درجة مئوية. غير أن الانبعاثات تواصل الارتفاع، مما يؤدى إلى زيادة حدة الظواهر المناخية المتطرفة التى تهدد الأرواح وسبل العيش عالميا.

وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن أى مشاريع جديدة للوقود الأحفورى تم إطلاقها بعد عام ٢٠٢١ تتعارض مع تحقيق الحياد الكربونى بحلول ٢٠٥٠، لافتة إلى أن غالبية الشركات البالغ عددها ١٦٩ شركة، والتى تشملها قاعدة بيانات "كاربون ماجورز"، قد زادت من انبعاثاتها خلال عام ٢٠٢٣، الذى سجل كأكثر الأعوام حرارة على الإطلاق.

وفى هذا السياق، قالت كريستيانا فيغيريس، المسئولة السابقة عن ملف المناخ فى الأمم المتحدة عند توقيع اتفاقية باريس عام ٢٠١٥: "هذه الشركات تبقى العالم مدمنا على الوقود الأحفورى دون خطط واضحة لخفض الإنتاج. العلم واضح: لا يمكننا الاستمرار فى استخراج المزيد من الوقود الأحفوري، بل يجب الانتقال إلى نظام اقتصادى خال من الكربون يخدم البشرية والكوكب".

من جهته، قال إيميت كونير، من مؤسسة "إنفلونس ماب" البحثية التى أعدت تقرير "كاربون ماجورز": "على الرغم من الالتزامات المناخية العالمية، فإن أكبر منتجى الوقود الأحفورى يواصلون زيادة إنتاجهم وانبعاثاتهم بشكل كبير، مما يسلط الضوء على تأثيرهم الكبير فى أزمة المناخ ويعزز الدعوات لتحميلهم المسئولية المؤسسية".

وردا على ذلك، صرح متحدث باسم "شل" بأن الشركة ملتزمة بأن تصبح خالية من الانبعاثات بحلول عام ٢٠٥٠، مشيرا إلى أن استثماراتها فى التقنيات الجديدة تهدف إلى تقليل الانبعاثات لديها ولدى عملائها. فيما رفضت "أرامكو السعودية" التعليق، ولم ترد شركات أخرى، مثل "كول إنديا" و"إكسون موبيل" و"شيفرون" و"توتال إنرجيز" و"بى بي"، على طلبات التعليق.

وقد استخدمت بيانات "كاربون ماجورز" لدعم قوانين أقرتها ولايتا نيويورك وفيرمونت فى الولايات المتحدة، والتى تهدف إلى مطالبة شركات الوقود الأحفورى بتعويضات عن الأضرار المناخية.

كما استشهدت بها مجموعات قانونية فى دعم اتهامات جنائية محتملة ضد مسئولى هذه الشركات، وظهرت فى إجراءات تنظيمية، مثل شكوى منظمة "كلينت إيرث" ضد "بلاك روك" بتهمة تضليل المستثمرين.

ويحسب التقرير انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى الناجمة عن حرق الفحم والنفط والغاز التى تنتجها ١٦٩ شركة كبرى. كما تتضمن قاعدة البيانات انبعاثات قطاع الأسمنت، الذى شهد زيادة بنسبة ٦.٥٪ فى عام ٢٠٢٣.

وشملت قائمة الشركات الـ ٣٦ المسئولة عن نصف الانبعاثات العالمية فى عام ٢٠٢٣، شركات مملوكة للدولة مثل "تشاينا إنرجي"، و"شركة النفط الوطنية الإيرانية"، و"غازبروم" الروسية، و"أدنوك" الإماراتية. كما ضمت شركات مملوكة للمساهمين، مثل "بتروبراس" البرازيلية و"إيني" الإيطالية.

وتظهر البيانات التاريخية أن ثلثى انبعاثات الكربون من الوقود الأحفورى منذ الثورة الصناعية ناتجة عن ١٨٠ شركة، ١١ منها لم تعد موجودة.

فى هذا السياق، قال كومى نايدو، رئيس مبادرة "معاهدة حظر انتشار الوقود الأحفوري": "نحن نعيش لحظة حاسمة فى تاريخ البشرية، ومن الضرورى أن تتحرك الحكومات لإنهاء التوسع فى استخدام الوقود الأحفوري، باعتباره السبب الجذرى للأزمة المناخية الحالية".

مقالات مشابهة

  • تركيا.. صادرات السيارات تناهز 6 مليارات دولار في شهرين
  • العراق.. تحذير من فقدان نصف الطاقة الكهربائية مع توقف إمدادات الغاز الإيراني
  • دعوة نيابية لاستحداث مصرف لتمويل قروض الانتقال إلى الطاقة النظيفة في العراق
  • 2030.. «ثلث العالم» في «المونديال»!
  • مدير وكالة الطاقة الذرية: سياسات ترامب تهدد بسباق نووي والعقوبات تفقد جدواها
  • دراسة: 36 شركة مسئولة عن نصف الانبعاثات الكربونية فى العالم
  • انخفاض تجهيز الطاقة الكهربائية لمحافظة ديالى بسبب إطفاء الخط الإيراني
  • شاب سوري يستثمر المرايا التوربينية لشحن بطاريات السيارات الكهربائية
  • أخبار السيارات| شركة عالمية تصنع أول سيارة خارقة بـ3 مقاعد .. ظهور سيارة مرسيدس GLC الكهربائية
  • المنتجات النفطية: ضبط 13 حالة لتهريب الوقود في كانون الثاني الماضي