شبكة اخبار العراق:
2024-11-26@00:01:01 GMT

جامعة الدول العربية والصعود إلى الفشل

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

جامعة الدول العربية والصعود إلى الفشل

آخر تحديث: 24 أكتوبر 2023 - 9:11 ص بقلم:سمير داود حنوش مؤسسة تحمل عنوانا كبيرا من الشعور العربي الموحد، لكننا للأسف اكتشفنا متأخرين أنها تحمل بين طياتها عناوين الفشل والهزيمة، مؤسسة جعلتنا نعيش زمنا طويلا من الأوهام حيث لم تنجح في حل مشكلة عربية واحدة بين أعضائها ليتخطى ذلك الفشل الحدود العربية، لم تتجاوز إنجازاتها وفعالياتها بيانات الشجب والاستنكار وفي أفضل الحالات يكون الخطاب بلغة شديدة اللهجة، الاشتراكات السنوية وحجم الدعم المالي والمعنوي الذي تتلقاه المؤسسة التي يجتمع أعضاء الدول العربية في أروقتها ودهاليز بنايتها يوحيان للمشاهد بأنها ذات حضور سياسي فعّال.

هي جامعة الدول العربية التي يُقال إنها كانت فكرة بريطانية لجذب الرأي العام، ودفع العرب إلى الوقوف معها في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا، عن طريق مخاطبة مشاعرهم، وأحلام الوحدة التي كانت تراودهم بإصدار بيان أنتوني أيدن الذي عيّنه رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل وزيرا للخارجية في 23 كانون الأول/ ديسمبر 1940. كان أيدن أول من طرح فكرة إنشاء جامعة الدول العربية، وذلك بخطاب له في أيار/ مايو 1941. الغريب في ما تحمله هذه المؤسسة من إرهاصات هو غياب مفهوم الأمة العربية أو الوطن العربي أو حتى الشعب الواحد، وكأن العنوان يوحي بوجود شعوب متعددة لا يجمعها سوى التنسيق والتعاون، ومن سخريات قراراتها أنها غير ملزمة للأعضاء.لم تتمكن هذه الجامعة من تحقيق الانسجام والتوافق بين العراق والكويت أو بيان موقفها من الأحداث في سوريا وليبيا أو حتى توضيح موقفها من ثورات الربيع العربي، بل لم تستطع إيقاف الجيوش الغازية التي وطأت أقدامها أرض الخليج في حروبه الأولى والثانية وظلّت مكتوفة الأيدي بسبب هيمنة القرار الخارجي عليها.لا أجد لها تشبيهاً سوى أنها نقابة للرؤساء والزعامات وتجمّع للمتقاعدين والقاعدين من السياسيين.لن ننتقد دورها في معالجة قضايا العرب “فما لِجُرحٍ بميّت إيلام”، فهي في النهاية منظمة كغيرها تخضع لضغوط تتعداها وتحول دون إصداحها بالرأي المستقل. أُمناء الجامعة العربية لا يجيدون من وظائفهم سوى مشاعر القلق العميق، فما يحدث للعرب قد أثبت عجز جامعتهم المستديم إزاء ما يحدث لأهل غزّة، خصوصاً ذلك البيان العقيم الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس وزراء خارجية العرب في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي عقد إثر عملية طوفان الأقصى والتصعيد الإسرائيلي على قطاع غزّة، إذ نصّت الفقرة الثانية منه على إدانة قتل المدنيين من الجانبين واستهدافهم وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين، انسجاما مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي، وضرورة إطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين، وكأن بيان الجامعة العربية يساوي بين القاتل والضحية. وبصريح العبارة فإن جامعة الدول العربية انتهت مدة صلاحيتها ولا بد من إنشاء جامعة جديدة كما حدث في تأسيس الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم، وهنا يتبادر إلى الذاكرة سؤالان أساسيان أعلم أن لا مجيب عنهما، وهما: لماذا لا تُطرح فكرة تدوير منصب أمين عام الجامعة على كل الدول العربية حيث أصبح انتماء الأمين العام إلى دولة المقر (مصر) عُرفا سائدا؟ ولماذا لا يُسمح لمسيحي عربي بالترشح للأمانة العامة، أليس المسيحيون العرب جُزءاً من المكون العربي في المنطقة؟أيها العرب.. مؤسستكم التي تدّعي أنها جامعة للدول العربية أصبحت ميّتة سريريّا حين أعلنت فشلها في حل مشاكلكم وآن لكم أن تبحثوا عن البديل. ويقال إن الرئيس المصري الأسبق أنور السادات كان قد اقترح أن يحول مبنى الجامعة العربية في القاهرة إلى فندق، ولا نزيد على هذا الاقتراح سوى ما اقترحناه: أن يكون مقر الجامعة مقهى للمتقاعدين والسياسيين خارج الخدمة لتناول فناجين الشاي والقهوة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: جامعة الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

هل سيمنع اجتماع الجامعة العربية الضربة الإسرائيلية على العراق؟

بغداد اليوم -  بغداد

رأى الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد التميمي، اليوم الاحد (24 تشرين الثاني 2024)، ان اجتماع الجامعة العربية لن يمنع الضربة الإسرائيلية المرتقبة على العراق.

وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، ان "الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية لن يغير أي شيء بموقف الكيان الصهيوني من شنه ضربات على العراق خلال الفترة المقبلة، خاصة وان اغلب تلك الدول المجتمعة على علاقات طيبة وجيدة مع الكيان الصهيوني"، مبينا ان "هذا الاجتماع لن يكون اكثر مما هو اجتماع اعلامي وبرتوكولي لإعلان المواقف فقط، دون خطوات عملية حقيقية من قبل تلك الدول".

وأضاف ان "العراق يسعى من خلال تحركه نحو المجتمع الإقليمي والدولي لتحشيد موقف يسانده في مواجهة الكيان الصهيوني، رغم ان يعلم جيداً بان جامعة الدول العربية لن تقدم له أي شيء والجامعة غير قادرة على منع إسرائيل من تنفيذ ضرباتها المرتقبة، والتي تؤكد كل المعطيات انها حتمية وستكون ضد اهداف قد حددت سابقاً من قبل هذا الكيان، الذي يريد توسعة دائرة الحرب في منطقة الشرق الأوسط".

واعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حسان زكي، امس السبت، عن نية الجامعة عقد جلسة "طارئة" اليوم الاحد، للتباحث حول النوايا الإسرائيلية لشن هجمات عسكرية على العراق. 

 

مقالات مشابهة

  • رئيس البرلمان العربي: الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم 
  • رئيس البرلمان العربي: الجامعة العربية رمز وحدة العرب
  • انطلاق أعمال المؤتمر العربي الأفريقي لمنظمي الطاقة 2024 بالجامعة العربية
  • مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية والأكاديمية العربية للسمع والتوازن
  • الجامعة العربية تبحث كيفية التعامل مع التهديدات الإسرائيلية ضد العراق بمشاركة المغرب
  • الجامعة العربية توجه رسالة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن موقفها الداعم للعراق
  • الجامعة العربية: ندين محاولات الاحتلال توسيع ممارساته العدوانية ونؤكد دعم العراق
  • هل سيمنع اجتماع الجامعة العربية الضربة الإسرائيلية على العراق؟
  • بحضور أبو الغيط.. انطلاق فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية
  • بالصور.. جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أول جامعة خاصة تُدعى رسمياً لمقر جامعة الدول العربية