أُفشِلت قمة القاهرة للسلام: أوروبا تمارس دورها في إبادة الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أُفشِلت #قمة_القاهرة_للسلام: أوروبا تمارس دورها في إبادة #الشعب_الفلسطيني
كتب م. #علي_أبو_صعيليك
تابعنا معظم كلمات قادة الدول العربية في قمة القاهرة للسلام وكانت في معظمها تتمحور حول إيقاف آلة #الحرب التي تعمل على #إبادة #الشعب_الفلسطيني في غزة ومن ثم ادخل المساعدات الإنسانية وبعد ذلك العودة لمسار السلام، ورغم أن تلك الخطابات كانت في الحد الأدنى للتعامل مع الوضع الراهن خصوصاً البحث عن وقف فوري للإبادة المسعورة التي يمارسها الاحتلال، ولكن ذلك لم يحدث بسبب الموقف الأوروبي المتمثل برئيس المجلس الأوروبي وكذلك رؤساء وزراء إيطاليا واليونان وقبرص الذين قاموا بزيارة للكيان الصهيوني في يوم القمة من أجل تقديم الدعم والتعاطف في موقف يعكس ازدواجية المعايير التي تتعامل بها القارة الأوروبية في موقفها من القضية الفلسطينية!
لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، فقد كانت الدول الكبرى في أوروبا خصوصاً بريطانيا وفرنسا هي حجر الأساس لاحتلال فلسطين وتسليمه لعصابات القتل الصهيونية عام 1948 مثل عصابات “الهاجانا” و “الإرغون” وغيرهما وهي التي مارست جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في سلسلة ممتدة من المجازر لغاية اليوم، والدور الأوروبي منذ ذلك الحين كان أساسيا في جميع الاتجاهات العسكرية والسياسية والإعلامية وغيرها من الخدمات الأساسية التي ثبت من خلالها وجود الكيان في المنطقة.
هذا جزء من تاريخهم الملطخ بدماء الأبرياء، فمعظم الدول الأوروبية دول استعمارية لها تاريخ أسود في المنطقة العربية وغيرها من دول العالم العالم، ولم تغير الديموقراطية التي أصبحت تفرز حكوماتهم شيئاً في حاضرهم، فهي ديموقراطية وظيفية بمعنى أنها تؤدي واجبات معينة في نطاق داخلي لا علاقة له بما تقوم هذه الدول في دول العالم الأخرى، مثلاً فرنسا لا زالت تمارس احتلال معظم أفريقيا بطرق مباشرة وغير مباشرة وتنهب ثرواتها وهي المسؤولة الأولى عن حالة التخلف والفقر التي تعيشها القارة السمراء، ورغم ذلك يتبجح الفرنسي بنظامه الديموقراطي ويغمض عينية عن مآسي الشعوب التي حدث ولا زالت بسبب دولته.
في فلسطين تحديداً تمت تعرية وجه القارة القبيح في العديد من المواقف السابقة والحالية، ولم تنجح قيادات الدول الأوروبية في استغلال أي فرصه للعمل على تغيير صورتهم نحو الأفضل، ومنها فرصة دعم إنجاح قمة القاهرة للسلام والتي كانت تبحث في جوهرها عن مجرد إيقاف الإبادة المقززة التي تستمر في قطاع غزة يومياً من منطلق أن حماس هي من بدأت الحرب، متجاهلة حقيقة الوضع في المنطقة، حيث أن ما حصل في السابع من أكتوبر هو ردة فعل، والفعل الحقيقي هو الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ومقاومة الاحتلال هو حق تكفله الأنظمة والقوانين الدولية للأفراد والجماعات.
وحديث مندوبي أوروبا ورؤساء وزرائهم عن شرعية حركة المقاومة الإسلامية حديث مغلوط يجانب الحقيقة، والشاهد على ذلك أن الحركة الإسلامية فازت بأغلبية ساحقة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 في انتخابات أشرف على تنظيمها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ولأن تلك النتائج لم تعجبهم فقد تأمرو بعد ذلك على الحركة وحاصروها من خلال صنيعتهم “إسرائيل” بحصار بري وبحري وجوي مستمر حتى الآن وصنعوا من قطاع غزة سجناً كبيراً في عقوبة جماعية.
في الحقيقة إن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لا زالت تمثل شريحة كبيرة من الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج وقد كان أبرز الهتافات الشعبية في المظاهرات التي خرجت في معظم الدول العربية أنها “قالوا حماس إرهابية،،، كلنا كلنا حمساوية” وهو يمثل استفتاء شعبيا تلقائيا يؤكد تأييد العديد من أبناء الشعب الفلسطيني لمسار الجهاد الذي اتخذته الحركة من أجل تحرير فلسطين بعد الفشل الذريع الكامل للمسار السياسي المتمثل بعملية السلام التي أجهضتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تماماً ولم يعد لها مكان رغم مطالبة القادة العرب بالعودة لها من خلال قمة القاهرة للسلام.
بعد الموقف الأوروبي الواضح في تأييدها وتغطيتها للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة تحديداً وترافق ذلك مع مظاهرات ضخمة في شوارع أوروبا مؤيدة لحق الفلسطينيين المشروع في إقامة وطنهم على أرضهم وإنهاء الاحتلال، فإن الجاليات العربية في أوروبا ومؤسسات المجتمع المدني مطالبة بزيادة جهودها وضغطها على حكومات تلك الدول من أجل إيقاف الإبادة لأن تلك الدول الاستعمارية هي التي تملك ذلك القرار.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: قمة القاهرة للسلام الشعب الفلسطيني الحرب إبادة الشعب الفلسطيني قمة القاهرة للسلام الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: لا يمكن اتخاذ قرارات بشأن مستقبل أوكرانيا بدون علمها
أكد زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الخميس على أنه لا يمكن اتخاذ أي قرارات بشأن مستقبل أوكرانيا بدون موافقتها أو خلف ظهور شركائها في أوروبا، قبل شهر واحد فقط من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
وأصبح موقف أوكرانيا محفوفًا بالمخاطر بعد أكثر من 1000 يوم من الحرب، حيث تواصل روسيا تحقيق مكاسب في ساحة المعركة، ودفع خط المواجهة تدريجيًا غربًا على الرغم من معاناتها من خسائر فادحة، بالإضافة إلى أن شبكة الطاقة في أوكرانيا في حالة يرثى لها ومن الصعب العثور على المجندين العسكريين.
في إظهار للتضامن في قمة في بروكسل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كرر العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي التأكيد على أنه لا شيء عن أوكرانيا بدون أوكرانيا، ولا شيء عن الأمن في أوروبا بدون الأوروبيين، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
يعود ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025 بعد أن وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة وتحدث عن علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويشعر العديد من الأوروبيين بالقلق من أن هذا قد يؤدي إلى صفقة سيئة لأوكرانيا، والقلق الكبير الآخر هو أن بوتين سيستخدم أي فترة انتقالية لإعادة التسلح والتسبب في المزيد من الصراعات.
تدور الشائعات في أوروبا حول محادثات السلام المحتملة في أوائل عام 2025، وما إذا كانت قوات حفظ السلام الأوروبية قد تكون ضرورية لفرض أي تسوية، لكن القادة يحاولون إبقاء الغطاء على التكهنات حول ما هم على استعداد للقيام به حتى لا يكشفوا عن أوراقهم لروسيا.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه من المهم "ضمان المساعدات طويلة الأجل لأوكرانيا - يجب أن يكون من الواضح أننا مستعدون لتمكين الدعم طالما كانت هناك حاجة إليه".
وأضاف أن الدفاع الجوي والمدفعية والذخيرة على رأس القائمة.
وعندما سئل عن ترامب، قال شولتز إن انطباعه من الحديث مع الرئيس المنتخب "هو أن التعاون الجيد بين أوروبا والولايات المتحدة ممكن"، مضيفا أن "المبدأ هو دائما: لا قرارات فوق رؤوس الأوكرانيين، وهذا يعني بالطبع فوق رؤوس الدول الأوروبية".
وكان لرئيس وزراء لوكسمبورج لوك فريدين رسالة مماثلة.
وقال: "نحن بحاجة إلى الوقوف مع أوكرانيا، وكل خطوة ... يجب أن تُتخذ مع أوكرانيا وفي حضور الاتحاد الأوروبي، يتم تحديد مستقبل أوكرانيا في أوروبا وليس في أي مكان آخر".
وأكد رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف أن أوكرانيا وحدها يمكنها تحديد شروط المحادثات، "وليس من حقنا التحدث عن ذلك، في الوقت الحالي، لم تشير أوكرانيا بعد إلى استعدادها للقيام بذلك".
وقال زيلينسكي إن كييف بحاجة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للبقاء متحدين العام المقبل، قائلاً إن "الولايات المتحدة وأوروبا فقط معًا يمكنهما إيقاف بوتين وإنقاذ أوكرانيا"، موضحا أن الضمان الأمني الفعال الوحيد يظل عضوية الناتو.
وعندما سُئل عن تفاصيل الخيارات التي تتم مناقشتها مع الأوروبيين، قال زيلينسكي إنه لا يستطيع التعليق.،"لا توجد قرارات بشأن ذلك، وهناك بعض الإرادة السياسية، والفهم بأن بوتن خطير، والفهم التام بأنه لن يتوقف بشأن أوكرانيا".