????ليس هناك خلاف في أن الأزمة التي يمر بها السودان الآن، لم يكن لها مثيل، وما جري، ولا يزال يجري لم يكن يخطر علي بال أكثر الناس تشاؤما، وما يزيد الأزمة تعقيدا أن أكثر أطرافها تسعي للحلول في غير مظانها، وأن كثيرين منهم يعملون حسابا كبيرا لما يمكن أن يكسبوه، ولا يعملون لمصالح الوطن أي حساب.

انقسم الناس هذه الأيام بين من يدعون للحرب، ومن ينادون بوقفها، وكلا الدعوتين لها وجاهتها إذا انطلقت من مرتكزاتها الصحيحة، فالدعوة إلى حرب التمرد ليست مقبولة فقط، ولكنها مطلوبة، وبقوة إذا كانت من أجل نصرة جيش الوطن ودعمه والوقوف معه لحسم مليشيا التمرد التي صارت تحارب كل أهل السودان، وتحارب قيمه وتاريخه وتراثه، وصار الذين يحاربون باسم المليشيا، أكثرهم من غير أهل السودان، وبعضهم لمغانم شخصية، وآخرون يقاتلون لاغتنام الوطن كله، والذين يدعمون التمرد من دول المنطقة العربية والافريقية والأجنبية كلهم خصوم لبلدنا وطامعين في خيراتها وموادها، وهؤلاء قتالهم فرض عين علي كل سوداني وسودانية حتى ينحسم أمرهم تماما، ويجلون من أرضنا وتطهر من دنسهم، وأكثر الذين يقاتلون مع القوات المسلحة، ويدعون إلى نصرتها يفعلون ذلك من هذا المنطلق، ولكن هذا لا ينفي وجود البعض من الذين يفعلون ذلك لاجندة حزبية وسياسية ضيقة، وحتى لا يذهب الناس مذاهب بعيدة، دعونا نسمي الأشياء بأسمائها.

معلوم أن الإسلاميين هم أول وأكثر من هب لنصرة القوات المسلحة، وهم أكثر من احتسب شهداء في هذا السبيل، نسأل الله أن يتقبلهم عنده في أعلي عليين، ويسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وهذا الموقف منسجم مع أدب الحركة، ومع تاريخها الذاخر والمحتشد بالبطولات والتضحيات في سبيل الله والوطن، إلا أن قلة قليلة من الذين لا ينظرون إلى أبعد من تحت أقدامهم يشوهون هذا الموقف العظيم، ويستغل ذلك خصومهم، واعداء الوطن الذين يحسبون كل صيحة عليهم، ويزعمون أن هذه الحرب، هي حرب الإسلاميين، ومن يسمونهم الفلول، ويدعون إلى وقفها فورا، وفي ذلك خذلان لجيش الوطن، وتثبيط لهمم المجاهدين والمقاتلين في سبيل الله والوطن والعرض والمال والولد.
وفي جانب آخر فإن الدعوة لوقف الحرب، دعوة منطقية، ومقبولة ومطلوبة، إذا كانت من باب أن “الصلح خير” ولكن أن يكون دعاة “لا للحرب” وأصحاب فكرة “الجبهة المدنية لوقف الحرب” هم ذاتهم الذين حثوا علي الحرب، وحرضوا لها، ودعموها، ففي ذلك إفساد لدعوة وقف الحرب، وليس خافيا علي أحد أن الذين اصطفوا أخيرا يدعون إلى وقف الحرب، هم ذاتهم شلة مركزية الحرية والتغيير، وواجهاتها حلفاء حميدتي السابقين الذين حرضوه علي الحرب، وهم ذاتهم الذين كانوا يقولون “حميدتي الضكران الخوف الكيزان” فلما انهزم شر هزيمة، وصارت القوات المسلّحة ومن خلفها المجاهدون والمستفرون قاب قوسين أو أدني من النصر الكامل، نشط هؤلاء يعوون “لا للحرب”

فنعم للحرب لتطهير الأرض من دنس التمرد وعملائه، وواجهاته، وداعميه، ونعم للسلام حقنا للدماء، شرط أن يحافظ علي وحدة الدولة، والسيادة الوطنية، ووحدة وتماسك المؤسسة العسكرية، والحفاظ علي قوميتها، جيشا واحدا للسودان كله، لا جيش معه.

✍️جمال عنقرة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الدعوة إلى تماسك النسيج الاجتماعي .. الدولة السودانية الواحدة

تقرير: حسن اسحق/ يشير المحامي والقانوني معتز المدني السكرتير السياسي للجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين الى اسباب ازالة الحرب في السودان وتداعياتها الماثلة في الوقت الراهن، يجب الوقوف ضد المنظومة التي تريد تكوين حكومة موازية، وفي المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع، الجبهة المدنية تنادي بالدولة السودانية الموحدة وتماسك النسيج الاجتماعي.
واوضح ان هذا يجب أن يتحقق بالطرق السلمية، والعدالة، والعمل علي إزالة التجييش القبلي والمناطقي، والعسكرة الاهلية، والجبهة مع التغيير الجذري الاجتماعي، واسترداد ثورة ديسمبر، وتنادي بابعاد كل الكتائب الاسلامية باعتبارها العدو الأساسي لثورة ديسمبر، والمطالبة بمحاسبة كل الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوداني، و المنادين بخطاب الكراهية والمتربصين بثورة ديسمبر، وأمراء الحرب.
أوضح معتز ظهور النوايا المضمرة لإجهاض ثورة ديسمبر من الأطراف المعادية في وسائل التواصل الاجتماعي، والجبهة الديمقراطية تقف ضد هذا المشروع بكل الوسائل المتاحة، ومناهضته، وكذلك أبعاده من المشهد السياسي، ويجب الوقوف ضد اطالة امد الحرب، ودواعي التقسيم، وضد عودة النظام الانقاذي القديم.
أضاف معتز ان الجبهة المدنية ضد المحاكمة الصورية، وفكرة ’’ قانون الوجوه الغريبة ‘‘، باعتباره محرض عنصري، و جهوي، وقبلي، وخطاب الكراهية الذي يؤدي إلى الاصطفاف الموازي، وتحويل الحرب الى حرب اهلية مناطقية.
مشيرا إلى أن بعض المحامين يواجهون العديد من المشاكل اثناء ظهورهم في المحاكم، وتتم ملاحقتهم بواسطة الاجهزة الامنية، واتهامهم بالخيانة، هذا بدوره أدى ظهور المشاكل المتعلقة بالعدالة وعمل المحاكم، باعتبارها محاكم صورية، هي كلها من المشاكل التي قد تؤدي إلى الانقسام والتشظي.
يضيف معتز ان الجبهة المدنية تقوم بمجهودات ضخمة جدا، الحليف الاستراتيجي للجبهة الديمقراطية، وصدر ميثاق استعادة الديمقراطية منذ فترة طويلة، واسترداد الثورة، وقدم الحزب الشيوعي ميثاق استعادة الديمقراطية كحد ادني، وجزء من الاحزاب السياسية كانت تنادي باستعادة الاتفاق الاطاري.
وكانت تلك الخطوة لا تلبي الطموحات في الحس الثوري، ولا في شعارات ديسمبر، بل الفكرة كانت جزء من الهبوط الناعم، ويساهم الاتفاق في وجود الجيش والدعم السريع في السلطة في تسوية سياسية، وهي لا تعبر عن الثورة الحقيقية في ديسمبر.
أضاف أن برنامج الحد الادنى، كان يفترض التنظيمات السياسية تنطوي تحته بشكل كامل جدا، وبه مسلمات واساسيات غير قابلة للتغيير، تتمثل في إسقاط الانقلاب، واستعادة الثورة، مع اعادة النظر في الوثيقة الدستورية، والمسائل المتعلقة بالاقتصاد والمعيشة، والسلام، وأسباب التهجير، والنازحين، والعلاقات الخارجية.
وكان الطرح يتجه في الاتجاه المطلوب، لكن حصلت بعض المشاكل في التنظيمات الأخرى، التي كانت تحاول أن تدخل في مظلة الجبهة المدنية، عن طريق الكتل، بل عن طريق لافتاتها الحزبية، أن ضعف التنظيمات السياسية، وغير البرامجية، مثل حزب المؤتمر السوداني، وليس له أي ترسانة منهجية، ولا قضايا فكرية، ولا خلفية فكرية متكاملة.
ظهر الميثاق الثوري لسلطة الشعب وقوى التغيير الجذري، هي المكونات الحقيقية للجبهة المدنية الحقيقية التي يمكن أن تساهم في مناهضة الحرب، والقيام بالدور الثوري الكبير، ومحاربة المشروع الداعي الحرب من الجهات الظلامية.
وأوضح معتز أن الجبهة تعمل للالتفاف حول الجبهة المدنية، من واقع عدم الإفلات من العقاب، تحقيق العدالة، والتحقيقات في الجرائم، وتسليم المطلوبين، ومسائل حقوق الإنسان، ومحاربة الفساد، والتشريع، والدستور، هي من المسائل المهمة التي يفترض ان الرابط في اي تحالف موجود، في اي خطوط تساهم مع الحليف الاستراتيجي للحزب الشيوعي.
أوضح معتز إن الجبهة المدنية واجهتها الكثير من المشاكل والتعقيدات، منها ذهب تيار تقدم الى جهة مخالفة لتيار الجبهة الديمقراطية، فيما يتعلق بالحرب، ومضمون الحرب، ومفهوم الحرب ذاتها، وتقدم تتكلم عن التسويات، وتم تجميع الأحزاب الوطنية للتنسيق مع لجان المقاومة، انه موجود في الميثاق الثوري، والنضال المشترك وسط الجماهير، وهزيمة المخطط الخارجي، ومحاربة النعرات القبلية، وكرر هذا ما تقوم به الجبهة المدنية، أن الحرب وايقافها مرتبط باسترداد شعارات الثورة.

ishaghassan13@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأممي للسودان يؤكد الحاجة لحل سياسي شامل ينهي الأزمة السودانية
  • اضبطوا البوصلة على هدف استعادة الثورة..!
  • مرافعة الطبقة الوسطى في الحرب السودانية
  • هل تغامر الرياض بقرار العودة للحرب ضد صنعاء ام ستواصل التهدئة؟!
  • الدعوة إلى تماسك النسيج الاجتماعي .. الدولة السودانية الواحدة
  • اليونان تدعو إلى السلام وإنهاء الأزمة الأوكرانية في اجتماع مجلس الأمن
  • الجيش إذ انتفض وانتصر… والشعب إذ يشتعل ويبتدر
  • آثار مدمرة للحرب بأوكرانيا على النظام البيئي في المنطقة
  • السيناريو الأبرز لـ”اليوم التالي” للحرب في غزة​
  • هل سيقبل بوتين بقوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا ؟.. ترامب يجيب