يمنح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP 28″، الشباب العربي منصة ملهمة للتفاعل مع القضايا البيئية وابتكار حلول إبداعية واستباقية مبتكرة في مواجهة تحديات التغير المناخي.

وتزامنا مع استضافة الدولة لـ”COP 28” خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين في مدينة إكسبو دبي ، تسلط وكالة أنباء الإمارات “وام” الضوء في التقرير التالي على جانب من مبادرات مركز الشباب العربي الرائدة لتمكين الشباب العربي من أداء دور فاعل في تعزيز الطموح المناخي ودفع مسار العمل المناخي العالمي.

ففي أغسطس 2021، وبالتزامن مع الاحتفاء بفعاليات اليوم العالمي للشباب ، أعلن مركز الشباب العربي إطلاق “مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي”، ليشكل منصة إقليمية تعزز تفاعل الشباب العربي مع القضايا البيئية، ويدعم الاستراتيجيات العربية المتعلقة بالبيئة والتغير المناخي، ويساهم في إيجاد قادة رأي ومبتكرين شباب في مجال العمل المناخي.

وجاء إطلاق هذا المجلس بالتعاون مع جامعة الدول العربية، ووزارة التغير المناخي والبيئة، ومكتب المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون التغيّر المناخي ، وبالشراكة مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص العربية الحريصة على المساهمة في فعاليات وجهود العمل من أجل المناخ ، ولدعم العمل الشبابي المختص بقضايا التغير المناخي، وإشراك الشباب في ابتكار حلول إبداعية واستباقية مستدامة لتحدي التغير المناخي.

ووضع المجلس مجموعة من الأهداف الاستراتيجية من أهمها تمكين الشباب العربي بالمهارات المطلوبة لمواجهة التحديات المناخية، وتمثيل صوته في المحافل العربية والدولية في مجال البيئة، ودعم الدول العربية في تعزيز جهودها للعمل المناخي، ورفع توصيات استراتيجية لصنّاع القرار في العالم العربي، فضلاً عن اقتراح حلول فعالة بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، وتشجيع الاستثمار في المشاريع الناشئة والصغيرة في مجال حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة.

وانبثقت من مجلس الشباب العربي للتغير المناخي العديد من المبادرات ، ومنها لقاءات “تمويل المستقبل المستدام” التي تتضمن مجموعة من الحلقات النقاشية الدورية حول تمويل المستقبل المستدام، بهدف تمكين الشباب وتعزيز دوره الريادي في تبني سلوكيات الاستدامة في مجتمعات المستقبل، وبناء القدرات لدى الأفراد والمجتمعات في مجال تخطيط المستقبل المستدام، ومشاركة أفضل الممارسات في تمويل نمط حياة مستدام، إضافة إلى توفير منصة فريدة من نوعها لطرح الأفكار المبتكرة وتبادل المعارف والخبرات والتجارب الناجحة الخاصة بتمويل المستقبل الأخضر والمستدام.

كما تم في شهر مايو 2022 إطلاق “شبكة العمل المناخي الشبابي”، الهادفة لإشراك الشباب العربي من مختلف التخصصات، في أنشطة وبرامج الاستدامة ومواجهة التغيّر المناخي.

وسعت الشبكة، التي ضمت مع بداية انطلاقها نحو 300 شاب وشابة من مختلف أرجاء الوطن العربي، إلى ربط الشباب مع خبراء ومختصي ورواد العمل البيئي والمناخي على مستوى الوطن العربي لتعزيز شغفهم بالبيئة ، بالإضافة إلى توفير قاعدة بيانات مرجعية للشباب العربي الطموح والعامل في قضايا الاستدامة وتغير المناخ ، كما تسمح الشبكة لمنتسبيها من مختلف الدول العربية بالتطوع للعمل المناخي إلى جانب الاطلاع على أحدث المبادرات العربية في مجال مواجهة تداعيات التغيّر المناخي.

ومع إطلاق مركز الشباب العربي عام 2021 ، برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة، بهدف إعداد جيل متمكن من القيادات الدبلوماسية العربية الشابة التي تمثّل القضايا العربية في المحافل الدولية، حرص المركز على تنظيم المخيم التدريبي المكثف بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الدولة ، بهدف تعزيز قدرات الشباب العاملين في السلك الدبلوماسي، كما استهدف الشباب غير العاملين في المجال الدبلوماسي، من أجل تطوير مهاراتهم في فن التفاوض الاحترافي، بما يؤهلهم لاكتساب خبرات ومعارف تسمح لهم بالمشاركة الفعالة في المناقشات والمفاوضات الدولية وتمثيل المجتمع العربي في مجال المناخ، وذلك في إطار مؤتمر الأطراف بشأن تغيّر المناخ “COP28”.

وجاء تنظيم هذا المخيم في إطار دعم جهود ومساعي عام الاستدامة في الدولة، والتأكيد على دور الشباب الإماراتي في تحقيق تطلعاتها وأهدافها.

وخلال فعالية “الطريق إلى COP28″، التي نظمتها رئاسة مؤتمر الأطراف في 15 مارس الماضي بقيادة الشباب في مدينة إكسبو دبي ، سجّل “مركز الشباب العربي” خلال يوم واحد تدريب أكثر من 1000 شاب وشابة على مبادئ الوعي المناخي، من خلال دورته التوعوية المكثّفة الجديدة المجانية التي سعت إلى تعريف الشباب العربي بالفرص التي يمكنه من خلالها المساهمة في العمل المناخي محلياً وعربياً ودولياً.

وجاءت هذه المبادرة التدريبية في إطار دورة ” أبجديات التغير المناخي ” التي أطلقها المركز مطلع العام الجاري، ضمن فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة” وبالتزامن مع إعلان عام 2023 عاماً للاستدامة بدولة الإمارات، وعاماً للشباب العربي من جانب جامعة الدول العربية.

كما أصدر مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، ضمن جهوده الهادفة إلى تعزيز مشاركة الشباب في مؤتمر الشباب من أجل المناخ ” COY 18″ ومؤتمر الأطراف للتغير المناخي “COP28” ، “دليل الشاب العربي” كتمهيد إرشادي للمشاركين في المؤتمرين.

ويهدف الدليل إلى مساعدة الشباب على الاستفادة القصوى من مشاركتهم وزيادة معرفتهم بتفاصيل عمله وأساليبه، وتوجيههم نحو مشاركة فاعلة تسهم بإعلاء صوت الشباب وربطهم بصناع القرار وقادة دول العالم المجتمعين هناك.

ويركز الدليل الذي أطلق بالتعاون مع COP 28 وCOY18 وYOUNGO، على ستة مجالات مختلفة ومترابطة في آن واحد وهي استهلاك المياه، واستهلاك الغذاء والتسوق والإسكان والسفر وإدارة النفايات، كما يتضمن الدليل على العديد من السلوكيات والاقتراحات ذات النفع لأفراد المجتمع لمساعدتهم على تحسين نمط الاستهلاك في الحياة اليومية حتى يتمكنوا من العمل على تطبيق مشاريع صغيرة وتطويرها في أوطاننا العربية.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مرکز الشباب العربی التغیر المناخی الدول العربیة العمل المناخی مؤتمر الأطراف ر المناخی العربی من ر المناخ فی مجال

إقرأ أيضاً:

“ملتقى الشارقة للخط” يستعرض جماليات الخط العربي و أصالته

شهدت فعاليات النسخة الـ 11 من ملتقى الشارقة للخط ،الذي تنظمه إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة تحت شعار “تراقيم”، مساء أمس في ساحة الخط، ندوة حول الخط العربية.

واستعرض الخطاط التركي دواد بكتاش، خلال الندوة، عددا من أعماله المشاركة في معرضه “حروف ذهبية” ضمن فعاليا الملتقى، ويمثل بكتاش أحد أبرز الأسماء التي نجحت في المزج بين أصالة هذا الفن العريق وروح الابتكار المعاصر ونجح في تحويل الحروف العربية إلى لوحات فنية تنبض بالحياة مقدماً أعمالاً جمعت بين التقاليد الخطية العريقة والتجديد الإبداعي، ويعكس أسلوبه الفني الخاص تقديره العميق لجماليات الخط العربي الكلاسيكي وفي الوقت نفسه ابتكاره لطريقة حديثة ومتجددة للتعبير الفني.

وقال بكتاش إن الخط العربي ليس مجرد كتابة بل هو موسيقى بصرية تحمل في طياتها معانٍ روحانية وثقافية، لافتا إلى أنه يسعى لإبراز الجمال الخفي وراء كل حرف ونقطة لذلك تعتمد أعماله على مزج مثالي بين الخطوط والمنحنيات التي تخلق توازناً متناغماً يعبر عن انسجام الحروف .

وفي سياق متصل، وضمن فعاليات الملتقى، قدّم الفنان محمد صادق شافعي أمس ورشة فنية بعنوان “نحت حروف عربية مباشر على القلم”، في كلية الشارقة للفنون لتعريف الطلبة بكيفية نحت الحروف العربية بدقة على القلم باستخدام أدوات خاصة، والعلاقة بين فن النحت والخط العربي والأدوات المستخدمة في نحت الحروف، بجانب تقديم نصائح حول كيفية تحسين مهاراتهم في النحت وإبداع تصاميم فنية خاصة.وام


مقالات مشابهة

  • وزارة العمل في 7 أيام.. مصر رئيسا لمنظمة العمل العربية.. ووزير العمل يتعهد بتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات
  • "مصدر" الإماراتية تعزز ريادتها في مجال الطاقة المستدامة
  • “ملتقى الشارقة للخط” يستعرض جماليات الخط العربي و أصالته
  • بعد انفصالها.. من هي “أم خالد” التي قلّدها المشاهير؟
  • تحت رعاية ذياب بن محمد بن زايد.. “ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة” تناقش تأثير التغير المناخي على تنمية الطفولة المبكرة
  • «ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة» تناقش تأثير التغير المناخي على تنمية الطفولة المبكرة
  • «ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة» تناقش تأثير التغير المناخي على تنمية الطفولة المبكرة
  • مجلّة “مجمع اللّغة العربيّة” في ملف خاص: سلطان القاسمي يخطّ أفقًا جديدًا للعربيّة
  • المؤتمر العربي” يدعو الى فتح الأجواء والجبهات العربية والإسلامية أمام قوى المقاومة
  • سلطنة عُمان تعزز هويتها وتشارك في كوب 29 للمناخ