هند عصام تكتب: أين ذهبت الملكة حتب حرس الأولى؟
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
يكفي أن ننظر إلى ماضينا وإلى الأشياء الجميلة المستحيلة في حضارتنا، لنتأكد أننا ملوك الأرض، أعظم حضارة في العالم، وما زال الحديث مستمرا عن ملكات مصر الفرعونية العظيمة، ودائما للحديث بقية.
هيا بنا نتعرف على قصة ملكة جديدة وهي الملكة حتب حرس الأولى، وهَيِّ ملكة فريدة من نوعها في حياتها وحتى في مماتها، الملكة حتب حرس الأولى صاحبة مكانة فريدة بين ملكات الأسرة الرابعة وعصر بناة الأهرام، كونها ابنة ملك وزوجة ملك وأم الملك.
ولدت في القرن 27 قبل الميلاد، ابنة الملك حوني، آخر فراعنة الأسرة الثالثة، تزوجت من الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، وأنجبت الملك خوفو، لذلك هي محظوظة منذ مولدها ملكة حتى النهاية ومثلما كانت حياتها مثيرة لا يزال موتها واختفاء جثتها مثيرا، وتعددت الروايات والأقاويل حول مكان دفنها وكان لغزًا غامضًا، ليبقى السؤال: أين ذهب جسد الملكة حتب حرس الأولى؟؟؟؟
وكان اسم الملكة الجميلة يعنى «الرضا عليها»، وهو اسم ما زال مستخدمًا فى مصرنا المعاصرة، وحملت اسمها ملكة أخرى من الأسرة نفسها، هى الملكة حتب حرس الثانية، وكانت زوجة للملك جدف رع وأرملة أخيه كاوعب.
وكان للملكة دور كبير فى نقل الحكم بشكل سلس من والدها الملك حوني، آخر ملوك الأسرة الثالثة باعتبارها الوريثة الشرعية للحكم ، إلى زوجها الملك سنفرو العظيم، مؤسس الأسرة الرابعة، ووالد الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر بالجيزة، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم، وأشهر وأهم أثر على وجه الأرض.
ولعل من بين أكثر القصص إثارة الخاصة بالملكة حتب حرس الأولى وآثارها الجميلة؛ هو اكتشاف مقبرتها ذات الأثاث الجنائزى المبهر، وتعددت الآراء حول مقبرتها واختفاء جسدها، فمن أشهر الآراء فى هذا الشأن أن الملك سنفرو بنى مقبرة لزوجته الملكة الجميلة فى منطقة دهشور فى الجيزة، بالقرب من هرميه المعروفين: الهرم الأحمر والهرم المنحني، غير أن اللصوص تمكنوا من التسلل إليها فسرقوا محتوياتها، وعندما وصل الأمر إلى البلاط، لم يتم إخطار الملك، أو تم إخباره بما حدث وأن جسد الملكة سليم لم يمس، فقرر نقله إلى مقبرة جديدة بالقرب من هرمه بالجيزة.
ولاكتشاف هذه المقبرة الجديدة بالجيزة قصة مثيرة، ففى مارس من العام 1925، كان الأمريكى آلان رو، مساعد عالم الآثار الأمريكى الأشهر جورج راينسي، يقوم بالتصوير إلى الشرق من الهرم الأكبر غاص حامل الكاميرا فى حفرة، وكان جورج راينسي فى أمريكا، فتتبع رو هذه الحفرة إلى أن توصل لفوهة بئر بعمق يصل إلى نحو 27 مترًا قاده إلى مدخل المقبرة الجانبى الذى كان مغلقًا بأحجار من الحجر الجيرى وكانت مغطاة بطبقة من الملاط لحماية المقبرة من السرقة.
ووجد الأثاث الجنائزى الخاص بتلك الملكة مكدسًا داخل هذه المقبرة، وكان هناك أيضًا تابوت مغلق من الألباستر، وصندوق مغلق من الألباستر لحفظ بعض أحشاء الملكة المتوفاة، وكمية ضخمة من الفخار.
وتم العمل على إخلاء محتويات المقبرة لمدة عامين، وفي 12 مارس أمر رايسنى بغلق المقبرة حتى عودته من الولايات المتحدة، وفي يوم 21 يناير 1926 قام بفتحها بنفسه، وخلال 321 يوما قام الرسام «دوس دانهام» برسم جميع القطع.، واشترك "نويل ويلر" مع رايسني في تفريغ حجرة المقبرة.
وسجلت تلك العمليات في 1701 صفحة بالتفصيل مصحوبة برسومات للموقع ومذكرات و1057 صورة فوتوغرافية، بذلك أصبح من الممكن إعادة تشكيل الأشياء.
ومع أن إعادة تشكيل أشياء من أجزائها المكسرة من أعمال علماء الآثار، إلا أن عملية إعادة تشكيل محتويات تلك المقبرة كانت عملا مضنيا، وبعد إخلاء حجرة المقبرة بدأ علماء الآثار بفتح التابوت في يوم 3 مارس 1926 في حضور كبار الدولة، ولكن خاب الأمل إذ وجد التابوت فارغا.
ويقول "ليندون سميث" الذي كان مشاركا في فتح التابوت: «قمنا برفع غطاء التابوت بحيث نستطيع رؤية ما بداخله، ولكني لم أجد مومياء الملكة فيه - كان التابوت فارغا! والتفت إلى رايسنر، فقال رايسنر بصوت عال مقصود: جورج ، يبدو أنها قنبلة لم تنفجر! فسأل الوزير المسئول عن الآثار: ماذا تعني بقنبلة غير منفجرة؟ فرفع رايسنر نفسه من القرفصاء واقفا وقال: أيها السادة المحترمون، يبدو أن "الملكة حتب حرس" غير مستعدة للمقابلة، وأضاف: "زوجتي السيدة رايسنر سوف تقدم لكم بعضا من المشروبات . ليندون سميث.
وفي يوم 18 أبريل 1927، رفع التابوت الذي يزن نحو 2.2 طن، ثم فتحت الزاوية المغلقة في حجرة التابوت، حيث وجدت فيها الأربعة أوانٍ كانوبية لا تزال سليمة.
وبعد نحو 25 سنة من الدراسة وإعادة تكوين الأثات والأمتعة تم عرضها على الجمهور.
ويبقى أمر اختفاء جسد الملكة حتب حرس الأولى لغزاً حتى الآن ليبقى السؤال: أين ذهب جسد الملكة؟؟؟
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يضيف 600 قبر جديد في المقبرة العسكرية بجبل هرتسل بالقدس
أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استعدادات جديدة تجريها وزارة الدفاع الإسرائيلية لتوسيع المقبرة العسكرية في جبل هرتسل بمدينة القدس المحتلة ، حيث ستتم إضافة 600 قبر جديد لدفن جنود الاحتلال الإسرائيلي، ويأتي هذا القرار في ظل التوترات المتصاعدة والحاجة المتزايدة لتوفير مساحات كافية لدفن القتلى من أفراد الجيش.
ووفقاً للمصدر، ستقوم وزارة الدفاع الإسرائيلية بتحويل مساحة تبلغ حوالي 7.7 دونم من منطقة جبل هرتسل لصالح المقبرة العسكرية، حيث من المتوقع أن تكتمل أعمال التوسعة قريباً لتلبية احتياجات الجيش المتزايدة، ويعد جبل هرتسل من المواقع العسكرية الرسمية المهمة لإسرائيل، حيث يُدفن فيه قتلى الجيش الإسرائيلي، ويشهد مراسم وفعاليات رسمية تكريماً للجنود الذين لقوا حتفهم في الحروب والنزاعات.
ويعكس هذا القرار توقعات لدى الجهات المعنية بارتفاع أعداد القتلى في صفوف الجيش، ما دفع الوزارة لتوسيع المقبرة لتلبية الاحتياجات المستقبلية، وتأتي هذه الخطوة في وقت تزداد فيه التوترات على عدة جبهات، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع في الخسائر البشرية بين أفراد الجيش.
ويعد هذا التوسع الأول من نوعه منذ سنوات، حيث لم تشهد المقبرة العسكرية توسعة مشابهة بهذا الحجم منذ فترة طويلة.
رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية يحذر من رد سريع على أي قرار ضد البرنامج النووي
أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن طهران سترد سريعًا وبشكل متناسب على أي قرار يصدر ضد برنامجها النووي، جاءت هذه التصريحات وسط تصاعد النقاشات الدولية بشأن نشاطات إيران النووية والمطالبات بضمان الشفافية في هذا الملف.
وأضاف إسلامي أن بلاده ليست لديها "أي نية سيئة" تجاه الأطراف الدولية، لكنها تطالب بوضوح في التعامل معها في هذا الملف الحساس، وأوضح أن طهران ملتزمة بمبادئ الشفافية، لكنها تتوقع في المقابل أن يُراعى حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما يتماشى مع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تعد إيران من الدول الموقعة عليها.
وفي تصريحاته، شدد إسلامي على أن إيران تتابع عن كثب مواقف المجتمع الدولي وتراقب ما إذا كانت القرارات المتخذة تأتي في إطار القانون الدولي، وأضاف: "إصدار أي قرارات مجحفة بحق برنامجنا النووي سيقابل برد فعل يتناسب مع طبيعة القرار"، مؤكداً أن إيران لن تقبل بأي قيود غير مبررة على تطوير تقنياتها النووية التي تقتصر على الاستخدام السلمي.
وتأتي تصريحات إسلامي في ظل ضغوط متزايدة من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول أخرى بشأن برامج إيران النووية، وسط دعوات إلى تعزيز الرقابة والتفتيش لضمان عدم وجود نية لتطوير أسلحة نووية.