صدى البلد:
2025-01-22@19:16:30 GMT

هند عصام تكتب: أين ذهبت الملكة حتب حرس الأولى؟

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

يكفي أن ننظر إلى ماضينا وإلى الأشياء الجميلة المستحيلة في حضارتنا، لنتأكد أننا ملوك الأرض، أعظم حضارة في العالم، وما زال الحديث مستمرا عن ملكات مصر الفرعونية العظيمة، ودائما للحديث بقية. 

هيا بنا نتعرف على قصة ملكة جديدة وهي الملكة حتب حرس الأولى، وهَيِّ ملكة فريدة من نوعها في حياتها وحتى في مماتها، الملكة حتب حرس الأولى صاحبة مكانة فريدة بين ملكات الأسرة الرابعة وعصر بناة الأهرام، كونها ابنة ملك وزوجة ملك وأم الملك.

 

ولدت في القرن 27 قبل الميلاد، ابنة الملك حوني، آخر فراعنة الأسرة الثالثة، تزوجت من الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، وأنجبت الملك خوفو، لذلك هي محظوظة منذ مولدها ملكة حتى النهاية ومثلما كانت حياتها مثيرة لا يزال موتها واختفاء جثتها مثيرا، وتعددت الروايات والأقاويل حول مكان دفنها وكان لغزًا غامضًا، ليبقى السؤال: أين ذهب جسد الملكة حتب حرس الأولى؟؟؟؟

وكان اسم الملكة الجميلة  يعنى «الرضا عليها»، وهو اسم ما زال  مستخدمًا فى مصرنا المعاصرة، وحملت اسمها ملكة أخرى من الأسرة نفسها، هى الملكة حتب حرس الثانية، وكانت زوجة للملك جدف رع وأرملة أخيه كاوعب.  

وكان للملكة دور كبير فى نقل الحكم بشكل سلس من والدها الملك حوني، آخر ملوك الأسرة الثالثة باعتبارها الوريثة الشرعية للحكم ، إلى زوجها الملك سنفرو العظيم، مؤسس الأسرة الرابعة، ووالد الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر بالجيزة، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم، وأشهر وأهم أثر على وجه الأرض. 

ولعل من بين أكثر القصص إثارة الخاصة بالملكة حتب حرس الأولى وآثارها الجميلة؛ هو اكتشاف مقبرتها ذات الأثاث الجنائزى المبهر، وتعددت الآراء حول مقبرتها واختفاء جسدها، فمن أشهر الآراء فى هذا الشأن أن الملك سنفرو بنى مقبرة لزوجته الملكة الجميلة فى منطقة دهشور فى الجيزة، بالقرب من هرميه المعروفين: الهرم الأحمر والهرم المنحني، غير أن اللصوص تمكنوا من التسلل إليها فسرقوا محتوياتها، وعندما وصل الأمر إلى البلاط، لم يتم إخطار الملك، أو تم إخباره بما حدث وأن جسد الملكة سليم لم يمس، فقرر نقله إلى مقبرة جديدة بالقرب من هرمه بالجيزة.

ولاكتشاف هذه المقبرة الجديدة بالجيزة قصة مثيرة، ففى مارس من العام 1925، كان الأمريكى آلان رو، مساعد عالم الآثار الأمريكى الأشهر جورج راينسي، يقوم بالتصوير إلى الشرق من الهرم الأكبر غاص حامل الكاميرا فى حفرة، وكان جورج راينسي فى أمريكا، فتتبع رو هذه الحفرة إلى أن توصل لفوهة بئر بعمق يصل إلى نحو 27 مترًا قاده إلى مدخل المقبرة الجانبى الذى كان مغلقًا بأحجار من الحجر الجيرى وكانت مغطاة بطبقة من الملاط لحماية المقبرة من السرقة. 

ووجد الأثاث الجنائزى الخاص بتلك الملكة مكدسًا داخل هذه المقبرة، وكان هناك أيضًا تابوت مغلق من الألباستر، وصندوق مغلق من الألباستر لحفظ بعض أحشاء الملكة المتوفاة، وكمية ضخمة من الفخار. 

وتم العمل على إخلاء محتويات المقبرة لمدة عامين، وفي 12 مارس أمر رايسنى بغلق المقبرة حتى عودته من الولايات المتحدة، وفي يوم 21 يناير 1926 قام بفتحها بنفسه، وخلال 321 يوما قام الرسام «دوس دانهام» برسم جميع القطع.، واشترك  "نويل ويلر" مع رايسني في تفريغ حجرة المقبرة.

وسجلت تلك العمليات في 1701 صفحة بالتفصيل مصحوبة برسومات للموقع ومذكرات و1057 صورة فوتوغرافية، بذلك أصبح من الممكن إعادة تشكيل الأشياء. 

ومع أن إعادة تشكيل أشياء من أجزائها المكسرة من أعمال علماء الآثار، إلا أن عملية إعادة تشكيل محتويات تلك المقبرة كانت عملا مضنيا، وبعد إخلاء حجرة المقبرة بدأ علماء الآثار بفتح التابوت في يوم 3 مارس 1926 في حضور كبار الدولة، ولكن خاب الأمل إذ وجد التابوت فارغا. 

ويقول "ليندون سميث" الذي كان مشاركا في فتح التابوت: «قمنا برفع غطاء التابوت بحيث نستطيع رؤية ما بداخله، ولكني لم أجد مومياء الملكة فيه - كان التابوت فارغا! والتفت إلى رايسنر، فقال رايسنر بصوت عال مقصود: جورج ، يبدو أنها قنبلة لم تنفجر! فسأل الوزير المسئول عن الآثار: ماذا تعني بقنبلة غير منفجرة؟ فرفع رايسنر نفسه من القرفصاء واقفا وقال: أيها السادة المحترمون، يبدو أن "الملكة حتب حرس" غير مستعدة للمقابلة، وأضاف: "زوجتي السيدة رايسنر سوف تقدم لكم بعضا من المشروبات . ليندون سميث.  

وفي يوم 18 أبريل 1927، رفع التابوت الذي يزن نحو 2.2 طن، ثم فتحت الزاوية المغلقة في حجرة التابوت، حيث وجدت فيها الأربعة أوانٍ كانوبية لا تزال سليمة.  

وبعد نحو 25 سنة من الدراسة وإعادة تكوين الأثات والأمتعة تم عرضها على الجمهور.

ويبقى أمر اختفاء جسد الملكة حتب حرس الأولى لغزاً حتى الآن ليبقى السؤال: أين ذهب جسد الملكة؟؟؟

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

ريهام العادلي تكتب: الشرطة المصرية.. 73 عاماً من العطاء الوطني

تأتي الذكرى الـ 73 لعيد الشرطة الذى يعد عيدًا من أهم  أعياد مصر، لنستدعى من خلاله صفحات مهمة من ذاكرة تاريخنا الوطنى، تلك الصفحات التي أضحت  سجلا مشرفًا، وحافلا بالإنجازات، ومليئا بالبطولات، يشهد بمسيرة نضال وطني، وعطاء مخلص ومتواصل، يقدمه رجال الشرطة الساهرون على أمن الوطن والمواطنين.

ولم لا نفخر والشرطة المصرية واحدة من أعرق مؤسسات الأمن في العالم أجمع، ومرت بعدة تطورات وصولًا إلى العصر الحديث، عنـدما باشر مصطفى رياض باشا مسئوليتها عام 1879، ثم أنشئت وزارة الداخلية عام 1900، وتولاها عدد من رموز الوطن، منهم سعد زغلول، ومحمود فهمى النقراشي، وعبد الخالق ثروت، وعدلى يكن، وأحمد ماهر.

سجلت صفحات التاريخ لرجال الشرطة المصرية بأحرف من نور بطولات عز وشرف ستظل جذوتها مشتعلة على الدوام تضيء وجدان الأمة على مر السنين والعصور أن الشرطة المصرية هي خط الدفاع الأول عن مصالح المواطنين وحمايتهم وحفظ الأمن والاستقرار الداخلي، وتمثل الأمن والأمان في أبهى صورة للوطن تواجه أعداء الشعب وأعداء الوطن ومحاولي زعزعة استقراره بكل بسالة الرجال، فهم الصامدون المدافعون عن أرضهم ووطنهم وشرفهم بكل قوة وجرأة.

وتخليدا لبطولات رجال الشرطة المصرية تحتفل مصر في الخامس والعشرين من كل عام بـ"عيد الشرطة" في ذكرى معركة الإسماعيلية في يناير عام 1952 والتى راح ضحيتها نحو 50 شهيدا و80 جريحا من رجال الشرطة المصرية.

وإن كانت ملحمة الإسماعيلية في 25 يناير 1952 علامة فارقة في تاريخ الشرطة، فإن رجال الشرطة حققوا العديد من البطولات والملاحم على مر السنين.

وبعد مرور 73 عاما على معركة الإسماعيلية، ما زالت الشرطة المصرية تواصل دورها الفعال فى كل معارك التحرير ومواقف النضال، وعقب مرور سبعة عقود يؤكد أبناؤها تحملهم المسئولية فى حماية أمن الوطن والوقوف بالمرصاد لكل من يستهدف استقراره.

ويأتي في مقدمة التحديات الأمنية آفة الإرهاب والأفكار المتطرفة ومخططات نشر الشائعات والفوضى، حيث يواصل رجال الشرطة العمل على إجهاض مساعي التنظيمات الإرهابية استمرارا لليقظة الأمنية واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع إمتدادها إلى داخل البلاد.

وفي ظل حالة من الأمن والاستقرار تعيشها مصر بعد انتصارها في معركة الإرهاب بجهود رجال الشرطة وأشقائهم في القوات المسلحة، بالإضافة إلى تطور كبير في عمل منظومة الشرطة في مختلف الخدمات التي تقدمها تحرص أجهزة وزارة الداخلية المختلفة على تطوير المنظومة الشرطية في جميع المجالات مثل الأحوال المدنية أو المرور أو مراكز الإصلاح والتأهيل والدفاع المدني وتصاريح العمل، والدراسة داخل أكاديمية الشرطة وغيرها من مجالات العمل الشرطي، بالإضافة إلى ميكنة العديد من الخدمات وإتاحتها عبر شبكة الانترنت للمواطنين.

وتقوم وزارة الداخلية أيضا بدورها المجتمعي، عبر المبادرات والمعارض التي تقيمها لبيع مختلف المنتجات بأسعار مخفضة للمواطنين، وهي المبادرات التي تلاقي إقبالا وإشادة من المواطنين.

عيد الشرطة ليس عيدًا لرجال الشرطة فحسب بل للوطن بأكمله، وجموع الشعب تؤكد اعتزازهم بالدور العظيم الذي يقوم به رجال الشرطة، حيث يقدمون لنا أغلي نعمة في الوجود وهي نعمة الأمن والأمان، ويبذلون  الغالي والنفيس في سبيل أمن واستقرار  البلاد فكم ضحوا بأرواحهم الغالية فداء للوطن واستقراره، تحية إعزاز وتقدير لرجال الشرطة البواسل، وللشهداء الأطهار الذين ضربوا أروع مثل في التضحية وإنكار الذات ومحبة الوطن.

مقالات مشابهة

  • هند عصام تكتب: الملكة نيت حتب
  • بعد تأييد إعدامه.. 10 معلومات حول واقعة قتل سفاح الجيزة لزوجته
  • أنغام: والدي أسس أستوديو في التسعينيات وكان يصنع داخله أعماله الموسيقية والغنائية
  • القبض على أب اغتصب ابنته القاصر وأنجب منها.. فيديو
  • «الفراولة المصرية».. قصة نجاح تكتب بـ 335 مليون دولار
  • صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية: “نجيم” اعتقل في الفندق وكان يخطط للذهاب إلى ملعب تورينو
  • ريهام العادلي تكتب: الشرطة المصرية.. 73 عاماً من العطاء الوطني
  • متى تختفي ظاهرة اختلاف تفسير النظام من موظف إلى آخر
  • مركز الأطراف الصناعية في مأرب يُقدم خدماته لـ 484 مستفيدًا خلال شهر ديسمبر الماضي.. بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة
  • شيخة الجابري تكتب: المرأة.. مقاربة زمنية