صدى البلد:
2025-02-23@09:07:33 GMT

هند عصام تكتب: أين ذهبت الملكة حتب حرس الأولى؟

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

يكفي أن ننظر إلى ماضينا وإلى الأشياء الجميلة المستحيلة في حضارتنا، لنتأكد أننا ملوك الأرض، أعظم حضارة في العالم، وما زال الحديث مستمرا عن ملكات مصر الفرعونية العظيمة، ودائما للحديث بقية. 

هيا بنا نتعرف على قصة ملكة جديدة وهي الملكة حتب حرس الأولى، وهَيِّ ملكة فريدة من نوعها في حياتها وحتى في مماتها، الملكة حتب حرس الأولى صاحبة مكانة فريدة بين ملكات الأسرة الرابعة وعصر بناة الأهرام، كونها ابنة ملك وزوجة ملك وأم الملك.

 

ولدت في القرن 27 قبل الميلاد، ابنة الملك حوني، آخر فراعنة الأسرة الثالثة، تزوجت من الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، وأنجبت الملك خوفو، لذلك هي محظوظة منذ مولدها ملكة حتى النهاية ومثلما كانت حياتها مثيرة لا يزال موتها واختفاء جثتها مثيرا، وتعددت الروايات والأقاويل حول مكان دفنها وكان لغزًا غامضًا، ليبقى السؤال: أين ذهب جسد الملكة حتب حرس الأولى؟؟؟؟

وكان اسم الملكة الجميلة  يعنى «الرضا عليها»، وهو اسم ما زال  مستخدمًا فى مصرنا المعاصرة، وحملت اسمها ملكة أخرى من الأسرة نفسها، هى الملكة حتب حرس الثانية، وكانت زوجة للملك جدف رع وأرملة أخيه كاوعب.  

وكان للملكة دور كبير فى نقل الحكم بشكل سلس من والدها الملك حوني، آخر ملوك الأسرة الثالثة باعتبارها الوريثة الشرعية للحكم ، إلى زوجها الملك سنفرو العظيم، مؤسس الأسرة الرابعة، ووالد الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر بالجيزة، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم، وأشهر وأهم أثر على وجه الأرض. 

ولعل من بين أكثر القصص إثارة الخاصة بالملكة حتب حرس الأولى وآثارها الجميلة؛ هو اكتشاف مقبرتها ذات الأثاث الجنائزى المبهر، وتعددت الآراء حول مقبرتها واختفاء جسدها، فمن أشهر الآراء فى هذا الشأن أن الملك سنفرو بنى مقبرة لزوجته الملكة الجميلة فى منطقة دهشور فى الجيزة، بالقرب من هرميه المعروفين: الهرم الأحمر والهرم المنحني، غير أن اللصوص تمكنوا من التسلل إليها فسرقوا محتوياتها، وعندما وصل الأمر إلى البلاط، لم يتم إخطار الملك، أو تم إخباره بما حدث وأن جسد الملكة سليم لم يمس، فقرر نقله إلى مقبرة جديدة بالقرب من هرمه بالجيزة.

ولاكتشاف هذه المقبرة الجديدة بالجيزة قصة مثيرة، ففى مارس من العام 1925، كان الأمريكى آلان رو، مساعد عالم الآثار الأمريكى الأشهر جورج راينسي، يقوم بالتصوير إلى الشرق من الهرم الأكبر غاص حامل الكاميرا فى حفرة، وكان جورج راينسي فى أمريكا، فتتبع رو هذه الحفرة إلى أن توصل لفوهة بئر بعمق يصل إلى نحو 27 مترًا قاده إلى مدخل المقبرة الجانبى الذى كان مغلقًا بأحجار من الحجر الجيرى وكانت مغطاة بطبقة من الملاط لحماية المقبرة من السرقة. 

ووجد الأثاث الجنائزى الخاص بتلك الملكة مكدسًا داخل هذه المقبرة، وكان هناك أيضًا تابوت مغلق من الألباستر، وصندوق مغلق من الألباستر لحفظ بعض أحشاء الملكة المتوفاة، وكمية ضخمة من الفخار. 

وتم العمل على إخلاء محتويات المقبرة لمدة عامين، وفي 12 مارس أمر رايسنى بغلق المقبرة حتى عودته من الولايات المتحدة، وفي يوم 21 يناير 1926 قام بفتحها بنفسه، وخلال 321 يوما قام الرسام «دوس دانهام» برسم جميع القطع.، واشترك  "نويل ويلر" مع رايسني في تفريغ حجرة المقبرة.

وسجلت تلك العمليات في 1701 صفحة بالتفصيل مصحوبة برسومات للموقع ومذكرات و1057 صورة فوتوغرافية، بذلك أصبح من الممكن إعادة تشكيل الأشياء. 

ومع أن إعادة تشكيل أشياء من أجزائها المكسرة من أعمال علماء الآثار، إلا أن عملية إعادة تشكيل محتويات تلك المقبرة كانت عملا مضنيا، وبعد إخلاء حجرة المقبرة بدأ علماء الآثار بفتح التابوت في يوم 3 مارس 1926 في حضور كبار الدولة، ولكن خاب الأمل إذ وجد التابوت فارغا. 

ويقول "ليندون سميث" الذي كان مشاركا في فتح التابوت: «قمنا برفع غطاء التابوت بحيث نستطيع رؤية ما بداخله، ولكني لم أجد مومياء الملكة فيه - كان التابوت فارغا! والتفت إلى رايسنر، فقال رايسنر بصوت عال مقصود: جورج ، يبدو أنها قنبلة لم تنفجر! فسأل الوزير المسئول عن الآثار: ماذا تعني بقنبلة غير منفجرة؟ فرفع رايسنر نفسه من القرفصاء واقفا وقال: أيها السادة المحترمون، يبدو أن "الملكة حتب حرس" غير مستعدة للمقابلة، وأضاف: "زوجتي السيدة رايسنر سوف تقدم لكم بعضا من المشروبات . ليندون سميث.  

وفي يوم 18 أبريل 1927، رفع التابوت الذي يزن نحو 2.2 طن، ثم فتحت الزاوية المغلقة في حجرة التابوت، حيث وجدت فيها الأربعة أوانٍ كانوبية لا تزال سليمة.  

وبعد نحو 25 سنة من الدراسة وإعادة تكوين الأثات والأمتعة تم عرضها على الجمهور.

ويبقى أمر اختفاء جسد الملكة حتب حرس الأولى لغزاً حتى الآن ليبقى السؤال: أين ذهب جسد الملكة؟؟؟

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

بئر مسعود في الإسكندرية.. من مقبرة رومانية إلى تميمة حظ للسائحين

بئر مسعود في الإسكندرية، إحدى أهم المزارات السياحية بعروس البحر الأبيض المتوسط، حيث اشتهرت أنها بئر جالبة للحظ ويذهب إليها الكثيرون لإلقاء العملات المعدنية وتمني أمنية، حتى أصبحت مزارًا شهيرًا يجذب آلاف السائحين إليه.

يحكي محمد السيد، مسؤول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية لـ«الوطن»، إن بئر مسعود عبارة عن مقبرة تعود إلى العصر الروماني، حيث عرفت هذه الأنواع من المقابر باسم «الكاتاكومب» التي تشير إلى المدافن المحفورة في الصخور، وما يؤكد ذلك، وجود عدد من المقابر تشبهها إلى حد كبير داخل جزيرة ميامي، المعروفة سابقًا باسم «جزيرة الكور».

ممر محفور في الصخور 

ويضيف أن تصميم المقبرة في العصر الروماني، عبارة عن بئر يجري إنزال الميت إليها محمولًا على محفة باستخدام الحبال، وفي أسفلها يوجد ممر محفور في الصخور يُسحب المتوفى منه إلى المقبرة، وهو ما يظهر واضحًا في مقبرة كوم الشقافة بحي كرموز: «الممر في بئر مسعود يصل إلى اتجاه البحر، لذا فقد تآكلت المقبرة بالكامل، ولم يتبق سوى البئر والممر أسفلها لتوصيل المتوفى إلى المقبرة».

سبب تسمية بئر مسعود 

ويشير إلى أن الباحثين اختلفوا في سبب تسمية البئر، فهناك من يعتقد أن مسعود هو أحد الأولياء الصالحين الذي كان يقيم بالقرب من البئر ويذهب إليها للخلوة والتعبد، ورواية أخرى تذكر أن مسعود هو صبي توفيت والدته، وتزوج والده من أخرى كانت تعذبه فهرب منهما واختبأ في البئر وغرق هناك فأُطلق اسمه عليها، وأما الرواية الثالثة تذكر أن مسعود كان عبدًا حبشيًا يعذبه سيده، فهرب منه واختبأ في البئر وغرق وأُطلق عليها اسمه.

مقالات مشابهة

  • صاحب إيجوانا بورسعيد: حيوان أليف وعاش معي 6 سنوات وكان يفهمني (صور)
  • إلهام أبو الفتح تكتب: رمضان كريم
  • موعد وكان جنازة حماة نيكول سابا.. ويوسف الخال: «رقدت بأسرارها»
  • «التضامن»: 41 مليار جنيه ميزانية «تكافل وكرامة» سنوياً و70% من المستفيدين سيدات
  • أندرييفا تكتب التاريخ في «دبي للتنس»
  • سفاح المعمورة بالإسكندرية.. أين ذهبت أموال ومتعلقات الضحايا؟
  • الملكة رانيا تخطف الأنظار بأناقتها في أحدث ظهور مع العاهل الأردني
  • بئر مسعود في الإسكندرية.. من مقبرة رومانية إلى تميمة حظ للسائحين
  • محتويات مقبرة الملك تحتمس الثاني.. هل تتضمن الجثمان؟
  • «فوربس» تشيد بنجاح مصر في الكشف عن مقبرة الملك تحتمس الثاني