فضل قراءة سورة الإخلاص.. 4 آيات تغير حياتك لأفضل مما تتمنى بـ40 أعجوبة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
تنبع أهمية معرفة فضل قراءة الإخلاص كل صباح وفي كل وقت وحين ، من أن معرفة الفضل والثواب يزيد الحرص ومن ثم الاغتنام فالفوز في الدنيا والآخرة، خاصة وأن فضل قراءة الإخلاص مضاعف لأن قراءة القرآن من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه ، فهو كلام الله تعالى ، وكل حرف له ثواب خاص، في حين أن سورة الإخلاص هي من قصار السور التي يسهل حفظها عن ظهر قلب وقراءتها في أي مكان وعلى كل حال، وبناء عليه يسهل المداومة عليها واتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أوصى بالحرص عليها ، ولا يتبقى إلا أن نعرف فضل قراءة الإخلاص لتكتمل الأسباب التي تودي بنا إلى الفوز به.
ورد عن فضل قراءة الإخلاص ، أن لسورة قل هو الله أحد فضائل عدة رغم أنها من قصار السور القرآنية ، حيث إنها أربع آيات فقط ، ومن فضل قراءة الإخلاص :
1- قراءة سورة ( الاخلاص ) تغفر لقارئها .
2 - عن عائشة ( رضى الله عنها ) قالت أن النبى بعث رجلا على سرية و كان يقرأ لاصحابه فى صلاته فيختم ب سورة ( الاخلاص ) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبى فقال : (( سلوه لاى شئ يصنع ذلك ؟ , فسألوه , فقال : لانها صفة الرحمن و انا أحب أن أقرا بها , فقال النبى : أخبروه أن الله يحبه )) .
3 - عن أبى سعيد الخدرى أن رجلا سمع رجلا يقرأ سورة ( الاخلاص ) يرددها فلما أصبح جاء الى رسول الله فذكر ذلك له , فقال رسول الله : و الذى نفسى بيده انها تعدل ثلث القران .
4 - عن أبى الدرداء ( رضى الله عنه ) عن النبى أنه قال : (( أيعجز أحدكم أن يقرأ فى ليلة ثلث القران ؟ , قالوا : و كيف يقرأ ثلث القران ؟ , قال : سورة ( الاخلاص ) تعدل ثلث القران )) .
5 - قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) و ( المعوذتين ) حين يمسى و حين يصبح ثلاث مرات تكفيه من كل شئ )) .
6 - قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) حين يدخل منزله نفث الفقر عن أهل ذلك المنزل و الجيران )) .
7 - قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) ( 100 مرة ) غفر الله له خطيئة ( 50 عاما ) ما اجتنب خصالا أربعا : الدماء , و الاموال , و الفروج , و الاشربة )) .
8 - قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) ( 1000 مرة ) فقد اشترى نفسه من الله تعالى )) .
9 - نزل جبريل ( علية السلام ) بتبوك فقال : (( يا رسول الله أن معاوية المزنى ( رضى الله عنه ) مات فى المدينة اتحب ان أطوى لك الارض فتصلى علية ؟ , قال : نعم , فضرب بجناحه على الارض فرفع له سريره و صلى عليه , و خلفه صفان من الملائكة كا صف سبعون ألف ملك ثم رجع , فقال : وبم أدرك هذا ؟ , قال : بحبة ( قل هو الله أحد ) و قراءته أياها جائيا و ذاهبا و قائما و قاعدا و على كل حال )) .
10 - قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) فى مرضه الذى يموت فيه لم يفتن فى قبره و أمن من ضغط القبر و حملته الملائكة بأكفها حتى تجيزه من الصراط الى الجنة )) .
11 - عن رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) ( 10 مرات ) بنى الله له بيتا فى الجنة ( بنى الله له قصرا فى الجنة ) و من قرأها ( 20 مرة ) بنى له قصران و من قرأها ( 30 مرة ) بنى له ثلاث )) , فقال عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) : (( والله يارسول الله اذا لتكثرن قصورنا , فقال رسول الله : رحمة الله أوسع من ذلك )) .
12 - دخل الرسول المسجد فأذا رجل يصلى و يدعو و يقول : ( اللهم انى اسالك بأنى أشهد أنك أنت الله لا اله الا أنت الاحد الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ) , قال : (( و الذى نفسى بيده لقد سأله باسمه الاعظم الذى اذا سئل أعطى و اذا دعى به أجاب )) .
13 - جاء رجل الى النبى فشكا الية الفقر و ضيق المعيشة فقال له رسول الله : (( اذا دخلت منزلك فسلم ان كان فيه أحد أو لم يكن فيه أحد ثم سلم على و اقرأ سورة ( الاخلاص ) مرة واحدة )) ففعل الرجل فأدر الله علية الرزق حتى أفاض على جيرانه و قرابته .
14 - قال رسول الله : (( من قرأ كل يوم سورة ( الاخلاص ) ( 200 مرة ) محا الله عنه ذنوب ( 50 سنة ) الا أن يكون عليه دين و كتب الله له ( 1500 حسنة ) )) .
15 - من قرأ سورة ( الاخلاص ) ( 50 مرة ) غفر الله له ذنوب ( 50 سنة ) .
16 - قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) ( 100 مرة ) فى الصلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار )) .
17 - قال رسول الله : (( من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ سورة ( الاخلاص ) ( 100 مرة ) فأذا كان يوم القيامة يقول له الرب عز و جل يا عبدى ادخل على يمينك الجنة )) .
18 - قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) فى كل يوم ( 50 مرة ) نودى يوم القيامة من قبره قم يا مادح الله فادخل الجنة )) .
19 - قال رسول الله : (( ثلاث من جاء بهن مع الايمان دخل من أى أبواب الجنة شاء و زوج من الحور العين حيث شاء : من عفا عن قاتله , و أدى دينا خفيا , و قرأ دبر كل صلاة مكتوبة سورة ( الاخلاص ) ( 10 مرات ) , قال : فقال أبو بكر ( رضى الله عنه ) : أو أحداهن يا رسول الله ؟ ، فقال : أو احداهن )) .
20 - تقرأ سورة ( الاخلاص ) على العين الرمدة تبرأ بأذن الله تعالى .
21 - سمع رجلا يقرؤها فقال : ( وجبت له الجنة ) .
22 - قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) عند نومه ( 30 مرة ) بنى الله له ( 1000 قصر ) فى الجنة و من قرأها ( 200 مرة ) أنزله الله نلا يرضاه و أيما بيت قرأ فيه سورة ( الاخلاص ) نفع الله به صاحبه و نفع جيرانه )) .
23 - قال رسول الله : (( من صلى بعد العشاء ركعتين يقرأ فى كل ركعة سورة ( الاخلاص ) ( 15 مرة ) بنى الله له قصرا فى الجنة )) .
24 - قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الاخلاص ) على طهارة كطهارته للصلاة ( 100 مرة ) يبدأ (بالفاتحة ) كتب الله له بكل حرف ( 10 حسنات ) و رفع له ( 10 درجات ) و بنى له ( 100 قصر ) فى الجنة )) , و روى (( كان له فى العمل فى يومه ذلك مثل عمل بنى أدم فكأنما قرأ القران ( 33 مرة ) و هى براءة من الشرك و محضرة للملائكة و منفرة للشياطين و لها دوى حول العرش بذكر صاحبها حتى ينظر الله اليه فأذا نظر الله اليه لم يعذب أبدا )) .
25 - سمعت رسول الله يقول : (( من صلى الصبح ثم قرأ سورة ( الاخلاص ) ( 100 مرة ) قبل أن يتكلم فكلما قرأ غفر له ذنب سنة )) .
26 - قال الامام على ( رضى الله عنه ) : من قرأ سورة ( الاخلاص ) ( 11 مرة ) فى دبر الفجر لم يتبعه فى ذلك اليوم ذنب .
27 - قراءتها (3 مرات ) تساوى ( القران كله ) و النفخ من الامام و اليمين و الخلف و اليسار و من فوق و من تحت للتحصين و الدخول على الحكام و الناس لقضاء الحوائج .
28 - قال رسول الله : (( من مر على المقابر و قرأها ( 11 مرة ) و وهبها للاموات اعطاه الله أجرا بعدد الاموات )) .
29 - يكثر من قراءة سورة ( الاخلاص ) فى الصلاة لانها صفة الرحمن .
30 - تقرأ سورة ( الاخلاص ) لكل وجع .
31 - من قرأ سورة ( الاخلاص ) و أهداها للموتى خفف الله عنهم .
32 - من أدمن قراءة سورة ( الاخلاص ) كانت مكفره لذنوبة و نال بها المغفرة و هى النافعة و النافية .
33 - عن أبى عبد الله ( رضى الله عنه ) قال : (( من مضى به يوم واحد فصلى فيه بخمس صلوات و لم يقرأ فيها سورة ( الاخلاص ) قيل له يا عبد الله لست من المصلين )) .
34 - قال رسول الله : (( من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر فلا يدع أن يقرأ فى دبر الفريضة بسورة ( الاخلاص ) فأنه من قرأها جمع الله له خير الدنيا و الاخرة و غفر له و لوالدية و ما ولدا )) .
35 - اذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر اليه ثلاث مرات و اعقد بيدك اليسرى ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده .
36- قال رسول الله : (( أسست السموات السبع و الارضون السبع على سورة ( الاخلاص ) هذا ما رواه أنس عن النبى الكريم )) .
37- من قرأ سورة ( الاخلاص ) ( 1000 مرة ) لميت من حين وفاته لحين دفنه تنير له قبره بأذن الله و أجر قارئها على الله .
38- الصمدية ( الاخلاص ) رحمة و نور للمتوفى الدعاء بها يتم بعد صلاة الفجر و بعد صلاة المغرب تقرأ ( الفاتحة ) ( 3 مرات ) و ( اية الكرسى ) ( 3 مرات ) ثم سورة ( الاخلاص ) ( 3 مرات ) ثم الدعاء للمتوفى .
39- عن عقبة بن عامر قال ( لقيت رسول الله فابتدانى فأخذ بيدى، فقال: (( يا عقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت فى التوراة و الانجيل و الزبور و القران العظيم )) ، قلت : ( بلى جعلنى الله فداك ) ، قال : (( اقرأ ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) )) .
40- سورة ( الاخلاص ) من اعظم أسباب استجلاب محبة الله تعالى .
سورة الإخلاصتعد سورة الإخلاص سورة مكية، عدد آياتها أربع آيات، وتعدِل هذه السورة ثلث القرآن، وتتميّز بالإيجاز، ولها عشرون اسماً، وهي: التنزيل، والتجريد، والتوحيد، والنجاة، والولاية، والجمال، والمعرفة، والمقشقشة، والمعوّذة، والصّمد، والنسبة، والأساس، والمانعة، والمحتضر، والمنفّرة، والبراءة، والمذكّرة، والنور، والإنسان.
و جاءت سورة الإخلاص كإجابةً على سؤال المشركين للرسول -صلى الله عليه وسلم- عن نسب الله -عزّ وجلّ- ومن خَلَقه؛ فأنزل الله -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ).
تفسير سورة الإخلاصورد تفسر آيات سورة الإخلاص على النحو الآتي: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ): عندما سأل المشركين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نسب الله -عزّ وجل- ومن الذي خلقه، أنزل الله -عز وجل- هذه السورة، ومعنى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ): قُل يا محمد قولاً جازماً مؤكّداً، أنّ الله -عز وجل- واحدٌ أحدٌ منفردٌ بصفات الكمال والجلال، له الأسماء الحسنى والصفات العُليا.
(اللَّهُ الصَّمَدُ): أي الذي يصمدُ إليه الخلائق في احتياجاتهم ومسائلهم، والصمد اسم من أسماء الله تعالى الذي يبين افتقار المخلوقات إليه، أي أنه سبحانه وتعالى هو الذي يفتقرُ إليه الخلق ولا يفتقر هو إلى أي أحد، وليس لمخلوقاته غنىً عنه وهو الغنيُّ عن العالمين.
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ): أي لم يكن له ولدٌ فبذلك لم يكن والداً، ولم يولد أيضاً فبذلك لم يكن ولداً، وهما صفتا نقصٍ، ولا يليق بمقام ربِّ العباد -عز وجل- أن يتّصفَ بهذه الصفات التي تُنقِصُ منه.
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ): أي أن الله -سبحانه وتعالى- لا يكافئه أحد بالمكانة؛ فلا شبيه له ولا مثيل، ولا نِدّ له ولا نظير، حيث إنَّ التوحيد أهم مبدأ دعا إليه الإسلام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل سورة الإخلاص فضل الإخلاص قراءة سورة الإخلاص قراءة الإخلاص سورة الإخلاص قال رسول الله سورة الإخلاص من قرأ سورة قراءة سورة الله تعالى لم یکن
إقرأ أيضاً:
رمضان شهر فتح أبواب الجنان
#رمضان شهر فتح أبواب الجنان – #ماجد_دودين
الحمدُ لله المتفردِ بالجلالِ والبقاء، والعظمةِ والكبرياء، والعزِّ الَّذِي لا يُرام، الواحد الأحدِ، الرب الصمدِ، الملِكِ الَّذِي لا يحتاجُ إلى أحَد، العليِّ عن مُداناةِ الأوهام، الجليل العظيم الَّذِي لا تدركُه العقولُ والأفْهامُ، الغنيِّ بذاتِه عن جميعِ مخلوقاتِه، فكلُّ مَنْ سواه مفتقرٌ إليه على الدَّوامَ، وَفَّقَ مَنْ شاء فآمَنَ به واستقام ثم وَجَدَ لذة مناجاةِ مولاهُ فَهَجَر لذيذَ المنام، وصَحِب رُفقةً تتجافى جنوبُهم عن المضَاجع رغبةً في المقام، فَلَوْ رأيتَهم وَقَدْ سارتْ قوافلُهم في حَنْدسِ الظَّلام، فواحدٌ يسْأَلُ العفَو عن زَلَّته، وآخَرُ يشكو ما يجدُ من لَوْعَتِهِ، وآخَرُ شَغله ذِكْرُه عن مسألتِه، فسبحانَ من أيْقَظَهُمْ والناسُ نيام، وتبارك الَّذِي غَفَرَ وعفَا، وستَر وكَفَى، وأسْبَل على الكافةِ جميعَ الإِنعام، أحمده على نَعمِهِ الجِسام، وأشكرهُ وأسألُه حفظَ نعمةِ الإِسلامِ، وأشْهَدُ أن لا إِله إِلاَّ الله وحدَه لاَ شريكَ لَهُ عَزَّ منْ اعتز به فلا يُضَام، وَذلَّ مَنْ تكبَّر عن طاعتِهِ ولَقِي الآثام، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه الَّذِي بَيَّنَ الحلالَ والحرام، صلَّى الله عليه وعلى جميعِ الصحابةِ والتابعينَ لهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليماً.
· قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ”. وفي رواية لمسلم:” إذا كانَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الرَّحْمَةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ.
فضَّلَ اللهُ عزَّ وجلَّ شَهرَ رمَضانَ على سائرِ الشُّهورِ، حيثُ شرَّفه بإنزالِ القرآنِ فيه، وخَصَّه بفَريضةِ الصَّومِ، وجَعَلَه مَوسِمًا مِن مَواسمِ الخَيرِ والغُفرانِ. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه إذا جاءَ شَهرُ رَمَضانَ فُتِّحَت أبوابُ الجَنَّةِ حَقيقةً؛ تَعظيمًا لهذا الشَّهرِ وتَكريمًا، وحَثًّا للنَّاسِ على الإقبالِ على الطَّاعاتِ وعمَلِ الخيرِ، وغُلِّقت أَبوابُ جَهنَّمَ حَقيقةً؛ فإنَّ ذلك باعثٌ على تَرْكِ الفواحشِ والبُعدِ عن المعاصِي، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ، فشُدَّت بالسَّلاسلِ ومُنِعَتْ مِنَ الوُصولِ إلى بُغيَتِها مِن إفسادِ المسلمينَ بالقَدْرِ الَّذي كانت تَفعَلُه في غَيرِ رَمضانَ، وقيل: سُلْسِلَت الشَّياطينُ مُسترِقو السَّمعِ حَقيقةً؛ لأنَّ رَمَضانَ كان وقْتًا لنُزولِ القرآنِ إلى سَماءِ الدُّنيا، وكانت الحراسةُ قدْ وَقَعَت بالشُّهبِ، كما قال اللهُ تعالَى: {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} [الصافات: 7]، فزِيدوا التَّسلسُلَ في رَمَضانَ مُبالَغةٍ في الحِفظِ. أو المرادُ بالشَّياطِينِ في هذا الحَديثِ مَرَدةُ الجِنِّ منهم، وأشَدُّهم عَداوةً وعُدوانًا لا جميعُ الشَّياطينِ، وبذلك يُجابُ عمَّا يَقَعُ مِن الشُّرورِ والمَعاصي في رَمَضانَ، وعلى القَولِ بأنَّ جَميعَ الشَّياطينِ تُصَفَّدُ وتُسَلسَلُ فإنَّما تُصَفَّدُ عن الصَّائِمينَ الصَّومَ الَّذي حُوفِظَ على شُروطِه، ورُوعِيَت آدابُه، أمَّا ما لم يُحافَظْ عليه فلا يُغَلُّ عن فاعِلِه الشَّيطانُ، وأيضًا فإنَّ المُصَفَّدَ مِن الشَّياطينِ قد يُؤذِي، لكِنْ هذا أقَلُّ وأضعَفُ ممَّا يكونُ في غيرِ رَمَضانَ؛ فهو بحَسبِ كَمالِ الصَّومِ ونَقْصِه؛ فمَن كان صَومُه كامِلًا دُفِعَ عنه الشَّيطانُ دَفعًا لا يُدفَعُه حالَ الصَّومِ النَّاقِصِ، وأيضًا فلا يَلزَمُ مِن تَصفيدِ جَميعِ الشَّياطينِ ألَّا يَقَعَ شَرٌّ؛ لأنَّ لوُقوعِ الشَّرِّ أسبابًا أُخَرَ؛ كالنُّفوسِ الخَبيثةِ، والشَّياطينِ الإنسيَّةِ.
مقالات ذات صلةاعلم أن فتح أبواب الجنة في رمضان حقيقة لا تحتاج إلى تأويل وهذه نعمة عظيمة ومنة كريمة من الله يتفضل بها على عباده في هذا الشهر فأبواب الجنان مغلقة لا تفتح إلا في تمام النعمة.
يقول ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى:” وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ” [الزمر: 73].
“أما الجنة فإنها دار الله ودار كرامته ومحل خواصه وأوليائه، فإذا انتهوا إليها صادفوا أبوابها مغلقة فيرغبون إلى صاحبها ومالكها أن يفتحها لهم ويستشفعون إليه بأولي العزم من رسله وكلهم يتأخر عن ذلك حتى تقع الدلالة على خاتمهم وسيدهم وأفضلهم – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فيقول: “أنا لها فيأتي إلى تحت العرش ويخر ساجداً لربه فيدعه ما شاء أن يدعه ثم يأذن له في رفع رأسه وأن يسأل حاجته فيشفع إليه سبحانه في فتح أبوابها فيشفعه ويفتحها تعظيماً لخطرها وإظهاراً لمنزلة رسوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وكرامته عليه” وإن مثل هذه الدار التي هي دار ملك الملوك رب العالمين إنما يدخل إليها بعد تلك الأهوال العظيمة التي أولها من حين عقل العبد في هذه الدار إلى أن انتهى إليها، وما ركبه من الأطباق طبقا بعد طبق وقاساه من الشدائد شدة بعد شدة حتى أذن الله تعالى لخاتم أنبيائه ورسله وأحب خلقه إليه أن يشفع إليه في فتحها لهم، وهذا أبلغ وأعظم في تمام النعمة وحصول الفرح والسرور مما يقدر بخلاف ذلك لئلا يتوهم الجاهل أنها بمنزلة الخان الذي يدخله من شاء فجنة الله عالية غالية بين الناس وبينها من العقبات والمفاوز والأخطار ما لا تنال إلا به… فما لمن أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني ولهذه الدار، فليعد عنها إلى ما هو أولى به …وهنا يدرك الإنسان قيمة فتح أبواب الجنة في رمضان. عجباً لمن يعلم أن الجنة فوقه موجودة تزخرف وتفتح أبوابها في رمضان ثم لا يشتاق إليها ويسعى لها على الأجفان. قال – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:” – من خاف أدلجَ ومَن أدلج بلغ المنزلَ ألا إن سلعةَ اللهِ غاليةٌ ألا إن سلعةَ اللهِ الجنةُ “.
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كثيرًا ما يَحُضُّ أصحابَهُ على أَمْرِ الآخِرَةِ، ويَحُثُّهم على التَّشميرِ لبُلوغِ الجَنَّةِ. وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَنْ خاف أَدْلَجَ”، أي: مَنْ خاف ألَّا يَصِلَ إلى غايتِهِ سار أَثْناءَ الليلَ؛ ليَكونَ ذلك أَرْجى له في الوُصولِ إلى غايتِهِ، “ومَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ”، أي: ومَنْ سار بالليلِ وَصَلَ إلى غايتِهِ ونال مُبْتغاهُ، ويعني النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهذا أَمْرَ الآخرةِ: فمَنْ شَمَّرَ ساعِدَيْهِ واجْتَهَدَ في عِبادةِ اللهِ وأدَّى ما عليه مِنْ الحقوقِ والواجباتِ؛ فإنَّه أَرْجَى أنْ يَصِلَ إلى غايتِهِ مِنْ مَغْفِرةِ اللهِ ورحمته والفوزِ بجنَّتِهِ، “ألَا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ غاليةٌ”، أي: إنَّ ما عِنْدَ اللهِ غالٍ وعظيمُ القَدْرِ، ولا يَنالُه إلَّا مَنْ اجْتَهدَ في تَحصيلِهِ وسعَى له حَقَّ السَّعي، “ألَا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ”، أي: إنَّ ما عِنْدَ اللهِ هي الجَنَّةُ، فمَنْ أرادها فلا بُدَّ له من السَّعي والتَّشميرِ لأَجْلِ الظَّفَرِ بها؛ فجَنَّةُ اللهِ لا تُنالُ بالأماني ولا بالتَّمنِّي، ولكِنْ بالعملِ والاجْتِهادِ، ثمَّ هي بعدَ ذلك لا يَدخُلُها أحدٌ إلَّا برَحمةِ اللهِ تَعالَى. فاحذر أن تقدم على جنة عرضها السماوات والأرض وليس لك فيها موضع قدم.
إن الحياة للأرض حياة تليق بالديدان والزواحف والحشرات والهوام، والوحوش والأنعام، فأما الجنة فهي الحياة اللائقة بذلك الإنسان الكريم على الله وأودع روحه الإيمان الذي ينزع به إلى السماء وإن استقرت على الأرض قدماه …إن مستوى النعيم في هذه الدنيا معروف، ومستوى النعيم هناك يليق بالخلود… إنها الجنة التي غرس غراسها الرحمن بيده…. إنها الجنة الجزاء الرفيع الخالص الفريد، الجزاء الذي يتجلى فيه ظلال الرعاية الخاصة، والإعزاز الذاتي، والإكرام الإلهي والحفاوة الربانية بهذه النفوس “…فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون” [السجدة: 17].
يا الله! كم ذا يفيض الله على عباده من كرمه. إنها الجنة التي اشتاق إليها الصالحون من هذه الأمة …إنها الجنة دار كرامة الرحمن فهل من مشمر لها…. إنها الجنة فاعمل لها بقدر مقامك فيها…. إنها الجنة فاعمل لها بقدر شوقك إليها. فواعجبا لها كيف نام طالبها، وكم لم يسمح بمهرها في رمضان خاطبها، كيف طاب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها، وكيف قر للمشتاق القرار دون معانقة أبكارها. إنها الجنة دار الموقنين بوعد الله المتهجدين في ليل رمضان، الصائمين نهاره، المطعمين عباد الله وهذا من موجبات الجنة.
قال – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:” قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ في الجَنَّةِ لَغُرفًا يُرى بُطونُها من ظُهورِها، وظُهورُها من بُطونِها، فقال أعرابيٌّ: يا رسولَ اللهِ لمَن هي؟ قال: لِمَن أَطاب الكلامَ، وأَطعَم الطَّعامَ، وصلَّى للهِ باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ. “
تَسْعَى بهمْ أعمالُهم سَوْقَاً إلى الدَّ ارَيْنِ سَوْقَ الخَيلِ بالـرُّكـبَانِ
صَبَرُوا قليلاً فاستراحُوا دائماً يا عِزَّةَ التوفيقِ للإنسانِ
حَمِدُوا التُّقَى عندَ المماتِ كذا السُّرى عندَ الصباحِ فَحَبَّذَا الحَمْدَانِ
وَحَدَتْ بِهمْ عَزَمَاتُهُمْ نحو العُلى وَسَرُوا فَمَا نَزَلُوا إلى نَعمانِ
باعُوا الذي يَفنى مِن الخَزَفِ الخَسِيـْ ـسِ بدائمٍ مِنْ خالصِ العِقيانِ
رُفِعَتْ لهمْ في السَّيرِ أعلامُ السعا دةِ والهُدى يا ذِلَّةَ الحَيرانِ
فَتَسَابَقَ الأقوامُ وابتدرُوا لها كتسَابقِ الفرسانِ يومَ رِهَانِ
وأخو الهُوَيْنى في الدِّيارِ مُخلَّفٌ معَ شَكْلِهِ يَا خَيبةَ الكسلانِ
إنها الجنة … “ما حليت لأمة من الأم مثلما حُلِّيتْ لأمتنا هذه ومع هذا لا نرى لها عاشقا”. إنها الجنة …لو كنت تعلم من خطبت … ومن طلبت جعلت السعي منك لها على الأجفان إنها الجنة … وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده، وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص. فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران، وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن، وإن سألت عن ملاطها فهو المسك الأذفر، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر. وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة، لا من الحطب والخشب، وإن سألت عن تصفيق الرياح لأشجارها فإنها تستفز بالطرب لمن يسمعها، وإن سألت عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها.
وإن سألت عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار، وإن سألت عن ارتفاعها فانظر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار، وإن سألت عن لباس أهلها فهو الحرير والذهب، وإن سألت عن سماعهم فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين، وأعلى منهما سماع خطاب رب العالمين. وإن سألت عن أزواجهم فهن الخيرات الحسان اللاتي كالياقوت والمرجان. فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها، وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها أفما تعدُّ مهرها من الآن.. وهو طول التهجد بالقرآن في ليل رمضان، وخلوف الفم بالنهار من آثار الصيام. عجبا لك إن نبي الله موسى خدم العبد الصالح عشر سنوات مهرا لزواجه من ابنته، فكم تخدم مولاك لأجل بنات الجنان الحور الحسان، فوالله ما انتقلن من الجنة ولا أكلن منها ولا خلقن إلا فيها من ترك دفء الفوالق في ليل رمضان كان جزاؤه من جنس عمله وزوّج من الحور الحسان، أما علمت أن مفاتيح الجنة مع أصحاب الليل هم خزانها وحراسها، وإن سألت عن يوم المزيد وزيارة العزيز الحميد فذلك موجود في الصحاح والسنن والمسانيد من رواية جرير وصهيب وأبي هريرة وأبي موسى وأبي سعيد. فيا لذة الأسماع بأطيب محاضرة، ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجه الكريم في الدار الآخرة، ويا ذلة الراجعين بالصفقة الآخرة” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)” [القيامة].
فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا *** مَنَازِلُكَ الأُولَى وَفِيهَا المُخَيَّمُ
وَلَكِنَّنَا سَبْيُ العَدُوِّ فَهَلْ تَرَى *** نَعُودُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّــــــمُ