“اتصلت بي أحد أقارب فتاة التجمع وأخبرتني بما تتعرض له داخل البروفة في محل الترزي المقابل لمحل الكوافير الخاص بي”.. تلك كانت بداية الرواية التي سردتها شاهدة العيان على واقعة اعتداء ترزي على فتاة بمنطقة التجمع، داخل محل الخياطة الخاص به.

جارتي قاعدة بدون ملابس.. حنان تشكو زوجها: لازق في البلكونة وبيقولي عادي 5 سنين لحد ما زهقت.

. حنين تشكو زوجها: متجوزني عشان «السرير» بس حكاية فتاة التجمع في بروفة الترزي.. دخل وقالي هصلحلك البنطلون ببلاش مش عايز يرجعني.. سيدة الهرم خلصت على زوجة طليقها أمام ابنتها.. تفاصيل أقوال منقذة فتاة التجمع من الترزي

قالت الكوافيرة الشاهدة على واقعة فتاة التجمع، إنها كعادتها كانت متواجدة في محل الكوافير الخاص بها، والمقابل لمحل الخياطة مسرح الواقعة، وقامت إحدى الزبائن بالاتصال بها، وفي بداية المكالمة كان صوتها مخطوفا، ولم تُلقِ السلام عليها، إلا أنها طلبت منها التوجه إلى محل الترزي المقابل لها سريعا، وإنقاذ قريبتها التي تتعرض لاعتداء من الترزي داخل غرفة البروفة، وأغلقت معها الهاتف وخرجت مسرعة صوب محل الخياطة.

وتابعت الشاهدة في واقعة فتاة التجمع، أنها خرجت مسرعة صوب محل الخياطة، وما أن دلفت؛ لم تعثر على أحد بداخله، فقامت بالنداء على فتاة التجمع المجني عليها، «آلاء»، وما هي إلا ثوانٍ حتى خرج الترزي إليها من غرفة البروفة، وعلى وجه احمرار ملحوظ، ويتصبب عرقا، ثم خرجت خلفه الفتاة «آلاء»، وقامت بإخبارها أنها حضرت لإنقاذها، وسردت لها الفتاة ما حدث قبل حضورها من قبل الترزي في غرفة القياس.

وواصلت شاهدة العيان على واقعة فتاة التجمع والترزي،: سردت لي الفتاة أنها حضرت لإصلاح البنطال الخاص بها، وطلب منها الترزي الدخول إلى غرفة البروفة؛ لرفع المقاسات، ثم دخل خلفها وقام بفتح الجاكيت الخاص بها، واستطالت يده جسدها، ثم خرج وتركها، وتمكنت من الاتصال بقريبتها في هذه الثواني، وحين عاد الترزي مرة أخرى؛ وضع يده على فمها، وطلب منها الصمت، ثم طلب منها حسر بنطالها، والسكوت؛ مقابل أن يقوم بإصلاحه دون مقابل.

اقرأ أيضا| أقوال مغتربة من ضحايا عنتيل المقطم: صورني في الحمام وكان عايز الحرام

اقرأ أيضا| كانوا بيعدلوا هدومهم.. نجلاء تطلب الخلع: شوفته بعيني في الأسانسير

اقرأ أيضا| قالي انتي للمتعة والدلع.. مها تشكو غدر زوجها بعد 4 سنين زواج

اقرأ أيضا| صوّرنا في غرف نومنا| فتاة تفضح تصرفات عنتيل المقطم أمام النيابة

كوافيرة: دخلت لقيت الترزي وشه أحمر

وأكملت الشاهدة في واقعة فتاة التجمع، أنها قامت بإبلاغ الشرطة، والتي حضرت إلى محل الخياطة، وألقت القبض على الترزي، وخرجت هي والفتاة، وقاما بتحرير المحضر اللازم عن الواقعة، وقدمت شهادتها خلال محضر الشرطة، ثم تلت شهادتها خلال التحقيقات في النيابة العامة، بأنها تلقت استغاثة من قريبة فتاة التجمع، بأن الأخيرة تتعرض لاعتداء من الخياط داخل غرفة البروفة الخاصة به، وذهبت لإنقاذها.

وخلال التحقيقات سردت فتاة التجمع في أقوالها، ما حدث معها داخل البروفة، حيث قررت أنها ذهبت إلى محل الخياطة الخاص بالترزي المتهم، قاصدة إجراء بعض التعديلات والإصلاحات في بنطلون خاص بها، وما أن دلفت إلى المحل؛ حتى طلب منها الترزي الدخول إلى غرفة البروفة، لرفع بعض المقاسات الخاصة بالبنطلون، وحينما دخلت إلى غرفة البروفة وقمت بتغيير البنطلون، فوجئت بالترزي يدخل خلفي إلى الغرفة، ويقوم بإغلاق الستارة، ثم قام بفتح سوستة الجاكيت الخاصة بي، وظل ينظر إلى جسدي؛ حتى شعر بدخول أحد الزبائن إلى المحل، ففر هاربا من الغرفة، فاعتقدت أني نجوت منه، وقمت بالاتصال بإحدى الأقارب التي لديها علاقة بإحدى السيدات التي تمتلك محل كوافير بالقرب من محل الترزي، وطلبت منها الذهاب للفتاة بعد إخطارها بما حدث من الترزي.

اقرأ ايضا.. بوابة وزارة الداخلية 2023.. احصل على 30 خدمة لاستخراج الوثائق من المنزل

اقرأ ايضا.. سرق صور صاحبتي بدون ملابس.. اعترافات مثيرة للمتهم بإنهاء حياة عاطل بالقاهرة

اقرأ ايضا.. لامس مناطق حساسة.. فعل فاضح لعاطل بعد صلاة الجمعة في الجيزة.. تفاصيل

اقرأ ايضا.. ضحية معلمة بولاق.. شهد: كنت بروح لها تحطلي مكياج وتطلعني للرجالة

وتابعت فتاة التجمع في أقوالها خلال التحقيقات، أن الترزي عاد إليها في غرفة البروفة من جديد، ووضع يده على فمها، وطلب منها حسر بنطالها، ثم طلب منها عدم إخبار أحد بما يحدث، وعدم فضح أمره؛ مقابل تعديل وإصلاح البنطلون دون مقابل، إلا أن الفتاة الثانية كانت قد حضرت إليها في هذا الوقت، وقامت بالنداء عليها؛ فخرج الترزي من الغرفة، وخرجت الفتاة المجني عليها بعده، ثم قامت بإبلاغ الشرطة.

وباشرت النيابة العامة في القاهرة، التحقيقات في الواقعة وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، حيث كشفت شهادة معاون مباحث قسم التجمع الأول صحة الواقعة، وذلك من خلال التحريات التي أجراها والتي أكدت قيام الترزي بالاعتداء على فتاة التجمع داخل غرفة البروفة بعدما حضرت إليه وطلبت منه إجراء تعديلات على بنطال خاص بها، إلا أنه دخل إليها البروفة وقام بالاعتداء عليها وطلب منها حسر بنطالها عنها مقابل أن يقوم بإجراء الإصلاح والتعديل عليه بدون مقابل في حالة عدم فضح أمره.

وعقب انتهاء التحقيقات؛ أحالت النيابة العامة الترزي المتهم إلى محكمة الجنايات؛ لمعاقبته عما أسند إليه من اتهامات الاعتداء على فتاة التجمع، حيث كشف أمر الإحالة، اتهام النيابة للمتهم “أحمد ج” بأنه بدائرة قسم التجمع الأول قام بالاعتداء على الفتاة “آلاء م”، بأن طلب منها الدخول إلى غرفة القياس في محل الخياطة مكان عمله، وما أن اختلى بها؛ حتى لامس جسدها، وطلب منها خلع بنطالها.

ونظرت محكمة جنايات القاهرة بمجمع محاكم القاهرة الجديدة جلسات محاكمة المتهم وقضت بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد 3 سنوات. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فتاة التجمع الترزي جنايات القاهرة ترزي حريمي وطلب منها إلى غرفة طلب منها على فتاة

إقرأ أيضاً:

قصة ميشيكو.. كيف نجت فتاة يابانية من القنبلة النووية؟

كانت تبلغ من العمر 7 سنوات فقط في ذلك الوقت، لكن ميشيكو كوداما لديها ذاكرة واضحة تماما لصباح يوم 6 أغسطس/آب 1945 في هيروشيما باليابان.

"كان يوما مشمسا"، تقول، "في الساعة 8:15، كنتُ في المدرسة، جالسة على مكتبي في مقدمة الفصل، عندما كان هناك وميض أبيض رهيب وانهيار في السقف. قطعة من الزجاج كانت مغروسة في كتفي، وحولي كان الناس محاصرين بقطع الحطام، لكن بقُدرة ما كان الجميع لا يزالون على قيد الحياة".

الشيء التالي الذي تتذكره هو أنها كانت في عيادة المدرسة، حيث أزال أحد المعلمين الزجاج. "لقد مزقوا الستائر لتنظيف جروحنا بقدر ما يستطيعون. ثم وصل والدي، ووضعني على ظهره وسرنا إلى المنزل معا".

يرتفع عمود من الدخان إلى 20 ألف قدم فوق هيروشيما باليابان بعد إطلاق أميركا قنبلة ذرية في 6 أغسطس/آب 1945 (أسوشيتد برس)

ميشيكو هي "هيباكوشا" أي "شخص متأثر بالقنبلة"، ناجية من القنابل النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، ويُقدر عدد الهيباكوشا، بما في ذلك أحفاد الذين شهدوا القصف، اليوم بحوالي 540,000.

بعد ما يقرب من 9 عقود منذ تلك الأحداث المروعة، حصلت منظمة "نيهون هيدانكيو"، المنظمة الممثلة للهيباكوشا، على جائزة نوبل للسلام في 11 أكتوبر 2024، "لجهودها في تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية، ولإظهارها من خلال الشهادات الحية أن الأسلحة النووية يجب ألا تُستخدم مرة أخرى"، وفقا لكلمات مؤسسة نوبل.

تأسست نيهون هيدانكيو في عام 1956 لزيادة الوعي العام في جميع أنحاء العالم من خلال عرض، عبر تجارب الهيباكوشا، التأثيرات طويلة المدى الظاهرة للأسلحة النووية. وتشمل هذه التأثيرات سرطان الدم، والسرطان، والصدمة النفسية، التي -وفقا لنيهون هيدانكيو- أثرت على الأجيال الثانية وحتى الثالثة.

إعلان

مؤسسة أبحاث تأثير الإشعاع -معهد بحثي ممول بشكل مشترك من حكومات اليابان والولايات المتحدة- تواصل جمع البيانات حتى يومنا هذا، لكنها لم تعترف بعد بأي تأثير صحي غير عادي على أطفال أو أحفاد الناجين من القنبلة الذرية، ويظل هذا موضوعا علميا معقدا للغاية، حيث تأتي العديد من الدراسات الأكاديمية بنتائج مختلفة.

تقف ميشيكو مع نسخة نيهون هيدانكيو للأحداث، ولا توجد قصة توضح هذا بشكل أكثر وضوحا من قصتها الخاصة. ميشيكو مرحة، وودودة، ومتفائلة، وهي مرتبة بشكل أنيق وصغيرة الحجم، بشعر قصير أنيق – عضو نشط في نيهون هيدانكيو. محادثتها مملوءة غالبا بالضحك، حيث تجد لحظات من الفكاهة حتى عند سرد أسوأ لحظاتها.

ميشيكو مع والدتها وشقيقها الأصغر قبل القصف الذري لمدينتهم الأم هيروشيما (ميشيكو كوداما) "لا أستطيع نسيان المشاهد التي شاهدتها"

وُلدت ميشيكو بالقرب من هيروشيما عام 1938، وهي أكبر طفلة لعائلة ميسورة تعمل في مجال النشر، ومع استمرار الحرب العالمية الثانية، حيث كانت القوات الأميركية تتقدم عبر المحيط الهادي باتجاه اليابان، كانت هي وعائلتها يعيشون في ضاحية تاكاسو بمدينة هيروشيما.

وفي حين كانت المدن اليابانية تُقصف بشكل مكثف، ظلت هيروشيما وناغازاكي سليمتين حتى 6 أغسطس، لكن فقط لأن الولايات المتحدة كانت تخطط لقياس الأضرار الدقيقة لسلاح نووي في تلك المدن، وهي حقيقة كشف عنها علنا مدير مشروع مانهاتن ليزلي غروفز في كتابه الصادر عام 1962، الآن يمكن أن يُقال: قصة مشروع مانهاتن.

وبينما كانت ميشيكو تُحمل إلى المنزل من قِبل والدها بعد ساعات فقط من القصف، كانت الأشياء التي شهدتها مطبوعة في ذاكرتها لبقية حياتها.

"حتى بعد 79 عاما، لا أستطيع نسيان المشاهد التي شاهدتها: أم محترقة بشكل رهيب تحتضن بقايا طفلها المتفحم؛ أشخاص بلا عيون يتجولون بلا هدف، آخرون يترنحون، حاملين أمعاءهم بأيديهم".

إعلان

في وقت لاحق، علمت ميشيكو أن حيها تاكاسو، الذي يقع على بُعد حوالي 3.5 كم (ميلين) من مركز التفجير (مباشرة تحت القنبلة)، قد شهد أكبر سقوط من الأمطار السوداء الملوثة بالنفايات النووية، خليط سام من الرماد والماء والنفايات المشعة. وزعمت منظمة نيهون هيدانكيو لاحقا أن الأمطار السوداء تسبب أمراضا مثل فقر وسرطان الدم، وقد حققت المنظمة انتصارا في عام 2021 عندما حكمت محكمة هيروشيما العليا بأن الأشخاص المعرضين للأمطار السوداء خارج حدود المنطقة التي تعرضت مباشرة للانفجار يجب أن يُصنفوا رسميا على أنهم هيباكوشا، لأنهم عانوا من مشاكل صحية مماثلة.

ميشيكو عندما كانت طفلة بمنزل عائلتها في هيروشيما باليابان قبل أن تطلق أميركا القنبلة الذرية عام 1945 (ميشيكو كوداما)

تشرح ميشيكو كيف كانت وحدة الأسرة الضيقة التي لا تزال سمة شائعة في المجتمع الياباني هي الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة للعديدين بعد القصف النووي. وكان منزل عائلتها مدمرا جزئيا، ما جعله ملاذا لعشرات الأقارب المصابين والمشردين.

"بدأ عدد من أقاربنا يصلون، هاربين من المناطق الأكثر تضررا"، تتذكر، "كان العديد منهم مصابين بجروح خطيرة، مع تقشر جلدهم ولحمهم".

مع انقطاع الكهرباء والغاز والماء الجاري، وعدم الوصول إلى الإمدادات الطبية، كافحت الأسرة للتكيف، "لكن كانت لدينا بئر في الفناء الخلفي، وتمكنا من استخدام مياه الربيع النقية لتنظيف الجروح وإرواء عطش المصابين"، تقول ميشيكو.

لحسن الحظ، لم يُقتل أي من أفراد عائلتها المباشرين (والداها وأخوها الأصغر هيدينوري وأختها الصغرى يوكوكو) أو يُصابوا بجروح خطيرة في الهجوم، لكن في الأيام والأسابيع التالية رأت الأقارب المصابين بجروح خطيرة يموتون واحدا تلو الآخر، بما في ذلك ابنة عمها المفضلة، التي تبلغ من العمر 14 عاما، والتي ماتت بين ذراعي ميشيكو بسبب حروقها الشديدة.

قبة جينباكو كانت المبنى الوحيد المتبقي بهذا الجزء من هيروشيما ولا تزال قائمة حتى اليوم بحديقة المدينة التذكارية للسلام (شترستوك)

ومع ذلك استمرت الحياة، وفي غضون أسبوع، بدأت هيروشيما تعود إلى بعض مظاهر الحياة الطبيعية، وبقيت بعض خطوط السكك الحديدية سليمة، مما سمح للقطارات بالتنقل عبر بقايا المدينة المتفحمة، وأقام البائعون متاجرهم مرة أخرى في مبانيهم المدمرة.

إعلان

في غضون ذلك، تعرضت ناغازاكي للقصف في 9 أغسطس/آب، ومن المستحيل معرفة العدد الحقيقي للضحايا نتيجة مباشرة للهجمات النووية، لأنه لم يكن هناك تعداد سكاني في اليابان خلال فترة الحرب. وقد قدَّر الجيش الأميركي أن 70,000 شخص قد قتلوا في هيروشيما (من بين سكان يبلغ عددهم نحو 255,000)، و40,000 في ناغازاكي (من بين حوالي 195,000)، ومع ذلك، قدرت نشرة العلماء الذريين -مجموعة غير ربحية أميركية أسسها ألبرت آينشتاين وتدعو إلى إزالة الأسلحة النووية- أن الأعداد كانت أقرب إلى 140,000 في هيروشيما و70,000 في ناغازاكي، وكان إجمالي سكان اليابان في عام 1945 حوالي 71 مليونا.

ميشيكو أكبر سنا بعد سنوات أعقبت الكارثة النووية التي سببتها القنبلة الذرية الأميركية على هيروشيما (ميشيكو كوداما) تحميص الجراد للبقاء على قيد الحياة

في 15 أغسطس، ألقى الإمبراطور هيروهيتو بثا إذاعيا يعلن فيه الاستسلام غير المشروط لليابان، منهيا 15 عاما من الحرب، أولا مع الصين ومن ثم مع "الحلفاء الغربيين".

"استغرق الأمر وقتا طويلا حتى بدأت حياتنا بالاستقرار مرة أخرى"، تقول ميشيكو. "بعد أن كنا نسكن في ثراء نسبي، أصبح من الصعب على والديَّ حتى تأمين ما يكفي من الطعام. وكنت أنا وأخي الصغير هيدينوري نخرج لصيد الجراد الذي كنا نحمره في مقلاة، قد يبدو ذلك قاسيا لكنه كان مصدرا للبروتين. كنا نذهب أيضا إلى نهر قريب لصيد المحار"، تتذكر.

كانت والدة ميشيكو حاملا في وقت القصف الذري، وقد وُلد أخوها الأصغر بعد بضعة أشهر لكنه توفي بعد فترة قصيرة. من المؤكد أن ذلك كان بسبب التسمم الإشعاعي، تقول ميشيكو.

تُوفي نحو 120,000 من الهيباكوشا بسبب إصابات الحروق والإشعاعات في أعقاب الهجمات، وفقا لنيهون هيدانكيو. وشمل ما يسمى بـ"مرض الإشعاع" أعراضا مثل: النزيف الداخلي، التقيؤ، التهاب الفم والحلق، الإسهال، والحمى الشديدة.

رجل يقف بجوار مدفأة من البلاط بمنزل مدمر في هيروشيما باليابان بسبب القنبلة الذرية الأميركية عام 1945 (أسوشيتد برس)

ركّزت الحكومة اليابانية على جهود إعادة البناء، ولم يكن لديها الوقت أو المال الكافي لضحايا التفجيرات الذرية، ومع تدمير معظم المستشفيات في هيروشيما وناجازاكي ومقتل أو إصابة العديد من الأطباء والممرضين، كانت الرعاية الطبية المتاحة للهيباكوشا قليلة للغاية، وتولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذه المهمة، وافتتحت مستشفى هيروشيما للتفجيرات الذرية عام 1956 لتقديم الخدمات الطبية لأولئك الذين يعانون من الآثار اللاحقة للتعرض للإشعاع، وقد بدأت الحكومة اليابانية فقط في توسيع الرعاية الصحية المحددة للهيباكوشا في الثمانينيات.

إعلان

من عام 1945 إلى 1952، كانت الولايات المتحدة تحتل اليابان وكانت السلطات الأميركية مهتمة بالأمراض الجسدية للهيباكوشا.

"أتذكر أن لجنة ضحايا القنبلة الذرية الأميركية (ABCC) كانت ترسل أحيانا سيارة جيب إلى منزلنا من أجل والدي"، تقول ميشيكو. لم يتعرض لإصابة كبيرة في الهجوم لكنه عانى من ضعف وإرهاق متزايدين.

"كان عليه الذهاب إلى ABCC – كان هذا أمرا"، تشرح. "كانوا يجرون العديد من الفحوصات، ثم يعطونه الخبز والحليب ليأخذهما إلى المنزل لأطفاله، ولهذا السبب كان يتعاون".

تقول ميشيكو إنها تشارك في عدم الثقة العام بلجنة الـABCC الذي أصبح شائعا بين الهيباكوشا، وهو شعور لا يزال قويا اليوم، وتعتقد أن البيانات التي جمعوها كانت للتحليل في الولايات المتحدة، وليس من أجل الشعب الياباني.

"كانت تفجيرات قنابل اليورانيوم والبلوتونيوم تجارب بحد ذاتها"، تقول، "ثم جاءت لجنة ABCC إلى اليابان لقياس آثارها البشرية علميا".

ناجون من انفجار القنبلة الذرية في هيروشيما عام 1945 يعانون من آثار الإشعاع (غيتي) "لا يمكننا السماح بخلط دمك مع عائلتنا"

استغرق ظهور تلك الآثار أحيانا سنوات بل عقودا، وتسببت في تمييز وإذلال للهيباكوشا، حتى من قبل مواطنيهم اليابانيين.

كان هناك خوف من أن الهيباكوشا يعانون من أمراض غير مرئية وقابلة للانتقال، مما جعل من الصعب عليهم العثور على عمل في أجزاء أخرى من اليابان، أو حتى الزواج.

في السنوات التي تلت الهجوم النووي، عملت ميشيكو وعائلتها على إعادة بناء حياتهم. حاول والدها بشكل غير ناجح إعادة تشغيل دار النشر العائلية، وأصبح في النهاية محررا لمجلة أطفال. والدتها، التي كانت تربيتها الأرستقراطية الساموراي قد زودتها بمهارة صُنع الكيمونو وأداء الرقصات اليابانية التقليدية، لم تكن تعرف الكثير عن الأعمال المنزلية وكان عليها التكيف. تبادلت كيمونواتها المتبقية بالخضراوات لإطعام أسرتها، وعندما نفدت الكيمونو، بدأت في صنعها وبيعها.

إعلان

بسبب الضغوط المالية، لم تستطع ميشيكو الالتحاق بالجامعة واضطرت للبحث عن عمل، ووجدت وظيفة مكتبية، وسرعان ما شكّلت علاقة مع زميل صغير السن فقد والده في الحرب. كانت عائلته تعيش خارج هيروشيما بعيدا عن المناطق المتأثرة بالإشعاع.

في يوم ما، طلب الشاب من ميشيكو أن تأتي إلى المنزل للقاء والدته، وكان هذا يعني شيئا واحدا فقط.

"عندما وصلنا، وجدنا الكثير من الأقارب هناك. قال عم كبير "سمعت من ابن أخي أنه يريد الزواج منك، لذلك بحثنا عن عائلتك، ولا توجد مشكلة في جذورك. لكن سمعنا أنك هيباكوشا، لذلك لا يمكننا السماح بخلط دمك مع عائلتنا".

كان هذا ضربة مدمرة لكن ميشيكو تقول إنها يمكن أن تفهمها "شعرت بالحزن في ذلك الوقت، بعد كل شيء، لم أفعل شيئا لأستحق هذا. لم يكن خطئي أن قنبلة نووية أسقطت. لكنني أيضا قرأت الأخبار عن الأطفال المولودين ميتين، والإجهاضات، والأطفال الذين يعانون من إعاقات، وكل ذلك بسبب القنبلة الذرية، وأقارب الشاب الذي كان يريد الزواج مني لم يرغبوا بشكل مفهوم في أن يحدث أي شيء من ذلك في داخل عائلتهم".

حديقة هيروشيما التذكارية للسلام في يونيو 2024 (شترستوك) حيوات قاسية

على الرغم من العار المرتبط بذلك، تزوجت ميشيكو في نهاية المطاف من زوجها ماكوتو، الذي التقت به من خلال صديق مشترك، هو أيضا كان من منطقة أخرى في محافظة هيروشيما التي لم تتأثر بالهجوم النووي. وفي حين عارضت عائلته الزواج بسبب كونها من الناجين من القنبلة الذرية، أصر على المضي قدما، وبعد زفافهما، انتقلا إلى الضاحية الجنوبية الشرقية من طوكيو، تشيبا، بسبب عمله، حيث استقرا في حياة الطبقة الوسطى التقليدية كـ"رجل براتب" ياباني.

"كل ليلة كنا نناقش ما إذا كان يجب علينا إنجاب أطفال أم لا، بالنظر إلى المخاطر المحتملة"، تقول ميشيكو.

في النهاية، قرر الزوجان أن ولادة طفل "ستمثل حياة جديدة لكل أحبائي الذين قتلوا". أنجبوا ابنتين هما مامي وأكيكو.. "كانتا كلتاهما بصحة جيدة ومبتهجتين ولم تعانيا من مرض خطير أثناء نشأتهما".

في الخلفية، كانت اليابان تعيد بناء نفسها بوتيرة سريعة لا تصدق، لتصبح قوة صناعية عالمية في غضون عقدين. لكن في نظر ميشيكو، استمرت التأثيرات طويلة الأمد للقنابل في نسج خيط سام عبر حياة عائلتها.

"تزوجت ابنتي أكيكو من شاب يُدعى ماكوتو"، تقول ميشيكو. "كان يعمل في شركة مملوكة لأجانب، لذا عاشوا في دول مختلفة. وفي إحدى زياراتها إلى اليابان، خضعت أكيكو لفحص طبي. قيل لها إنها قد تكون مصابة بالسرطان، والذي بعد بعض الفحوصات تبين أنه صحيح".

إعلان

عانت العائلة من انتظار مؤلم للأخبار، في حين خضعت أكيكو لعملية جراحية استمرت 13 ساعة. بعد عودتها من المستشفى، بدا أنها ستنجو. لكن في السابع من فبراير عام 2011، توفيت أكيكو فجأة عن عمر يناهز 35 عاما.

"ما زلت أشعر أنها معي، لكن نصف نفسي قد انتُزع"، تقول ميشيكو.

منظر جوي للدمار الكامل الذي لحق بهيروشيما نتيجة القنبلة الذرية الأميركية التي ألقيت في 6 أغسطس 1945 (أسوشيتد برس)

تعتقد ميشيكو أن وفاة أكيكو كانت نتيجة للتغيرات الجينية التي تسببت فيها القنبلة الذرية، وكذلك السرطان الذي أخذ والدتها وأخويها الأصغر هيدينوري وياسونوري (الذي وُلد عام 1947)، وكلاهما في الستينيات من عمرهما. ومن بين إخوة ميشيكو، لا تزال أختها الصغرى يوكوكو على قيد الحياة فقط.

يطالب الناجون الأصغر سنا بإجراء تحقيق رسمي شامل في هذه القضية، بجانب تعويض عما يزعمون أنهم عانوا منه هم وآباؤهم وأجدادهم، ويمثل هذا تحديا، بالنظر إلى استنتاجات مؤسسة أبحاث تأثيرات الإشعاع، التي تولت المسؤولية من ABCC في عام 1975.

رُفعت دعوتان قضائيتان من قبل الجيل الثاني من الناجين في هيروشيما وناغازاكي في عام 2023، حيث رفضت كلا المحكمتين قبول التأثيرات الجينية للتفجيرات النووية على الأجيال اللاحقة.

تقول ميشيكو وزملاؤها من الناجين القدامى إن العالم لم يتعلم الكثير من الأحداث الكارثية لعام 1945 وآثارها المستمرة. اليوم، الصواريخ الحرارية النووية أكثر قوة بكثير من تلك التي أُسقطت على هيروشيما وناغازاكي، وعدد متزايد من الدول تود الانضمام إلى "النادي النووي".

هذا لا يثني ميشيكو، التي تواصل العمل مع "نيهون هيدانكيو" في سعيها للفت الانتباه إلى التأثيرات المدمرة بشكل فريد للأسلحة النووية.

"منذ سن مبكرة تعلّمت عن كرامة الحياة، وخوف الموت"، تقول، "جعلتني تجاربي شخصا أقوى. أبذل ما بوسعي لنقل الحقيقة عن الأسلحة النووية للأجيال الأصغر، وهذه رسالة عاجلة، لأني أيضا قد أموت غدا".

إعلان

تقول ميشيكو كوداما وزملاؤها من الناجين إن تجاربهم تقف كتحذير للبشرية، حاملة رسالتهم العاجلة بأن العالم يجب أن يكون خاليا من الأسلحة النووية، وبالفعل من الحرب نفسها.

مقالات مشابهة

  • شخصية سياسية سوريّة دخلت مطار بيروت.. وزير الداخلية يكشف هويتها!
  • دولت بهتشلي: سوريا خط أحمر بالنسبة لتركيا
  • 10 آلاف مركبة دخلت “الفوريار” نهاية 2023
  • السجن 3 سنوات لمتهم بالتحرش بفتاة بعابدين
  • سارة سلامة: ملامحي طبيعية والإغراء خط أحمر
  • السجن 3 سنوات لعامل بتهمة الاعتداء على فتاة بوسط القاهرة
  • بـ53 ألف درهم..إعلان على مواقع التواصل يوقع فتاة ضحية للاحتيال
  • إنذار أحمر.. عواصف ترابية وانعدام في الرؤية بمكة المكرمة
  • تعرف على الجوائز المالية للفائز من لقاء الأهلي وباتشوكا
  • قصة ميشيكو.. كيف نجت فتاة يابانية من القنبلة النووية؟