حرب غزّة: العودة حتماً إلى درس 2006
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
كتب نقولا ناصيف في"الاخبار": كلما طلب سفير غربي موعداً لمقابلة مسؤول رسمي سأله اولاً: «ماذا عندكم؟»، ثم: «ماذا ستفعلون؟». همّه الاطمئنان الى امتناع حزب الله عن الانخراط في حرب غزة كأنه هاجس وحيد، من غير امتلاكه جواباً لمضيفيه: «ماذا ستفعل اسرائيل بعد الآن؟». لا ذاك عنده، ولا هذا.
عندما يُسأل السفراء اولئك عما يبصرونه في المرحلة المقبلة، يتحدثون عن معطيات خمسة:
اولها، ليس لبنان اصل المشكلة، بل غزة والحرب الناشبة بين اسرائيل وحماس.
ثانيها، رغم التوتر البادي في الايام الاخيرة بين الاميركيين والايرانيين مذ تصاعدت الهجمات على القواعد العسكرية الاميركية في العراق وسوريا، الا ان كلا البلدين لا يتوقف عن توجيه رسائل سياسية ضمنية، غير مباشرة، الى الآخر برفض الحرب المفتوحة واشتعال جبهات المنطقة كلها.ثالثها، لم يعد سيناريو ما نشأ في اللحظات التالية لما حدث في 7 تشرين الاول والتكهنات التي اعقبته هو النافذ في الوقت الحاضر. وضعت زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن لاسرائيل اخيراً - وإن باصراره على الوقوف الى جانبها وتبنّي وجهات نظرها في ما حدث في الايام المنصرمة - سقفاً لما يفترض ان تؤول اليه تطورات المرحلة التالية. ذلك ما فسّر تأجيل الهجوم البري الاسرائيلي على غزة يوماً تلو آخر. مع انه في الحسبان قائم ينتظر توقيته، الا ان احداً وخصوصاً الاميركيين والاسرائيليين لا يسعه الا تحسُّب ما سينتهي اليه وكيف؟ ومدى القدرة على تحقيق تقدّم نوعي حاسم والكلفة التي سيتكبدها الاسرائيليون في جيشهم والمسؤولية التي سيتحمل الاميركيون تبعتها السياسية. ذلك ما يحمل السفراء اولئك على الاعتقاد بأن المنطقة تمر في نهاية البداية لا في بداية النهاية.
رابعها، ان القلق الفعلي من الحرب الدائرة في غزة الآن وامتداداتها ليس الاشتباكات عند الجبهة الشمالية وتدمير اسرائيل القطاع، بل الخوف من ان تكون المرحلة المقبلة تغيير الجغرافيا واعادة النظر في الحدود الحالية. لا يطاول غزة فحسب، بل يمتد ايضاً الى مصر والاردن. في حسبان اسرائيل ان الهجوم البري الواسع لاحتلال ما امكن من غزة في مرحلة اولى، يرمي الى احداث هذا التغيير بتهجير اهالي القطاع، او التنبؤ باحتمال طرح الدولة العبرية حزاماً امنياً واسعاً. ليس على صورة الحزام الامني الذي انشأته في جنوب لبنان بين عامي 1978 و2000 وأزيل باجلائها عنه، بل محاولة الغاء القطاع في جغرافيته الحالية. ذلك ما يفسّر في اعتقاد السفراء امام المسؤولين اللبنانيين - وهم يشرحون مراقبتهم للاحداث الى حد كبير - حماوة الاشتباكات في الجبهة الشمالية لاسرائيل. ما يجزمون به ايضاً وإن لا يتوقفون عن طرح سؤالهم عما سيفعله حزب الله في الساعات الصعبة، استبعاد فتح جبهات جديدة ما دام اللاعبون الاصلاء، الاميركيون والايرانيون، يقولون انهم لا يريدون حرباً شاملة، ولا يمانعون في عضّ الاصابع.
خامسها، مع انهم لا يكتمون تأييدهم اسرائيل ومناوأتهم حماس المحسوبة منظمة «ارهابية» وتحفظهم في الوقت نفسه عن استمرار استهداف المدنيين في غزة، على انهم يقولون ان ما يفعله الجيش الاسرائيلي في غزة يستعيد الدرس نفسه المستمد من حرب تموز 2006 في لبنان: ضرب البنية التحتية للقوة العسكرية لحماس وترسانتها وكذلك تدمير مجتمعها وبشرها لا يغيّر في المعادلة شيئاً. ذلك ما حدث في نهاية حرب 2006. انتصر الضعيف ولم ينتصر القوي. صمود حزب الله احال كل ما تعرّض اليه واضعافه وايذاء مجتمعه وتخريب لبنان برمته منتصراً على اسرائيل، فيما اخفقت هي في تصفيته وهي المهمة التي اوجبت مهاجمة هذا البلد. اعاد الحزب تدريجاً بناء ترسانته واضحى لاعباً اقليمياً يُحسب حسابه، ويُنظر اليه الآن على انه اكثر الاخطار جدية في حرب غزة يملك ان يشعل المنطقة كلها. المعادلة نفسها مرشحة لأن تستعاد مع حماس اياً تكن وطأة الضربات التي تتلقاها، وسيكون في وسعها الزعم انها هي المنتصرة اخيراً لمجرد بقائها واسرائيل المهزومة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أضخم شجرة في العالم.. طولها يصل لـ115 مترا وعمرها 600 عام
العالم يعج من حولنا بالكثير من الأسرار والاكتشافات، ليس فقط الاكتشافات الطبية والعلمية، ولكن هناك أيضا ما يخص كثيرا من الكائنات الحية التي عاشت على كوكب الأرض من قبلنا، من الحيوانات الضخمة، والكائنات البحرية المميزة والغريبة، وأطول وأضخم النباتات والأشجار.
أضخم شجرة في العالم.. طولها يصل لـ115 متراهل تعرف ما هي أضخم شجرة في العالم؟ طولها يصل لـ115 مترا، وزاد عمرها عن 6 قرون «600 عام» فعلى الرغم من اكتشافها قديمًا منذ عدة أعوام في ولاية كاليفورنيا، إلا أنه يتم الاحتفاظ بموقعها الدقيق سراً لحماية الشجرة من التخريب.
ما هي أضخم شجرة في العالم؟وفقًا لموقع «wolftreewood» فإن أطول شجرة في العالم هي شجرة من الخشب الأحمر الساحلي، سُميت هايبريون، من نوع الأشجار السكوية الشاطئية، وسُميت على اسم شخص في الأساطير اليونانية، إذ تم اكتشافها في أغسطس 2006 في منطقة نائية من حديقة ريدوود الوطنية بولاية كاليفورنيا من قبل علماء الطبيعة كريس أتكينز، ومايكل تايلور.
أضخم شجرة في العالم.. طولها يصل إلى 115 متراويصل طول أضخم شجرة في العالم إلى 115 مترا، ويقدر أنها تحتوي على 18,600 قدم مكعب من الخشب، ووفقًا لصحيفة «التايمز» تم إجراء القياسات الأولية للشجرة باستخدام معدات قياس ليزر احترافية تعتمد على قياس الزوايا، ولكن في سبتمبر 2006، أعاد «ستيف سيليت» قياس الشجرة، وتم ذلك بالطريقة الأكثر دقة، إذ صعد إلى أعلى الشجرة ليسقط شريطًا من هناك مباشرة على الأرض، وبالفعل تم تصوير هذا الشريط لصالح ناشيونال جيوغرافيك في هذا الوقت.
أين تنمو أضخم شجرة في العالم وما عمرها؟يبدو أن هذه الأشجار تنمو على المنحدرات وليس في وسط الأودية التي تتوافر فيها المياه بكثرة، ووفقًا لمعايير الخشب الأحمر، فإن نبات هايبريون صغير جدًا ولا يزال ينمو بقوة، ويعتقد سيليت أن عمر الشجرة قد يكون 600 عام فقط.
هايبريون ليست وحدها.. أشجار طويلة للغاية تم اكتشافهافي يوليو 2006 تم اكتشاف بعض الأشجار الطويلة القياسية الأخرى، مثل «هيليوس» و(سميت على اسم إله الشمس اليوناني)، 114.09 متر، وفي يونيو 2006 تم اكتشاف الشجرة «إيكاروس» 113.14 مترًا، و«ديدالوس» 110.76 متر.