لبنان ٢٤:
2025-01-30@12:57:41 GMT

حرب غزّة: العودة حتماً إلى درس 2006

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

حرب غزّة: العودة حتماً إلى درس 2006

كتب نقولا ناصيف في"الاخبار": كلما طلب سفير غربي موعداً لمقابلة مسؤول رسمي سأله اولاً: «ماذا عندكم؟»، ثم: «ماذا ستفعلون؟». همّه الاطمئنان الى امتناع حزب الله عن الانخراط في حرب غزة كأنه هاجس وحيد، من غير امتلاكه جواباً لمضيفيه: «ماذا ستفعل اسرائيل بعد الآن؟». لا ذاك عنده، ولا هذا.
عندما يُسأل السفراء اولئك عما يبصرونه في المرحلة المقبلة، يتحدثون عن معطيات خمسة:
اولها، ليس لبنان اصل المشكلة، بل غزة والحرب الناشبة بين اسرائيل وحماس.

الا انه، بل حزب الله، مصدر فعلي لتوسّع الحرب اذا عزم على الانخراط فيها.
ثانيها، رغم التوتر البادي في الايام الاخيرة بين الاميركيين والايرانيين مذ تصاعدت الهجمات على القواعد العسكرية الاميركية في العراق وسوريا، الا ان كلا البلدين لا يتوقف عن توجيه رسائل سياسية ضمنية، غير مباشرة، الى الآخر برفض الحرب المفتوحة واشتعال جبهات المنطقة كلها.ثالثها، لم يعد سيناريو ما نشأ في اللحظات التالية لما حدث في 7 تشرين الاول والتكهنات التي اعقبته هو النافذ في الوقت الحاضر. وضعت زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن لاسرائيل اخيراً - وإن باصراره على الوقوف الى جانبها وتبنّي وجهات نظرها في ما حدث في الايام المنصرمة - سقفاً لما يفترض ان تؤول اليه تطورات المرحلة التالية. ذلك ما فسّر تأجيل الهجوم البري الاسرائيلي على غزة يوماً تلو آخر. مع انه في الحسبان قائم ينتظر توقيته، الا ان احداً وخصوصاً الاميركيين والاسرائيليين لا يسعه الا تحسُّب ما سينتهي اليه وكيف؟ ومدى القدرة على تحقيق تقدّم نوعي حاسم والكلفة التي سيتكبدها الاسرائيليون في جيشهم والمسؤولية التي سيتحمل الاميركيون تبعتها السياسية. ذلك ما يحمل السفراء اولئك على الاعتقاد بأن المنطقة تمر في نهاية البداية لا في بداية النهاية.
رابعها، ان القلق الفعلي من الحرب الدائرة في غزة الآن وامتداداتها ليس الاشتباكات عند الجبهة الشمالية وتدمير اسرائيل القطاع، بل الخوف من ان تكون المرحلة المقبلة تغيير الجغرافيا واعادة النظر في الحدود الحالية. لا يطاول غزة فحسب، بل يمتد ايضاً الى مصر والاردن. في حسبان اسرائيل ان الهجوم البري الواسع لاحتلال ما امكن من غزة في مرحلة اولى، يرمي الى احداث هذا التغيير بتهجير اهالي القطاع، او التنبؤ باحتمال طرح الدولة العبرية حزاماً امنياً واسعاً. ليس على صورة الحزام الامني الذي انشأته في جنوب لبنان بين عامي 1978 و2000 وأزيل باجلائها عنه، بل محاولة الغاء القطاع في جغرافيته الحالية. ذلك ما يفسّر في اعتقاد السفراء امام المسؤولين اللبنانيين - وهم يشرحون مراقبتهم للاحداث الى حد كبير - حماوة الاشتباكات في الجبهة الشمالية لاسرائيل. ما يجزمون به ايضاً وإن لا يتوقفون عن طرح سؤالهم عما سيفعله حزب الله في الساعات الصعبة، استبعاد فتح جبهات جديدة ما دام اللاعبون الاصلاء، الاميركيون والايرانيون، يقولون انهم لا يريدون حرباً شاملة، ولا يمانعون في عضّ الاصابع.
خامسها، مع انهم لا يكتمون تأييدهم اسرائيل ومناوأتهم حماس المحسوبة منظمة «ارهابية» وتحفظهم في الوقت نفسه عن استمرار استهداف المدنيين في غزة، على انهم يقولون ان ما يفعله الجيش الاسرائيلي في غزة يستعيد الدرس نفسه المستمد من حرب تموز 2006 في لبنان: ضرب البنية التحتية للقوة العسكرية لحماس وترسانتها وكذلك تدمير مجتمعها وبشرها لا يغيّر في المعادلة شيئاً. ذلك ما حدث في نهاية حرب 2006. انتصر الضعيف ولم ينتصر القوي. صمود حزب الله احال كل ما تعرّض اليه واضعافه وايذاء مجتمعه وتخريب لبنان برمته منتصراً على اسرائيل، فيما اخفقت هي في تصفيته وهي المهمة التي اوجبت مهاجمة هذا البلد. اعاد الحزب تدريجاً بناء ترسانته واضحى لاعباً اقليمياً يُحسب حسابه، ويُنظر اليه الآن على انه اكثر الاخطار جدية في حرب غزة يملك ان يشعل المنطقة كلها. المعادلة نفسها مرشحة لأن تستعاد مع حماس اياً تكن وطأة الضربات التي تتلقاها، وسيكون في وسعها الزعم انها هي المنتصرة اخيراً لمجرد بقائها واسرائيل المهزومة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله ذلک ما

إقرأ أيضاً:

عبدالسلام: سيبقى اليمن إلى جانب الحق الفلسطيني حتى التحرير الشامل

الوحدة نيوز/ أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أن طوفان العودة إلى شمال غزة رسالة شعبية مدوية تؤكد مدى صلابة الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، ورفضه القاطع لمشروع التهجير.

وقال عبدالسلام على منصة “إكس” إن العالم أجمع ليقف إجلالا وإكبارا لأبناء غزة وجنوب لبنان لما ظهر منهم من إرادة صمود أعجزت ترسانة العدوان الإسرائيلي المدعوم كليا من أمريكا.

وأضاف ” ما يجب أن تدركه شعوب المنطقة أن مواجهة الصلف الإسرائيلي والأمريكي هو الطريق الأسلم والأمثل، وأن السلام الحقيقي يتحقق بعودة الشعب الفلسطيني إلى كامل أرضه وتحرير مقدسات الأمة من دنس المحتل الصهيوني.

وبارك عبدالسلام لأبناء غزة انتصار إرادة الصمود في مواجهة أشد الحروب إجراما ودموية، ومؤكد أن اليمن سيبقى دائما إلى جانب الحق الفلسطيني حتى التحرير الشامل.

وأشار إلى أن الغلبة للإرادة الشعبية الممتلئة بروحية الجهاد والمقاومة والثورة ما شوهد مع العودة المظفرة لأهالي جنوب لبنان إلى مدنهم وقراهم، وبكل قوة وفخر واعتزاز وإيمان بالحق عادوا إلى أرضهم دون انتظار إذن المجتمع الدولي المتمالئ ظلما وجورا مع العدو المحتل على حساب سيادة واستقرار لبنان والمنطقة.

وحيا عبدالسلام الشجاعة لدى أهالي جنوب لبنان المقاوم، مديناً بشدة ما ارتكبه العدو الصهيوني من جرائم إطلاق النار عليهم أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى أثناء عودة أهالي جنوب لبنان المقاوم إلى قراهم في محاولة بائسة ويائسة من العدو لمنع العودة، وقد فشل في ذلك فشلا ذريعا وتكرست هزيمته المذلة أمام أبطال المقاومة الإسلامية وأهاليهم الأعزاء.

مقالات مشابهة

  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • عبدالسلام: سيبقى اليمن إلى جانب الحق الفلسطيني حتى التحرير الشامل
  • شاهد | طوفان العودة في لبنان وفلسطين.. دلالات تفوق المشهد
  • حزب الله يستعيد مشهدية الانتصار
  • أهالي جنوب لبنان يواصلون العودة إلى منازلهم وأراضيهم
  • موفدة أميركية الى لبنان.. وميقاتي: اسرائيل تماطل في تطبيق بنود التفاهم وتنتهك الـ1701
  • بـ 320 ألف جنيه.. اركب كيا ريو أوتوماتيك بحالة الفبريكا
  • خلال محاولتهم العودة.. شهيد و7 مصابين بنيران العدو الصهيوني في جنوب لبنان
  • شهيد وسبعة مصابين بنيران العدو الصهيوني في جنوب لبنان
  • الجزيرة نت ترصد عودة أهالي البلدات الحدودية جنوب لبنان