بو حبيب في سوريا: ضبط الحدود والتهدئة في الجنوب
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
اتفق وزيرا خارجية لبنان وسوريا عبد الله بو حبيب وفيصل المقداد في دمشق امس على الاستمرار في التنسيق لمتابعة عودة السوريين من لبنان وضبط الحدود وتبادل تسليم المطلوبين. وتدارس الجانبان، وفق بيان مشترك، معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان»، وشددا على»أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجّرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة مسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف.
وكتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن":قالت معلومات إنّ بو حبيب استعرض الأجواء الديبلوماسية حول الملفين والتركيز الأميركي على مسألة الهدوء في الجنوب وعدم انخراط «حزب الله» في الحرب جنوباً، وفهم من فحوى المباحثات التي حصلت أنّ وزير الخارجية وضع في عهدة نظيره السوري حصيلة الموقف اللبناني من قضية النازحين ونقل الموقف الأميركي المتعلق بضرورة ضبط المعابر الحدودية والتهدئة جنوباً، وقد فهم على أنها رسائل نقلها بو حبيب إلى الجانب السوري. أما في موضوع عودة النازحين فلا يمكن تجاوز الواقع للقول إنّ بو حبيب حمل مفتاح عودتهم من سوريا. خلال لقائه نظيره السوري كان بو حبيب بالغ الموضوعية والتقى ونظيره على حقيقة أنّ عودة النازحين يرفضها المجتمع الدولي الذي يمنع أي مواطن سوري مزود ببطاقة نازح العودة إلى بلاده وحجب المساعدات عنه في حال عودته.تنقل مصادر المجتمعين وجهة نظر سوريا التي تعتبر أنّ عودة النازحين موهونة بالجواب عن أسئلة أساسية، وهي: هل الدولة اللبنانية مستعدة لإعادتهم إلى بلدهم؟ وهل لها أن تجبرهم على العودة وتتحدى بذلك رغبة المجتمع الدولي وطلبه؟ وهل هي فعلاً أنجزت المطلوب منها لناحية الأعداد والأسماء والملفات المطلوبة؟
خلال الاجتماع قالها المقداد لضيفه اللبناني صراحة: لا مانع عند سوريا من عودة أبنائها اذا ما أرادوا العودة للعيش في ظروف البلد الراهنة، وبامكانهم إمّا العودة إلى ديارهم أو الإقامة في أماكن أخرى. ما يعني أنّ الجانب السوري أعاد كرة النازحين إلى الملعب اللبناني كي يتخذ خطوات عملية وليس الاكتفاء بالموقف السياسي فقط، وهي حقيقة كان يعلمها بو حبيب الذي يعتبر أنّ المجتمع الدولي هو العقبة الأساسية أمام عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.بعيداً عما تضمّنه البيان المشترك الذي صدر عقب اجتماع وزيري الخارجية بعباراته المنمقة، فإنّ واقع الحال يشي بأنّ الزيارة ربما نجحت بالشكل في إزالة الجليد في العلاقة، لكنها بالمضمون لم تخرج بنتائج عملية في ملف النازحين في هذا التوقيت العصيب، حيث انشغالات سوريا في مكان آخر واهتماماتها مختلفة تماماً، ولا تبحث عن هم إضافي لجملة همومها، وبالمضمون إيضاً فإنّ لبنان الرازح تحت عبء ملايين السوريين على أراضيه، نصفهم ممن لا يحملون أوراقاً ثبوتية، لا قدرة له على المضي قدماً في خطوات إعادتهم. فهل يتحدى الارادة الدولية الرافضة هذه العودة أو يقفل الحدود ويتخذ اجراءات صارمة لمنع مجيئهم إلى لبنان؟
في تعليقه على الزيارة، قال مصدر مطلع على موقف الجانب السوري إنّ الزيارة ايجابية، لكنها أتت في ظرف ملتبس، حيث لا يشكل ملف النازحين أولوية، وإذا كانت الايجابية طغت على أجواء المجتمعين فالعبرة في التنفيذ، وفي ما يستطيع لبنان اتخاذه من خطوات. أما سوريا فأبوابها مفتوحة لمن أراد العيش في ظل ظروفها الصعبة.بو حبيب قال في اتصال مع «نداء الوطن» إن البحث تطرق الى كل الموضوعات من الجنوب الى غزة والنازحين والحدود. اضاف: وضعنا الاسس لعودة النازحين لناحية اجراءات الامن العام وعسكرياً لناحية ضبط الحدود وديبلوماسياً لناحية اقناع الغرب بضرورة مساعدة النازحين في بلدهم وليس على ارض لبنان وتشجيعهم للعودة الى ديارهم والمساعدة على اعادة اعماره، واصفاً الاجواء بالايجابية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المجتمع الدولی عودة النازحین بو حبیب
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش في أمر اليوم: نطمئن أهلنا لا خوف على الجيش
وجّه قائد الجيش العماد جوزاف عون أمر اليوم لمناسبة العيد ٨١ للاستقلال.
وجاء فيه:" أيّها العسكريون، واحد وثمانون عامًا، هو العمر الحديث للبنان الذي تعود جذوره إلى آلاف السنين. نال وطن الأرز استقلاله بفضل أبنائه الذين اتّحدوا حينها على اختلاف انتماءاتهم، تحت راية علمهم للدفاع عن وطنهم وحمايته. كانوا أمثولة في الانتماء والحس الوطني، وبذلوا الدماء فداء للبنان، مترفّعين عن الطائفية والمذهبية. لبنان الجامع لكلّ مكوّناته، والوطن النهائي لكلّ اللبنانيين، توالت عليه الأزمات والحروب والانقسامات والتدخّلات، لكنّه بقي صامدًا كصمود أرزه، عصيًّا على الأعداء والعابثين بأمنه واستقراره وفي طليعتهم العدو الإسرائيلي، وشاهدًا على عبرة راسخة في التاريخ وهي أنّ وحدة الشعوب وعزيمتها كفيلة بتحقيق الصمود والثبات.
تحلّ ذكرى الاستقلال هذا العام، ووطننا يعاني من حرب تدميرية وهمجية يشنّها العدو الإسرائيلي منذ عام ونيّف، راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، وأسفرت عن تهجير أهلنا من قراهم وبلداتهم في الجنوب والبقاع وبيروت. وإذ يمعن العدو يوميًا في انتهاكاته واعتداءاته، تتكثّف الاتصالات للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار، يمنح وطننا هدوءًا يمهّد لعودة أهلنا في الجنوب إلى أرضهم، وباقي النازحين إلى منازلهم". أضاف:" أيّها العسكريون، لا يزال الجيش منتشرًا في الجنوب حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان – اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701. كما يقف إلى جانب أهله وشعبه انطلاقًا من واجبه الوطني، ويواصل تنفيذ مهمّاته رغم الصعوبات والأخطار. ومنذ بدء نزوح أهلنا من الجنوب، بادرت المؤسسة العسكرية إلى التنسيق مع إدارات الدولة ومواكبة النازحين وبخاصة ذوي العسكريين، في حين سارعت دول شقيقة وصديقة إلى مدّ يد العون، كما فعل عدد كبير من اللبنانيين المحبّين والداعمين.
وعلى خطّ مواز، يتابع الجيش تنفيذ مهمّاته على كامل الأراضي اللبنانية، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأيٍّ كان بتجاوزه، علمًا أنّ حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤولية جامعة ومشتركة لكل اللّبنانيين.
إنّ الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة". وقال:" أيّها العسكريون، في هذه المحطّة السنوية، نستذكر شهداء المؤسسة العسكرية على مرّ السنين، وآخرهم من استشهد في الجنوب لأجل لبنان. بدمائهم سيزهر التراب مجدًا وعنفوانًا يحيي لبنان من جديد.
نطمئن أهلنا وشعبنا إلى أنّه لا عودة إلى الوراء ولا خوف على الجيش الذي سيبقى إلى جانبهم متماسكًا رغم كلّ الظروف، حاميًا للبنان ومدافعًا عن أمنه واستقراره وسيادته، كما سيبقى حاضنًا وجامعًا لكلّ اللبنانيين بمختلف مكوّناتهم وعلى مسافة واحدة منهم. سيظل الملاذ الآمن الذي يثق به الجميع، على أمل أن يستقيم الوضع وتستعيد المؤسسات عافيتها وانتظامها، ويستعيد اللبنانيون المقيمون والمغتربون ثقتهم بوطنهم، فيصبح قادرًا على احتضان طموح شبابه وآمالهم".