الثورة نت:
2024-07-08@08:17:04 GMT

بعدما فضح الطوفان وسائل التواصل.. ما العمل؟

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

 

 

وقعت وسائل التواصل الاجتماعي في اختبار مصداقية حقيقي في تعاملها مع انتصارات طوفان الأقصى وما تلاها من ردود عسكرية ودعائية إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وكانت النتيجة المخيبة لآمال الشعوب أن تلك الوسائل سقطت سقوطا مدويا بعدما انكشف زيف اعتقادات تعايشنا معها طوال سنوات منذ ما يعرف بالربيع العربي بأنها داعمة لحرية التعبير، وتؤمن بالمساواة دون تمييز على أساس الجنس أو الدين أو العرق.


ففي الوقت الذي سمحت فيه هذه المنصات للدعاية الإسرائيلية العنصرية بالنفاذ على ما فيها من وحشية وأكاذيب، وفتحت لها خوارزمياتها لتحقق أعلى انتشار ممكن، رأيناها في المقابل تقوم باستخدام ذات الخوارزميات لتقييد وصول منشورات الضحايا إلى الناس، مع نشاط مكثف عانى منه الآلاف في تقييد النشر وحظره وحظر الحسابات وإغلاقها.
رأينا وسائل التواصل تمارس دكتاتورية معاييرها الفضفاضة دون أن تتيح للعميل حق الرد والتصويب، فإذا نشرت صورا أو فيديو لضحايا قصفتهم طائرات إسرائيلية مثلا فإن معظم تلك الوسائل ستقوم بفرض عقوبات قد تصل إلى إغلاق حسابك، في حين أنها تسمح للطرف القاتل بأن ينشر أكاذيبه وتضمن له الانتشار بل وتمنعك حتى من الرد الموضوعي عليه وفضح خداعة ولو بتعليق على حسابه.
عقد إذعان
مسألة إغلاق الحسابات التي زادت بشكل كبير مع تفجر هذه الأزمة تتضمن انتهاكا كبيرا لحقوق الملكية الفكرية، فضلا عن الانتهاك الأساسي لحرية الرأي والتعبير التي تزعم الدول الغربية التي تسيطر على إدارة هذه المواقع بأنها تحميها، فاكتشفنا الحقيقة بأننا نتعامل مع هذه الوسائل بموجب عقد إذعان تام كتب طبقا لمصالح منشئي هذه المواقع وما يتخفى خلفهم من أجهزة استخبارات.
فكثيرون اعتقدوا أن حساباتهم على “الفيس بوك” أو “يوتيوب” أو “لنكد إن” أو “بلوجر” وغيرها آمنة ومستقرة وراح يودع فيها رصيده الفكري والثقافي والاجتماعي، ثم على حين غرة سقط كل هذا الجهد في جب النسيان والضياع، ووجد نفسه عاجزا عن التواصل مع شبكته الاجتماعية التي نسجها وتعايش معها سنوات طوالا باعتبارها مجتمعه الحقيقي.
دور استخباري
حينما نتحدث عن دور استخباري لمواقع التواصل فهذا أمر ثابت وما القضية الشهيرة التي اتهم فيها فيسبوك بجمع معلومات عن 88 مليون مستخدم لصالح حملة ترامب الرئاسية إلا دليل واضح على ذلك، حيث اتهم بأن الحملة رصدت من خلاله مواقف المستخدمين وتوجهاتهم ومناطق كثافتهم وغير ذلك من معلومات، وعملت بناء عليها دعائيا وتقنيا وهو ما مكن ترامب من الفوز، وقد أدين فعلا وغرمته مفوضية التجارة الاتحادية بمبلغ 5 مليارات دولار.
ولأن أمريكا تدرك تماما العوائد الاستخبارية التي يمكن جنيها جراء الحصول على بيانات استخدام موقع تواصل ذائع الصيت يضم مليارات البشر في العالم يشبه فيسبوك؛ راحت تحظر استخدام موقع “تيك توك” في مواقعها الحكومية بزعم تجسسه على مستخدميه.
القرار ليس لسبب سوى أنه تطبيق صيني المنشأ بخلاف كافة مواقع التواصل الاجتماعي العالمية الأخرى التي تنطلق من أراضيها، القرار اتخذته أمريكا وكالعادة المتبعة في المواقف السياسية سارت على دربها بريطانيا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي، في حين حظرته الهند كليًّا بسبب خلافها الحدودي المشتعل مع الصين.
ما العمل؟
إذن، فقدت وسائل التواصل الغربية مميزاتها، فلا هي تدافع عن حرية التعبير، ولا هي آمنة، ولا هي تحترم خصوصياتنا ومعلوماتنا الشخصية، ولا تريد خيرا لمجتمعاتنا، ولا تعاملنا بطريقة تملك قدرا من المساواة مع من نختلف معهم، بعد كل ذلك؛ لماذا نتمسك بها؟
الإجابة لأن هناك الكثير من الخلافات السياسية البينية بين حكومات الأقطار العربية والإسلامية وحتى حكومات العالم الثالث، وبالتالي فإن تلك الخلافات ستنعكس بشكل واضح على استخدامات تلك التطبيقات وعلى مستخدميها.
هذا إضافة إلى أننا أصلا نفتقد البدائل؛ حيث نعدم وسيلة التواصل المناسبة التي تتيح لنا حق الاختلاف مع حكوماتنا ومجتمعاتنا وإدارة صراعاتنا الداخلية، ولأننا لو أنشأنا مواقع تواصل محلية على ذات الغرار فإن السلطات السياسية التي انطلق من أرضها هذا الموقع لن تريدها سياسيا واقتصاديا وفكريا إلا مجرد مسبحة تسبح بحمدها وحمد من ترضى عنهم، وإلا فإن عقوبة إغلاق الحساب في المواقع الغربية ستتحول لدينا إلى تشريد وسجن وربما قتل، فلم المخاطرة؟
لعل تطبيقا أو تطبيقات توخى منشئوها فيها أن تكون أكثر أمنا من كافة المخاطر التي أوردناها تستحق أن تنهض من أجل تدشينها الحكومات الإسلامية وحكومات العالم الثالث عبر هيئة تمثل ممثلين تقنيين وحقوقيين وقانونيين وشعبيين من كافة الدول ويستحق هذا الأمر أن تتجاوز الحكومات خلافاتها البينية وطموحاتها السياسية الذاتية وتلبي نداء وحدة الشعوب وتسمح بحق الانتقاد والاعتراض والتعبير، كما يمكنها نشر تطبيق من هذا النوع والتشجيع على الانضمام إليه عبر الوسائل التي تجيدها في عملها السياسي.
قد يعد ذلك أمرا مثيرا للسخرية أو هينا، وهو في الواقع ليس كذلك فهو أمر جاد جدا وملح للغاية وشاق، ولو حدث أن حقق نجاحا مثل ما حققته وسائل التواصل الغربية بيننا لكان أهم بكثير لشعوبنا من كافة منظماتنا السياسية الدولية كالجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي والاتحاد الإفريقي والأفروآسيوي وغيرها، لأنه سينقل السلطة والرأي من الحكومات المتنافرة إلى الشعوب المتلاحمة، ومثل هذا الأمر لم يكن يحدث من قبل.
طوفان الأقصى فضح وسائل التواصل الغربية ضمن فضح سترهم، وفي أي صدام حضاري قادم سنجد من تلك الوسائل ما هو أكثر فجاجة وقبحا.
المطلوب فقط صدق النيات.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

«الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة حفلة مريم الحركي

كشفت الأجهزة الأمنية، ملابسات بلاغ صانع محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، مقيم بدائرة التجمع الأول بالقاهرة، من تضرره من شخصان "صانعا محتوى على وسائل التواصل الإجتماعى" لقيامهما بالتعدى عليه بالسب والضرب وإحداث إصابته بجروح وكدمات متفرقة بالجسم حال تواجدهم بإحدى المناسبات الخاصة بصديقة لهم "صانعة محتوى" بمنزلها بدائرة القسم.

عقب تقنين الإجراءات تم ضبط مرتكبا الواقعة واعترفا بارتكابهما الواقعة عقب نشوب مشاجرة بينهما والمجنى عليه خلال مشاركتهم بتلك المناسبة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

اقرأ أيضاًبعد خناقة الأسلحة.. كواليس القبض على المتهمين في واقعة حفل البلوجر مريم الحركي

عيد ميلاد البلوجر مريم الحركي يتحول إلى ساحة للدماء.. ما القصة؟

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية يستقبل وفدًا من ممثلي وسائل الإعلام والصحفيين
  • موكب أردوغان في برلين يثير جدلا
  • بالفيديو.. مغنية شهيرة تتعرض لهجوم غريب في الليل
  • ضبط صانعى محتوى لتعديهما على زميلهما بالقاهرة
  • «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة حفلة مريم الحركي
  • معهد إعداد القادة ينظم برنامجًا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ريادة الأعمال
  • ملك ماليزيا يحذر من الانقسام بسبب وسائل التواصل الاجتماعي
  • ملتقي طلابي لمعهد إعداد القادة عن أهمية التواصل في ريادة الأعمال.. غدا
  • اهتمام الرئيس العليمي بالحالة الصحية للفنان عوض أحمد يلقى تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن
  • 78% من الأطفال يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.. فما هي الأسباب؟