الثورة / تقرير
منذ أنشئ الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، لم تتوقف عجلة المذابح والتهجير والنهب والتهويد والتعدي اليومي على الشعب الفلسطيني، ومنذ يومه الأول كان الكيان الصهيوني يفعل ذلك بدعم دول الاستكبار الاستعمارية، بدءاً ببريطانيا، وانتهاءً بأمريكا، ثم فرنسا وألمانيا وكل الدول الغربية.
وفيما كان الغرب يتبنى إطلاق القوانين الدولية والمعاهدات التي تتعلق بحقوق الإنسان، كان دعمه للكيان الصهيوني مستمرا ومتواصلا، وقد ظل الغرب يدعم ويساند ويؤيد كل ما يقوم به الكيان الصهيوني من مذابح وانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، لكأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتعلق بالإنسان الغربي فقط، ويستثني الإنسان الفلسطيني من تلك الحقوق المعلنة، ولهذا في كل مرة نجد الغرب يعطون الكيان الصهيوني رخص المذابح الدموية بحق الشعب الفلسطيني، واليوم مع الحرب التي يشنها الكيان على قطاع غزة يتمادى الغرب وأمريكا في دعمه ومساندته لارتكاب أفظع الجرائم، تحت عنوان الحق للكيان في الدفاع عن نفسه.


في قطاع غزّة اليوم أكثر من 5500 شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، وثلاثة أضعاف ذلك من الجرحى، الحرب الوحشية الصهيونية على قطاع غزة تعد واحدة من أفظع حروب الإبادة في التاريخ، كل صور الإجرام والانتهاكات والإرهاب تتضمنها هذه الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، وكلما ازداد العدو الصهيوني توحشا على رؤوس أطفال غزة زاد الغرب في منسوب دعمه للكيان الصهيوني، وقد بدا ذلك واضحا يوم أمس ففيم كان الطيران الصهيوني يقصف بشدة قطاع غزة، أصدرت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا ودول غربية أخرى بيانا في تلك اللحظة أكدت فيه تأييدها لما تسميه «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس».
ومنذ بدأت هذه الحرب الوحشية الصهيوأمريكية على قطاع غزة، هرول قادة الغرب وأمريكا إلى تل أبيب لدعمها وإسنادها، وإلى اليوم تستمر الوفود الأميركية والأوروبية في التقاطر إلى الكيان الصهيوني وإلى المنطقة لمزيد من الدعم للحرب الوحشية الإجرامية التي يشنها الصهاينة على غزة، ولإبداء الدعم غير المحدود للمجرمين في تل أبيب، ولإباحة ما يريد الصهاينة فعله، ولدعم ما يفعلونه من إبادة للفلسطينيين، من دون تمييز ومن دون التزام بأي قاعدة من قواعد القانون الدولي الإنساني، التي تحظر قصف المدنيين وتهجيرهم، وتحظر تعمّد قصف المستشفيات والأعيان المدنية.
وفي ضوء مواقفه المخزية من الجرائم الصهيونية في غزة، تتقاطر شحنات الأسلحة والصواريخ الأمريكية إلى الكيان الصهيوني وما وصل منها يزيد على أكثر من ألف طن حسب إعلان الإسرائيليين، الموقف الأمريكي الداعم والمساند للكيان الصهيوني هو الصورة الأوقع للموقف الغربي بشكل عام.
مواقف زعماء الغرب المنحطة المشينة المؤيدة والداعمة للهمجية الصهيونية ضد النساء والأطفال والمدارس وبيوت العبادة في غزة، أظهرت الحقيقة الملبسة بأقنعة الشعارات الإنسانية التي يتلبسها هذا الغرب، وعرت أمريكا صاحبة أطول سجل أسود ملطخ بالجرائم من حروب التهجير لسكان أمريكا الأصليين، إلى فيتنام وكوريا واليابان وإلى العراق وأفغانستان، وأعادت تذكير العالم بكل ذلك.
من المؤكد أن المواقف المشينة البربرية المذكورة، تعكس خوفاً على ربيبتهم الصهيونية، لكنها في الوقت نفسه كشفت سقوط الغرب وانحطاطه في الامتحان الإنساني، ولهذا السقوط جذوراً عميقة وبعيدة، تعود إلى ما يعرف بنظام وستفاليا الذي انبثق في القرن السابع عشر، وتشكّلت بموجبه الدول الرأسمالية وخطابها الليبرالي المزعوم، على أن ما يحدث اليوم من انكشاف فاقع يصدّع الأرض تحت أقدام النظام الرأسمالي العالمي المتوحّش الذي أقامه الغرب بزعمه «الحضارة الإنسانية»، لتنكشف حقيقتها الهمجية بالشكل الأوقح.
إن موقف أمريكا الداعم والمساند للحرب الإجرامية على قطاع غزة، وموقف الدول الأوروبية، في دعم وتأييد حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وشن قصف شامل وحصار خانق على غزة بما فيها من أطفال ونساء وشيوخ وتدمير كل بنيتها، يؤكد بوضوح «سقوط بدعة القانون الدولي الإنساني»، وسقوط المنظومة الدولية برمتها، وإلا فما معنى أن يقف الأميركي داعما ومذخرا ومسلحا لآلة الحرب الصهيونية لقصف أبناء غزة، والاستهداف لمنازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومساجدهم وكنائسهم، بل ويأتي الرئيس الأمريكي إلى تل أبيب ليؤكد بأن دعم إدارته لا يتزحزح للكيان الصهيوني وهو في ذروة الإجرام والهمجية.
وبحجة «حق إسرائيل» بالدفاع عن نفسها، وقفت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وسائر دول الاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا والهند صفّاً واحداً، لا لمنع وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية فحسب، بل للكذب والتضليل لإخفاء جرائم الإبادة وجرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق البشر والحجر في قطاع غزّة المحاصر.
لا أكشف مما يحدث، الكل يساندون، ويؤيِّدون، ويدعمون الكيان الإسرائيلي في كل جرائمه؛ لكي يبقى مسيطراً محتلاً، لكي يبقى في ممارساته الإجرامية الظالمة، التي هي نكبةٌ لشعبٍ كامل، شعب فلسطين الشعب المظلوم، الشعب العزيز، على رغم كثرة العناوين التي يتشدَّق بها الغرب الكافر، وعلى رأسه أمريكا، وزحمة عناوين الحقوق التي يروجها بكل أنواعها: حقوق الإنسان، حقوق المرأة، حقوق الطفل، حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، حقوق الشعب في الحرية والاستقلال، حق الإنسان في الحياة، كل أنواع الحقوق التي يتحدث عنها الغرب، أو تضمنتها مواثيق الأمم المتحدة، إلَّا أنَّ الكيان الصهيوني انتهك كل ذلك وأسقط كل شيءٍ وجعله بلا قيمة، والغرب يحتشد مؤيدا وداعما.
لم يخجل بايدن عن إظهار يهوديته ليؤكد دعم أمريكا اللامحدود للكيان الصهيوني ولجرائمه ومذابحه، ولم يخجل كذلك أن يصف الكيان الصهيوني بالدولة الديمقراطية في ذروة جنون الكيان وتصاعد إجرامه ووحشيته، ولا تفسير لذلك إلا أن القيم التي يتشدق بها الغرب وأمريكا مجرد عناوين فارغة، وأن الديمقراطية والحقوق تعني الإجرام والمذابح والقتل للأطفال وقصف المستشفيات كما يفعل الكيان الصهيوني «الدولة الديمقراطية حسب بايدن»
الحرب الإجرامية الوحشية على غزة وما فيها من إجرام وفظاعات يرتكبها العدو الصهيوني بدعم أمريكي وبمباركة غربية تكشف التوحش اليهودي الأمريكي، وهي كذلك تعري أمريكا والغرب وتكشف بألا أخلاق ولا قيم ولا حقوق إنسان، وهي كذلك تسقط القوانين الدولة وتطرحها أرضا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أكثر من تمديد !!

أطياف
صباح محمد الحسن
أكثر من تمديد !!
طيف أول :
المدن الغاضبة التي أتعبها الأنين
سترسم إنتفاضة الحياة على كل حلم مبثوث ، مشت على أشلائه الظنون.. ستنتصر
وخلصت المناقشات والمشاورات أمس والتي استمرت لثلاثة ايام بين أعضاء المجموعة الأساسيةً ( Core Group ) حول الاتفاق علي العناصر التي سيتضمنها مشروع القرار الذي سيقدم الي الأمين العام لحقوق الإنسان بناء علي تقرير وًتوصيات بعثة تقصي الحقائق
والمجموعة ضمت كل من
( امريكا و النرويج و بريطانيا و ألمانيا )
التي فرغت من صياغة مشروع لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الذي يأتي إستجابة للأزمة الإنسانية وأزمة حقوق الإنسان الناجمة عن النزاع المسلح المستمر في السودان وتمسك المشروع بالأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والذي اكد ان جميع البشر يولدون أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن لكل شخص الحق في التمتع بجميع الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،
مجددا إلتزامه القوي بسيادة السودان واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية، وتضامنه مع الشعب السوداني،
مشددًا على السودان وجوب التزام بالعمل وفق القانون الدولي الإنساني، وكذلك حماية سكانه من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، ونادى المشروع بالتزامات جميع أطراف النزاع بموجب القانون الدولي الإنساني،
والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتي يعد طرفًا فيها،
وطالب المشروع بالالتزامات التي قدمتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع مؤكدًا قرار مجلس حقوق الإنسان 54/2 الصادر في 12 أكتوبر 2023، والتفويض الممنوح فيه للبعثة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، معربًا عن قلقه بشأن تأثير تدهور الوضع في السودان،
ورحب بتقرير بعثة تقصي الحقائق وأعرب عن قلقه العميق إزاء النتائج التي توصلت إليها البعثة والتي تفيد بوجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبتا جرائم حرب، مع ارتكاب قوات الدعم السريع أيضًا لجرائم ضد الإنسانية، واعرب عن قلقه أيضًا إزاء الحالات الموثقة في التقرير المتعلقة بالعنف الجنسي وقتل وتشويه الأطفال والاعتقال التعسفي واحتجاز المدنيين، فضلاً عن الفشل في تقليل تأثير الضربات الجوية أو القصف المدفعي على المدنيين، والمنسوبة إلى كلا الطرفين، وكذلك النتائج التي توصلت إليها البعثة بأن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها شنت هجمات منسقة وواسعة النطاق على السكان المدنيين، غالبًا على أساس انتمائهم العرقي، بما في ذلك القتل والتعذيب والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، فضلاً عن تدمير الأشياء الضرورية لبقاء السكان المدنيين)
وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة خصت الزاوية إنه ومن خلال المناقشات والتدولات التي تمت فمن المرجح بنسبة تفوق ال 90٪ ان مجلس حقوق الإنسان سيقرر تمديد ولاية البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق إلى السودان لمدة عام جديد
سيما ان المشروع الذي انتهت مناقشته امس طالب بتمديدها وطلب من الأمين العام أن يوفر جميع الموارد والخبرات اللازمة لتمكين المفوضية من توفير الدعم الإداري والتقني واللوجستي اللازم لتنفيذ أحكام هذا القرار
ودعا المشروع أطراف النزاع إلى التعاون الكامل مع بعثة تقصي الحقائق في أداء عملها كما دعا ايضا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكامل لتنفيذ ولايتها
ولأن انشاء البعثة صوتت له 19 دولة بالموافقة فيما رفضته 16 دولة، وامتنعت 3 دول عن التصويت إلا أن المصدر قال أن الجديد هذه المرة هو إن خمس دول من جملة ال 16 الرافضة ستنضم الي ال 19 التي وافقت عليها ليصبح المجموع 25 دولة مقابل 11 وهذا مايرجح قرار تجديد عمل البعثة
وبهذا يكون الأمر محسوما حسب المعلومات الواردة من كواليس مناقشة مشروع القرار الذي اصبح لايفصل بينه والواقع سوى ايام موعد تسليمه
ولم تكتف المصادر الدبلوماسية بتأكيد وضمان تمديد عمل البعثة لكنها ذهبت الي اكثر من ذلك وتوقعت أن يكون هناك طلبا للنائب العام للأمين العام بتجميد عضوية السودان في مجلس حقوق الإنسان لانتهاكاته التي ارتكبها في حرب 15 ابريل
عليه وان استجاب الأمين العام لطلب طرد السودان من مجلس حقوق الإنسان يكون هذا ثاني مقعد دولي يفقده السودان بعد فقدانه لمقعد عضوية الاتحاد الافريقي.
طيف أخير :
#لا_للحرب
بالرغم من ان العالم يعد الي تحضير ملف الجريمة والعقاب إلا أن قوات الدعم السريع واصلت بطشها ضد المدنيين وقتلت معلمة ومربية اجيال امام عيون زوجها حاكتها القوات المسلحة بإعدام عدد من الأطباء

   

مقالات مشابهة

  • السنوار في رسالة للحوثي: أبارك وصول صواريخكم لعمق الكيان الصهيوني
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: الرد اليمني الباليستي في عمق الكيان الصهيوني تعزيز لمعادلة الردع
  • حركة الأحرار الفلسطينية تبارك العملية اليمنية النوعية في عمق الكيان الصهيوني
  • “حماس” تشيد بالضربة الصاروخية اليمنية في عمق الكيان الصهيوني
  • حماس تشيد بالضربة الصاروخية للقوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان الصهيوني
  • الجبهة الشعبية: الرد اليمني الباليستي في عمق الكيان الصهيوني تعزيز لمعادلة الردع
  • العدو الصهيوني يطالب سكان شمال قطاع غزة بالإخلاء الفوري
  • شاهد| حصيلة اليوم الـ 344 للعدوان الصهيوني على قطاع غزة (فيديو)
  • أكثر من تمديد !!
  • سياسي بريطاني يحذر من التهديدات التي سيواجهها الغرب إن سمح لكييف بضرب الأراضي الروسية