سيناء أرض الصمود| سجل البطولات.. تضحيات أبناء سيناء خلال حروب مصر لاستعادة الأرض.. شيوخ وشباب القبائل حصلوا على نوط الامتياز لجهادهم ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
دمروا 11 طائرة للعدو الإسرائيلي ودمروا مطار بالوظة.. وقتلوا المئات من الجنود الإسرائيليين سالم الهرش تحدى موشيه ديان وأكد مصرية سيناء وانتماء أبنائها للوطن مصر
وقعت على أرض سيناء 3 حروب خلال القرن العشرين، الحرب الأولى عام 1956، والثانية عام 1967 والحرب الثالثة عام 1973، وجميع تلك الحروب راح الآلاف من الشهداء مقابل أرض سيناء العزيزة.
و اشترك أبناء قبائل سيناء في كل تلك الحروب، واصطفوا جميعًا ودافعوا عن أرض الوطن رغم ما كانوا يتعرضون له من تنكيل وضغوطات من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي الذي اشترك في كل تلك الحروب على سيناء.
بعد نكسة 1967، ساعد كثير من بدو سيناء أفراد القوات المسلحة الشاردين في صحراء سيناء الواسعة، إذ قام الشباب والشيوخ من البدو بإرشاد أفراد الجيش بعد حرب يونيو 1967، فضلًا عن إخفاء شيوخ البدو مبلغا قُدر بنحو 300 ألف جنيه كانت موجودة بخزينة أحد البنوك المصرية الموجودة بمدينة العريش، وقد استخدم شيوخ القبائل هذا المبلغ في العمليات السرية التي كانوا يقومون بها ضد الاحتلال الإسرائيلي.
و أشار العميد فؤاد حسين عضو جمعية مجاهدي سيناء في كتاباته عن سيناء عن هذه الواقعة، إضافة لوقائع أخرى، على رأسها إخفاء شيوخ القبائل بطاقات الهوية لأبناء القبائل، وإخفاء الأختام الرسمية وشعار الجمهورية من المباني الرسمية التي كانت موجودة بالعريش قبل وصول قوات الاحتلال إليها.
و تقول سلوى الهرش، إن جدها سالم الهرش كان من بين المشاركين في مؤتمر الحسنة عام 1968 والذي كانت تسعى فيه إسرائيل إلى تهويد وتدويل سيناء عبر دعوة كل وسائل الإعلام العالمية مع شيوخ وقبائل سيناء كي تجبرهم على الاعتراف بوضع سيناء تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
لكن شيخ قبيلة البياضية سالم الهرش، أفشل المؤتمر الإسرائيلي عبر تحديه موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي حينها، عبر تأكيده على مصرية سيناء وانتماء أبناء سيناء للوطن مصر، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي قبض على الشيخ سالم وسجنه فترة قبل أن يُطلق سراحه.
كما يحكي شاب من قبيلة الترابين يدعى "موسى الترباني" للبوابة، أن جده عودة الويمي كان له دور في الاستعداد لحرب أكتوبر 1973، إذ قام جده بإرشاد وإبلاغ القوات المسلحة عن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتدريب على عبور مانع مائي يشبه قناة السويس.
وفي كتابات العميد فؤاد حسين، فإن هذه العملية تعود لعام 1972، بعدما أبلغهم شيخ بدوي يدعى عودة الويمي على قيام إسرائيل بالتدرب على عبور مانع مائي عند منطقة سد الروافعة في إحدي المناطق عند وسط سيناء.
وسد الروافعة تم إنشاؤه عام 1946 م لتخزين مياه السيول، وتبلغ السعة التخزينية له حوالى 5 ملايين متر مكعب وفى عام 1975 و1981 حدث سيل عالى الشدة بوادى العريش وزاد حجم المياه عن السعة التخزينية لسد الروافعة، مما تسبب فى وصول المياه إلى مدينة العريش.
كما أرسل عودة الويمي بعض الصور الفوتوغرافية لعمليات تدريب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبحسب العميد فؤاد حسين، فإن ذلك من الأخبار المهمة التي نقلها بدو سيناء، إذ كان مؤشرا على احتمال قيام إسرائيل بعبور قناة السويس وذلك قبل نحو عام من قيام قوات الاحتلال بعبور قناة السويس وإحداث ثغرة الدفرسوار.
كما أسست المخابرات العامة بالتعاون مع أبناء سيناء، مؤسسة أطلقوا عليها "منظمة سيناء العربية" وتشكلت من بين أبناء عدد كبير من قبائل سيناء من الترابين والتياها والمساعيد والأخارسة والفواخرية والبياضية، وتخصصت تلك المنظمة في متابعة ورصد تحركات الاحتلال الإسرائيلي، واستهدافه داخل صحراء سيناء.
وقد قسم مجاهدو سيناء أنفسهم إلى فرق عدة، منهم فرق للتصوير، وفرق للعمليات الفدائية، وفرق لعرقلة خطوات العدو، وفرق أخرى لجمع المعلومات، وفرق لتدمير خزانات الوقود.
وشكّلت جهود منظمة مجاهدي سيناء عونًا كبيرًا للقوات المسلحة في جمع المعلومات وتوجيه ضربات للمحتل الإسرائيلي، وتمثلت أولى عمليات للمقاومة في سيناء تسببهم في مقتل 11 طيارًا إسرائيليًا وكانت تلك أول ضربة للمنظمة.
ويعد الشيخ حسن المسعودى شيخ قبيلة المساعيد، أول شهيد من أفراد منظمة سيناء العربية التي تشكلت بمساعدة رجال المخابرات الحربية بعد هزيمة يونيو 1967.
وقد وقع المسعودي فى كمين للعدو الصهيونى أثناء تهريب ضباط مصريين إلى غرب القناة، وتم على إثره تبادل لإطلاق النار من جانب بعض أفراد المنظمة والجيش الاسرائيلى، واستشهد المسعودى وتم حجز جثته 15 يومًا من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
ثم تم تسليمها إلى الصليب الأحمر المصرى، فضلًا عن وقوع عدد من أبناء منظمتي مجاهد سيناء وسيناء العربية في قبضة الاحتلال الإسرائيلي ولم يُفرج عنهم إلا في صفقات تبادل أسرى تمت بين مصر وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
كما يقول مسعد أبو غياث، من قبيلة الأحيوات التي تنتشر بين الإسماعيلية والقنطرة وسيناء، إنه تعرف على واحد من أبطال حرب التحرير وهو الحاج "شلاش عرابي"، والذي كان عضوًا في منظمة سيناء العربية.
ويقول مسعد، إنه شلاش كان من أنشط عيون المخابرات في سيناء وقت الاحتلال الإسرائيلي، حتى أن إسرائيل رصدت مكافأة بآلاف الدولارات للوقوع به وبشبكته المخابراتية، وتلقى شلاش تدريبه على أيدي رجال المخابرات في منطقة بورسعيد.
وقبضت قوات الاحتلال الإسرائيلي على "شلاش عرابي" قبل نصر أكتوبر 1973، في آخر عملية قام بها شلاش خلف خطوط العدو وهي العملية بعد مقاومة عنيفة منه وتبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته في الفك وقطع في اللسان وعذبوه بقسوة وهو جريح، وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية، وتم الإفراج عنه بناء على طلب المخابرات الحربية في مارس 1974 ضمن صفقة تبادل الأسري.
ومن بين صفوف أبناء سيناء الذين خدموا في صفوف جمعية مجاهد سيناء، الشيخ "عبدالكريم أحمود إبراهيم، والذي حصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من رئيس الجمهورية الراحل محمد أنور السادات.
وهناك عضو منظمة سيناء العربية، عبد الكريم سليمان، الذي كان يرصد تحركات قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل سيناء، ونفذ الكثير من العمليات داخل سيناء، على رأسها نسف 11 طائرة من طائرات العدو الإسرائيلي، إضافة إلى كشف جاسوس خطير وسط بدو سيناء ونجح في القبض عليه وتسليمه إلى المخابرات المصرية.
كما ساهم عبد الكريم سليمان في ضرب مطار بالوظة الذي يبعد نحو 35 كيلو مترا عن بورسعيد، حيث كانت قوات العدو تقيم في معسكرات خلف هذا المطار. وبعد عدة عمليات مخابراتية وقتالية شديدة الكفاءة قُبض على سليمان من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي وحُكم عليه بالسجن بنحو 140 عامًا عام 1971.
ثم أفرجت عنه قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب نصر أكتوبر 1973 في صفقة تبادل أسرى مقابل تسليم ضابط إسرائيلي، وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية الراحل محمد أنور السادات، وقد أُطلق اسمه على أحد شوارع مدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية بعد وفاته.
ومن بين أبناء منظمة سيناء العربية، عبد العزيز مرزوقة، والذي كان أحد أبناء سيناء المخلصين الذين كانوا على استعداد للتضحية بأرواحهم مقابل التئام سيناء بالوطن مصر مرة أخرى. وحصل مرزوقة على نوط الامتياز من الطبقة الأولى ودرع المخابرات الحربية من بين أوسمة شرف كثيرة حصل عليها مقابل جهاده ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في النهاية، يمكن القول إن البطولات التى سجلها بدو سيناء خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، والموقف الجماعى لقبائل سيناء فى مؤتمر الحسنة، جميعها تمثل صفحة نضال مجيدة يضمها كتاب كفاح هذا الشعب ضد المحتل الإسرائيلى، وتجسيدًا لصورة مشرقة يجب أن يترجمها الواقع الراهن من خلال المحافظة على ذاكرة الوطن ومعرفة الأجيال المتعاقبة بهذه التضحيات، وأن تمثل هذه التضحيات ومضامينها رسالة وقوة دفع حقيقية لمواجهة التحديات والمخاطر الراهنة التى تواجه سيناء والدولة المصرية بشكل عام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حروب مصر استعادة الأرض نوط الامتياز الاحتلال الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
كيف استطاعت المقاومة في غزة الصمود خلال 2024؟.. أسباب مهمة
تدخل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عاما جديدا في مقارعة قوات الاحتلال والتصدي لعدوانها المتواصل على الأحياء والمخيمات والمدن منذ ما يزيد عن 14 شهرا متواصلة.
ولا تُظهر المقاومة في قطاع غزة أي نوع من التراجع أو الانكسار أو الضعف، رغم التحديات والعقبات الجسيمة التي واجهتها بفعل اشتداد العدوان الوحشي، وتواصل الحصار، وانقطاع خطوط الإمداد الداخلية والخارجية.
وشهد العام الجاري الذي يوشك على الانتهاء، عمليات شبه يومية ضد مواقع قوات للاحتلال، خصوصا في مناطق التوغل في شمال وجنوب قطاع غزة، مثّل بعضها محطات فارقة في جهود المقاومة في مقارعة الاحتلال والتصدي لتوغلاته واجتياحاته المستمرة، بل واعتبر من قبل بعض المحللين صمودا أسطوريا لا مثيل له في العصر الحديث.
واستخدمت المقاومة الفلسطينية خلال معركتها المستمرة منذ عام تكتيكات عديدة في مواجهة جيش الاحتلال لمقاربة معادلة القوى التي لا تقارن بين الطرفين، ولعل ذلك يكشف سببا رئيسيا لفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه في غزة طوال 14 شهرا.
ومنذ بداية العملية البرية، تواصل المقاومة تصديها لقوات الاحتلال، إذ لا يمر يوم إلا وهناك مقاطع مصورة وبيانات عن المعارك الدائرة في مختلف محاور التوغل.
"إرادة أبناء الأرض"
تبرز إرادة القتال والصمود لدى المقاومة الفلسطينية على أرضها، كأحد أهم عوامل الاستمرار في مقارعة الاحتلال، والنيل منه، رغم حجم هائل من الصعوبات والمعيقات التي تحول "افتراضيا" دون استمرار أعمال التصدي والمقاومة في قطاع غزة، إذ كيف لمقاومة محاصرة، لا عمق لها، ولا خطوط إمداد داخلية وخارجية تغذيها أن تستمر؟
يدرك المقاومون في غزة أن المعركة التي يخوضونها، معركة فاصلة ومهمة، إذ يراد لهم أن يسحقوا حتى آخر مقاوم، ليبدأ في غزة عهد جديد ببصمة إسرائيلية صرفة، وإزاء هذا الاعتقاد، وهذه القناعة تواصل المقاومة دورها بعزيمة من حديد، رغم الجراح الغائرة، وحالة الخذلان غير المسبوقة.
العقد والكمائن
عمدت المقاومة لاستخدام أسلوب حرب العصابات، الذي يستند إلى التجربة الفيتنامية في المعارك بعيدًا عن القتال الجبهوي.
ويقاتل أفراد المقاومة في عقد قتالية معدة مسبقة، يشتبكون خلالها مع الاحتلال في الزمان والمكان الذي يختارونه، لتحييد أكبر قدر ممكن من فارق القوى بينهم وبين جيش الاحتلال المجهز بأحدث الأسلحة وأكثرها تدميرا.
كذلك كانت الكمائن المركبة كابوسا للاحتلال، حيث كبدته خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، فضلا عن الكمائن المنفردة وعمليات القنص وتفجير العبوات والأنفاق المعدة مسبقا لاستدراج جيش الاحتلال.
أساليب متطورة
طورت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب من تكتيكاتها بشكل كبير، وبدا ذلك واضحا من خلال استمرارية العمليات وعجز الاحتلال عن السيطرة على منطقة واحدة في القطاع دون أن يتلقى الضربات.
يقول مصدر ميداني مطلع لـ "عربي21" في تصريح سابق، إن "المقاومة عملت في بعض الأماكن على تسيير الاحتلال كما تريد هي، وفقا لخطط معدة مسبقا، كما اختارت هي المكان والزمان للكثير من فصول المواجهة".
وأضاف أن المقاومة سحبت مجموعات وتشكيلات عسكرية من بعض الأماكن، ودفعت بها لأماكن أخرى، بعد دراسة معمقة لطبيعة الميدان في إطار خطة لإدارة والاستفادة القصوى من العناصر المقاتلة على الأرض".
تجنيد وإعادة تدوير
يقول المصدر الميداني، إن المقاومة كيفت نفسها مع حرب طويلة الأمد التي أعدت لها العدة منذ زمن، كما غيرت بعض التكتيكات تماهيا مع المواجهة الطويلة.
وتحدث المصدر عن إطلاق حملة تجنيد واسعة النطاق للشباب في إطار التجهيز لحرب استنزاف طويلة لقوات الاحتلال، مؤكدا أن الفصائل وخصوصاً القسام تمكنت من تجنيد الآلاف خلال الأشهر القليلة الماضية.
من جانب آخر، فقد أظهرت مقاطع مصورة للقسام تفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال، من مواد أعيد تدويرها خلال الحرب.
وعن ذلك، يقول المصدر إن المقاومة أعادت تصنيع القنابل التي يطلقها الاحتلال صوب المنازل والأهداف ولا تنفجر، حيث تستخدم خصوصا في إطار عبوات ناسفة جديدة لاستهداف آلياته. إلى جانب استخدام المواد داخل هذه القنابل في الرؤوس المتفجرة والقذائف والصواريخ.
القتال تحت الأرض
في تشرين الأول/ أكتوبر، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول تكتيكات حركة حماس في بناء الأنفاق، مبينة أن التفاصيل ظهرت ضمن دليل إرشادات للحركة، ويعود تاريخه لعام 2019، عثرت عليه القوات الإسرائيلية في أثناء حرب غزة الحالية.
وقالت الصحيفة، إن دليل القتال تحت الأرض يتضمن تعليمات بشأن كيفية إخفاء مداخل الأنفاق، وتحديد موقعها باستخدام البوصلات أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والدخول بسرعة والتحرك بكفاءة.
وجاء في وثيقة أنه في "أثناء التحرك في الظلام داخل النفق، يحتاج المقاتل إلى نظارات رؤية ليلية مزودة بالأشعة تحت الحمراء"، وتشير إلى أنه خلال التحرك في الممرات الضيقة في الظلام، يجب أن يضع المسلح يدا على الحائط والأخرى على المسلح أمامه.
وتلقى القادة الميدانيون أيضا تعليمات بتحديد الوقت الذي يستغرقه المسلحون تحت إمرتهم للتنقل بين نقاط مختلفة تحت الأرض، بالثانية، كما تروي الصحيفة.
وتشير الوثائق إلى الأبواب المقاومة للانفجار في الأنفاق للحماية من القنابل والجنود الإسرائيليين.
وتظهر وثيقة أنه قبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، وافق يحيى السنوار، قائد حماس في قطاع غزة، والذي اغتيل في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، على إنفاق 225 ألف دولار لتثبيت أبواب مقاومة للانفجار لحماية شبكة الأنفاق من الغارات الجوية والهجمات البرية، كما زعمت نيويورك تايمز.
ونقلت عن تامير هايمان، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، قوله "إن استراتيجية حماس القتالية تعتمد على تكتيكات تحت الأرض. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتهم قادرين على الصمود في وجه الجيش الإسرائيلي حتى الآن".
الخداع والتخفي
من عيون الأنفاق المفخخة إلى الدمى وأصوات تحاكي أصوات الأسرى وصولا للأسلحة المعدة لجذب الجنود، تفننت المقاومة الفلسطينية في أساليب خداع جيش الاحتلال.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن عسكريين إسرائيليين، ما وصفوه بتكتيكات حماس خلال الحرب البرية في قطاع غزة المحاصر.
وقالت الصحيفة، إن "مقاتلي حركة حماس أعدّوا الكمائن والأفخاخ المتفجرة والدمى للإيقاع بالجنود الإسرائيليين خلال القتال الدائر حاليا في غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن المقاتلين، على سبيل المثال، يستخدمون الدمى وحقائب الأطفال مع مكبرات صوت تبث أصوات بكاء قرب مدخل نفق متصل بشبكة أنفاق كبيرة، بحسب جيش الاحتلال لاستدراج الجنود لزقاق ضيق مليء بالأنقاض قرب مخيم جباليا.
ويقول جيش الاحتلال، إنه "جرى وضع هذه الأشياء عمدا بالقرب من مدخل النفق. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي صورا قال إنها لاثنتين من عارضات الأزياء أو الدمى ملفوفة في ملابس أطفال ملغومة بالمتفجرات".
وتنقل الصحيفة عن جيش الاحتلال قوله إن "جنوده سمعوا تسجيلات لأشخاص يبكون ويتحدثون العبرية، وهي محاولات، كما يعتقد القادة، لخداع الجنود الإسرائيليين للبحث عن رهائن في مكان قريب".
كما تحدث ضابط برتبة مقدم في وحدة استطلاع تابعة لجيش الاحتلال عن تكتيكات حماس، تضمنت "أفخاخا متفجرة ودمى وبكاء وأشخاصا يتحدثون العبرية".
وأضاف الضابط، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بموجب القواعد التي وضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن وحدته أُرسلت مؤخرا لفحص مبنى في وسط غزة، حيث سمع بعض الجنود "تسجيلات بكاء"، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على مصدرها".
وتابع ضابط بالجيش بأن "قنابل كانت معلقة في أكياس رمل على الجدران لتنفجر على مستوى رؤوس الجنود"، وأردف بأنه "من خلال بكاء الأطفال وكل هذه الحيل، تهدف حماس لإيقاع قوات الجيش في الفخاخ".