العرب القطرية:
2025-01-30@15:07:10 GMT

قطر تُبهر في تنظيم الأحداث العالمية

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

قطر تُبهر في تنظيم الأحداث العالمية

تعكس نجاحات دولة قطر في تنظيم الفعاليات العالمية انطلاقها نحو فضاءات واسعة لتصبح نقطة مضيئة على مختلف الصعد، حيث أثبتت قيادتها وكوادرها البشرية أنها جاهزة لأكبر الأحداث العالمية، بأذرع مفتوحة وأياد سخية ممدودة نحو القريب والبعيد، لتخط اسمها في قائمة الفخر والإنجاز بحروف بارزة ومساهمات ملموسة لا تخطئها العيون.


وتدرك دولة قطر أنها أول دولة ذات مناخ صحراوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف معرضا دوليا للبستنة من تصنيف A1، وهذا ما يظهر مستوى الرهان على النجاح وسط التحديات المتوقعة، من بينها استقطاب مئات الآلاف من الزوار الذين يبحثون عن الجديد من الابتكارات الجديدة والمشاريع المنتظرة في وقت يواجه فيه العالم تهديدات مناخية متعددة أكثر من أي وقت مضى، ويتطلع لحلول غير مسبوقة في ملف الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ العالمي الذي يلقي بظلاله الوخيمة على المنطقة الإقليمية في الآونة الأخيرة، من حيث ارتفاع مساحة التصحر وازدياد مواسم الجفاف وانحسار المساحات الخضراء.
ولا شك أن دولة قطر وسط هذا المحفل العالمي تضع نصب عينيها، إضفاء لمسة من تاريخها وصور من تراثها، بما يعكس عراقة هويتها وانتمائها كما عودتنا، ولذا استلهم تصميم الجناح القطري في (إكسبو 2023 الدوحة) من أهم معالمها الجغرافية وهو «رأس بروق»، وهي شبه جزيرة تتشكل من منحدرات بيضاء نحتتها الرياح وعوامل التعرية الطبيعية، تقع على الساحل الغربي لدولة قطر، وكانت تضم بقايا استقرار بشري يعود إلى عصور ما قبل التاريخ بحسب المؤرخين، مما يعكس حرص المنظمين على نموذج يجمع بين التراث والتصميم العصري، حيث يتجسد التصميم الراقي والفن القطري.
وأقيم المعرض الدولي للبستنة (إكسبو 2023 الدوحة)، تحت شعار: «صحراء خضراء.. بيئة أفضل»، على أرض تبلغ مساحتها 1.7 مليون متر مربع، ضمن حديقة البدع في قلب العاصمة الدوحة، بالتزامن مع اكتمال معظم البنى التحتية والمنشآت اللازمة. ويتوقع المنظمون أن يجذب المعرض ثلاثة ملايين زائر من أكثر من ثمانين دولة، في تجربة لن تنسى عبر 179 يوما تقريبا من الفعاليات اليومية والأنشطة الأسبوعية، بما يتناسب مع تنوع ثقافات الزوار الذين سيحضرون من مختلف دول العالم. وإن التصميم على اجتياز التحدي بصورة مشرقة، ينبع من تراكم خبرات مكتسبة من تنظيم أحداث عالمية متلاحقة خلال السنوت القليلة الماضية، تكللت بنجاحات متواصلة تتسق مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع الإدارة البيئية والتنمية المستدامة على رأس قائمة الأهداف والأولويات، مع الالتزام بتقديم تجربة فريدة من نوعها للمجتمع الدولي ومواطني قطر والمنطقة الخليجية، حيث يجمعهم هاجس واحد وغاية نبيلة أن حياتنا باتت تتوقف على تحسين جودة المناخ والماء والتربة، فهي أساسيات لا غنى عنها. ويأتي «إكسبو 2023 الدوحة» بعد أشهر من اختتام واحدة من أنجح التظاهرات العالمية التي احتضنتها قطر وهي بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، فكانت حديث الساعة، والكل ما زال يستذكر اللحظات الجميلة واللمسات المتقنة التي توجت بها دولة قطر سنوات من الجهود المضنية والخبرات المكتسبة والمشاريع الضخمة، التي كانت محل إشادة دولية واسعة من مختلف الأطراف التي تشرفت بحضور ومتابعة المونديال العالمي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة الفعاليات العالمية دولة قطر

إقرأ أيضاً:

انتحار العقل التقليدي و هزيمة الميليشيا

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أول سؤال يبادر لذهن القاريء عندما يقرأ العنوان: كيف أطلق مصطلح "الهزيمة" على الميليشيا و هي ما تزال تحتل عددا من المناطق؟ و الهزيمة ليست هي استسلام الميليشيا بالكامل، وطي هذا الملف؛ و لكن هزيمة مشروعها الذي بدأ أنهم بصدد إعتقال البرهان أو قتله، و استلام السلطة، ثم تحول للقضاء على دولة 56، و أخيرا الحرب على الفلول و الكيزان، و غيرها من التدرجات.. فهي الآن لا تقاتل من أجل مشروع بعينه، و ثبت ذلك من خلال تعديها على المواطنين، بالقتل و النهب و السرقة و الاغتصابات، و أخيرا كما قال وزير الخارجية الأمريكي ممارسة " التطهير العرقي" أن المشروع الأول تم التخطيط له بواسطة العقل التقليدي، الباحث بأية طريقة لكي يستلم السلطة في البلاد، ظل رهانه بعد 25 أكتوبر 2021م على الخارج لكي يعيده للسلطة و لكن قد فشل في إدارة الأزمة، و تحول إلي استخدام القوة، عندما راهن على بندقية الميليشيا، و فشل مشروع الانقلاب، و سعى العقل التقليدي بشتى الطرق أن يعبيء الخارج لكي يصبح له رافعة للسلطة، و محاصرة الجيش و المقاتلين عبر تدخل دولي تحت البند السابع، ثم من خلال استخدام الإغاثة لدعم الميليشيا بالسلاح و التشوين و كلها تم إجهاضها..
رأهن العقل التقليدي على أن الجيش لن يستطيع أن يحقق انتصارا على الميليشيا، و عندما بدأت الانتصارات في استعادة ولاية سنار و كل مدنها و من بعد كانت ولاية الجزيرة و المصفى و الخرطوم بحري، و الثبات في الفاشر و هزيمة أفواج الميليشيا المسلحة.. كان الاعتقاد أن العقل التقليدي يعيد تقيمه للتجربة، و يدرسها بمنهج نقدي، لكنه جبل على التبرير و البحث عن شماعات يعلق عليها اخطائه.. فهو عقل لا يستطيع أن يفكر خارج الصندوق، و لا يستطيع أن يعيد قراءة الأحداث و متغيرات الواقع بواقعية لكي تجعله يرتب أوراقه من جديد وفقا لأولويات جديدة.. عجز و ظل منكفيء على فكرة تحقيق مصالح لفئة صغيرة فشلت في تجربة الحكم، و فشلت أيضا أن تدير أزمتها بإقتدار.. هو عقل مستلب منذ الحرب الباردة حتى اليوم يعيش في تلك الفترة، هي فترة علو كتف اليسار بكل تياراته في مواجهة الامبريالية، و الشعارات الثورية، و غيرها التي لم تنتج ثمرة واحدة في أية معركة مع الأمبريالية..
عندما عقدت قبل يومين قيادات تحالف "تقدم" ندوة لمعرفة "الهوة بين القوى المدنية و الجماهير" وقفت متأملا مام مقولة للرجل الثاني في "حزب البعث الأصل" عثمان أبو راس يقول في كلمته متسائلا ( ما هو برنامج الحد الأدني الذي يمكن اعتماده دون إلغاء أو تقاطع هذا البرناج مع التصورات الإستراتيجية لهذه القوى، أو تلك، دون الإخلال بترتيب الأولويات) يا رجل حدثنا حديث الواقع و ليس نقلا من الكتب.. أي تصورات إستراتجية التي تتحدث عنها، كل القوى السياسية التي كانت في تحالف " قوى الحرية و التغيير" فشلت أن تقدم برامجها للجماهير لا مكتوبة و لا مخاطبة في ندوات سياسية، و فشلت أن تؤسس مشروع سياسي للتحالف.. لم يكن للأحزاب منفردة أية مشروع.. كما قال مهدي عامل كنتم تمارسون السياسة بجدل اليوم، أن الأحداث هي التي تفرض عليكم التعليق عليها دون إدارتها، و سياسة جدل اليوم تجعل القيادات و النخب غارقة في الأحداث اليومية دون أية رؤية تقودها أو تجعلها تخرج من أزمتها .. يا رجل: تحدثنا عن تصورات إستراتيجية، و أحداث اليوم هزمتكم، السيد أبوراس أنت محتاج أن تترك قراءة الكتب الصفراء في السياسة التي تجاوزتها الأحداث منذ نوفمبر 1989م عندما تهاوى حائط برلين، و بدأت بعده شعوب الدول الشرقية هجرتها إلي الغرب.. و الأمبريالية هزمت البعث في العراق و في دمشق و من قبل هزمت الناصرية في مصر، لذلك لم تعود شعارات تلك الفترات صالحة الآن.. خاصة أنكم كتيارات قومية و أيضا ماركسيين ارثوذكسيين لم تقدموا أية نقد لتلك التجارب و تجاربكم الخاصة، و حتى الذين اجتهدوا في التقديم قد تم فصلهم، لكي يبقى العقل الدوغمائي مسيطرا..
أن الأحزاب السياسية إذا لم تعيد قراءة مرجعيتها لكي تجعلها تتوافق مع شعارات الديمقراطية التي ترفعها، ستظل تعتمد على التكتيكات الخادعة لعضويتها و الجماهير، و الأحزاب التي ترفع شعارات الديمقراطية الآن و هي لا تمارسها داخل أحزابها تمارس الخداع و الغش على الجماهير.. أن العقل الذي يبني تصورات و هو غير قادر أن يبين الافتراضات التي أسس على ضوئها فكرة التصورات، سيظل على هامش العملية السياسية، و سيظل عاجز عن التحليل السليم لمجريات الأحداث.. و السؤال: لماذا أخذت حديث أبوراس مثالا في المقال؟ لأنه أكثر الذين تحدثوا في الندوة تجربة نضالية، و تجربة عريقة في الصراع داخل حزبه، و يجيد القراءة في مجلد " نضال البعث" الذي يحكي تجارب الصراع و الانقسامات في الحزب.. تراكم المعرفة و الثقافة السياسة عنده مؤسسة على الانقسامات و ليس على عملية البناء و النهضة..
أن العقل التقليدي في السودان يعاني حالة "موت سريري" لا يستطيع أن يتفاعل مع الأحداث، و غير قادر على إعادة قراءتها لكي يتعرف على الميكانزمات التي تحركها، و القوى الاجتماعية المؤثرة فيها، هو عقل جامد يحاول التشبث بالمصطلحات التي اسقطها الفكر السياسي الحديث، باعتبار أنها غير مؤثرة في المجرى العام للصراع داخل المجتمعات و بين الدول.. الأحزاب تحتاج إلي طليعة جديدة تمتلك عقل حر ليس عليه قيود، و لا يبني تصوراته على المصالح الخاصة للأفراد، و لا يردد شعارات لا يفهم هدفها، عقل قادر أن يفكر لكي ينتج أفكارا تساعده على عملية التغيير.. أن العقل التقليدي غير قادر على تفكيك أدواته القاصرة، و غير قادر على إنتاج أفكار جديدة تساعد على الحلول و النهضة، سيظل عقل أزمة و إنتاج أزمات.. نسأل الله حسن البصيرة

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • أهم الأحداث منذ وقف إطلاق النار في غزة
  • القمة العالمية للحكومات تطلق النسخة الثانية من المسح العالمي للوزراء
  • أمير دولة قطر يصل دمشق
  • انتحار العقل التقليدي و هزيمة الميليشيا
  • فيديو | 30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً يشاركون في القمة العالمية للحكومات
  • 30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً يشاركون في القمة العالمية للحكومات
  • القمة العالمية للحكومات تكشف عن مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة و 140 وفداً حكومياً
  • منصور بن زايد: تحقيق الازدهار العالمي وبناء حياة أفضل للجميع
  • «إكسبو 2025».. بلا تدخين
  • لهذه الأسباب يخفق الاحتلال في كسب الرأي العام العالمي بمعركة الوعي