تتصاعد وتيرة المواجهات اليومية بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من أسبوعين بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
وهدّدت إسرائيل حزب الله الأحد بأنه سيرتكب «أكبر خطأ في حياته» إذا قرّر مواجهتها عسكرياً. لكن هل يسعى حزب الله فعلاً الى الانخراط في الحرب؟
غداة هجوم «طوفان الأقصى» غير المسبوق الذي شنّته فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر، بدأ حزب الله قصف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان، ورد الاحتلال بقصف مماثل، من دون أن يخرج الطرفان عن قواعد الاشتباك المعمول بها منذ نحو 16 عاماً.

ويتحدث الإعلام باستمرار عن هذه «القواعد» غير المعلنة التي تنص عمليا على تجنب توسع رقعة التصعيد، في حال حدوث مواجهة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وذلك منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006. لكن منذ ذلك الحين، تصاعدت وتيرة المواجهات وتوسعت بعض الشيء.
وينضوي حزب الله مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي وفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني في غرفة عمليات مشتركة، وفق ما أفادت مصادر عدة وكالة فرانس برس، تنسّق من خلالها تحركاتها، وبينها الهجوم الأخير ضد إسرائيل.
ويقول الباحث في مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط مايكل يونغ لوكالة فرانس برس إن دعم حزب الله لحماس يأتي لأنهما «من الناحية الإيديولوجية على الموجة ذاتها في معارضتهما لإسرائيل ولكونهما بالطبع جزءاً من تحالف إقليمي أوسع هو -محور المقاومة-».
ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأمريكية عماد سلامة في دعم حزب الله لحماس «محاولة لإعادة الاعتبار للعلاقات السنية الشيعية، خصوصاً بعد الانقسام السني الشيعي» في العراق وسوريا ولبنان.
ويمتلك حزب الله ترسانة ضخمة من السلاح لا يُعرَف حجمها بالتحديد وتتضمّن صواريخ دقيقة. ويقول خبراء إن قوتها تفوق قدرات الجيش اللبناني. وتمدّ طهران الحزب بالمال والسلاح والعتاد، فيما تسهّل سوريا نقل الأسلحة إليه.
عام 2021، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنّ لدى حزبه مائة ألف مقاتل مدربين ومسلحين. لكن معهد الدراسات للأمن الوطني آي أن أس أس (INSS) الإسرائيلي يرجّح أن عدد المقاتلين هو نصف ذلك. ويقدّر مركز الأبحاث الإسرائيلي عدد الصواريخ التي يمتلكها الحزب بين 150 ألفا ومائتي ألف.
خلال تفقده قواته على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد من أن حزب الله «سيرتكب أكبر خطأ في حياته»، إذا قرّر الدخول في حرب ضد بلاده. 
وتزداد المخاوف من تدخّل أكبر لحزب الله في حال شنّت إسرائيل هجوماً برياً تستعد له منذ أسبوعين على قطاع غزة.
ويوضح يونغ أن حزب الله يهدف من خلال تصعيده بشكل أساسي إلى «إبعاد قوات إسرائيلية عن غزة، وإذا تمّ ذلك بطريقة ما، فإن أهدافه ستتحقق. إنهم يريدون جذب ما يكفي من القوات بعيداً عن غزة، بحيث تتم فرملة التقدم في غزة أو إحباطه».
ولا يستبعد أن يكون الهدف كذلك «خلق خوف من حريق اقليمي يدفع الى ضغوط داخل الأمم المتحدة، وربما بدعم من الولايات المتحدة، للدعوة إلى وقف إطلاق نار».
وعمّا إذا كانت إيران قد تزجّ بحزب الله في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، يعرب كل من سلامة ويونغ عن اعتقادهما بان «إيران لن تضحي بحزب الله».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: لبنان حزب الله جيش الاحتلال الإسرائيلي المقاومة الفلسطينية حزب الله

إقرأ أيضاً:

ليبرمان: لا خيار أمام إسرائيل سوى مواجهة إيران مباشرة

قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان إنه ليست هناك إدارة للحرب في الحكومة الإسرائيلية، معتبرا أن "لا خيار أمام إسرائيل سوى مواجهة إيران مباشرة".

إقرأ المزيد لابيد: الحرب بغزة ستنتهي بلا صفقة والهدوء بالجنوب سيهدئ جبهة الشمال

يأتي تصريح ليبرمان، غداة تأكيده أنه يتعاون مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، للإطاحة بالحكومة الإسرائيلية.

وشدد لابيد في هذا السياق على أن "على إسرائيل مواجهة إيران"، منتقدا سلوك الحكومة خلال الحرب واستمرارها بها.

وكانت إيران شنت في أبريل الماضي هجوما على إسرائيل، ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق، بإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي، وقال حينها القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا.

وبعد أيام قليلة، ردت تل أبيب عبر استهداف قاعدة للجيش الإيراني في أصفهان، وفق ما أكدت وسائل إعلام أمريكية من دون أن تعلق إسرائيل رسميا على الضربة.  

إلى ذلك، تشهد جبهة جنوب لبنان تصعيدا كبيرا مع حزب الله، وسط تحذيرات دولية من اتساع رقعة الحرب.

وفي السياق، حذر الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة من أن أي هجوم إسرائيلي على لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع تنجر إليه إيران والمسلحون المتحالفون معها.

وكانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية كتبت أن تنظيمي "كتائب حزب الله بالعراق" و"حركة النجباء" أعلنا استعدادهما للمشاركة إلى جانب "حزب الله" في حال موافقته، على "مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل على لبنان".

ونقلت الصحيفة عن مصادر في "المقاومة الإسلامية" في العراق أن هذين الفصيلين المسلحين أدليا بهذا الموقف خلال اجتماع بين فصائل المقاومة العراقية ووزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني.

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لست مستعدا لإبقاء الوضع على حاله في الشمال ونجري استعداداتنا لكن لا يمكنني الخوض في تفاصيل خططنا".

وتابع: "نعرف أن لديهم (حزب الله) أهدافا، ونحن منخرطون في دفاع قوي. نحن مستعدون لأسوأ الاحتمالات. إبعاد حزب الله وإزالته فعليا، لن يتم عبر الاتفاقيات على الورق، سيتعين علينا فرض هذا الأمر، علينا إعادة السكان إلى منازلهم في الشمال، ونحن نعمل على ذلك".

المصدر: RT+ وكالات

مقالات مشابهة

  • كيف تحولت غزة إلى أكبر فشل أخلاقي وسياسي لبايدن.. ما علاقة نتنياهو؟
  • أولمرت: إسرائيل ستعاني من ألم لم تشهده مطلقا حال اندلاع حرب مع حزب الله
  • ليبرمان ينتقد إدارة الحرب في غزة.. "مواجهة إيران لا مفر منها"
  • ‏القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمنا باهظا ردا على أي اعتداء
  • الحشد الشعبي يعلن مشاركته الحربية مع حزب الله اللبناني ضد إسرائيل
  • ليبرمان: لا خيار أمام إسرائيل سوى مواجهة إيران مباشرة
  • “إسرائيل” تخلق رواية مضللة حول إنجازاتها عند الحدود اللبنانية لتجنب “حرب شاملة” مع حزب الله
  • أنصار إسرائيل
  • حدث ليلا.. فيروس قاتل في إسرائيل ووفاة والدة ملك المغرب وانتخابات فرنسا
  • المقاومة تثخن بالاحتلال في الشجاعية.. 40 مواجهة مباشرة منذ الخميس