أشادت بجهود قطر الإنسانية.. مسؤولة أممية: ما يحدث في غزة «مروّع»
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أكدت كيلي كليمنتس نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أهمية دور دولة قطر في دعم الجهود الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، مشيرة لتقديم دولة قطر العديد من المساعدات الإغاثية للاجئين طيلة السنوات الماضية.
وقالت في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية»قنا»: إن دولة قطر قدمت حوالي 400 مليون دولار منذ عام 2010 لدعم برامج وأنشطة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، استفاد منها نحو 8.
وأشارت إلى أن هناك نحو 110 ملايين شخص أجبروا على الفرار من منازلهم، 35 مليون منهم اضطروا لمغادرة بلدانهم لأسباب تتعلق بالحرب والصراع والعنف والاضطهاد، والتي تعتبر من أهم دوافع النزوح، فضلا عن العوامل البيئية والتغير المناخي، والفقر، وعدم المساواة، وغيرها من الأسباب، داعية إلى ضرورة إيجاد حلول سياسية تسهم في إنهاء الصراعات في العالم وعودة اللاجئين لديارهم بأمان، وتمكين الأسر المستهدفة من إعالة نفسها وتوفير الحماية لأفرادها، ومساعدتهم ليس من أجل البقاء على قيد الحياة، وإنما للتقدم والازدهار أيضا.
وذكرت أن ميزانية المفوضية حاليا حوالي 11 مليار دولار، وهي مخصصة للاحتياجات التي تمكنها من دعم اللاجئين في المجتمعات المضيفة التي تتحمل أعباء المسؤولية لفترة طويلة، مبينة أن المفوضية في هذه المرحلة من السنة المالية، لديها أقل من 40 بالمائة من الدعم الذي تحتاج إليه، ما يؤكد أن هناك احتياجات إنسانية هائلة لا تتم تلبيتها. وفي سياق متصل، أكدت نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن ما يحدث الآن في غزة يعد أمرا مروعا للغاية، حيث هناك الكثير من الأرواح التي أزهقت، والكثير من المعاناة التي تقع هناك على كاهل المواطنين، معربة عن قلق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأن الاستقرار الإقليمي.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر دعم الجهود الإنسانية المساعدات الإغاثية الأمم المتحدة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئین دولة قطر
إقرأ أيضاً:
العالم عبارة عن مزيج من الثقافات الإنسانية
الكثير من المشاكل التي تشعل الحروب والفتن بالعالم تنشأ في الأساس نتيجة لغياب اللغة المشتركة. وحينما نقول اللغة المشتركة فإننا نعني الأساليب التي تناسب بها الأفكار بين الناس هي أساليب تختلف بدرجات متفاوتة نتيجة لاختلاف ثقافات البشر.
لقد شهدت تسعينات القرن الماضي زوال كتلة المعسكر الشرقي وعلى رأسها الإتحاد السوفيتي. وهي كتلة كانت تمثل قوة عظمى شكلت في مقابل المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية نوعاً من التوازن في السياسة الدولية، نتج عنه ما تمتعت به مجموعة من الشعوب والمجموعات والدول الصغيرة أو الضعيفة من قدر نسبي من الاستقلالية فيما يخص توجهاتها العامة واحتفاظها بهوياتها الثقافية والاجتماعية لفترة طويلة.
كانت أبرز ملامح العالم الجديد هو بزوغ المعسكر الغربي الرأسمالي على المستوي العسكري والسياسي أولاً ثم تبعت ذلك التجليات الثقافية والاجتماعية الرامية إلى نقض الأنماط الثقافية والاجتماعية الأخرى المخالفة لتوجهات ذلك المعسكر، والعمل على إشاعة نمط واحد وتصويره على أنه هو النموذج الأفضل للحياة الإنسانية.
ولا نستغرب كثيراً أن بعض المفكرين خصوصاً الذين ينطلقون من فرضية انتصار نمط بعينه التي أشاعها هذا الفهم والتي نجد أبرز أمثلته في الكتابات التي صدرت في تسعينيات القرن الماضي لعدد من المفكرين الغربيين وأبرز تلك الكتابات، أطروحة “نهاية التاريخ” والتي كتباها فرانسيس فوكوياما، وهو مفكر أمريكي وجد في نهاية الحرب الباردة وانتصار النموذج الغربي الليبرالي الأمريكي أنه الشكل الأخير للحياة الإنسانية على كوكب الأرض، ودافع عن فكرته من حيث هذا النمط والنموذج الثقافي، وهو خلاصة التطبيق الإنساني لفلسفة الحرية الفردية التي صارت حرية المجتمع.
ونظراً للحالة التي كان العالم يعيشها في ذاك الوقت، فقد وجدت هذه الأطروحة رواجاً كبيراً وتصدت لنشرها عدد من المنابر والصحف ودور النشر، واهتمت بها الدوائر الثقافية على مستوى العالم وعملت بها بحثاً ودراسة كل حسب زاوية نظره للأمور. لكن أبرز نقد وجه لهذه الأطروحة كان متمثلاً في أن الكاتب لم يستطع أن يبرر حالات الفقر المدقع والحروب المستمرة والنزاعات التي تنتشر وما إذا كانت هذه الصورة هي ما يبشر به النمط الثقافي الجديد المتمثل في ثقافة ذات بعد واحد.
غير بعيد عن هذا الأمر كانت مساهمة أخرى تمثلت في كتاب “صدام الحضارات” للمفكر صمويل هنتنغتون الذي قسم العالم إلى غرب وشرق وساق التباين الثقافي بين الاثنين بما خلص منه إلى حتمية أن يتم صدام شامل بين هاتين الحضارتين.
فالأساس الذي وضعه الكاتب هذه المرة لم يكن أساساً أو نظرية سياسية، وإنما انطلق من مفهوم مبنى عليه فكرة التباين الثقافي التي تقتضي أن ينقسم العالم في النهاية إلى جزئين كبيرين هما الشرق والغرب وأن الصدام بينهما هو نهاية الاستقطاب الثقافي الكبير بينهما.
أيضاً هذه الأطروحة تعاملت مع الشأن الثقافي ككل غير تاريخي وغير قابل للتحول والتنوع، فمفاهيم الثقافة مفاهيم جدلية وليست جامدة، وهي متغيرات في حالة تفاعل مستمر مع معطيات الواقع حولها. فليس هناك شرق محض أو غرب محض. العالم هو مزيج من الثقافات الإنسانية المتداخلة والمتعددة والمتنوعة.
وأختم حديثي عن قصة شهيرة عن النبي إبراهيم “علية السلام”: جاء رجل للنبي وطلب منه أنْ يبيت عنده، أو أنْ يضيفه، فسأله إبراهيم عليه السلام عن دينه فقال: إنه مجوسي، فردَّ الباب في وجهه، فعاتبه ربه في ذلك، وقال له: يا إبراهيم تريده أنْ يغير دينه لضيافة ليلة، وهو طول عمرة عايش تحت رحمتي؟؟ فقام النبي إبراهيم ولحق بالرجل: وقال الرجل فقد أتيت لك ورديتني …
فقال نبينا إبراهيم: لقد عاتبني ربي.
فرد الرجل المجوسي: نعم الرب، رباً يعاتب أحبابه في أعدائه، ثم دخل الإسلام وأمن بالله.