الحيرةُ والفشلُ العسكري تقودان الاحتلالَ لتكثيف القصف والإجرام في غزة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
يمانيون – متابعات
شهد قطاعُ غزة، اليوم، أعنفَ قصف استهدف المدنيين والمرافق العامة، من منذ بدء العدوان الصهيوني في 7 أُكتوبر الجاري؛ ما أَدَّى إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطيني خلال يوم واحد، معظمهم من الأطفال والنساء.
وجاء ذلك في ظل غطاء غربي مشارك بممارسات الاحتلال الإجرامية والعنصرية ضد الفلسطينيين، ومواصلة سياسة ازدواجية المعايير، وتعبيراً عن الفشل العسكري “الإسرائيلي” عن مواجهة قوى المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وجها لوجه.
عجز كبير وليس قوة:
وقال الكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني: إن “سياسة الأرض المحروقة، تعبر عن عجز إسرائيلي كبير، وليس قوة، وأنه غير قادر على المواجهة البرية التي يؤجلها بأعذار عديدة”.
وَأَضَـافَ الجولاني، أن “الاحتلال يحاول التأثير على الحاضنة الشعبيّة في غزة، بإجرام غير مسبوق، ولكن حالة الوعي غير مسبوق، فرغم حجم المعاناة الكبير لم يخرج على الشاشة شخص غزي، كبير أَو صغير، وحمّل المقاومة المسؤولية أَو أدانها، وكل محاولات التحريض فشلت”.
ورأى أن الاحتلال يرسل رسالة أنه مصمم على مواصلة قصفه بدون خضوع للرأي الغربي والعربي والشعبي، وقد دمّـرت معنويات جيشه بالكامل في معركة “طوفان الأقصى”، ويحاول صناعة أي انتصار ولو موهوم، فالضغط الداخلي عالي جِـدًّا.
لا مشروع ولا خطة عمل:
وأكّـد المحلل السياسي حازم عياد أن “الاحتلال ليس لديه مشروع، ولا خطة عمل أُخرى واضحة غير القصف من الجو، والعملية البرية معضلة كبرى، لم تنته المناقشات الإسرائيلية الداخلية منها بعد، لأخطارها الكبرى عليهم”.
وَأَضَـافَ عياد: أن “تشديد القصف يعكس فشلًا إسرائيليًّا وعجزًا عن تحقيق أهدافه، لا سِـيَّـما أن هناك خلافًا بين المستويين العسكري والأمني، وعدم ثقة بين الضباط والجنود في الميدان، وشك في قدرتهم”.
وتابع، “لو كان هناك عملية عسكرية برية حالية، لقصف الاحتلال المناطق الحدودية، ولكن ليس بيده إلا تدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمستشفيات، واستهداف المدنيين”.
ورأى أن القوى الغربية قدمت للعدوان “الإسرائيلي” الغطاء والضوء الاخضر، وما زالت ترسل له تطمينات أنها خلفه، في ظل صمت عربي رسمي، وحديث غير مؤثر، ولكن هذا الغطاء لن يستمر بهذا الشكل، فالأمور تتصاعد إعلاميا وشعبيًّا وتضغط بقوة على الحكومات.
الاحتلال في حيرة:
وفي ذات السياق، قال الخبير السياسي ياسر الزعاترة: إن “خلاصة المشهد، أن العدوّ في حيرة حقيقية، وفي خضم خلافات بين قادته وانقسامات في مجتمعه؛ رغم الدعم الأمريكي والغربي الهستيري”.
وَأَضَـافَ الزعاترة في تغريدة على “إكس” أن “ما يتفق عليه قادة الاحتلال راهنا، هو المضي في برنامج الإبادة، وطبعا في ظل لجم السلطة الفلسطينية للضفة الغربية، ومواقف عربية متردّدة في اتِّخاذ إجراءات رادعة تتجاوز البيانات، مع قدرة على التعايش مع عمليات محدودة في الشمال”.
وشدّد على أن “السبت، الأسود سيبقى عاراً في ذاكرة العدوّ الصهيوني، وقد يُضاف إليه جديد من العار إذَا قرّروا الغزو البري؛ وسيحفر العار بشكل أعمق، مؤذنا ببداية النهاية، بإذن الله”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
المرابي اليهودي ترامب.. سيد إمبراطورية المواخير والإجرام المتهاوية (أمريكا الصهيونية)
يمانيون/ كتابات/ إبراهيم محمد الهمداني
لم يكن زعماء كيان الإرهاب الإجرامي، المسمى (الولايات المتحدة الأمريكية)، أبطال الخلاص الإنساني، ولا حماة الحقوق والحريات، ولا حملة مشروع الحضارة، ولا خلاصة نهضة وتقدم المجتمعات الإنسانية، وكل ما في الأمر، هو أنهم تصنَّعوا ذلك الدور، وقدموا أنفسهم من خلال ماكينتهم الإعلامية الضخمة، في صور تدعي الإيمان بالفضيلة، ومشاهد تجسد رعاية القيم والمبادئ المثالية، وسلوكيات تتقنع بالأخلاق والتضحية، وسياسات توهم بالتسامح وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والانتصار للحق دون أي تمييز أو تعصب، وقد نجحوا في إيهام معظم الشعوب، بصورة المخلِّص الأمريكي الزائفة، الذي اجتهدت “هوليوود” في تقديمه، وفق أعلى المواصفات والمعايير المثالية، كما أسهم الإعلام العربي – وبالذات الخليجي العميل – في التسويق والترويج لذلك التضليل والخداع، الذي استهدف الوعي الجمعي للشعوب، وتمكن من صناعة وتوجيه الرأي العام الجماهيري، فيما يصب في مصلحة المجرم الأمريكي، ويجمِّل قبح صورته وانحطاط دوره، في الماضي والحاضر والمستقبل.
رغم تواطؤ معظم الأنظمة العربية العميلة، مع راعي البقر الأمريكي، في عملية اغتيال الوعي الجمعي، وتقديم العدو الأزلي في ثياب الصديق الوفي، إلا أن صحوة الشعوب ومفكريها الأحرار، قد أسهموا في إسقاط أقنعة المشروع التضليلي، وتعرية قبحة وتوحشه وإجرامه، وحقيقة دوره التدميري الهدام، وقد برزت الكثير من المشاريع التنويرية، سواء في الجانب الفكري أو الثقافي أو الديني، ويمكن القول إن المشروع القرآني الثقافي التنويري، كان أعم وأشمل وأنجح تلك المشاريع، المناهضة لمشاريع الهيمنة الأمريكية، حيث قام الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي – رضوان الله عليه – بتشخيص مشاكل المجتمع الإسلامي بشكل عام، والمجتمع اليمني بشكل خاص، وأسباب تأخرهم وضعفهم واستلابهم لعدوهم، ثم قدم الحلول والمعالجات الناجعة الكفيلة بتحقيق عزتهم وكرامتهم واستقلالهم، واستعادة دورهم الريادي والحضاري، من خلال الأوامر الإلهية والموجهات القرآنية، والاستفادة من مضامينه الثقافية والفكرية، ومسار حركته عبر تاريخ البشرية، وقد امتد نجاح هذا المشروع القرآني الحضاري العظيم، على مدى عشرين عاما، ليقف اليوم في وجه مشاريع الاستكبار والإجرام والهيمنة العالمية، ويسقط أركان عروش الطغيان والتسلط الأمريكي، حيث استطاع سماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – تجسيد قوة وفاعلية المشروع، في البناء والمواجهة، وتحقيق تكامل ثلاثية “المنهج والشعب والقائد”، في كسر كل مواضعات ومعادلات الهيمنة والاستكبار الأمريكي، القائم على صناعة الإجرام، وتكريس التبعية والاستلاب، وفرض مشروع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، ومحو القضية الفلسطينية، أرضا وإنسانا وتاريخا وفكرا وثقافة وهوية ووجودا مطلقا.
سقطت الكنيسة المسيحية تدريجيا، في مستنقع الانحراف العقائدي والفكري اليهودي، وبلغت ذروة السقوط على يد (الرهبان اليهود)، الذين وظفوا كل عقائد ومقولات العنف والتطرف والعنصرية والإرهاب، في إعادة تدوير مخلفات الثروة البشرية الإجرامية، وصناعة الجماعات الوظيفية الاستيطانية، لتصبح عقيدة العنف المقدس، والقتل والإبادة والتوحش باسم الله، وانتصارا للدين وخلاصا للإنسانية، هي بعض مخرجات الكنيسة، في صيغتها (المسيحية اليهودية)، وبمرور الزمن برزت حاجة الكيان الإجرامي اللقيط، إلى استراتيجيات وسياسات إضافية، تبرر قبح الوسيلة بمثالية الغاية، وتجيز للمرابي التاجر اليهودي الأمريكي، ممارسة الكسب غير المشروع، وانتهاك كافة المبادئ والأخلاق والقيم، لغايات ذرائعية نفعية مادية بحته، تهدف إلى تحقيق الرفاه الاقتصادي، حتى وإن من خلال تجارة الجنس والرقيق والمخدرات، وشركات القمار والربا والاختلاس، وتأجير القتلة المأجورين، وجماعات الإجرام الوظيفية الإرهابية، وغير ذلك الكثير، مما لا يتسع المجال لحصره.
لذلك كان النهج الصهيوني، هو المسار الفكري والسلوكي الثاني، الذي استمدت منه الولايات المتحدة الإرهابية دورها الوظيفي وتوجهها اللصوصي الاستعماري، وبذلك لم تتجاوز كونها، كيانا وظيفيا استيطانيا إحلاليا، يضم في قاعدته تكوينه البنيوي، خليطا هجينا من القتلة المأجورين، وصناع الإجرام وأرباب الدموية، ممن ماتت قلوبهم وضمائرهم، وتحولوا إلى وحوش بشرية مفترسة، تشكل خطرا وجوديا على الوجود الإنساني، لأن تجربتهم السابقة في الإجرام، امتزجت بحقدهم على مجتمعاتهم، وغذت السجون في نفوسهم رغبة الانتقام، التي وجدت في الدور الوظيفي الجديد، متنفسا كبيرا لممارسة الإجرام والانتقام، استنادا إلى عقيدة العنف المقدس، ذات الأصول اليهودية الصهيونية المتطرفة، وبالتالي لم تكن مؤسسة الرئاسة الأمريكية، سوى كيان وظيفي استعماري مركزي، يعمل بشكل منظم وممنهج، على رسم وتقرير وتنفيذ، خطط ومشاريع
التسلط والهيمنة، وتحقيق مقومات النفوذ والسيطرة، على مناطق الثروات والمواقع الاستراتيجية، وتحويلها إلى عمق جيوسياسي تابع لأمريكا، بمختلف الوسائل والطرق غير المشروعة.
وأما حقيقة الرئيس الأمريكي، الذي يلعب دور سيد العالم، فلا تخرج عن طبيعة بقية القطيع الإجرامي، القادم من مستنقعات سجون أوروبا، ليمارس سلوكه الإجرامي التوحشي، بعد شرعنته بالمعتقدات اليهودية المتطرفة، وتأييده بمقولات العنصرية والعداء والتطرف المطلق، وبذلك لا يعدو كونه، قاتلا مأجورا، ولصا محترفا، وكائنا معقدا منحرفا، يمارس تجارة الرقيق والمخدرات والجنس والأعضاء، ويدير مواخير البغاء، وأندية القمار والقروض الربوية، ومصانع السلاح المدمر الفتاك؛ لغته القتل والإبادة، وفكره الإرهاب والتوحش، وثقافته الهمجية والعنف، وأسلوبه التدمير الشامل والمحو والإزاحة، وسلوكه الغدر والاحتيال والخداع، وعقيدته التسلط والهيمنة، ومنجزه الحضاري الموت والانحطاط، الثقافي والفكري والسلوكي الشامل.
لن يتورع حامل ما يسمى (المشروع الحضاري)، وسيد هيمنة القطب الواحد، وصانع السياسة العالمية، وبيضة ميزان التوازانات والتحالفات والاستقطابات الدولية، عن الدعوة العلنية إلى الشذوذ والمثلية، كتوجه عالمي عام، يعبر عن الحرية – على الطريقة الأمريكية – المفروضة بالإرغام، ولن يبالي بخروجه السافر، عن إطار اللياقة الدبلوماسية، ومزاعم حياده السياسي الأبوي، ليعلن عنصريته المقيتة، بأنه صهيوني فكرا وسلوكا، مؤكدا تعصبه الكامل للعدو الإسرائيلي الغاصب، وشراكته المطلقة لكيان العدو الصهيوني، في حرب الإبادة الشاملة، وكل المجازر الجماعية المروعة، وجرائم القتل والدمار والمحو الممنهج، بحق المدنيين الأبرياء العزل، من أبناء قطاع غزة وجنوب لبنان، وهو ذات الدور والوظيفة القذرة، التي مارستها الولايات المتحدة الإرهابية في أفغانستان والعراق واليمن وغيرها، كما لم ولن يتورع الرئيس الأمريكي اليهودي، السابق القادم، دونالد ترامب، عن ممارسة أقبح وأحط وأصلف الأدوار السياسية، ولن يستحي من القيام بأقذر مظاهر اللصوصية والابتزاز، بحق أنظمة العمالة والنفاق الخليجية، علاوة على عدم تحرجه عن ممارسة أحط وأحقر، مظاهر السلوك الاستعماري والصلف والعنجهية الإمبريالية، حين يعطي ما لا يملك، لمن لا يستحق، ليهب الجولان السوري، للكيان الإسرائيلي الغاصب، ويعلن القدس عاصمة له، بقرار سياسي مذيل بتوقيعه، مجسدا أقبح وأحط وأقذر، أدوار ومواقف التسلط الاستعماري، علاوة على ما تحمله شخصيته، من الكم الهائل، من الانحطاط السلوكي والأخلاقي، والتفاهة والحقارة اللامتناهية، والسفه والطيش والعجرفة والبربرية، وأقل ما يمكن أن يقال عن هذا الكائن المعتوه، إنه يمثل مستنقع الرذائل اليهودية، ومجمع القذارات الصهيونية، القواد عديم الشرف، المسمى مؤقتا، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، يهودي الاعتقاد، صهيوني الانتماء والولاء، حتى أنه لم يجد غضاضة، من سلوك زوجته المنحرف، حين أكدت – السيدة الأولى؛ ميلانيا ترامب – استحقاقها لقب “العاهرة الأولى”، من داخل أروقة “البيت الأبيض”، والأدهى والأمر من كل ذلك، هو انبطاح الأنظمة العربية والإسلامية العملية، لأرباب العهر وسادة الإجرام، وتهيئة الساحة الإسلامية، ليحكمها أمثال هؤلاء الحثالات، خاصة وأن مزاعم الهيمنة والتفوق العسكري، ووعود الحماية والدفاع المشترك، قد سقطت إلى غير رجعة، على أيدي المجاهدين العظماء الأبطال في غزة ومحور الجهاد والمقاومة، وكما سقط ضجيج التفوق الإسرائيلي في غزة، سقط وهم هيمنة الأساطيل وحاملات الطائرات الأمريكية، في البحر الأحمر والعربي والمتوسط، على أيدي أبطال القوات المسلحة اليمنية، وهو ما يحتم على الشعوب العربية والإسلامية، الثورة ضد حكامها العملاء المنبطحين، المنقادين لحثالات البشرية.