الظاعن: القاعدة التشريعية في البحرين تضمن حقوق المرأة وحمايتها
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أكدت النائب الدكتورة مريم الظاعن أن تجربة المرأة في السلطة التشريعية بمملكة البحرين تمثل نموذجًا رائدًا لأنها تعكس قناعة وإرادة شعبية راسخة تشكلت على مدى السنوات الماضية، تعكس تنامي الوعي المجتمعي ونضج التجربة السياسية.
وقالت إن نسبة مشاركة المرأة العربية تختلف في الحياة السياسية من دولة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر حسب منظومة القوانين والقيم والأفكار التي تسود المجتمع، إذ شهدت العقود الأخيرة زيادة واضحة في وتيرة دعوات تمكين المرأة وإفساح المجال أمام مشاركتها في الحياة السياسية.
وأوضحت أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية تعد ذات وجهين يكمن الوجه الأول في الترشح في الانتخابات، حيث تقرر خوض معترك الحياة السياسية بنفسها، والعمل من داخل المطبخ السياسي، أما الوجه الثاني فيتمثل في الانتخاب، حيث تقرر أن يكون لها صوت ودور في تحديد من يمثلها حتى يدافع عن حقوقها ويعبر عن مشكلاتها واهتماماتها.
ولفتت الظاعن إلى أنه بالرغم من أن العديد من الأصوات النسائية كانت تدعوا لتشكيل (كوتا) في المجلس النيابي وتخصيص نسبة من مقاعد المجلس النيابي للمرأة، إلا أن القيادة آمنت بوعي الشعب، ونجحت في ذلك، واستطاعت المرأة البحرينية أن تصل بالانتخاب الحر المباشر عبر صناديق الاقتراع، بل تبوأت خلال الدورة الماضية منصب رئيس مجلس النواب.
ونوهت الظاعن بما أحرزته مملكة البحرين على صعيد المساواة بين الجنسين حيث يعتبر مبدأ تكافؤ الفرص عقيدة راسخة، وركيزة أساسية من ركائز المشروع الإصلاحي الشامل الذي جاء به صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والذي ساهم في إحداث تغييرات هامة في الحياة المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية سيما ما يتعلق بالمساواة بين أطياف المجتمع.
وتابعت:«أطلقت مملكة البحرين الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية التي ساهمت في الارتقاء بالمرأة البحرينية وتعزيز دورها وتوسيع مشاركتها في شتى مناحي الحياة، من خلال التكامل مع الشركاء والحلفاء في العمل المؤسسي ليكون المجلس الأعلى للمرأة بيت الخبرة الوطني في شؤون المرأة حيث أطلق المجلس برنامج عمل مستمر ومتكامل للتمكين السياسي للمرأة البحرينية يركز على التشبيك مع جميع الجهات والمؤسسات المعنية لتنفيذ برنامج التدريب والتأهيل والتوعية يستهدف المرأة الراغبة في المشاركة في الشأن العام».
وأكدت الظاعن على أن طبيعة المرأة تميل نحو الأمن والسلام، لذلك جاء دور البرلمانيات البحرينيات داعمًا لهذه الرؤية التي تنسجم مع سياسات مملكة البحرين داخليًا ودوليًا، إذ تأتي المشاركة الفاعلة من خلال الدبلوماسية البرلمانية لتساهم في تفعيل هذا الهدف من خلال العمل المشترك.
وقالت: «يولي مجلس النواب البحريني اهتمامًا بالغًا للقضايا والمواضيع المتعلقة بالمرأة، وقد حرص على مدى السنوات الماضية على سن التشريعات والقوانين التي تخدم المرأة بشكل عام والمرأة البحرينية بشكل خاص»، مشيرة إلى أنه استكمالاً للاتفاقيات الدولية التي تعنى بالمرأة التي انضمت إليها مملكة البحرين، وخاصة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، صدر القانون رقم (17) لسنة (2015) لحماية المرأة من العنف الأسري، ليمثل رسالة تؤكد الموقف الرسمي للمملكة الرافض لكافة أشكال العنف ضد المرأة، حتى في داخل الأسرة، والذي يضع عقوبات صارمة ضد كل من يمارس العنف بحقها، كما أطلقت مملكة البحرين القاعدة الوطنية لبيانات وإحصائيات العنف الأسري «تكاتف» بالتزامن مع الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة.
وختمت الظاعن حديثها بالتأكيد على أننا في البحرين كنا نتحدث قبل سنوات عن تمكين المرأة اقتصاديًا بشكل خاص وإدماجها على مختلف الأصعدة والمستويات، أما اليوم فقد وصلنا لمرحلة تقدم المرأة البحرينية وتكافؤ الفرص، فالمرأة البحرينية شريك فاعل في دعم عجلة التنمية الاقتصادية، ونمو الاقتصاد المستدام من خلال الشراكات العالمية.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا المرأة البحرینیة الحیاة السیاسیة مملکة البحرین فی الحیاة من خلال
إقرأ أيضاً:
متاحف الإمارات.. جسورٌ بين الحضارات
هزاع أبوالريش
تلعب المتاحف دوراً ثقافياً مهماً في إبراز التراث والمنجز التاريخي للأمم والشعوب، كما تساهم مساهمة كبرى في ترسيخ قيم تواصل الحضارات، ومفهوم غرس ثقافة التعايش مع الآخر، وأهمية التنوع الثقافي. وحسب تعبير المستشارة الثقافية ذكرى والي، مديرة مشروع المرشد الثقافي العربي، فإن «المتاحف لم تعد مجرد أماكن لعرض القطع الأثرية والفنية، بل هي مؤسسات ثقافية تلعب دوراً جوهرياً في تعزيز فهم الماضي والحاضر، وبناء جسور للتواصل بين الثقافات والحضارات».
وتضيف ذكرى والي: لقد لمسنا هذا الدور للمتاحف في الإمارات العربية المتحدة وعربياً من خلال برنامج المرشد الثقافي العربي الذي تم تنفيذه من قبل برنامج السفارة الثقافية الأولى للألكسو، بالتعاون مع المنظمة العالمية للمتاحف والتحالف الدولي للمتاحف، وبمشاركة حوالي 20 دولة عربية من مؤسسات رسمية ومتحفية ومواقع أثرية ومرشدين ثقافيين.
وتؤكد والي: قدمت المتاحف العربية من خلال برنامج المرشد الثقافي العربي نماذج ناجحة للتواصل من خلال عرضها لأمثلة تاريخية عن التعايش والتعاون بين الحضارات المختلفة، والتفاهم في تحقيق السلام والتنمية، وخاصة من خلال الأنشطة التعليمية والبرامج الموجهة للأطفال والشباب، حيث تعمل المتاحف على غرس قيم التسامح وقبول التنوع في النفوس منذ الصغر، وكسر الصور النمطية عبر تقديم روايات متوازنة عن الثقافات المختلفة.
محور أساسي
من جانبها تقول لمياء راشد النعيمي، مدير إدارة التطوير والتسويق والاتصال في اللوفر أبوظبي: «ننظر في اللوفر أبوظبي إلى مجتمعنا باعتباره المحور الأساسي لكل ما نقوم به. وقد تم تصميم سردية متحفنا ومجموعاته وبرامجه لتعزيز الروابط الثقافية وتقديم تجارب هادفة تعزز التفاهم بين الحضارات، وذلك هو الهدف من تعدد الأصوات والانفتاح اللذين يحددان مجموعتنا التي تمتد من العصر الحجري الحديث حتى يومنا هذا، حيث نقدم عينة عالمية من الفن للجميع، تنعكس في نوعية جمهورنا الذي ينجذب لمتحفنا وأنشطتنا ومبادراتنا، ومن بينهم الطلبة، الذين يبدون اهتماماً بالفنون التي توسّع مداركهم وفهمهم للتاريخ والثقافة».
وتضيف: من أبرز الأمثلة على شموليتنا، هو هذا التناغم والتعايش الذي ينشأ بين الأعمال والمعروضات التي تمثّل فترات ومناطق جغرافية مختلفة، والتي تم وضعها جنباً إلى جنب في صالات العرض، وهو ما يسلّط الضوء على ثانوية عنصري الوقت والتقنية بالنسبة للروح الإنسانية المشتركة، كما يفسّر قدرة الفنون من فترات وأماكن مختلفة على التلاقي خارج حدودها. ومن هنا، يوفر متحفنا بيئة تعليمية حيوية وتفاعلية، تثري خبرات الطلبة ومعارفهم من خلال ربط ما يتعلمونه في الكتب المدرسية بواقعية المعروضات التي تجسد معاً جسراً يربط بين أجيال وحضارات، وفي ذات الوقت تعزز ثقافة الاحترام والتفاهم.
ويتحدث ماجد المنصوري، المدير التنفيذي لمتحف المستقبل: لطالما كانت المتاحف جسوراً تربط الماضي بالمستقبل، مروراً بالحاضر، وتسهم في حفظ التراث الإنساني وإثراء التفاهم بين الشعوب، ولا يقتصر دورها على استعراض الأعمال الفنية أو التحف التاريخية، بل تمثل منصات ديناميكية تعزز الحوار الثقافي والتبادل الفكري بين الشعوب، كما تؤدي دوراً رئيساً في نشر الوعي بقيم التنوع والانفتاح للتعرف على التراث الثقافي الإنساني بأبعاد مختلفة. موضحاً: وبدوره، يمثل متحف المستقبل نموذجاً عالمياً فريداً في تعزيز قيم تواصل الحضارات وترسيخ ثقافة التعايش والتنوع الثقافي، ويعد مساحة للتسامح والتعايش، من خلال استقطاب وجهات نظر ثقافية وفلسفية واجتماعية متنوعة ومختلفة، كمنصة رائدة لتبادل الآراء والمقترحات ومناقشة الأفكار، حيث نجح المتحف منذ افتتاحه في 22 فبراير 2022، في استقطاب أكثر من 3 ملايين زائر من 177 دولة، ما يعكس رسالته في تقديم منصة للحوار الحضاري والابتكار الإنساني. ويختتم المنصوري بقوله: تسعى رؤية المتحف إلى جعل الابتكار أداة لتحقيق التقارب بين الثقافات، ومركزاً لأهم مصممي المستقبل ومؤسسات استشراف المستقبل الدولية، ليقدم منصة للشراكات العالمية المؤثرة لفتح آفاق جديدة للتعاون والتقدم، تماشياً مع دوره كمركز عالمي للابتكار واستشراف المستقبل.
شاهد حي
ويقول سعيد علي لحة الشحي، إن متحف قرية زايد في غليلة برأس الخيمة، أصبح من أبرز الوجهات التي تُجسّد تاريخ وتراث الإمارات، حيث يجمع بين المعالم التاريخية والتجارب التفاعلية، ما يجعله شاهداً حياً على حياة الأجداد وموروثهم الغني. وتطور المتحف مع الوقت إلى أن أصبح قرية بما يحتويه من تصميم يمزج بين الماضي والطبيعة الإماراتية.
ويتابع الشحي: يعد المتحف - قرية زايد التراثية، منصة تعليمية وثقافية تسعى لتعزيز الهوية الوطنية من حيث التنوع الاجتماعي والمعيشي القديم الذي تحتويه، من مساكن العامة إلى منازل أصحاب الدخل الممتاز الذي يعكس صورة شاملة ودقيقة للحياة في الإمارات قديماً، ما جعل المتحف ليس مجرد وجهة سياحية، بل نافذة على تاريخ غني يجمع بين أصالة الماضي وتنوع الحاضر من نماذج للمنازل بمختلف مستوياتها، إضافةً إلى القاعات المتنوعة، مما يجعل زيارته تجربة فريدة لفهم التراث الإماراتي بكل أبعاده ومقاييسه التاريخية - الثقافية.
مبادرة فريدة
تقول الدكتورة رفيعة غباش، مؤسسة متحف المرأة: المتحف مبادرة ثقافية فريدة من نوعها في الوطن العربي للاحتفاء بالنساء الرائدات، والاعتزاز بإنجازاتهن، وإبراز أعمالهن.
وتضيف: أقيم هذا المشروع من أجل الحفاظ على تاريخ المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتغيير تلك النظرة النمطية غير الحقيقية التي يتبناها البعض. كما يستعرض المتحف دور المرأة الإماراتية المتميز الذي لعبته في تحديد ثقافتها وتنمية مجتمعهما وتعزيز هويتها، متمسكاً برسالة مهمة يتبناها المتحف في التعريف بمكانة المرأة وتاريخها وحاضرها، وإبراز الأدوار المختلفة التي مارستها المرأة قديماً وربطها بحاضرها الجميل، وتعريف ضيوف الإمارات والجيل الناشئ بنمط الحياة اليومية لمجتمع الإمارات في الماضي بكل جوانبها، للاعتزاز بكل ما هو جميل وأصيل فيها، وإيجاد مركز يبرز نشاط المرأة في الثقافة، والفنون، والتراث وكل جوانب عطائها المجتمعي.