بوابة الفجر:
2025-01-30@05:31:38 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: القوى الكامنة فى شعب مصر !!

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT


 

يتميز شعب المحروسة بقدرات كامنة نراها ونرصدها منذ عصور سحيقة فى التاريخ المصرى القديم حينما كان يقف المصريون أمام هجوم الطبيعة على الأراضى الزراعية والمبانى الطينية على ضفاف نهر النيل فى مواسم الفيضان حيث يهب المصريون جميعًا لسد مداخل فيضان النهر على الضفاف ورأينا ذلك فى وقت التحاريق حينما ينكمش النيل ويقوم الفلاحون بتوزيع تصافى الترع والمصارف فيما بينهم حتى لا يموت الزرع وتنفق الماشية ورأينا ذلك فى أفلام الأبيض والأسود على سبيل المثال "فؤادة وعتريس" للفنانة العظيمة شادية والراحل محمود مرسى ورأيناه فى الألوان سكوب فى فيلم الأرض للراحل "محمود المليجى" وغيرها من قصص تروى وقوف المصريين أمام النكبات الطبيعية وكان ومازال شعب مصر تحركه قدراته الكامنة فى صد الهجوم فى الحروب منذ الهكسوس، والتتار،والصليبيين، والفرنسيين والإنجليز وحتى اليهود فى العصر الحديث وكان شعب مصر فى أخر الحروب التى خاضتها البلاد (حرب أكتوبر 73) لم يسجل فى أى قسم بوليس حادثة سرقة أو شجار أو أى نوع من الخلافات بين أفراد الشعب أثناء دخول الجيش المصرى حربه المقدسة لتحرير الأرض فى واقعة أكتوبر المجيدة.


والمتابع لتاريخ قدرات الشعب المصرى نجد أن ولاية محمد على باشا لشعب مصر منذ 1805 قد قاد حملة تحديث مصر ومنذ عام 1815 وحتى عام 1825 أصبح لمصر جيش قوى يهابه كل دول العالم المحيطة وهدد محمد على بالجيش المصرى شمال أوربا وجنوبًا حتى جنوب الجزيرة العربية وأصبحت قوة مصر الحديثة مقترنة بتقدم عمرانى وزراعى وصناعى  وفنى ضاهت به أعظم دول العالم فى هذه الحقبة الزمنية وتلى ذلك شق قناة السويس وبناء مصر المعاصرة بغض النظر عن تطور الأداء الإقتصادى إلى الأسوأ مما أدخل مصر تحت سلطان دول دائنة وأنشيىء (بيت للدين) وسط عاصمة المحروسة إنتهى هذا العصر بإحتلال مصر سنة 1882 من الإنجليز وظهرت فى مصر حركات تحريرية ضد الإحتلال ومع بداية القرن التاسع عشر تحركت القوى الكامنة للشعب المصرى وإتسعت بنوابغ المصريين مثقفين، وكتاب وقادة فكر وفن حتى قيام ثورة 1919وظهور حياة نيابية مدعمة بدستور للبلاد دستور 1923وحتى قيام يوليو ثورة 1952وتحركت قوى الشعب الكامنة منذ عام 1957 وحتى عام 1967 قفزت مصر بأبنائها وبقيادة جمال عبد الناصر تحت راية القومية العربية لكى تحرر أشقائها العرب فى الغرب وفى الشرق وفى الجنوب وإزدهرت الصناعة الوطنية وكانت قوى الشعب هى لغة الأغنية المصرية والدراما المصرية وحتى إنكسار الأمة كلها فى حرب 1967وهنا بعدما كانت القوى الكامنة تعمل فى الإزدهار والتنمية تحولت القوى الكامنة لشعب مصر تعمل وتستنفر وكان أهم مظاهر الإستنفار فى الشارع المصرى سواء فى الجامعات أو وسط النقابات المهنية أو محيط العمال أو فى مؤسسات الدولة كلها تعمل على إستعادة كرامة الوطن وإستطاعت القوى الكامنة أن تنفجر بقرار شجاع للراحل أنور السادات وكانت لحظة العبور لإسترجاع الضفة الشرقية لقناة السويس هى قدرة القوى الكامنة لشعب مصر –متمثلة فى أبنائنا على جبهات القتال وخلفه حائط ضخم من مشاعر وحب وصمود المصريين ولعل ما حدث فى شهر يونيو 2013 أيضًا هو تأكيد على القوى الكامنة لدى شعب مصر حينما يشعر بالخطر.
إن القوى الكامنة لشعب مصر مثل طاقة جبارة تكمن حتى إستدعاؤها لوقت يحس فيه الوطن أنه بحاجة لحماية، أو لإزدهار ونحن فى أشد الحاجة لظهور قوى الشعب الكامنة لكى تتقدم فى العلوم وفى الحرص على وحدة الأمة ونبذ الحقد وضرب الفساد والعمل بقلب رجل واحد مع رئيس الدولة وقائدها الأول الرئيس (عبد الفتاح السيسى) الذى وقف وقفة (رجالة) خلال أزمة (غزة وفلسطين الحالية ) كعهدنا الدائم به  فمصر باقية وشعب مصر متوارث لجيناته..
والله حارس لهذا الوطن الحبيب مصر !!
[email protected]ن

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

عثمان جلال يكتب: وتتوالى بشارات معركة الكرامة

(1) بعد فتح حصون خيبر قدم جعفر بن ابي طالب من الحبشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر) . وبشارات الافراح تتوالى على الشعب السوداني الصابر بتحرير مدني والمصفاة وتلاقي أبطال جيش امدرمان وبحري مع عظماء قواتنا في سلاح الاشارة والقيادة العامة .
تسع تلت التسعون يوما والاذاعة العميلة تزدري منا وتسخر، أنا لتوريت الحصينة ان تنال وان تحرر ، تسع تلت التسعون يوما والفدائيون ساعدهم تشمر ، قهروا الجبال الراسيات ، وإذ عز الفداء، وإذ تعذر ، هذه الكلمات الفولاذية قالها الشهيد البطل علي عبد الفتاح في ملاحم تحرير مدينة توريت ، وهاهم إخوانه في القوات المسلحة والمشتركة والقوات الخاصة والمقاومة الشعبية يعيدون ذات البطولات والملاحم وإخواننا ديك كانوا صعبين المراس، يستعجب النشىء الكبر ، طالع شبيهم بالمقاس .ياأحبائي ونبض عروقي كنتم القدوة بالخير الوريق ، فاهنأوا نحن كما انتم على ذات الطريق ، رب شمس غربت والبدر عنها يخبر ، وزهور تتلاشى وهي في العطر تعيش
نحن أكفاء لما مر بنا بل أكبر
تاجنا الأبقى، وتندك العروش ولمن ولى حديث يؤثر ، ولمن ولى حديث يذكر
(2)
كان الصحابة يمازحون جعفر بن ابي طالب الله بأنه لم يشهد معهم ملاحم فجر الاسلام في بدر الكبرى وأحد والاحزاب حتى ارتقى جعفر الطيار شهيدا يوم مؤتة .
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) ، لا يزال أبطالنا في الخنادق والايادي على الزناد وواجب الشعب السوداني الاستمرار في التلاحم والتدافع ومناصرة جيشه العظيم بالنفس والمال والزاد والدعاء، والاسناد المدني وتأمين الأحياء والمدن بعد تحريرها، فمعركة الكرامة مستمرة حتى تحرير آخر ذرة تراب سوداني دنسته المليشيا المجرمة، وبعد التطهير الشامل سيتداعى ذات الشعب والجيش الذي صنع الانتصار في الميدان لإعادة الاعمار والتنمية وصناعة المشروع الوطني الديمقراطي المستدام . في وطن حدادي مدادي يسع الجميع .
(3)
إن معركة الكرامة والشرف الوطني ستكون آخر حروب ونكبات السودان ونهايتها ستشكل البداية الواثقة لصناعة المشروع النهضوي والحضاري والذي سيضع السودان في مكانه الطبيعي بين الدول والأمم العظيمة. هذا المشروع ستتذوق طعمه الأجيال الشبابية التي قادت معركة الكرامة . هذا المشروع العظيم بلغناه أم لم نبلغه ولكن علينا المساهمة في شركة مساهمته العامة بوعي او فكر او مال او قطرة دم.

عثمان جلال
الاحد: 2025/2/26

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محمد وداعة يكتب: تقدم .. تتصدع
  • د.حماد عبدالله يكتب: "طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكن له فيه"
  • نواب وحزبيون يشيدون برفض الرئيس السيسي للتهجير: تعكس ثوابت الموقف المصري التاريخي
  • القوى المدنية ودورها في صنع طريق السلام في السودان
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأعلام المصرى مفتقد ( للقائد ) !!
  • عثمان جلال يكتب: وتتوالى بشارات معركة الكرامة
  • د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!
  • علي الفاتح يكتب: ترامب يرقص على حافة الجحيم!
  • القوى السياسية: رفض قاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن
  • رئيس خارجية النواب: القضية الفسطينية ستظل نابضة بفضل الدور المحوري المصري