ماذا يقال عند التسبيح بالمسبحة؟، من الأمور التي يغفلها الكثيرون ما يقال عند التسبيح بالمسبحة، وفضلها وحكم استخدامها.

ماذا يقال عند التسبيح بالمسبحة؟

1- سبحان الله وبحمده: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).

[أخرجه البخاري]

2- سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم:  قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ). [أخرجه البخاري]

3- الباقيات الصالحات: وهي قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، ويُمكن ذكرها معاً وتكرارها بنفس السبحة بشكلٍ متتالٍ، أو تُسبّح بالمسبحة بكلّ واحدةٍ منها بشكلٍ منفرد، فتقول: "سبحان الله" بالتتالي لمئة مرة أو ثلاث وثلاثين، ثمّ تحمد الله كذلك، والأمر في هذا واسع.

4- الاستغفار: وله عدة صيغ، منها: "أستغفر الله العظيم"، أو "أستغفر الله العظيم وأتوب إليه"، أو "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه"، ونحوه من أدعية الاستغفار.

«لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ»، وإذا قلتها مئة مرة نِلت عظيم الأجر والثواب، فانظر إلى قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ كَانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ له مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عنْه مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِن ذلكَ). [أخرجه مسلم]

دعاء راحة القلب والفكر.. طمئن قلبك بكلمات من الذكر الحكيم كيف تتوب إلى الله؟.. علي جمعة: هذا الذكر يخلصك من أشد الذنوب بلا رجعة ما حكم الذكر على السبحة ؟

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن السبحة هي الخرزات التي يعد بها المسبح تسبيحه، وهي كلمة مولدة، وهي وسيلة تعين على الخير، والوسائل لها حكم المقاصد، فهي مستحبة باعتبارها تيسر الذكر.

والسبحة أداة يجوز للمسلم استخدامها في العد في الأوراد، وهي أولى من اليد إذا أمن الإنسان الخطأ؛ لأنها أجمع للقلب على الذكر، ودل على جوازها حديث صحيح، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلي الله عليه وسلم على امرأة، وبين يديها نوى أو حصى تسبح به، فقال: « أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل ؟ فقال : سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والحمد لله مثل ذلك، والله أكبر مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك»، فلم ينهها عن ذلك، وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر وأفضل، ولو كان مكروها لبين لها ذلك.

وقد فهم الفقهاء الجواز من هذا الحديث، فأجازوا التسبيح باليد، والحصى، والمسابح خارج الصلاة، كعده بقلبه أو بغمزه أنامله. أما في الصلاة، فإنه يكره؛ لأنه ليس من أعمالها. وعن أبي يوسف ومحمد : أنه لا بأس بذلك في الفرائض والنوافل جميعا مراعاة لسنة القراءة والعمل بما جاءت به السنة، وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الباب منها :

ما روي عن القاسم بن عبد الرحمن قال : «كانَ لأبي الدَّرْدَاءِ نَوًى مِنْ نَوَى الْعَجْوَةِ في كِيسٍ ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهُنَّ وَاحِدةً واحِدة يُسَبِّحُ بِهِنَّ حَتَّى يَنْفَدْنَ».

وعَنْ أَبِى نَضْرَةَ الغفاري قال : حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ طُفَاوَةَ قَالَ: «تَثَوَّيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمْ أَرَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم أَشَدَّ تَشْمِيرًا وَلاَ أَقْوَمَ عَلَى ضَيْفٍ مِنْهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ يَوْمًا وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ حَصًى أَوْ نَوًى وَأَسْفَلُ مِنْهُ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ وَهُوَ يُسَبِّحُ بِهَا، حَتَّى إِذَا أَنْفَدَ مَا فِي الْكِيسِ أَلْقَاهُ إِلَيْهَا فَجَمَعَتْهُ فَأَعَادَتْهُ فِي الْكِيسِ فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ».

وعن نعيم بن المحرر بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان له خَيْطٌ فِيه أَلْفَا عُقْدَةٍ، فَلاَ يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ بِهِ.

وروي مثل ذلك عن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وأبي صفية مولى النبي صلي الله عليه وسلم، والسيدة فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وغيرهم من الصحابة والتابعين .

وقد صنف في مشروعية الذكر بالسبحة جماعة من العلماء منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته «المنحة في السبحة»، والشيخ محمد بن علان الصديقي وسماها «إيقاد المصابيح لمشروعية اتخاذ المسابيح»، والعلامة أبو الحسنات اللكنوي في رسالة بعنوان «نزهة الفكر في سبحة الذكر».

ونشير إلى ما ذكره المحققون من المذاهب الفقهية المعتمدة لتأكيد تلك المسألة رغم وضوحها:

فمن الشافعية أجاب العلامة ابن حجر الهيتمي عن سؤال بشأنها حيث سئل رضي الله عنه : « هل للسبحة أصل في السنة أو لا ؟ (فأجاب) بقوله : نعم ، وقد ألف في ذلك الحافظ السيوطي؛ فمن ذلك ما صح عن ابن عمر رضي الله عنهما «رأيت النبي صلي الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده » وما صح عن صفية : رضي الله عنها : «دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن، فقال : ما هذا يا بنت حيي. قلت : أسبح بهن ، قال : قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا ، قلت: علمني يا رسول الله قال : قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء ».

وأخرج ابن أبي شيبة، وأبو داود، والترمذي: «عليكن بالتسبيح، والتهليل، والتقديس ولا تغفلن فتنسين التوحيد، واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات ومستنطقات» وجاء التسبيح بالحصى والنوى والخيط المعقود فيه عقد عن جماعة من الصحابة ومن بعدهم وأخرج الديلمي مرفوعا: نعم المذكر السُّبحة . وعن بعض العلماء : عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة لحديث ابن عمر. وفصل بعضهم فقال : إن أمن المسبح الغلط كان عقده بالأنامل أفضل وإلا فالسبحة أفضل.» 

ومن الحنفية قال العلامة ابن عابدين : « (قوله لا بأس باتخاذ المسبحة) بكسر الميم : آلة التسبيح، والذي في البحر والحلية والخزائن بدون ميم. قال في المصباح : السبحة خرزات منظومة، وهو يقتضى كونها عربية. وقال الأزهري : كلمة مولدة، وجمعها مثل  غرفة وغرف. ا هـ . والمشهور شرعا إطلاق السبحة بالضم على النافلة . قال في المغرب : لأنه يسبح فيها.

ودليل الجواز ما رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن حبان، والحاكم وقال صحيح الإسناد عن سعد بن أبي وقاص :  «أنه دخل مع رسول الله صلي الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال : أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل ... فذكر الحديث، ثم قال: فلم ينهها عن ذلك . وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر وأفضل ولو كان مكروها لبين لها ذلك، ولا يزيد السبحة على مضمون هذا الحديث إلا بضم النوى في خيط، ومثل ذلك لا يظهر تأثيره في المنع، فلا جرم أن نقل اتخاذها والعمل بها عن جماعة من الصوفية الأخيار وغيرهم ؛ اللهم إلا إذا ترتب عليه رياء وسمعة فلا كلام لنا فيه ، وهذا الحديث أيضا يشهد لأفضلية هذا الذكر المخصوص على ذكر مجرد عن هذه الصيغة ولو تكرر يسيرا كذا في الحلية والبحر».

وقد قال الشوكاني كلامًا بديعًا ننقله بنصه حيث قال : « والحديثان الآخران يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى، وكذا بالسُّبحـة لعدم الفـارق لتقريره صلي الله عليه وسلم للمرأتين على

ذلك. وعدم إنكاره والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز.

قد وردت بذلك آثار ففي جزء هلال الحفار من طريق معتمر بن سليمان عن أبي صفية مولى النبي صلي الله عليه وسلم أنه كان يوضع له نطع، ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار، ثم يرفع، فإذا صلى أتى به، فيسبح حتى يمسي، وأخرجه الإمام أحمد في الزهد قال : حدثنا عفان، حدثنا، عبد الواحد بن زياد، عن يونس بن عبيد، عن أمه قالت : رأيت أبا صفية رجلاً من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وكان خازنا قالت : فكان يسبح بالحصى.

وأخرج ابن سعد، عن حكيم بن الديلم، أن سعد بن أبي وقاص كان يسبح بالحصى وقال ابن سعد في الطبقات : أخبرنا عبد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن جابر عن امرأة خدمته، عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب أنها كانت تسبح بخيط معقود فيه. وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد، عن أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألف عقدة فلا ينام حتى يسبح.

وأخرج أحمد في الزهد عن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان لأبي الدرداء نوى من العجوة في كيس فكان إذا صلى الغداة أخرجها واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفدهن. وأخرج ابن سعد، عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجموع. وأخرج الديلمي في مسند الفردوس من طريق زينب بنت سليمان بن علي، عن أم الحسن بنت جعفر، عن أبيها، عن جدها، عن علي رضي الله عنه مرفوعا:  «نعم المذكر السُّبحة»، وقد ساق السيوطي آثارًا في الجزء الذي سماه «المنحة في السبحة»، وهو من جملة كتابه المجموع في الفتاوى، وقال في آخره : ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعدونه بها، ولا يرون ذلك مكروها انتهى».

واختتم عضو هيئة كبار العلماء بالقول: من العرض السابق نرى أن الذكر على السبحة مستحب، وهو أولى إن خشي الإنسان الخطأ في العد؛ حتى يستجمع قلبه على الذكر دون تشتيت الذهن، والله تعالى أعلى وأعلم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التسبيح النبی صلی الله علیه وسلم ی صلی الله علیه وسلم رضی الله عنه الله العظیم رسول الله مثل ذلک أنه کان عن أبی إلى ما من هذا

إقرأ أيضاً:

صرخة شهيد القرآن.. من كلمات إلى صواريخ ومسيّرات

يمانيون../
محمد الفرح عضو المكتب السياسي لأنصار الله: بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر انخرطت غالبية الأنظمة والأحزاب والمكونات السياسية العربية والإسلامية تحت المظلة الأمريكية في إطار ما يسمى بمواجهة الإرهاب، ليبرز الشهيد القائد بكل ثبات وشموخ وعنفوان وثقة مطلقة بالله تعالى معلنًا التصدي للمشروع الأمريكي.
مدير مكتب الإرشاد وشؤون الحج والعمرة. د. قيس الطل: خلال المشروع القرآني العظيم الذي نهجه الشعب اليمني اتضح لنا وللعالم أجمع جدوى الثقافة القرآنية وأثرها في مواجهة اليهود والتغلب عليهم، وما معركة البحر الأحمر إلا شاهدًا من شواهد المعجزات الميدانية التي يصنعها الله لأوليائه.

لم يكن مشروع الشهيد القائد ترفا فكريا، بل كان ضرورة فرضها الواقع المنحط للأمة، وأكدته قيم الدين الإسلامي الحنيف، ومبادئ الإنسانية السمحة، فالحرية مقدسة، والعيش بكرامة وعزة حق مشروع ، وحماية النفس والدفاع عنها من بطش الظالمين، وعبث المستهترين، فطرة ربانية أودعها الله في جميع خلقه، وهيئ لها من الأسباب والوسائل ما يحقق لها ذلك، فالحياة التي تحيط بها سياجات الكبت، والقهر، والإذلال، وتصادر فيها الحريات والحقوق، ويغيب من واقعها العدل والمساواة، وتنتزع منها كل سمات الخير والفضيلة، وتترعرع في ساحتها العنصرية والرذيلة، ويبقى فيها العلو والشأن للتسلط والقمع والاستكبار، حياة يرفضها الجميع، ولا يستسيغها إلا أراذل الناس، ممن خرج على دينه، ومبادئه وقيمه وهويته.

وفي ظل مرحلة غُمِرت فيها الأمة في وحل الفساد والرذائل، وآثار التقصير والقصور والخنوع والارتداد الديني، والتخلي عن الهوية فرأت الصمت دينا، والصبر على القهر والذلة قربة، وأيقنت أن الاستسلام لجلادها هو سبيل النجاة المتبقي أمامها، نهض الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي ـ رضوان الله عليه ـ بما وهبه الله من مؤهلات القيادة، نهض من أوساط ذلك الخواء ليتحمل المسؤولية في توعية الأمة، وتبصيرها سبل الخلاص مما أوصلها إليه أعداؤها، من شتات وذل، وضعف وعداوة بينية، وتخل عن هويتها وحقوقها وتنكر لدينها ومبادئها وقيمها.

يدرك اليمنيون جيداً أن الموقف اليمني التاريخي المشرف في مساندة غزة، والانتصار لمظلوميتها هو نتاج طبيعي وثمرة واحدة من ثمار المشروع القرآني العظيم الذي أسس مداميكه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”. وبالرغم من أن فقدان الشهيد القائد مثّل خسارة فادحة على المشروع القرآني؛ كون فقدان القادة وأعلام الهدى من أعظم نكبات الأمة الإسلامية، إلا أن مسيرته القرآنية التي وصل صداها للعالم أجمع جسّدت روح الشهيد القائد وعطاءه وتضحياته، وجعلته حاضراً وحياً في وجدان الأمة الإسلامية جمعاء.

ويؤكد الناشط الثقافي وأحد السبّاقين في الانتماء للمشروع القرآني محمد الفرح، أن فقدان الشهيد القائد السيد حسين بن بدرالدين الحوثي مثّل خسارة فادحة وفاجعة كبرى على أسرته ومجتمعه ووطنه، ليس ذلك وحسب، وإنما على الأمة الإسلامية؛ كون استشهاده تزامن مع مرحلة خطيرة ومنعطف حساس، وفي ظروف استثنائية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية.

ويوضح محمد الفرح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن الشهيد القائد كان نعمة عظيمة منّ الله بها على عباده؛ وذلك بما وهبه الله من المؤهلات، ومنحه من المواصفات القيادية؛ فكان رجل المرحلة.

انطلاقة المشروع القرآني

في الذكرى السنوية لاستشهاد شهيد القرآن نستذكر البدايات الأولى لانطلاقة المشروع القرآني -والذي تزامن مع أحداث 11سبتمبر 2001م- الدراما الغربية التي افتعلها الأمريكان بغرض السيطرة على دول العالم وإخضاعها. آنذاك انطلقت الولايات المتحدة الأمريكية في استهداف شعوب العالم العربي والإسلامي معلنة حرباً شاملة على الإسلام والمسلمين تحت شعار “من لم يكن معنا فهو ضدنا”.

وبدلاً من اتخاذ موقف حازم وجدِّي من قبل الأمة الإسلامية، خضعت العديد من الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، والتزمت الصمت، وكأن على رؤوسهم الطير، في حين انطلقت أمريكا ببوارجها الحربية ومدمراتها وحاملات طائراتها وقواعدها العسكرية، لتنشرها في “الشرق الأوسط”.

وأمام ذلك انطلق الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مستشعرا خطورة المرحلة، معلنا شعار البراءة من أعداء الله المتمثل في شعار الحرية والاستقلال (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).

وفي هذا السياق يؤكد الفرح أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر انخرطت غالبية الأنظمة والأحزاب والمكونات السياسية العربية والإسلامية تحت المظلة الأمريكية في أطار ما يسمى بـ”محاربة الإرهاب”، مبينا أن تلك الأنظمة أصبحت أدوات بأيدي الأمريكان، تنفذ مخططاتها في حين التزمت بقية الأنظمة الصمت والحياد، ليبرز الشهيد القائد بكل ثبات وشموخ وعنفوان وثقة مطلقة بالله تعالى، معلنا التصدي للمشروع الأمريكي.

ويرى أن إحياء الذكرى السنوية للشهيد القائد تأتي لاستذكار مواقفه العظيمة وتضحياته، كما أنها محطة للتزود من قيمه وأخلاقه ومواقفه النيرة التي مثّلت نموذجاً راقيا للدين الإسلامي المحمدي الأصيل.

مثل المشروع القرآني أعجوبة العصر بما حمله من انتصارات وتوفيق إلهي لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر، فمن ينظر للبدايات الأولى لانطلاقة المشروع القرآني يدرك أن اتساع المشروع وانتصاره كان ضربا من الخيال، غير أن إرادة الرحمن وتمكينه أتى للنهوض بالمشروع القرآني ليمثل الحجة الدامغة على البشرية كلها.

المشروع القرآني هو الحل للأمة

وبعد مرور عقدين من عمر المشروع القرآني يؤكد الفرح أن التحلي بقيم الشهيد القائد “رضوان الله عليه” وأخلاقه ومبادئه ومنهجه ورؤاه، والتي يجسّدها حالياً قائد المشروع القرآني السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” هي الحل الوحيد للنهوض بالدين الإسلامي لمواجهة التحديات والمخاطر التي يشنها أعداء الأمة الإسلامية من اليهود وحلفائهم.

ويدعو الفرح إلى جعل مناسبة ذكرى الشهيد القائد محطة للاستحضار وترسيخ قيم ومبادئ الشهيد القائد في الوجدان ومشاعر اليمنيين وأجيالهم الصاعدة.

ويختتم الفرح حديثه بالقول “من المهم دائماً في هذه الذكرى أن يتعرف الناس إلى معالم هذه الشخصية العظيمة ومعالم القضية والمشروع القرآني الذي تحرك من أجله، ويتعرفوا على المظلومية؛ فهذه رسائل أساسية ورئيسية في هذه المناسبة”.

أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماءها،
وفي كل عام من الذكرى السنوية للشهيد القائد يجدد اليمنيون استذكار المظلومية الكبرى التي تعرض لها شهيد القرآن في سبيل نشر المشروع القرآني والرقي بالأمة الإسلامية.

وفي الذكرى أيضا يتسأل الجميع عن الأسباب التي أدت لاستشهاد هذا القائد العظيم. ولماذا حاربته السلطة آنذاك بالرغم من أن مشروعه لا يشكل خطراً على أحد، وإنما يصب في عزة ونصرة الدين الإسلامي!

وعن هذه التساؤلات التي يطرحها عامة الناس يجيب مدير مكتب الإرشاد وشؤون الحج والعمرة بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل قائلاً “استشهاد الشهيد القائد بين أظهرنا وعلى مرأى ومسمع من الجميع نتاج للتفريط و قلة الوعي ونتاج التخاذل. مؤكدا أن هذه الأسباب هي التي أدت لسقوط الشهيد القائد، وهي الأسباب ذاتها التي تؤدي لسقوط عظماء الأمة الإسلامية.

ويضيف -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن الذكرى السنوية للشهيد القائد تأتي لاستذكار الأسباب والحيثيات، وذلك بغرض تجنبها وتفاديها أثناء المرحلة الحالية وفي المستقبل”.

ويشير إلى أن الذكرى السنوية للشهيد القائد “رضوان الله عليه” تمثّل عودة جادة للقرآن الكريم والمشروع القرآني العظيم، وكذلك العودة إلى المبادئ والقيم التي حملها وطبقها كمنهج يصحح من خلاله الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، مؤكدا أنه من خلال القرآن الكريم ننطلق إلى معرفة الله سبحانه وتعالى، وإلى تعزيز اتجاه الله سبحانه وتعالى.

نماذج ميدانية لثمرة المشروع القرآني

ومن خلال المشروع القرآني العظيم الذي نهجه الشعب اليمني اتضح لنا وللعالم أجمع جدوى الثقافة القرآنية وأثرها في مواجهة اليهود والتغلب عليهم، وما معركة البحر الأحمر إلا شاهد من شواهد المعجزات الميدانية التي يصنعها الله لأوليائه.

وفي هذه الجزئية يقول الدكتور الطل “من خلال القرآن الكريم نعرف طبيعة الصراع مع أهل الكتاب، ونعرف ما هي نقاط قوتهم، وما هي نقاط ضعفهم، ونستطيع أن نستوعب ما هي أهم المتطلبات اللازمة لمواجهتهم لنكون الأمة الغالبة”.

ويضيف “ومن خلال القرآن الكريم نستطيع أن نعرف الرؤية القرآنية التي تحقق لنا نهضة، وتحقق لنا حضارة إسلامية نقدمها للعالم ونحقق من خلالها القسط والعدل، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونستطيع أن ننعم في خيرها وفي عدالتها وفي أخلاقها وفي قيمها”.

ويشير إلى أن الشهيد القائد “رضوان الله عليه”صنع منهجاً قوياً تجاوز كل الأطر المذهبية والعنصرية والحزبية، جاعلاً من القرآن الكريم المرجعية الكبرى والمنطلق الأساس للتحرك الميداني.

ويلفت إلى أن المنهج القرآني أسهم بشكل فاعل في إفشال المخططات الصهيونية الرامية لتمزيق الأمة الإسلامية وبعثرتها وتجزئتها وجعلها أمة متناحرة فيما بينها.

رافق المشروع القرآني العديد من العراقيل والصعاب تحت عدة مسميات بهدف القضاء عليه، وكلها باءت بالفشل، ليصل المشروع القرآني بعد عقدين من عمره إلى المواجهة المباشرة مع اليهود، ملحقا بهم خسائر جسيمة مهولة، أرعبت الأعداء وأدهشت العالم وجعلته يعيد حساباته ونظرته تجاه أمريكا و”إسرائيل” ودول الغرب، وبالتالي القضاء على النظرة الغربية المتمثلة في القوة المفرطة لأمريكا وقدرتها المطلقة في الهيمنة على العالم.

موقع أنصار الله – محمد المطري

مقالات مشابهة

  • دعاء أول جمعة في شعبان.. 6 كلمات تقضي حاجتك وتفرج همك
  • دعاء أول ليلة فى شعبان.. 3 كلمات تفتح الأبواب المغلقة ويرزقك الله من حيث لا تحتسب
  • ماذا فعل النبي في شهر شعبان؟.. «ترفع فيه الأعمال إلى الله»
  • ماذا كان يقول الرسول مع استقبال أول أيام شعبان ؟
  • ماذا يعني قرار ترامب بتعليق جميع المنح والقروض الأمريكية؟
  • قبل الدخول على أحد تخافه.. كلمات لو قلتها يغير الله قلبه تجاهك
  • صرخة شهيد القرآن.. من كلمات إلى صواريخ ومسيّرات
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • حكم أداء ركعتين سنة قبل صلاة المغرب
  • 6 حالات تسقط عن المؤمن عليه تعويض البطالة.. اعرفها