الإمارات: تداعيات التغيُر المناخي تزيد من عدم الاستقرار في هايتي
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة مبادرات رئيس الدولة دعمت الجهود العالمية في مكافحة شلل الأطفال شباب إماراتيون يسردون تجاربهم الملهمة في «COP28»أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة ضرورة معالجة الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية المتردية في هايتي، وكذلك التحديات المرتبطة بالتغيُر المناخي، مجددة الدعوة للجهات الفاعلة كافة للانخراط بحسن نية لتحقيق توافقٍ سياسي شامل.
وقالت الإمارات أمس، في بيان أمام مجلس الأمن ألقاه أحمد المحمود منسق العقوبات والمنسق السياسي بالإنابة ببعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة: «يؤسفنا بشدة أن الحالة في هايتي مستمرة في التدهور، لا سيما من حيث تفاقم الأوضاع الأمنية، والاقتصادية والإنسانية، وكما ذكر القادة في منطقة الكاريبي، لا يجب أن نعتاد الوضع الراهن في هايتي أو أن نتهاون في جهودنا لمعالجته».
وأكد أحمد المحمود ضرورة مواصلة التركيز على التصدي للعنف المتنامي وانعدام الأمن في هايتي، ويشمل هذا وقف ومنع العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، وإيلاء اهتمام خاص لأوضاع الأطفال.
وأضاف: «يعاني الأطفال وطأة الأزمة الأمنية، حيث تواصل العصابات تجنيدهم، مستغلةً عدم وجود مساحاتٍ آمنة لهم وعدم تمكن التلاميذ من الحصول على التعليم بسبب خطورة الأوضاع، الأمر الذي يستوجب إعطاء الأولوية لمعالجة التحديات الأمنية في البلاد».
ورحب المحمود خلال البيان باعتماد المجلس هذا الشهر قراراً يأذن بنشر بعثة دعم أمني متعددة الجنسيات، بالتنسيق الوثيق مع الشرطة الوطنية في هايتي، للتصدي لعنف العصابات، مشيراً إلى أن هذه الخطوة الهامة يجب أن يرافقها نَهجٌ شامل، يتضمن كافة الجهات الفاعلة ويضمن التنسيق بين مختلف الجهود المبذولة في البلاد. واعتبر أن التنسيق الوثيق مع هيئات الأمم المتحدة المتواجدة على الأرض، ومنها مكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وفريق الخبراء، أمرٌ ضروري لتحقيق نتائج متسقة.
وأعرب المحمود، خلال البيان، عن قلق الإمارات إزاء عدم إحراز تقدم ملموس على المسار السياسي، الأمر الذي يقتضي التركيز على هذا المسار بالتزامن مع الجهود المبذولة على الصعيد الأمني.
وفي السياق، جدد دعوة الجهات الفاعلة كافة إلى الانخراط بحسن نية لتحقيق توافقٍ سياسي شامل، بقيادة وملكية هايتية، لافتاً في هذا الصدد، إلى دعم الجهود التي يبذلها مكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي والدور الهام الذي تضطلع به المجموعة الكاريبية للدفع نحو تحقيق هذا الهدف.
وأضاف المحمود: «يتعين علينا دعم تدابير منع ومكافحة تهريب وانتشار الأسلحة والتحويلات غير المشروعة للأموال، حيث تؤدي هذه الأنشطة إلى زيادة تقويض الاستقرار في هايتي والمنطقة بأكملها».
كما رحب باعتماد مجلس الأمن الأسبوع الماضي قراراً لتجديد تدابير العقوبات التي تستهدف العصابات في هايتي ومصادر تمويلها، ولفرض حظر كامل على الأسلحة، مقدراً جهود مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في بناء قدرات هايتي على مكافحة الفساد.
وفي ختام البيان، أكدت دولة الإمارات أن وجود دولة مستقرة وقوية وقادرة على حماية قيمها وتقاليدها وسيادتِها واستقلالها هي مبادئ أساسية يحق لكل شعوب العالم التمتُع بها، بما في ذلك شعب هايتي، داعية لمواصلة تقديم الدعم لشعب هايتي، لتحقيق رؤيته في إحلال السلام والاستقرار والازدهار في هايتي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ الإمارات التغير المناخي تغير المناخ هايتي مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن الأمم المتحدة فی هایتی
إقرأ أيضاً:
كيف يمر الشتاء على غزة؟.. شعب منهك وآمال هشة
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن معاناة سكان غزة في فصل الشتاء، في ظل الحرب التي أودت بحياة أكثر من 45 ألف شهيد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن استئناف المفاوضات يولد آمال جديدة لوقف إطلاق النار، فبعد أشهر من المحاولات والمفاوضات التي باءت بالفشل وعدم الوصول إلى تسوية، يبدو أن الضغط المستمر الذي يمارسه فريق إدارة دونالد ترامب يؤتي ثماره.
وبخصوص هذا قالت مرام فرج، وهي لاجئة في خان يونس، تبلغ من العمر 27 سنة: "هذه المرة سيتم التوصل إلى تسوية إن شاء الله".
مع ذلك، تواصل الطائرات الإسرائيلية قصفها المستمر وكثفت غاراتها في الأيام الأخيرة. وحسب التقارير اليومية الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، أودت هذه الغارات بحياة 46 شخصا يوم الأحد 15 كانون الأول/ ديسمبر، و52 شخصا يوم الاثنين، و31 يوم الثلاثاء، و38 يوم الأربعاء.
وأضافت الصحيفة، أن فظاعة الجرائم المرتكبة من قبل الجانب الإسرائيلي، تثير استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار المجموعة التي احترقت من بين العشرين ضحية، الذين لقوا حتفهم خلال ضربة استهدفت مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين غرب خان يونس مساء الأحد.
إظهار أخبار متعلقة
ويقول متطوّع في فريق طبي طارئ تابع لجمعية العون الطبي للفلسطينيين في مستشفى ناصر: "لم أستطع إحصاء عدد المصابين الذين وصلوا بإصابات لم أرَ مثلها طوال مسيرتي المهنية". وأضاف: "أول مصابة وصلت كانت طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات. اخترقت شظايا القذائف جمجمتها وأصابت جبهتها.
هؤلاء اللاجئون تعرضوا لمجزرة. لا توجد كلمات لوصف ذلك". وحسب المتطوع، فإنه بين صفوف الضحايا 12 طفلا دون سن الـ 12 عاما.
تدمير حوالي 70 بالمئة من المباني في غزة
وذكرت الصحيفة أن جباليا باتت مجرد حقل من الأنقاض بلون الرماد والموت. خلال التحليق فوق سماء شمال غزة، وثّقت طائرة إسرائيلية مسيّرة آثار أربعة عشر شهرا من القصف والعمليات العسكرية، حيث تحولت جميع المباني إلى ركام وغبار، والأمر ذاته حدث في رفح في أقصى جنوب القطاع.
وحسب تقييم أجراه برنامج التطبيقات التشغيلية للأقمار الصناعية التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، تسبب القصف الإسرائيلي في تدمير حوالي 70 بالمئة من المباني الموجودة في غزة.
ويقضي الغالبية العظمى من سكان غزة الشتاء الثاني منذ بداية الحرب تحت القصف مفترشين الأرض.
وفي هذا الصدد، يقول أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: "هذا الشتاء سيكون أقسى من السابق". عثر النازحون السنة الماضية على مأوى لدى عائلاتهم أو في المدارس أو المستشفيات، غير أن حجم الدمار هذه السنة ألغى هذه الخيارات.
وفق بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يعيش 1.6 مليون شخص من أصل 2.1 مليون نسمة في ملاجئ مؤقتة. ومن جانبه يقول الشوا: "ظروف العيش المزرية بالفعل تدهورت في كل مكان، وخلّفت أجسادً متعبة تعاني من سوء التغذية، فضلا عن تكدس النفايات كالجبال بين الخيام ونقص الأدوية، يكاد يكون من المستحيل وصف ما نعيشه".
إظهار أخبار متعلقة
البرد طال جميع الأماكن
أوردت الصحيفة أن أكثر من 400 ألف فلسطيني لجؤوا إلى نحو مئة موقع في مناطق معرضة للفيضانات، خاصة على طول الساحل. وفي أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، ومع أول عاصفة شتوية كبيرة، ارتفع منسوب المياه إلى حد جرف خيام وممتلكات مئات العائلات.
وحيال هذا يقول حسام صالح، الموظف في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بغزة: "لقد كافحنا منذ أشهر من أجل إنشاء ملاجئ وإدخال المواد الأساسية استعدادا لفصل الشتاء، ولكن حلّ فصل الشتاء دون تلبية الاحتياجات".
ويتسم الوضع بالتعقيد حتى بالنسبة للأشخاص الذين لازالوا يمتلكون مأوى.
وتقول أسماء صيام، التي تعيش في خان يونس مع والدتها وشقيقتها: "لم يعد لدينا نوافذ بسبب القصف. اضطررنا إلى وضع البلاستيك مكانها. البرد يتسلل من كل مكان في ظل غياب وسائل التدفئة". ورغم حجم الاحتياجات، تظل المساعدات الإنسانية الواردة محدودة.
وأضاف الشوا: "لم يعد لدى الناس مدخرات مما يدفعهم للاعتماد بشكل تام على المساعدات الإنسانية. ومنذ شهر أيلول/ سبتمبر، باتت المساعدات الإنسانية تغطي 5 بالمئة فقط من حجم الاحتياجات".
وجبة في اليوم
في الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر، نُهِبت قافلة تضم 70 شاحنة من معظم مساعداتها الإنسانية بعد مرورها من معبر كرم أبو سالم، وعليه تسببت عمليات النهب في ارتفاع الأسعار واجتياح المجاعة جنوب القطاع.
تقول أسماء صيام: "نحن لا نتناول أكثر من وجبة واحدة في اليوم. عادة ما تكون أرزا أو معكرونة في الظهر. في الصباح والمساء، نتقاسم قطعة خبز بلدي نحن الثلاثة". وقد أدى التدافع للحصول على الخبز أو الطعام إلى وفاة حوالي سبعة أشخاص في شهر واحد.
من جانبه، يرى مراقب غزّاوي مقيم في جنوب القطاع، أن الانخفاض في الأسعار في السوق في الأيام الأخيرة، "علامة على اقتراب موعد وقف إطلاق النار، واستعداد التجار لتدفق كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية".
إظهار أخبار متعلقة
احتمالات التوصل إلى هدنة في غزة
بعد استمرار الصراع منذ أكثر من سنة، تُعَلَّقُ آمال على الوصول إلى هدنة بين حماس واسرائيل. وفي حين ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الاثنين 16 كانون الأول/ديسمبر أن المفاوضين "لم يكونوا أقرب من أي وقت إلى التوصل إلى اتفاق"، ذكرت حماس أنها أجرت "مفاوضات جادة وإيجابية".
وفي ختام التقرير، أشارت الصحيفة إلى أن الجهود الدبلوماسية استؤنفت في الدوحة في الأسابيع الأخيرة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رغبته في تحرير جميع الرهائن الإسرائيليين، قبل توليه منصبه في 20 كانون الثاني /يناير المقبل.