الأمم المتحدة تحذّر إسرائيل من ارتكاب جرائم حرب
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
البلاد – واس
دعا خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم جميع المحامين الذين يقدمون المشورة القانونية للجيش الإسرائيلي، إلى رفض الترخيص بالقيام بأفعال قد ترقى إلى جرائم الحرب إنتقاماً من هجمات حماس على إسرائيل، وتقديم المشورة للجيش الإسرائيلي بتحديد الأفعال التي ترقي إلى جرائم الحرب وانتهاكات القانون الدولي والسعي إلى منعها .
وأدان الخبراء بشكل لا لبس فيه في بيان ، المذابح التي يتعرض لها المدنيون، واحتجاز رهائن من قبل حماس والجماعات المسلّحة الأخرى في إسرائيل، مؤكدين أن إسرائيل شنّت وابلًا من الغارات الجوية القاتلة على مناطق مدنية مكتظّة بالسكان في قطاع غزة، ما أدّى إلى تدمير المنازل والمستشفيات والأسواق ومقار تابعة للأمم المتحدة، كما أدّت إلى قتل وإصابة الآلاف من المدنيين بما في ذلك الأطفال، كما ضيَّقت إسرائيل من حصارها على غزة وقطعت إمدادات المياه والغذاء والكهرباء والوقود.
واستشهد عشرات الفلسطينيين، فيما أصيب المئات، أمس، في قصف إسرائيلي جوي ومدفعي استهدف عشرات المنازل في مختلف مناطق قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن أكثر من 50 فلسطينياً استشهدوا، فيما أصيب المئات في سلسلة عمليات قصف استهدفت منازل، وتجمعات، وأسواق، في مختلف مناطق قطاع غزة، مشيرةً إلى استشهاد عشرة فلسطينيين في قصف استهدف مقهى وسط مدينة خان يونس.
وفي الضفة الغربية، استشهد ثلاثة فلسطينيين في جنين وطوباس، خلال اقتحام قوات الاحتلال، وإطلاق قذائف وصواريخ على أحد المساجد في مخيم جنين، كما استشهد فلسطيني رابع برصاص قوات الاحتلال بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 89 شهيداً، خلال أسبوعين وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
كما قضى 13 من موظفي وكالة الأونروا منذ بدء العدوان الغاشم المستمر على قطاع غزة, ممّا يرفع حصيلة ضحاياها إلى 29 شخصاً.
وأوضحت الوكالة في تقريرها أن ما لا يقل عن 20 نازحاً أصيبوا عندما ضربت غارة مبنى مجاور لمدرسة تابعة للأونروا في خان يونس كان يحتمي فيها حوالي 5000 نازح, مشيرةً إلى أنه منذ بدء العدوان أصيب ما يقرب من 180 نازحاً كانوا يحتمون في مدارس الأونروا وقتل 12 شخصاً.
وأكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن الوقود لدى الوكالة الأممية سينفد في غضون ثلاثة أيام. وأضاف لازاريني في بيان أصدره مساء الأحد، أنه بدون الوقود لن يكون هناك ماء، ولن تكون هناك مستشفيات ومخابز عاملة، مشدّداً على أنه بدون الوقود “لن تصل المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها, وبدون الوقود لن تكون هناك مساعدات إنسانية”.
ونبّه إلى أن عدم وجود وقود سيفضي إلى المزيد من “خنق” الأطفال والنساء وسكان غزة، داعياً جميع الأطراف وكل من يستطيع التأثير عليها إلى السماح فوراً بدخول إمدادات الوقود إلى القطاع وضمان استخدامه بشكل صارم لمنع انهيار الاستجابة الإنسانية. وأعلن لازاريني أن الأونروا حالياً تستضيف في منشآتها أكثر من نصف مليون شخص من أصل حوالي مليون نازح في مختلف أنحاء قطاع غزة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا تعتزم إسرائيل تغيير منظومتها الأمنية بغلاف غزة؟ خبيران يجيبان
قال خبيران عسكريان إن الإجراءات التي يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاتخاذها بشأن مفهوم الدفاع عن مناطق غلاف غزة تأتي في إطار الدروس المستفادة من هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته المقاومة الفلسطينية.
وأوضح الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي أن الإجراءات المرتقبة نتيجة لما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما تلاه بشأن ضرورة أن تكون هناك "حماية تامة لمستوطنات الغلاف، وإعطاء ضمانة لسكانها لإقناعهم بالعودة".
وتطرق الصمادي -في حديثه للجزيرة- إلى المنطقة العازلة التي يجري الحديث عنها على طول الحدود مع قطاع غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تتخلى بسهولة عن أي مكتسبات تكتيكية أو عملياتية.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن قائد فرقة غزة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجراء "تغييرات تاريخية" بشأن مفهوم الدفاع عن مناطق غلاف غزة، إذ قرر الجيش -لأول مرة في تاريخ إسرائيل- نشر فرقتين نظاميتين في مناطق غلاف غزة.
وذكرت أن الجيش يخطط لإقامة 14 موقعا عسكريا جديدا على امتداد الحدود مع القطاع، مشيرة إلى أن الفرقة 162 ستتولى مسؤولية القطاع الشمالي بالغلاف، في حين ستتولى فرقة غزة القطاع الجنوبي.
وأضافت أن المواقع العسكرية الجديدة ستكون جزءا من منظومة دفاعية جديدة هدفها منع أي إمكانية تسلل إلى إسرائيل.
إعلانووفق الصمادي، فإن جيش الاحتلال والمنظومة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية وصلوا إلى قناعة بأنه ليس من السهل القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ونفودها وتسليحها، "لذلك يسعون من ذلك لئلا يتكرر هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وتشير هذه الإجراءات إلى رغبة إسرائيل بإنشاء منظومة أمنية واستخباراتية كاملة "حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة، وصولا إلى محاولة دمج حماس كمنظمة عسكرية ببوتقة سياسية، وأن تكون هناك سلطة مدنية تحكم قطاع غزة".
كذلك يريد الاحتلال -من خلال هذه الإجراءات- أن تكون قواته على أهبة الاستعداد، وسرعة اتخاذ رد فعل سريع بعد تدمير المناطق السكنية وتسويتها بالأرض في منطقة الغلاف، حسب الخبير العسكري.
وأعرب الصمادي عن قناعته بأن هذه الإجراءات "تمكّن وحدات جيش الاحتلال من سرعة الحركة، وسهولة الإطباق على القطاع، وتنفيذ حملات دهم وأعمال إغارة حين الحاجة".
بدوره، رأى الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي أن الاحتلال قد يزرع حقول ألغام، وقد يقيم أسلاكا شائكة، ويغمر خنادق بالمياه وغيرها من الترتيبات الأمنية، لكنه أعرب عن قناعته بأن هذه الإجراءات تأخذ وقتا طويلا.
وأوضح الفلاحي للجزيرة أن إطلاق الصواريخ يعني أن هذه المنظومة "لن تكون قادرة على إيقاف أي هجمات يمكن أن تنطلق من مناطق مختلفة باتجاه إسرائيل".
وخلص إلى أن هذه الترتيبات تستهدف "إعطاء صورة أن الأوضاع الأمنية ستتغير عما سبق، وعدم قدرة غزة على تهديد مناطق الغلاف مرة ثانية"، في ظل حديث جهات بأنه قد تكون هناك عملية تهديد أخرى من مناطق غزة باتجاه الغلاف.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذت كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين.
إعلانوكذلك أسرت القسام ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أطلق ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في حين قُتل عشرات من المحتجزين في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 15 شهرا.
ومساء الأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني توصل الوسطاء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتا إلى أن تنفيذ المرحلة الأولى منه سيبدأ الأحد المقبل.