كتف بكتف.. "محمد" و"منى" واولادهم.. زوجين مكافحين بيخبزوا ويبيعوا بالحلال: سقيت اولادي الصنعه ومحدش (بث مباشر)
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
في أحد أقدم أحياء محافظة بورسعيد بشارع كسري تقف السيدة مني المعروفة بين الذبائن بـ أم السيد ترتدي ثوب الرجال تساعد في انتاج وبيع المخبوزات وتبيع للذبائن الفطائر، وذلك علي مدار 12 ساعة في كل يوم.
https://fb.watch/nSC4NaN6wZ/?mibextid=Nif5oz
تساعد زوجها في مشروع صغير لانتاج المخبوزات ببورسعيد
أجري "الفجر" بثا مباشرا من أمام المخبز الصغير الذي تعمل فيه أم السيد، ليرصد قصة جديدة من قصص الكفاح تقوم بها أسرة كاملة، حيث تعمل السيدة علي مساعدة زوجها لكسب لقمة عيش من الحلال، وتقف وابنائها الثلاثة بجواره أمام النار 12 ساعة في اليوم.
تروي السيدة مني انا تزوجت من محمد الذي يبلغ الآن من العمر 39 عاما وانجبت منه 3 من الأبناء الذكور، وهم من محافظة بني سويف، وكان زوجها يعمل صنايعي في فرن للمخبوزات في محافظة بورسعيد، ويرسل اليها وابنائها حاجتهم من المصروفات في كل يوم، إلا أنه كان يعيش بعيدا عنهم.
وتستكمل أم السيد أنا جاءت إلي محافظة بورسعيد مع زوجها منذ 4 سنوات قررت وقتها إلا تتركه لمواجهة الحياة منفردًا وأن تكون معه كتف بكتف في مواجهة الحياة، فقاموا باستئجار محل صغير بشارع كسري، واشتروا فرن لانتاج المخبوزات، وتحولت هي وابنائها لـ عاملين بالمحل، وذلك من أجل كسب لقمة عيش من حلال.
وتكشف أم السيد أنها تبدأ يومها مع زوجها في السابعة من صباح كل يوم تعاونه في بيع المنتجات وترتيب المحل، بينما يقوم الأبناء الثلاثة بتجهيز المخبوزات بالمعمل، ويقوم الزوج وهي معه بوضعها في الفرن حتي تصبح منتجات يمكن بيعها للذبائن وكسب لقمة عيش حلال.
وتشير السيدة مني أنها تذهب إلي بيتها في تمام الثامنة مساءًا بعد أكثر من 12 ساعة عمل وبالرغم من أنها تكون في شدة التعب، إلا أنها تنظف البيت الصغير الذي يعيشون فيه بالإيجار، وتجهز لزوجها وابنائها الطعام حتي يعودون في الثانية عشر ليلا، ويتناولون الغداء سويا ليذهبون سريعا للنوم حتي يستطيعون العمل في اليوم التالي.
بينما يقول زوجها محمد أن امتلاكهم لهذا المخبز الصغير جاء بعد رحلة معاناة بدأت وهم أبن 13 عاما ولا تزال حتي الآن، وأكد أن الهدف هو بحث الأسرة عن لقمة عيش حلال، مؤكدًا أن تعب العمل يذهب مع الكسب الحلال، وعلق: أنا ومراتي وعيالي قاعدين قدام النار 12 ساعة وأكثر ونفسي أعلمهم بس صنعة يعيشوا منها مستورين واعمل لعيالي مستقبل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بورسعيد بني سويف المصروفات محافظة بورسعيد مشروع بيع المنتجات 39 عاما بثا مباشرا وأبنائها
إقرأ أيضاً:
زوجة محمد الضيف تكشف تفاصيل جديدة عن "الشهيد القائد"
القدس المحتلة - الوكالاتا
أزاحت زوجة القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، محمد الضيف، الستار عن معلومات تكشف لأول مرة، بعد الإعلان رسميا عن استشهاده.
وكشفت غدير صيام "أم خالد" زوجة الضيف، في حوار خاص مع الجزيرة نت، تفاصيل نجاته من محاولات اغتيال عدة، وتمكنه من التخفي والإفلات من قوات الاحتلال على مدار 30 عاما بعدما كان الهدف الأول لإسرائيل.
تعود غدير صيام بذاكرتها لعام 1998 حيث بداية العلاقة التي نشأت بين محمد الضيف ووالدتها المناضلة الفلسطينية فاطمة الحلبي بعدما حصل منها على قطعة سلاح أخفاها شقيقها الشهيد عندها.
في صيف عام 2001 تزوج الضيف غدير التي دخلت مرحلة جديدة من الحياة تصفها بالمعقدة أمنيا، بسبب ملاحقة الاحتلال لزوجها.
استبدلت غدير اسمها بمنى، وباتت تعرف بـ"أم فوزي" في إطار الإجراءات الأمنية التي اتخذها "منصور" وهو الاسم المستعار الذي أطلقه الضيف على نفسه بعدما تزوج بسرية تامة.
تقول غدير "لم يكن زفافا عاديا، كان الضيف يمتلك ألف دولار فقط من قيمة المهر، وغابت جميع الأجواء الاحتفالية، واقتصرت المراسم على ذبح خروف للمقربين، ومنذ ذلك الحين لم يكن لنا بيت، ونتنقل من مكان إلى آخر من دون استقرار".
تشير الزوجة إلى زهد زوجها في حياته، إذ لم يكن بمنزلها سوى 4 فرشات فقط ومفرش من الحصير، وخزانة بلاستيكية لثيابهما. وعندما أهداه الشيخ أحمد ياسين مبلغا ماليا بمناسبة زفافه تبرع به لكتائب القسام، وأهدى غرفة نوم قدمه له الشهيد صلاح شحادة لشاب آخر كي يستطيع إتمام زواجه.
كانت غدير تدّعي أمام الناس أن زوجها مغترب، وذلك لتبرير وجودها وحدها، وأضافت "معظم اللقاءات مع زوجي تكون خارج المنزل الذي أقيم فيه، وكثيرا ما يغيب أسابيع من دون تواصل لا سيما إذا طرأ تدهور على الأوضاع الأمنية مع الاحتلال".
مرت زوجة الضيف في كثير من الأحيان بإجراءات أمنية معقدة وتعصيب عينيها، ونقلها من سيارة إلى أخرى، ومن منطقة إلى ثانية، كي تتمكن من رؤية زوجها.
تزوج الضيف بثانية في عام 2007 بإلحاح من والدة زوجته الأولى بعدما لم يكتب له الإنجاب من ابنتها حتى ذلك الحين ورزق بـ4 أطفال، ومن ثم جاءت اللحظات التي فرح فيها القائد العام لكتائب القسام بحمل زوجته الأولى بـ3 توائم.
تكشف أم خالد عن محاولات عدة لاغتيال زوجها أصيب في اثنتين منها؛ الأولى عندما استهدفت قوات الاحتلال سيارته في شارع الجلاء وسط مدينة غزة في سبتمبر/أيلول 2002 وفقد على إثرها عينه اليسرى، والثانية باستهداف منزل في عام 2006 أسفر عن إصابته بحروق شديدة وكسور في الظهر تسببت في صعوبة مشيه.
تعلمت أم خالد أساسيات التمريض بعد إصابة زوجها وتحولت إلى ممرضته الخاصة التي تعالجه وتقدم دواءه وحقنه في أوقاتها.
فقد القائد العام لكتائب القسام زوجته الثانية واثنين من أطفاله عقب تعرض المنزل الذي وجدوا فيه لغارة جوية خلال عدوان عام 2014.
تؤكد أم خالد أن الضيف الذي أنهى دراسة البكالوريوس في تخصص الأحياء بالجامعة الإسلامية حثها على استكمال دراستها، وعندما وجدت صعوبة في مراجعة مادة اللغة الإنجليزية في اختبارات الثانوية العامة، أشرف على وضع ما وصفته "خطة نجاح" لتجاوزها الامتحان، وقدم لها دليلا للأسئلة والإجابات.
كان الضيف بعيدا عن المناسبات العائلية، فلم يشارك في دفن زوجته الثانية وطفليه، ولم يشهد عزاء والده ووالدته اللذين توفيا قبل سنوات، وغاب عن شهود ولادة أطفاله جميعا على خلاف المعتاد لدى الآباء.
تقول أم خالد "يقتنص الضيف الفرصة لإدخال الفرحة على أطفاله، وتعويضهم جزءا من غيابه عنهم، واعتمد الاحتفال بعيد ميلادهم جميعا بيوم واحد، عندما يتيح وقته فرصة للالتقاء بهم".
ولفتت إلى أنه في بعض الأوقات كان يصل غياب زوجها عنها إلى أكثر من 50 يوما، وذلك عندما كانت التهديدات الأمنية عالية، لكنها أكدت "لم يتنكر أبو خالد كما كان يشيع الاحتلال، ولم يغير في هيئته".
أوصى الضيف أبناءه بحفظ القرآن، وأشرف على مشروع مماثل لعناصر كتائب القسام، وحفزهم على التنافس فيما بينهم لإتمام حفظ كتاب الله وفهم معانيه والعمل بها.
تستذكر أم خالد لحظات فارقة في حياة الضيف، وتسرد أكثر اللحظات حزنا التي مرت به عندما سحلت قوات الاحتلال المرابطات المقدسيات في باحات المسجد الأقصى، وكثيرا ما شعر أنه أمام حمل ثقيل جدا عندما هتفت الجماهير له "حط السيف قبال السيف، احنا رجال محمد ضيف".
لحظات أخرى أصابت الضيف بالحزن عندما استشهد القيادي في كتائب القسام ياسر طه في صيف عام 2003.
على النقيض، لم تر أم خالد القائد العام لكتائب القسام سعيدا كما كان لحظة خروج الأسرى في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، حينها قال "اليوم أحيينا أناسا ميتين".
ورغم كل ذلك، ترى أن أبو خالد عاش بسيطا بعيدا عن الرفاهية، يحب الأكلات المتداولة من الملوخية والفاصولياء والبامية والرمانية، ويبرع في طهو "المجدرة".
وكشفت أم خالد "كان الضيف لاعبا جيدا لكرة القدم متابعا لكأس العالم، مشجعا برشلونيا وأهلاويا، ويتابع المحقق كونان".
حمل الضيف على عاتقه خدمة الفقراء، وذات مرة تابع بنفسه علاج سيدة فقيرة مريضة بالسرطان رغم انشغالاته، حتى أتمّت علاجها في الخارج، وكان يخصص الجزء الأكبر من راتبه الشهري للمحتاجين وأشرف في عام واحد على ترميم 270 منزلا للفقراء من عامة الناس بدعم من كتائب القسام، ومع ذلك غادر أبو خالد دنياه لا يملك منزلا، بحسب زوجته.
تعيش أسرة القائد العام لكتائب القسام في مركز إيواء، كآلاف العائلات التي نزحت وفقدت منازلها، وكان آخر عهدها بأبو خالد يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2023 قبل انطلاق معركة طوفان الأقصى بساعات، عندما قال "يجب أن نؤدي الواجب تجاه الأسرى والمسرى".
كان الضيف يتمنى أن يشهد تحرير المسجد الأقصى ويتخذ بيتا له في المدينة المقدسة، واجتمع عليه كل ما عاناه الشعب الفلسطيني من أسر وإصابة وفقدان الزوجة والأبناء، ومن ثم الشهادة، كما تقول أم خالد.
عكفت زوجة الضيف خلال سنواتها التي قضتها معه على توثيق مسيرته الجهادية، وكانت تحاوره في قضايا "الظل" التي لم تكن ظاهرة للعيان، وقريبا ستكشف عنها في كتاب يروي تفاصيل 30 عاما من المقاومة.
المصدر / الجزيرة نت