يرتبط الفرد إرتباطًا وثيقًا بروتينه الذي يسير عليه حيث يصبح معتادًا على القيام بالأعمال ضمن اطار محدّد و هذا أمر جيّد خصوصًا إذا كان إطاره الروتيني مرتبطاً بعادات ناجحة من شأنها تحقيق أهدافه المنشودة بشكل منظَّم و مستمر دون توقف.
قد يأخذ هذا الإعتياد منحنىً نازلاً ،وبدلًا من أن يحقق، يجد الفرد انه لا يحقق شيئًا بالرغم من أنه يتقدم بطريقة معينة.
قد يكون هناك خلل و هذا ما يتسبّب بعدم القدرة على إنجاز شيء و قد يكون الإعتياد هو السبب الرئيسي في هذا التراجع.
وحينما يعتاد الفرد على القيام بأمر ما لفترة من الزمن دون أي تجديد أو تطوير، والتوقف عن البحث ، واكتشاف مهارات جديدة ، فإنه يدخل في دائرة الراحة و التي تشعره بالأمان الوهمي الذي يجعل كل المتغيرات بلا قيمة ،ممّا بجعل الفرد متردداً في الخروج منها ، مع سطوة الكسل و الخوف من مغادرتها .
ويتطلب الخروج من هذه الدائرة ، العزيمة والإصرار وعدم التوقُّف عن التعلُّم و تغيير النظام الروتيني المتبع و تطوير المهارات الحياتية الذاتيه و عدم الإلتزام بنمط واحد لتنفيذ المهام و البحث عن طرق
مختلفة لضمان ترك دائرة الراحة التي تجعل الفرد منخدعًا بذاته.
إن دائرة الراحة تجعل الفرد متوقفًا عن النمو الذي يتطلب التغيير و الصعود و الاستمرارية، وإذا شعر الفرد بأنه يظل واقفًا في مكانه لفترة من الزمن ،عليه أن يكسر حاجز الخوف، وأن يصقل ذاته ويتخذ قراراً يضمن له الخروج من هذه الدائرة فإن البقاء فيها مؤذٍ و مؤلم.
@fatimah_nahar
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: حرية الإنسان الحقيقية هي أن يكون منقادًا لما يرضي الله والتحلي بالقيم الأخلاقية
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الشباب في عمر العشرينات قد يواجهون العديد من التحديات الفكرية، ومن بينها الأفكار الشيطانية أو تلك التي تنبع من النفس الأمارة بالسوء، مضيفًا: "غالبًا ما تكون الدوافع وراء الإلحاد سلوكية، خصوصًا عندما يسعى الفرد وراء شهواته وملذاته، ويبحث عن فكر يبرر له تلك الرغبات، ويجعله يعيش بلا قيود أو التزامات".
الإلحاد النفعيوأوضح «الجندي» خلال حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن الإلحاد النفعي هو نوع من الإلحاد الذي يسعى فيه الفرد إلى الهروب من التزاماته الأخلاقية والدينية، حيث يبحث عن نوع من الحرية المطلقة بعيدًا عن أي قيود قد تقيّد سلوكه.
حياة بلا ضوابطوقال: "الملحدون في هذه الحالة يريدون أن يعيشوا كما يأكل الأنعام، لا يتقيدون بأي قواعد أخلاقية أو دينية، ولا يشعرون بالمسئولية تجاه تصرفاتهم.. وهذا يؤدي إلى حياة بلا ضوابط، وهو ما يضر بالفرد والمجتمع على حد سواء، وهذه نظرة خطيرة على الإلحاد، لأنه يخرج الفرد من دائرة القيم الأخلاقية، سواء كانت قيمًا دينية أو اجتماعية أو مجتمعية.. هذا الخروج من قيود الأخلاق يشكل تهديدًا حقيقيًا لأن الإنسان يصبح بلا ضوابط، يفعل ما يشاء في أي وقت ومكان، وهذا مفهوم أعور لمعنى الحرية".
خالد الجندي يكشف أسباب الإلحاد في المجتمعات خالد الجندي: الوقاية خير من العلاج مبدأ إسلامي وحضاري.. فيديووأوضح أنه من أجل التصدي لهذه الأفكار، يجب على الفرد أن يحدد أولاً دور نفسه في الحياة: "هل أنت إله أم عبد؟".. وإذا قررت أنك عبد، فأنت بحاجة إلى الانقياد والاتباع لله سبحانه وتعالى، لأن الإنسان لا يمكن أن يكون إلهًا.. لا يستطيع أن يخلق شيئًا أو يتحكم في الكون، فهو في حاجة دائمة إلى الغذاء، والدواء، والمأوى، وحتى العلاج. هذا يثبت أنه عبد لله، ويجب أن يلتزم بطاعته.
وأكمل: "حرية الإنسان الحقيقية هي أن يكون منقادًا لما يرضي الله، وأن يتحلى بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع وتحافظ على توازنه.. أما مفهوم الحرية كما يروج له البعض، والذي يقوم على التفلت من القيود والقيم، فهذا ليس حرية حقيقية، بل هو هروب من مسئوليات الحياة".