أكدت جين جودلاند، رئيسة الاستدامة لدى مجموعة بورصة لندن، حرص دولة الإمارات على التصدي للتغيرات المناخية وخلق مستقبل مستدام من خلال هدفها الطموح لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050.

وأضافت جودلاند، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن مؤتمر الأطراف “COP28” يعد منعطفاً هاماً للمجتمع الدولي لتقييم التقدم في تنفيذ اتفاقية باريس، مشيرة إلى أن “COP28” يحمل أهمية كبيرة في توحيد الجهود الجماعية للحد من انبعاثات الكربون في العالم بوصفه نقطة التقاطع بين اعتماد اتفاق باريس في عام 2015 والموعد النهائي في عام 2030.

وأشارت إلى أن التزام حكومة الإمارات بالاستدامة على الأمد الطويل يُظهر نهجاً استباقياً مع التركيز على الابتكار والتكنولوجيا، وهو ما يبرز بشكل أكبر التزام الإمارات بتحقيق حلول مستدامة، مشيرة إلى أن مكانة الإمارات كمركز ريادي يعزز موقعها لتحفيز الابتكار وتشجيع اعتماد التكنولوجيات الحديثة التي يمكن أن تسهم في مستقبل مستدام.

وأشادت بالنهج الشامل الذي تتبعه رئاسة الإمارات لـ “COP28” من خلال إشراك جميع أصحاب المصلحة في المناقشات، مشيرة إلى أن الطابع التعاوني لهذا النهج يعزز تبادل الأفكار ووجهات النظر الشاملة والمتنوعة، وهو أمر أساسي لتسريع التقدم نحو أهداف الاستدامة.

وذكرت رئيسة الاستدامة لدى مجموعة بورصة لندن، أن تركيز دولة الإمارات على الإطار التنظيمي كعنصر أساسي في التصدي للتغير المناخي هو خطوة مهمة نحو الأمام، مشيرة إلى إطار عمل التمويل المستدام لدولة الإمارات 2021-2031، هو مبادرة جيدة تهدف لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وإيجاد بيئة مواتية ومحسّنة لتعميم ممارسات التمويل المستدام، مما يزيد حجم الاستثمارات المناخية والاستثمارات الخضراء داخل الإمارات.

وأوضحت أن إطار التمويل المستدام للإمارات، يركز على ثلاثة مجالات رئيسية، وهي: تكييف الاستدامة، وتعزيز العرض والطلب على منتجات التمويل المستدام، وتوفير بيئة ملائمة، مشيرة إلى أن هذا الإطار يضع أساساً قوياً لدمج الاستدامة في القطاع المالي، وتعزيز الاستثمار المسؤول، وتسريع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.

وأكدت أن الأجندة الوطنية الخضراء 2030 لدولة الإمارات، هي خطة استراتيجية تهدف إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 4% إلى 5% من خلال النمو الاقتصادي المستدام، لافتة إلى أن هذه الخطة الشاملة تؤكد مساهمة الإمارات في الاستدامة وتعزيز الابتكار والاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق أهدافها البيئية.

وحول دور الأسواق المالية الإماراتية في المساهمة بالانتقال إلى اقتصاد مستدام، قالت جين جودلاند، إن الأسواق المالية تلعب دوراً حاسماً في دفع الانتقال إلى اقتصاد مستدام في الإمارات، مشيرة إلى أن الالتزامات بتوجيه تريليونات من رؤوس الأموال نحو الانتقال للصفر الكربون يعد أمراً حيوياً بالغ الأهمية لتحقيق أهداف المناخ.

وذكرت أن دولة الإمارات قامت بخطوة هامة مع دمجها الكربون بالكامل في نظامها التنظيمي، مما جعلها أول دولة على مستوى العالم تفعل ذلك، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز يمكّن الدولة من تنظيم وتداول الكربون، وهو ما يضعها في موقع رائد في تطوير سوق الكربون النظامي بشكل كامل، كما يتيح هذا السوق إدارة فعالة للانبعاثات ويوفر للشركات فرصاً للحد من أثرها الكربوني عبر آليات مختلفة.

وأوضحت أن الأسواق المالية في الإمارات تشارك بنشاط في توسيع عروض التمويل المستدام، حيث أصدر سوق دبي المالي أطرا تنظيمية لتسجيل التقارير حول العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في عام 2019، بهدف الكشف عن المعلومات المتعلقة بالاستدامة من قبل الشركات المدرجة.

وتابعت: “بالإضافة إلى ذلك، شهدت السوق المحلية إصدارات الصكوك الخضراء، مما يعزز التمويل المستدام في المنطقة ويعكس التزام الإمارات بتطوير فئات أصول جديدة والتزام الأسواق المالية في القيام بدور حاسم في تمويل الانتقال إلى اقتصاد مستدام.”

وذكرت جين جودلاند، رئيسة الاستدامة لدى مجموعة بورصة لندن، أن المجموعة شاركت في الدورات السابقة من مؤتمر الأطراف “كوب”، ولديها برنامج فاعل خلال مشاركتها في “COP28” هذا العام، وأضافت: “نحن ملتزمون بمواصلة مشاركتنا في هذا الحدث الحاسم. ووجودنا في “COP28″ يعبر عن التزامنا طويل الأجل تجاه المنطقة.”

وأوضحت أن “COP28” يمثل فرصة جيدة للتواصل وتبادل المعرفة والعمل بشكل فعال نحو مكافحة التغير المناخي، ونأمل أن نشارك خبرتنا وتجاربنا وآراءنا في المناقشات والمفاوضات التي ستجرى خلال المؤتمر، إضافة إلى مشاركتنا في حوارات مع ممثلي الحكومات وقادة الصناعة وأصحاب المصلحة الآخرين لتعزيز التعاون وتسريع التقدم في قضايا الاستدامة الرئيسية.

وقال إن مشاركة مجموعة بورصة لندن في “COP28″ تتماشى مع مهمة المجموعة التنظيمية، التي تتمحور حول تحقيق الاستقرار المالي وتمكين الاقتصادات من تحقيق النمو المستدام.

وأضافت: “نحن ملتزمون بالاستفادة من موقعنا كمزود عالمي لبنية السوق المالية لدعم الانتقال إلى اقتصاد مستدام، وسنسعى بشكل متواصل لمساعدة العملاء على تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بهم بمن خلال البيانات والتحليلات والمؤشرات والوصول إلى أسواق رأس المال”.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تقود المبادرات العالمية للتصدي لمرض الإنسداد الرئوي المزمن

تقود دولة الإمارات المبادرات العالمية لتوحيد الجهود الصحية للتصدي لمرض الانسداد الرئوي المزمن وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الصحية العالمية من خلال المبادرات التي تعزز الوقاية أولاً.

وتسعى الإمارات في اليوم العالمي للانسداد الرئوي المزمن، الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام إلى تقديم خارطة طريق مبتكرة لمستقبل الصحة العامة، مع التركيز على تعزيز الوعي الصحي وتعليم الأجيال القادمة أهمية حماية صحة الرئتين، حيث تواصل بذلك ترسيخ مكانتها كداعم رئيسي للمبادرات الصحية العالمية والمساهمة الفاعلة في تحسين الصحة العامة على المستوى الإقليمي والدولي.

والانسداد الرئوي المزمن هو مرض رئوي يؤدي إلى انسداد تدفق الهواء تدريجياً، ما يجعل عملية التنفس أكثر صعوبة مع مرور الوقت حيث ينتج غالباً عن عوامل مثل التدخين، والتلوث البيئي، والعوامل الوراثية، ما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين ويحد من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية.

وتركز الدولة في إطار جهودها المستمرة لمكافحة مرض الانسداد الرئوي المزمن، على تعزيز البحث والتطوير في مجال الأمراض التنفسية من خلال التعاون مع الجامعات ومراكز البحث العالمية بهدف تحسين أساليب التشخيص والعلاج.

وقال البروفيسور أشرف حسن حميدان الزعابي، استشاري أمراض الرئة في مستشفى زايد العسكري بأبوظبي رئيس جمعية الإمارات لطب وجراحة الصدر وأستاذ الطب بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات في تصريح لـ «وام» بهذه المناسبة، إن هناك عوامل إضافية تزيد من مخاطر الإصابة حيث أن الأشخاص المصابون بالربو غير المعالج أو الذين عانوا من التهابات متكررة في الجهاز التنفسي أثناء الطفولة يواجهون احتمالات أعلى للإصابة بالمرض كما أن الأفراد الذين يعانون من نقص وراثي في بروتين «ألفا-1 أنتيتريبسين»معرضون للمرض، حتى إذا لم يكونوا مدخنين.

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد يشهد توقيع اتفاقية لإطلاق بطولة عالمية في الفنون القتالية «أبوظبي للقوس والسهم» ينظم المهرجان المجتمعي

وأشار إلى أن التمارين الرياضية المنتظمة تعزز قدرة الرئتين وتقلل من مخاطر المضاعفات التنفسية، حيث يمكن لأنشطة بسيطة مثل المشي لمدة 30 دقيقة يومياً أن تحدث فارقاً كبيراً في الصحة العامة العامة للأفراد.

من جانبه، أوضح البروفيسور بسام محبوب، رئيس قسم الأمراض الصدرية والحساسية في مستشفى راشد نائب رئيس جمعية الإمارات لطب وجراحة الصدر، أن الانسداد الرئوي المزمن يشكل تهديداً كبيراً للحياة، إذ يؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الرئة.

وأضاف أن التدخين يعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، لكنه لا يعد العامل الوحيد حيث تشمل العوامل البيئية الأخرى المسببة للمرض التعرض للتدخين السلبي، والمخاطر المهنية الناتجة عن استنشاق الغبار أو المواد الكيميائية، بالإضافة إلى تلوث الهواء.. لافتاً إلى أن التعديلات التي يقوم به الأفراد على نمط الحياة تلعب دوراً محورياً في الوقاية، من خلال تجنب التعرض للملوثات البيئية الداخلية والخارجية، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، والمشاركة في النشاط البدني المنتظم.

وتؤكد جمعية الإمارات للأمراض الصدرية على أهمية الاستثمار في التكنولوجيا الطبية المتطورة، مثل تقنيات الكشف المبكر عن أمراض الصدر والرئة، لتوفير حلول علاجية أكثر فعالية وتحقيق تحسينات ملموسة في جودة حياة المرضى،وتعزيز برامج التعليم والوقاية طويلة المدى من خلال التعاون المستمر مع المؤسسات الصحية وصناع القرار والمنظمات الدولية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أبوظبي تحقق تقدماً كبيراً في تنفيذ استراتيجيتها للتغير المناخي
  • برنامج قادة الطيران المدني يختتم أعماله في جناح الاستدامة بمدينة إكسبو 2020 دبي
  • سالم القاسمي: الثقافة أداة للتصدي للتغير المناخي
  • جلسة في “العين للكتاب” تناقش دور الطاقة المتجددة في مستقبل الاستدامة
  • جناح الإمارات في COP29 يبحث تمكين المرأة بالعمل المناخي ودمج الثقافة في سياساته
  • جلسة تناقش دور الطاقة المتجددة في مستقبل الاستدامة في «العين للكتاب»
  • خالد القاسمي: حان الوقت للاعتراف بدور الثقافة أساساً للتصدّي للتغير المناخي
  • الإمارات تقود المبادرات العالمية للتصدي لمرض الانسداد الرئوي المزمن
  • الإمارات تقود المبادرات العالمية للتصدي لمرض الإنسداد الرئوي المزمن
  • "العين للكتاب" يناقش دور الطاقة المتجددة في مستقبل الاستدامة