لا تتردد الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية في كل مرة في تجديد دعمها المطلق لإسرائيل، رغم ما ترتكبه من مجازر بحق سكان قطاع غزة، لكن هذه الأطراف بدأت تتوجس بشأن المدى الزمني المحتمل للحرب وتأثيرها في مصالحها، خاصة في ظل ارتفاع الأصوات الشعبية المطالبة بوقف تلك المجازر.

وتعترف الضابطة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ليندسي موران -في حديثها لقناة الجزيرة ضمن المساحة التحليلية اليومية "غزة.

. ماذا بعد"- بأن بلادها قلقة بشأن تصاعد ما أسمته النزاع في قطاع غزة وربما تحوله إلى نزاع عالمي، وخاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها قوات أميركية في العراق. وتحدثت عن "مستنقع خاص" و"مأزق" تواجهه الولايات المتحدة حاليا.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أوروبا تدعو لهدنة إنسانية ووقف الحرب في غزةlist 2 of 4خبير عسكري: المنطقة ستشهد أكبر حشد عسكري أميركي منذ "عاصفة الصحراء"list 3 of 4مسؤول أميركي مستقيل: تعامل واشنطن مع حرب غزة خاطئ ومنحازlist 4 of 4البنتاغون يحمل إيران مسؤولية أي هجمات على قواته بالمنطقةend of list

ومع تأكيدها أن الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لإسرائيل ولديها القدرة على التأثير فيها لتأخير أي توغل بري على غزة، قالت الضابطة الأميركية السابقة إن الحرب الحالية في القطاع الفلسطيني لا يوجد فيها منتصر، وإن الضربات الجوية الإسرائيلية وما تتركه من خسائر في الجانب الفلسطيني ليست هي الحل.

وزعمت أن بلدها -حكومة وشعبا- ينظر إلى الكارثة الإنسانية في غزة باعتبارها كارثة مريعة، ولا يفرق بين المدنيين الفلسطينيين والمدنيين الإسرائيليين.

من جانبه، ركز أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس الدكتور زياد ماجد على مسألة الدعم الأوروبي المطلق لإسرائيل، مشيرا إلى أن أصواتا بدأت ترتفع منتقدة هذا الانحياز من قبل الحكومات الغربية، سواء في أوساط المثقفين أو في الشارع، حيث تتواصل المظاهرات المؤيدة لحق الفلسطينيين في ظل المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة.

وربط موقف الحكومات الأوروبية الداعم لإسرائيل والولايات المتحدة بحرب أوكرانيا وبتصاعد اليمين المتطرف في أوروبا والمعادي للإسلام والمسلمين، مبرزا أن الأميركيين والأوروبيين يمكنهم أن يبذلوا جهدا لاحتواء الكثافة النيرانية في غزة، رغم توقعه أن يستمر التصعيد العسكري الإسرائيلي لفترة طويلة.

احتواء الصراع

ويتفق أستاذ العلوم السياسية والضابطة الأميركية السابقة على أن الطرفين الأميركي والأوروبي لا يريدان اتساع الصدام وحدوث انفجار في منطقة الشرق الأوسط.

ومن أجل احتواء الأوضاع، لا تريد واشنطن -كما تؤكد المتحدثة الأميركية- توريط إيران في معركة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتقول في هذا السياق إن السياسة الأميركية الحالية تسير على ما وصفته بحبل مشدود ضيق، فهي تستخدم التهديد بالقوة لردع خصومها في المنطقة، ولكنها في الوقت نفسه لا تريد التصعيد.

يذكر أن واشنطن أعلنت عن إرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة، مع رسالة من وزير الدفاع لويد أوستن إلى إيران والفصائل المتحالفة معها قال فيها "لن نتردد في التحرك ضد أي جهة تريد توسيع نطاق النزاع في الشرق الأوسط".

واعترفت بأن بلادها ارتكبت بعض الأخطاء في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث شيطنت جزءا كبيرا من سكان العالم، وافتقدت إستراتيجيتها إلى البصيرة وطول النظر، داعية إسرائيل إلى اعتماد ما أسمتها إستراتيجية بعيدة النظر في تعاملها مع قطاع غزة.

ومن جهته، أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن واشنطن تفضل تحييد إيران تجنبا لتفاقم التصعيد الحالي وتحوله إلى انفجار شامل في المنطقة، مع تركيزها على قطاع غزة ومحاولة إحداث تغيير ديمغرافي فيه، وهو أمر خطير، في نظر المتحدث.

كما توقع عدم تدخل إيران في الحرب إلاّ إذا تهددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشكل وجودي، لكنه قال إن طهران ستبعث رسائل عبر وكلائها في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الكنيسة المشيخية الأمريكية تنهي دعمها المالي لـإسرائيل.. تعرف عليها

قررت الكنيسة المشيخية الأمريكية سحب دعمها المالي لـ"إسرائيل"، داعية الشركات المساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين إلى تغيير موقفها.

وبحسب تقارير صحفية فقد قررت الجمعية العامة للكنيسة المشيخية الأمريكية، الأربعاء الماضي، اتخاذ بعض الإجراءات المتعلقة بـ"إسرائيل".

حيث قررت الكنيسة التي تضم 8 آلاف و800 كنيسة ومليون عضو في الولايات المتحدة وبغالبية الأصوات "إنهاء الدعم المالي لإسرائيل، وسحب أموال الكنيسة من السندات الإسرائيلية".

وذكرت الجمعية العامة للكنيسة أنه سيتم تشجيع شركتين (لم تسمهما) تزودان "إسرائيل" بمحركات الطائرات وبتكنولوجيا (تقنيات) الذكاء الاصطناعي على تغيير مواقفها.

وأشارت إلى أن الشركتين ساهمتا في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.

وفي تموز 2022 صوتت الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة، لصالح قرار يصنف "إسرائيل" على أنها دولة فصل عنصري.

ووُصف القرار بأنه أول موقف من نوعه تتخذه واحدة من الكنائس البروتستانتية الرئيسية في الولايات المتحدة.

ونص قرار الكنيسة على أن قوانين "إسرائيل" وسياساتها وممارساتها ضد الشعب الفلسطيني تطابق تعريف القانون الدولي للفصل العنصري (أبارتهايد).


أصول الكنيسة المشيخية الأمريكية
المشيخية (أو النظام المشيخي أو البريسبيتاريّة) تشير إلى عدة كنائس مسيحية تتبع تعاليم العالم اللاهوتي البروتستانتي جون كالفين وتنظم تحت حكم مجالس شيوخ بشكل ديمقراطي. فيوجد في كل مجمع دورة مكونة من شيوخ حاكمين وشيوخ معلمين.

وفي الولايات المتحدة تعد الكنيسة المشيخية طائفة من طوائف البروتستانتية، وتنقسم إلى قسمين: محافظة وليبرالية، فاستقلت مجموعة المحافظين تحت ما يسمى الكنيسة المشيخية الأمريكية (PCA) ولهم حوالي 335 ألف عضو.

بينما استمر الجانب الليبرالي تحت ما يسمى الكنيسة المشيخية بالولايات المتحدة (PCUSA) ويصل أتباعها إلى حوالي 1.7 مليون عضو، وهي الكنيسة التي اتخذت قرار عدم التعامل مع "إسرائيل" ومن قبل اتخذت قرارا باعتبار "إسرائيل" دولة فصل عنصري.

ويعود أصول ذلك إلى الحرب الأهلية الأمريكية في القرن التاسع عشر حين انفصلت الكنيسة المشيخية في جزأين، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب. وبعد قرن تام، دخل الطرفان في حوار حول المصالحة. ولكن بعض الكنائس المحافظة في الجنوب اعترضت على المصالحة، نظراً لوجود الليبرالية في الشمال. فاجتمعت الكنائس المحافظة هذه في مدينة برمنجهام، ألاباما، عام 1973، وشكلت طائفة جديدة اسمها الكنيسة المشيخية الوطنية. ولكنها اضطرت لتغيير اسمها بعد احتجاجات كنيسة شمالية بنفس الاسم، وفي 1974 أصبحت الكنيسة المشيخية في أمريكا.

وميزت "بي سي أيه" نفسها عن الكنيسة الليبرالية الأكبر "بي سي يو إس أيه" التي رفضت ألوهية المسيح وعصمة "الكتاب المقدس"، كما أنها قيادة النساء على الرجال في الكنيسة.

خصائص:
تركز الكنيسة الإنجيلية المشيخية على كلمة الله الانجيل كأساس للعبادة والإيمان فلا يحتفون بالقديسين أو بالأيقونات، وتنقسم العبادة عندهم إلي ثلاث أنواع: عبادة الجمهورية و فيها يشترك كل أعضاء الكنيسة في العبادة، والعبادة العائلية التي تقوم بها الأسرة معا، والعبادة الفردية التي يقوم بها الشخص منفردا و تشمل العبادة علي التسبيح و قراءة "الكتاب المقدس" والصلاة إلى جانب الخدمات والأنشطة الروحية المختلفة.


تعتمد الكنيسة المشيخية في نظامها علي النظام المشيخي وهو نظام ديمقراطي يعتقدون أنه مستمد من "الكتاب المقدس" وفيه تتكون الكنيسة من أعضاء و لكل عضو دور معين و يجب أن يؤدي كل عضو دوره بالتعاون مع باقي الأعضاء، كما أن هذا النظام الديمقراطي يعطي أعضاء الكنيسة حق انتخاب مجلسا من الشيوخ والشمامسة لينوب عن الكنيسة في إدارة أعمالها وتيسير مصالحها ويعطى لهذا المجلس حق انتخاب أو انتداب أحد أعضائه ليمثل الكنيسة مع قسيسها أمام المجمع فيكون المجلس مسؤول أمام الله والكنيسة و المجمع المشيخي .

يعلو هذا المجلس المجمع المشيخي الذي يتألف من عدد من الكنائس في منطقة جغرافية معينة فيدير شؤون الكنائس في منطقته ويفحص أحوالها ويعطي تصريح الخدمة للمرشحين و رسامة القساوسة أو إلغاء رسامتهم أو نقلهم أو عزل الشيوخ و الشمامسة متى رأى ذلك في مصلحة الخدمة.

وهناك السنودس هو الهيئة الكنسية التي تعلو المجمع المشيخي، ويعتبر المجمع الأعلي للكنيسة الإنجيلية المشيخية فيوجه الكنائس والمجامع والفصل في الأمور الخاصة بالعقيدة وإدارة القسس والخدام والإشراف على الأعمال العامة الخاصة بالمجامع وتتمتع سلطة السنودس بنفوذ أعلى من المجامع.


مقالات مشابهة

  • سيصبح رائدا عالميا.. كبريات شركات السيارات الصينية تختار المغرب لإنشاء مصانع البطاريات الكهربائية
  • الحزب الشيوعي التشيكي المورافي: واشنطن لا تريد إحلال السلام في أوكرانيا لسعيها لإضعاف روسيا
  • الكنيسة المشيخية الأمريكية تنهي دعمها المالي لـإسرائيل.. تعرف عليها
  • ضربات جديدة.. أميركا تدمر قدرات الحوثي لتأمين البحر الأحمر
  • زعيم الحوثيين يقول إن واشنطن تسعى لإقناع دول عربية بفتح مجالها لتنفيذ غارات ضد جماعته
  • الأمم المتحدة تكشف "أرقام" تعكس حجم مأساة النزوح في قطاع غزة
  • الأمم المتحدة تكشف “رقما” يعكس حجم مأساة النزوح في غزة
  • الأمم المتحدة تكشف "رقما" يعكس حجم مأساة النزوح في غزة
  • الأمم المتحدة: نحو 1.9 مليون شخص نزحوا في قطاع غزة
  • الأمم المتحدة تكشف "رقما مرعبا" يعكس حجم مأساة النزوح في غزة