تتزامن الذكرى الـ40 للهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت، مع مخاوف واسعة من التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل والولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع العمليات العسكرية الراهنة بين الجيش الإسرائيلي وحماس، ما قد يُنذر بفتح جبهات جديدة للصراع بالمنطقة.

ويرى مراقبون ومحللون في حديثهم لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز حضورها العسكري في المنطقة عبر إرسال أسلحة دفاعية إضافية للشرق الأوسط، كـ"رسالة ردع" لحزب الله وإيران، لعدم الدخول على خط المواجهات الراهنة، ومنع اتساع وتفاقم رقعة الصراع.



ويعتقد المراقبون أنه مع تقدم الحرب بين إسرائيل وحماس، تشير الاشتباكات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى أن حزب الله لا يريد الانخراط بما يتجاوز قواعد الصراع الضمنية التي تم وضعها مع إسرائيل بعد حرب عام 2006، على الأقل في الوقت الراهن.

ونشر الجيش الأميركي قطعاً بحرياً ضخمة في البحر المتوسط قبالة شواطئ لبنان، للضغط على "حزب الله" بعد فتح جبهة جديدة للحرب، وذلك في حال تنفيذ الجيش الإسرائيلي للاجتياح البري في غزة، كما أعلن البنتاغون إرسال أنظمة دفاعية إضافية إلى الشرق الأوسط على رأسها منظومة دفاع جوي من طراز ثاد والمزيد من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية باتريوت.

ماذا نعرف عن هجوم المارينز؟

في 23 تشرين الأول 1983، نفذ حزب الله تفجيرًا انتحاريًا استهدف ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت، أسفر عن مقتل 241 جنديًا أميركيًا، بجانب إصابة 128 آخرين. وفي هذا اليوم، انفجرت شاحنة مفخخة في المجمع السكني حيث كان يقيم أعضاء أميركان وفرنسيين من القوة المتعددة الجنسيات في لبنان في مطار بيروت الدولي. وكانت القوة المتعددة الجنسيات موجودة في لبنان كجزء من مجهود دولي لحفظ السلام. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، قُتل 58 جنديا فرنسيا في هجوم مماثل، وتعتقد الخارجية الأميركية أن حزب الله هو الذي نظم هذا الهجوم. واعتبرت الإدارة الأميركية أن تفجير مقر مشاة البحرية الأميركية "كان الشرارة التي أطلقت الحرب على الإرهاب". فرص التصعيد   وتصاعدت الاشتباكات عبر الحدود حيث أطلق حزب الله صواريخ موجهة على مواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود الشمالية، في حين رد الجيش الإسرائيلي بقصف عدّة مناطق. وترى كبيرة باحثي معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، حنين غدار، في تحليل نشرته مؤخراً، أن "حزب الله يريد جني ثمار الحرب دون المخاطرة بفقدان موقعه الاستراتيجي في لبنان"، وقالت: "هذه المشاركة المحسوبة يمكن أن تتغير في أي لحظة، وتصبح حرباً واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل بسبب الحسابات الخاطئة أو التغيير في تقييمات حزب الله أو إيران".

وأشارت غدار إلى انتهاج حزب الله استراتيجية "لم تتغير"، تقوم على تصعيد محدود على طول الحدود، وتشتيت انتباه إسرائيل بشأن فرص نشوب حرب في لبنان، مع الحفاظ على قدر من إنكار بعض العمليات.

موقف الهجوم البري من جانبه، ربط نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، بين تنفيذ إسرائيل للاجتياح البري في قطاع غزة، وإمكانية تصعيد حزب الله لعملياته ضد الجيش الإسرائيلي.

وقال "ملروي" في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "إذا شن الجيش الإسرائيلي تدخلًا برياً في غزة، مع تدمير قدرات حماس بشكل كبير، فسيكون هناك ضغط كبير على حزب الله للانضمام إلى القتال بشكل كامل، مما يخلق جبهة أخرى".

وأضاف: "أعتقد أنحزب الله لا يريد القيام بذلك، ولكن من المحتمل ألا يكون هذا هو الخيار الوحيد أمامه أو سيفقد كل مصداقيته".

لكن المسؤول الأميركي السابق يعتقد أنه "إذا حدث هذا، فإن فرصة تورط الولايات المتحدة عسكريا مباشرة في المنطقة ترتفع بشكل كبير". (سكاي نيوز عربية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

حزب الله يهاجم بمسيرات انقضاضية موقعا للمدفعية الإسرائيلية

أعلن حزب الله اللبناني اليوم السبت شن هجوم بمسيرات انقضاضية على مربض مدفعية إسرائيلي في منطقة بيت هيلل شمال إسرائيل، وذكر الإعلام الإسرائيلي عقب ذلك أن حريقا اندلع في المنطقة جراء سقوط طائرتين مسيرتين أُطلقتا من لبنان.

وقال حزب الله في بيان له أوردته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام "شن مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مربض المدفعية للكتيبة 403 التابع للفرقة 91 في بيت هلل الذي اعتدى أمس على قرانا وأهلنا، وأصابت أهدافها بدقة مما أدى إلى اشتعال النيران فيها".

من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له على منصة إكس "تم رصد هدفين جويين مشبوهين انطلاقا من الأراضي اللبنانية وسقطا في منطقة مفتوحة في منطقة بيت هيلل، دون وقوع إصابات".

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن فرق الإطفاء بدأت إخماد حريق اندلع في منطقة زراعية جنوب بيت هيلل بمنطقة إصبع الجليل، جراء سقوط المسيرتين.

وفي بيان آخر، قال الجيش الإسرائيلي إثر تفعيل الإنذارات من تسلل طائرات مسيرة معادية إلى شمال البلاد "تمكنت دفاعاتنا الجوية من اعتراض هدف جوي مشبوه أُطلق من الأراضي اللبنانية، دون وقوع إصابات".

في حين قال في بيان آخر "بعد الإنذار الذي تم تفعيله في منطقة كريات شمونة قبل قليل، تمكنت دفاعاتنا الجوية من اعتراض هدف جوي مشبوه أُطلق من لبنان، دون وقوع إصابات"، ويستخدم الجيش الإسرائيلي مصطلح "هدف جوي مشبوه" للإشارة إلى الطائرات المسيرة.

وتصاعدت المواجهات في الأسابيع الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إقرار جيش الاحتلال خططا عملياتية لـهجوم واسع على لبنان.

وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، خلف مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وترهن هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرب تشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، خلفت أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية وينعى أحد مقاتليه
  • إصابة 8 إسرائيليين وحرائق بالجليل بعد قصف مكثف لحزب الله
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال ميثم العطار
  • الاحتلال يدعي قتل قيادي في منظومة الدفاع الجوي لـحزب الله
  • بيانٌ من الجيش الإسرائيليّ.. هكذا وصفَ شهيد الحزب في شعث!
  • قراءة عسكرية.. كلامٌ لافت من واشنطن عن حزب الله!
  • قيادي في حزب الله: معادلة بسيطة لوقف الحرب جنوب لبنان
  • أوكيناوا.. احتجاجات بسبب جرائم جنسية ارتكبها جنود أميركيون
  • حزب الله يهاجم بمسيرات انقضاضية موقعا للمدفعية الإسرائيلية
  • حزب الله يشعل الحرب و يهاجم بالمسيرات موقعا للاحتلال.. الجيش الإسرائيلي يعلن الرد على بلدات بجنوب لبنان