دبلوماسيون وخبراء: خارطة «الجمهورية الجديدة» تضمنت دعم «القضية» بوصفها أولوية في السياسة الخارجية
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
أكد دبلوماسيون وخبراء أن الجهود المصرية لدعم القضية الفلسطينية لم تتوقف على كافة الأصعدة، وكان آخرها الوساطة فى المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة، إذ بفضل جهود مصر الحثيثة نجحت الفصائل فى التوصل إلى اتفاق وطنى مهم، يعزز الوحدة الوطنية ويمهد الطريق أمام إعادة إعمار قطاع غزة الذى عانى كثيراً جرّاء الحروب والحصار.
يقول محمد فتحى الشريف، مدير مركز العرب للدراسات والأبحاث، لـ«الوطن»، إنّ مصر كانت الطرف الإقليمى المعنىّ والأكثر انخراطاً فى التطورات المختلفة الخاصة بالقضية الفلسطينية، من خلال تحركات متعددة المسارات، لا سيما خلال السنوات الأخيرة التى تشعَّب فيها الدور المصرى داخل الأراضى الفلسطينية.
وأضاف لـ«الوطن»: «الرئيس عبدالفتاح السيسى صاغ استراتيجية أو مقاربة مهمة تقوم على أن إحلال السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وإنهاء موجات الفوضى والإرهاب يستوجب حل القضية الفلسطينية بإعلان دولة فلسطين وفق حدود الرابع من يونيو 1967، ويمكن القول إن قمة القاهرة للسلام 2023 جاءت لتمنح حل الدولتين دفعة إيجابية فى ظل الإجماع الذى كان واضحاً من قبَل المشاركين فى القمة، باعتباره الركن الأساسى فى استقرار المنطقة».
ويضيف مدير مركز العرب أنّ مصر كانت حاضرة باستمرار كوسيط بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، لا سيما حركتى الجهاد وحماس، واستطاعت فى أكثر من مناسبة أن تتوصل لاتفاقات لوقف إطلاق النار، وعلى الصعيد الإنسانى كانت القاهرة حاضرة أيضاً: «لم يقتصر الدعم المصرى على مجرد منح مساعدات إنسانية فقط لقطاع غزة، وإنما شرعت فى إعادة إعماره وبناء مدن جديدة على الأراضى الفلسطينية، وكأن الإدارة المصرية تسعى لنقل تجربتها فى الإسكان إلى القطاع على نحو يوفر لهم الحياة الكريمة»، وأشار فى هذا السياق إلى أن الرئيس السيسى أطلق مبادرة من قبل لتبرع مصر بـ500 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع، وهى الدعوة التى لاقت دعماً دولياً كبيراً.
«الإسلامبولى»: الدولة تحملت تبعات 4 حروب فى الصراع العربى الإسرائيلىأكدت السفيرة هاجر الإسلامبولى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية القضايا كما قال عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والواقع يقول إن مصر تحملت فى الصراع العربى الإسرائيلى تبعات 4 حروب، وكان ذلك على حساب الاقتصاد الوطنى، ورغم ذلك استمرت مصر فى الدعم على مدار 75 سنة.
وحاولت الاستفادة فى ذلك من الإطار الذى وضعه المجتمع الدولى الذى حدد أطر التسوية الشاملة فى المنطقة، والتى تتمثل فى إنشاء دولة فلسطينية، وهذا إعلان الأمم المتحدة منذ قرار التقسيم.
وأكدت «الإسلامبولى» أن مصر مقتنعة بأن استمرار الصراع بهذا الشكل يكلف المنطقة كثيراً، بما فى ذلك مصر نفسها، كون فلسطين أقرب جارٍ لنا، والعمليات الأخيرة تقول إنه لا بد من انتهاء هذا الوضع، وأن يمارس الفلسطينيون حق العيش فى دولة وفق حق تقرير المصير وهذا مبدأ عالمى راسخ، لا سيما أنه مع كل صراع مع غزة يتم تدميرها بشكل كبير.
وتطرقت السفيرة إلى قمة القاهرة للسلام، وأكدت أن القمة كانت ناجحة بشكل كبير، على الأقل كونها كشفت الحقائق أمام العالم بشأن ما يجرى فى قطاع غزة وفى الأراضى الفلسطينية بصفة عامة، كما أنها كشفت المواقف الغربية الداعمة للجانب الإسرائيلى.
وقف العدوان أولويةقال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنّ مؤتمر قمة القاهرة للسلام لم يكن مجرد تجمع دبلوماسى، بل كان لحظة تاريخية تحمل فى طياتها تحديات العالم أمام المأساة الفلسطينية.
وأضاف أنّ الرئيس عبدالفتاح السيسى له رؤية حكيمة فى التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث أكد أن الرئيس السيسى حدّد خارطة طريق تتألف من أربع ركائز، هى إدخال المساعدات الإنسانية بشكل دائم ومستدام، ما يعكس التزام مصر الدائم بدعم الشعب الفلسطينى، وتحقيق تهدئة فى الأوضاع، ووقف العدوان الإسرائيلى على أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة، وإطلاق مسار تفاوضى يؤدى إلى حل الدولتين، وهو الحل الذى تسعى مصر لتحقيقه بجدية وإصرار.
كما أكد أن مصر لن تقبل بتصفية القضية أو تهجير شعبها، وأن هذا الرفض للتصفية هو مبدأ ثابت فى سياسة مصر، لافتاً إلى أن الرئيس شدد على أن مصر لن تقبل بتصفية القضية أو تهجير شعبها ولن يحدث هذا على حسابها.
مصر لم تتخلَّ عن دورها التاريخىقال عادل عبدالرحمن، رئيس الجالية المصرية بغزة، إن مصر لم تتخلَّ عن دورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى، حيث يعتبر الشعب الفلسطينى مصر حليفاً مؤكداً وداعماً قوياً، فهو ينظر إلى الدولة كملاذ لوقف عدوان الاحتلال وحماية حقوقه المشروعة.
ويظهر تأثير هذا الدعم المصرى فى استراتيجية الدولة المصرية، حيث تعتمد على الأفعال على الأرض، ولا تكتفى بالأقوال الرنانة، كما يتجسد هذا الدعم فى الجهود الحقيقية التى تبذلها مصر للمساهمة فى وقف الجرائم التى يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى.
وتابع أنه فى الوقت نفسه يعانى الشعب الفلسطينى معاناة جسيمة نتيجة للجرائم والانتهاكات التى يرتكبها الاحتلال، ينظر هؤلاء الفلسطينيون إلى القيادة المصرية، والرئيس السيسى، بتفاؤل وأمل، إذ يأملون فى أن تستمر مصر فى دعمها ودفاعها عن حقوقهم المشروعة.
كما يُعد دور مصر فى التصدى للاحتلال ووقوفها بجانب الفلسطينيين مثالاً حياً على الصداقة الحقيقية والتضامن الإنسانى فى المنطقة، وتستمر مصر فى دعم الشعب الفلسطينى ودفاعها عن حقوقه، ويبقى الأمل معلقاً على الحكومة المصرية والرئيس السيسى، فالشعب الفلسطينى يثق فى الدعم والمساعدة المصرية لتحقيق العدالة والسلام فى المنطقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى الرئیس السیسى أن مصر مصر فى
إقرأ أيضاً:
رئيس دفاع النواب: الجهود الدبلوماسية المصرية عرقلت مقترح ترامب لتصفية القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد النائب اللواء أحمد العوضي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، النائب الأول لرئيس حزب حماة الوطن، علي أن القيادة السياسية المصرية، أثبتت للعالم أجمع، أنها تمثل خطاً دفاعياً قوياً عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، وتعمل على حفظ الأمن واستقرار المنطقة.
وسلط رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، الضوء علي جهود الدولة المصرية لإجهاض مخطط التهجير القسري أو الطوعي للأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم، لافتا إلي أن الدولة المصرية تصدت للتهجير القسرى، ثم بدأت التحركات الدبلوماسية رفيعة المستوى ، فضلا عن الاتصالات التى أجراها واستقبلها الرئيس السيسى من قادة دول العالم، ليؤكد مجدداً على أهمية الرفض الدولي والعربي لوقف مخطط الرئيس الأمريكي ترامب لتفريغ غزة من سكانها، وكذلك التحذير من خطورة مقترح تفريغ القطاع من سكانه.
واضاف النائب الأول لرئيس حزب حماة الوطن، أن مصر أعلنت صراحة رفضها لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وجددت تأكيدها الرفض والقاطع لكافة التصريحات التي تمس بسيادة الدول العربية، كونها تعدي صارخ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة وفقاً لخطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ ، قائلا: " مطالب تهجير أهالي قطاع غزة من أراضيهم أوهام وخيال تفوق أي تصور".
واكد النائب أحمد العوضي، علي أهمية التحركات الدبلوماسية المصرية في إطار حشد الرأي العربي والدولي لرفض المشروع الأمريكي الإسرائيلي الرامي إلى تهجير الفلسطينيين وما يمثله من تهديدًا كبيرًا يؤكد علي الإخلال بمبادئ القانون الدولي، خاصة في ما يتعلق بمحاولة إخلاء قطاع غزة من سكانه.
وأشاد القيادي بحزب حماة الوطن ، بحالة الدعم والتأييد العربية الرافضه للتصريحات والاطروحات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلي أن الموقف العربي الموحد أثبت أن القضية الفلسطينية أصبحت تحظى باهتمام العالم كله، وتأييد عالمي وعربي غير مسبوق، مؤكداً أن الوحدة العربية هي الحصن المنيع أمام مشاريع تهجير وتصفية القضية.
وأشار رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الي وجود خطة عربية مصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية للشعب الفلسطيني الشقيق، موضحاً أن أي رؤية لحل القضية الفلسطينية ينبغي أن تأخذ في الاعتبار تجنب تعريض مكتسبات السلام في المنطقة للخطر، بالتوازي مع السعي لاحتواء والتعامل مع مسببات وجذور الصراع من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة بالكامل.