جريدة الوطن:
2024-10-05@14:36:01 GMT

قمة الخليج – آسيان: خطوة على طريق التكامل

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

قمة الخليج – آسيان: خطوة على طريق التكامل

 

اتجاهات مستقبلية

قمة الخليج – آسيان: خطوة على طريق التكامل

 

 

 

 

شهدت الرياض في 20 أكتوبر قمة هي الأولى من نوعها بين دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة آسيان، في خطوة هدفت إلى رفع مستوى العلاقات بينهما إلى الشراكة الاستراتيجية مستقبلًا. ويُعد التئام القمة في ذاته حدثًا تاريخيًا، ليس فقط لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها قادة الكتلتين الإقليميتين معًا؛ وإنما أيضًا لأنها تمثل بالفعل مؤشرًا مهمًّا على تنامي العلاقات بين الآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وهما من أهم الكتل الاقتصادية والسياسية في العالم.

علاوة على ذلك، تأتي هذه القمة في إطار تعزيز “استراتيجية التوجه شرقًا” الخليجية، ولاسيما تجاه الآسيان. يُذكر أنّ حجم استثمارات دول الخليج في دول آسيان بلغ نحو 13.4 مليار دولار في الفترة (يناير 2016-سبتمبر 2021). والأهم من ذلك أنّ هذه القمة تُعد ترجمة لاستراتيجية تنويع الشركاء التي تتبعها دول مجلس التعاون منذ فترة، حيث اتجهت هذه الدول إلى تكوين شراكات استراتيجية شاملة مع القوى الكبرى، وفي مقدمتها الصين وروسيا، والدول الإقليمية الرئيسية، ولاسيما تركيا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى شراكاتها القائمة بالفعل مع الدول الغربية والولايات المتحدة.

وقد تداول القادة الخليجيون وزعماء الآسيان بنود “إطار التعاون بين مجلس التعاون ورابطة الآسيان 2024-2028″؛ بهدف وضع الخطوط العريضة لآلية التعاون خلال السنوات الأربع المقبلة، تمهيدًا لاتخاذ خطوات نحو التكامل بين الجانبين.

وقد كشف البيان الختامي، الذي جاء في 42 بندًا، عن مرتكزات العمل الخليجي مع دول آسيان، التي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

أولًا، وضع أسس التعامل والتعاون لتحقيق الاستقرار والأمن باعتبارهما مدخلًا لتحقيق الاستقرار، حيث شدد البيان على ضرورة الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول والتكتلات الإقليمية، والحفاظ على النظام الدولي وفق قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما فيها حسن الجوار، واحترام استقلال وسيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتسوية الخلافات بالطرق السلمية.

ثانيًا، استكشاف أولويات مجالات التعاون التي تعظم الاستفادة المشتركة بينهما؛ إذ بدا واضحًا التركيز على المجال البحري والاتصالات وأهداف التنمية المستدامة. كما لم تغفل القمة أهمية تعزيز السلام والاستقرار والسلامة والأمن البحري، وحرية الملاحة والعبور الجوي. وقد ركزت القمة على هذه النقطة لوجود 5 دول من رابطة آسيان (الفلبين وفيتنام وسنغافورة وتايلند وماليزيا) مطلة على منطقة بحر الصين الجنوبي التي تشهد من تجاذبات واستقطابات دولية من شأنها تهديد مسارات التنمية المشتركة. وتأكيدًا على مسار استكشاف مجالات التعاون، كتمهيد لتعزيز التعاون، رحب المجتمعون بـ “إطار التعاون بين مجلس التعاون ورابطة الآسيان للفترة (2024-2028)، الذي يحدد التدابير وأنشطة التعاون التي ستنفذ بين الجانبين اقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.

ثالثًا، تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة؛ ففي ظل الانفتاح والتطور التكنولوجي، باتت الجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب عائقين أمام جهود التنمية المستدامة؛ لذا ركز التعاون على المواجهة من المنبع، وتحديدًا ما يتعلق منها بمسألة التطرف.

رابعًا، توظيف القدرات الاستراتيجية للجانبين لتحقيق أعلى استفادة ممكنة؛ حيث تسعى دول الخليج ورابطة آسيان على الاستفادة من موقعهما الجغرافي في مجال التجارة والاستثمار، لذا ركز الجانبان على تعزيز تدفقات التجارة والاستثمار، والتركيز بشكل خاص على البنية التحتية المستدامة، ومصادر الطاقة المتجددة، والبتروكيماويات، والزراعة، والتصنيع، والرعاية الصحية، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والمدن والاتصال والرقمنة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

قمة التعاون الآسيوي بالدوحة تحذّر من اشتعال المنطقة وتدعو لمحاسبة القتلة

الدوحة- حثّ المشاركون في "القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي" على منع اندلاع حرب شاملة، ووقف إطلاق النار في فلسطين ولبنان، وحل النزاعات المسلحة بطريقة سلمية من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية.

وانعقدت القمة على مستوى رؤساء الدول الأعضاء، أمس الخميس، في العاصمة القطرية الدوحة، بظل ظروف استثنائية تشهدها المنطقة التي تعيش في قوس مفتوح من الأزمات المعقدة، ويواجه مواطنوها ظروفا سياسية واقتصادية وأمنية بالغة الخطورة.

ودعت هذه الظروف غير الاعتيادية المتحدثين في القمة إلى انتهاز فرصة الاجتماع الذي تحضره دول فاعلة في قضايا الشرق الأوسط، لتعزيز الحوار لمواجهة التحديات بطريقة مشتركة، خاصة في ظل الوضع المقلق للغاية في المنطقة.

دعوة لاحتواء التصعيد

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته بافتتاح القمة، "إننا نؤمن بأهمية تكثيف العمل على احتواء التصعيد والتوتر وحقن الدماء عبر الاحتكام للحوار العقلاني وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بما يكفل لسائر الأقطار والشعوب حق العيش في أمان وسلام وكرامة".

وأشار أمير قطر إلى أن إسرائيل تستغل العجز الدولي لتطبيق مخططات الاحتلال في توسيع الاستيطان في الضفة الغربية تمهيدًا لضمها، أو ضم أجزاء منها على الأقل، وقال "يعتقد حكام إسرائيل أن الفرصة متاحة لتطبيق مخططاتها في لبنان".

ووصف الشيخ تميم مؤسسات المجتمع الدولي بأنها تقف عاجزة إزاء التصعيد الخطير للعدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي تتسع رقعته يومًا بعد يوم، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية.

وأضاف "سبق أن حذرنا من عواقب عدم محاسبة إسرائيل على ما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية، وعلى رفضها تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بإنهاء الاحتلال وحل القضية الفلسطينية حلًّا عادلًا. الأمر الذي جعلها لا تقيم وزنًا للقانون الدولي، وأطلق أيدي حكامها في فلسطين ولبنان".

ودعا الشيخ تميم إلى إلى العمل الجاد لوقف إطلاق النار والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.

جانب من انعقاد قمة التعاون الآسيوي في الدوحة (الأناضول) حرب شاملة

بدوره، قال سفير قطر السابق في فرنسا عبد الرحمن الخليفي إن إصرار دولة الاحتلال الإسرائيلي على نهج العدوان والعنف أوصل المنطقة إلى حالة حرجة يصعب فيها تنفيذ المبادرات السياسية أو الدبلوماسية، منوها إلى ضرورة عدم إفلات القتلة من عواقب جرائمهم وما ارتكبوه من فظائع.

وأضاف الخليفي أن القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي جاءت في وقت حساس جدا، خاصة بعد الرد الصاروخي الإيراني على إسرائيل والتهديدات برد من تل أبيب، "الأمر الذي إن تواصل على هذه الوتيرة فربما نصل إلى حرب شاملة ستدفع ثمنها المنطقة برمتها".

وعن الاجتماع الاستثنائي الـ45 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي انعقد في الدوحة أمس الأول الأربعاء، قال سفير قطر السابق إن هذا الاجتماع يعدّ الأهم على صعيد منطقة الخليج في هذا التوقيت.

ووفق السفير، تناول الاجتماع في الغرف المغلقة أهم المواضيع الخطيرة التي تشغل ساحة الشرق الوسط بداية من التصعيد المتزايد المزعزع لأمن واستقرار المنطقة في لبنان وقطاع غزة، والانتهاكات الخطيرة في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى الشريف والمقدسات الدينية، والتصعيد بين إسرائيل وإيران.

 

 

الحد من التصعيد

من ناحيته، قال الباحث السياسي في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" أحمد قاسم حسين إن القمة تأتي في ظل عجز المنظمات الدولية والإقليمية عن وضع آليات فعالة للحد من التصعيد.

وأشار إلى أن قطر لا تزال، على مستوى الخطاب والممارسة، تؤمن بأهمية الحوار وأهمية استخدام القنوات الدبلوماسية في التخفيف من حدة الأزمات الإقليمية والدولية عبر الاحتكام للحوار العقلاني وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وقال حسين، في حديثه للجزيرة نت، إن الدبلوماسية القطرية، ومن خلال هذه الاجتماعات، تدفع إلى ضرورة التحرك الدبلوماسي واقتراح آليات وحلول للأزمات في المنطقة إيمانا منها بأن تداعياتها ليست محصورة في نطاقها الجغرافي، بل تتعداه إلى جميع دول المنطقة التي تتأثر بها سلبًا.

بدوره، رأى السفير الإيراني في قطر علي صالح آبادي أن القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي تشكل فرصة لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين دولة قطر وإيران وكذلك التشاور بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، خاصة في ظل الظروف المعقدة الراهنة والأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة والعالم.

وقال آبادي لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن المحادثات الاقتصادية بين دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من أهم محاور قمة حوار التعاون الآسيوي، لا سيما أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا مستمرا ووصلت إلى مستويات متقدمة في السنوات القليلة الماضية.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية السعودي: دول الخليج تواجه جميعا تحدي تخفيف الاعتماد على النفط
  • قمة اتحاد شركات الإيداع المركزي اليورو آسيوي ومنظمة أميدا تبحث تعزيز أوجه التعاون ورفع مستوى الشراكات بين الأسواق
  • قمة التعاون الآسيوي بالدوحة تحذّر من اشتعال المنطقة وتدعو لمحاسبة القتلة
  • منصور بن زايد: تشرفت بحضور افتتاح أعمال القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي التي تستضيفها قطر
  • اجتماع مشترك لوزراء خارجية دول الخليج وإيران في قطر.. الأول من نوعه
  • نيابة عن رئيس الدولة..منصور بن زايد يحضر القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي التي افتتحها أمير قطر
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • ملخص مباراة التعاون 1 – 2 القوة الجوية العراقي – دوري أبطال آسيا 2
  • «الباعور» يبحث تعزيز التعاون مع السعودية
  • طارق العوضي: لقاء رئيس الوزراء مع القوى السياسية خطوة تاريخية نحو التعاون والشراكة الوطنية