قمة الخليج – آسيان: خطوة على طريق التكامل
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
اتجاهات مستقبلية
قمة الخليج – آسيان: خطوة على طريق التكامل
شهدت الرياض في 20 أكتوبر قمة هي الأولى من نوعها بين دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة آسيان، في خطوة هدفت إلى رفع مستوى العلاقات بينهما إلى الشراكة الاستراتيجية مستقبلًا. ويُعد التئام القمة في ذاته حدثًا تاريخيًا، ليس فقط لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها قادة الكتلتين الإقليميتين معًا؛ وإنما أيضًا لأنها تمثل بالفعل مؤشرًا مهمًّا على تنامي العلاقات بين الآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وهما من أهم الكتل الاقتصادية والسياسية في العالم.
وقد تداول القادة الخليجيون وزعماء الآسيان بنود “إطار التعاون بين مجلس التعاون ورابطة الآسيان 2024-2028″؛ بهدف وضع الخطوط العريضة لآلية التعاون خلال السنوات الأربع المقبلة، تمهيدًا لاتخاذ خطوات نحو التكامل بين الجانبين.
وقد كشف البيان الختامي، الذي جاء في 42 بندًا، عن مرتكزات العمل الخليجي مع دول آسيان، التي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولًا، وضع أسس التعامل والتعاون لتحقيق الاستقرار والأمن باعتبارهما مدخلًا لتحقيق الاستقرار، حيث شدد البيان على ضرورة الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول والتكتلات الإقليمية، والحفاظ على النظام الدولي وفق قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما فيها حسن الجوار، واحترام استقلال وسيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتسوية الخلافات بالطرق السلمية.
ثانيًا، استكشاف أولويات مجالات التعاون التي تعظم الاستفادة المشتركة بينهما؛ إذ بدا واضحًا التركيز على المجال البحري والاتصالات وأهداف التنمية المستدامة. كما لم تغفل القمة أهمية تعزيز السلام والاستقرار والسلامة والأمن البحري، وحرية الملاحة والعبور الجوي. وقد ركزت القمة على هذه النقطة لوجود 5 دول من رابطة آسيان (الفلبين وفيتنام وسنغافورة وتايلند وماليزيا) مطلة على منطقة بحر الصين الجنوبي التي تشهد من تجاذبات واستقطابات دولية من شأنها تهديد مسارات التنمية المشتركة. وتأكيدًا على مسار استكشاف مجالات التعاون، كتمهيد لتعزيز التعاون، رحب المجتمعون بـ “إطار التعاون بين مجلس التعاون ورابطة الآسيان للفترة (2024-2028)، الذي يحدد التدابير وأنشطة التعاون التي ستنفذ بين الجانبين اقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.
ثالثًا، تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة؛ ففي ظل الانفتاح والتطور التكنولوجي، باتت الجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب عائقين أمام جهود التنمية المستدامة؛ لذا ركز التعاون على المواجهة من المنبع، وتحديدًا ما يتعلق منها بمسألة التطرف.
رابعًا، توظيف القدرات الاستراتيجية للجانبين لتحقيق أعلى استفادة ممكنة؛ حيث تسعى دول الخليج ورابطة آسيان على الاستفادة من موقعهما الجغرافي في مجال التجارة والاستثمار، لذا ركز الجانبان على تعزيز تدفقات التجارة والاستثمار، والتركيز بشكل خاص على البنية التحتية المستدامة، ومصادر الطاقة المتجددة، والبتروكيماويات، والزراعة، والتصنيع، والرعاية الصحية، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والمدن والاتصال والرقمنة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
خبير أممي: العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول الخليج شهدت تطورًا كبيرًا منذ 2013
قال الدكتور محمد حمزة الحسيني، الخبير الاقتصادي ومستشار الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن العلاقات المصرية الخليجية شهدت تطورًا كبيرًا من 2013 إلى 2025، حيث أصبح هناك تكامل اقتصادي بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف «الحسيني»، خلال لقاءه مع قناة «النيل للأخبار»، أنه في الثلاثين سنة الماضية أصبح مجلس التعاون الخليجي من أقوى التكتلات الاقتصادية في العالم، ويحظى باحترام كبير من قبل بيوت المال والمستثمرين.
وأوضح أن نظرة دول مجلس التعاون الخليجي لمصر قبل عام 2013 كانت غير إيجابية، حيث لم يكن هناك توقعات ضخمة لضخ استثمارات كبيرة في مصر. ولكن مع الإصلاحات الاقتصادية وتغيير البيئة التشريعية والمالية والتكنولوجية، بالإضافة إلى رقمنة الدولة، بدأ المستثمرون في القطاع الخاص في التوجه للاستثمار في مصر بشكل كبير على مدار الـ12 سنة الماضية. ووفقًا لأحدث تقرير لعام 2023، فإن حجم الاستثمارات الخليجية في مصر وصل إلى 67 مليار دولار، ويُتوقع أن يتجاوز الـ80 مليار دولار قريبًا، بينما كانت الاستثمارات قبل 2013 لا تتجاوز 10 إلى 15 مليار دولار.
كما أكد «الحسيني» أن الاستثمارات الخليجية في مصر شهدت نموًا ملحوظًا خلال الـ12 سنة الماضية، حيث تم ضخ ودائع واستثمارات مباشرة وغير مباشرة في العديد من القطاعات المتكاملة مثل التحول الرقمي، والعقارات، والطاقة المتجددة، والصناعة.
وأشار إلى أن أي زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدول الخليجية تساهم بشكل كبير في تعزيز التكامل بين مصر ودول الخليج. وأضاف أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أشار في أحد المؤتمرات الأخيرة إلى أن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بعض الدول الكبرى تمثل حربًا عالمية ضد الاقتصاد العالمي.
وفي إطار متغيرات 2025، أكد «الحسيني» أن المنطقة ستشهد الكثير من التحديات الجيوسياسية والتجارية التي ستؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، ولكن هناك دول وتكتلات ثابتة مثل دول مجلس التعاون الخليجي التي لديها رؤية واضحة لمستقبلها الاقتصادي.
ولفت «الحسيني» إلى أنه فخور بالتعاون مع اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي منذ أكثر من 4 أعوام، حيث يعمل الاتحاد على دعم القطاع الخاص الخليجي في كافة القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الاقتصاد الرقمي، والذي يساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية في دول الخليج.
وأشار إلى أن اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، وفقًا لرؤيته الجديدة، يركز على دعم القطاع الخاص الخليجي، بما في ذلك الشركات المتوسطة والصغيرة، ويسعى لتقديم تسهيلات ضريبية وإقامة، مما يساعد على فتح آفاق جديدة للشركات الخليجية في كافة المجالات.
وأكد أن الفائض المالي لدول المجلس تم تحويله إلى تنوع اقتصادي هيكلي، حيث تجاوز الاعتماد على الموارد النفطية، مشيرًا إلى أن التوجه نحو تنمية القطاعات الاقتصادية غير النفطية يُعد من أولويات الدول الخليجية. وأوضح أن مصر كانت ولا تزال شريكًا مهمًا في هذه العملية، مؤكدًا أن دعم الأشقاء في الخليج لمصر كان دائمًا محوريًا في مرحلة التحديات التي مرت بها البلاد.
اقرأ أيضاًعماد الدين حسين: الكويت من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وعلاقاتها مع مصر طيبة
أمير الكويت يعرب عن تقديره لدور مصر التاريخي في تطوير وتنمية دول الخليج