قال الدكتور محمد غريب، أمين سر حركة فتح فى القاهرة، إن المجتمع الدولى أعمى أمام القضية الفلسطينية، فهو ينظر إلى عدوان الاحتلال باعتباره دفاعاً عن النفس، ولا ينظر لمقتل آلاف الأطفال والنساء المدنيين العزل الذين قُصفت منازلهم، وأصبحوا فى وضع كارثى محرومين من الطعام والماء النظيف والخدمات العلاجية، وأخيراً قصف المستشفى المعمدانى بلا قلب.

ووجه «غريب» الشكر للشعب المصرى، وللسلطات المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤيداً تصريحاته برفض تهجير الفلسطينيين من القطاع، مؤكداً أننا لن نحتمل نكبة جديدة بعد ما حدث من تهجير عام 1948. وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن مصر هى الأكثر حرصاً على أمن وسلامة فلسطين منذ 100 عام.

ما آخر تطورات الأوضاع فى قطاع غزة؟

- الوضع كارثى ولا إنسانى بالمرة، فأرقام الشهداء والجرحى والمصابين ترتفع مع مرور كل ثانية، وحتى الآن تجاوز عدد الشهداء أكثر من 3500 شهيد، بينما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 13 ألف مصاب، فضلاً عن قصف المدارس والمنازل على رؤوس ساكنيها بدون إنذار، وبحسب الإحصائيات فقد تجاوز عدد المبانى التى تم هدمها 10 آلاف منزل، فى مخالفة واضحة وصريحة لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.

وآخر جرائم عدوان الاحتلال قصف المستشفى المعمدانى، وهو مشفى خيرى يتبع الكنيسة الإنجليكانية فى القدس، ومفتوح لأبناء الوطن الفلسطينى على مختلف دياناتهم، لكن القصف لم يميز بين المؤسسات الطبية والمنازل، فتم القصف بدون إنذار فتناثرت دماء وتبعثرت أشلاء الشهداء، ومن أسوأ ما حدث هو أن كثيراً من المواطنين لا يستطيعون التعرف على ذويهم لأن القصف دمر الأجساد وأصبحت الجثث بلا ملامح، وبعضهم تفجرت أجسادهم.

ولم يتوقف الاعتداء الصهيونى على قطاع غزة على قصف المستشفى المعمدانى، بل استمر القصف حتى اليوم التالى، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى «تل أبيب»، وكأن الغارات والقصف المستمر وضرب المخيمات الفلسطينية والبنية التحتية فى قطاع غزة هى طلقات احتفالية بزيارة الرئيس الأمريكى.

كيف ترى موقف الغرب تجاه ما يحدث؟

- الغرب أعمى ويكيل بمكيالين، وللأسف الشديد توقعنا أن يخف الموقف الأمريكى الداعم لقوات الاحتلال بعد قصف المستشفى المعمدانى، وأن تتراجع أمريكا قليلاً عن الانحياز السافر والشراكة الواضحة مع العدوان ودعم كل سياساته، إلا أننا فوجئنا بتصريحات الرئيس الأمريكى التى تدين الشعب فى غزة.

والأمر ليس قاصراً على موقف الولايات المتحدة المتحيز، ولكن المجتمع الغربى ككل، فالوضع كارثى فى غزة، فخلال حديثنا قد ينتهى الوقود والمياه النظيفة نهائياً، وبالتالى قد تصبح المستشفيات فى ظلام دامس، وهو ما يعنى وضعاً لا إنسانياً، حيث لن توجد كهرباء لحفظ جثث الشهداء لحين دفنها، أو إمكانية إجراء جراحات للمصابين.

د. محمد غريب: لن نقبل بنكبة جديدة ونرفض التهجير

كيف ترى الموقف المصرى فى دعم القضية الفلسطينية؟

- يجب أن نوجه الشكر إلى مصر قيادة وشعباً، المتعاطفين والحاملين للقضية الفلسطينية منذ بدايتها منذ أكثر من 100 عام، ويجب أن نشكر الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى على دعمه للقضية ومحاولاته المستميتة فى تهدئة الأوضاع الفلسطينية خلال أى عدوان، فهو الأسبق لوقف نزيف الدم والمعاناة، والذى يبادر لدعم القضية والتوسط بين قوات الاحتلال والقيادة الفلسطينية، فضلاً عن تقديم المعونات والدعم للشعب.

ونؤكد أننا كفلسطينيين نؤيد قرار الرئيس السيسى بمنع تهجير الفلسطينيين فى قطاع غزة إلى سيناء، فنحن لن نحتمل نكبة جديدة: «إحنا لسه مافُقناش من نكبة 1948 علشان نتبلى بنكبة جديدة وتهجير جديد فى 2023».

ما مطالبكم للمجتمع المدنى والغربى فى الوضع الحالى؟

- مطلوب وقفة من كل الدنيا، يعنى العالم كله، سواء العالم العربى والعالم الإسلامى والعالم الغربى وكل دول العالم الحرة، يجب أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطينى بكل قوة لوقف نزيف الدم، والقصف المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، ومطالبنا لم تتغير وهى عادلة وبسيطة، أولاً وقف العدوان والقصف على قطاع غزة والضفة الغربية.

ثانياً وقف عمليات التهجير والمخطط الصهيونى القديم الجديد لإفراغ فلسطين من مواطنيها للاستيلاء على أراضيهم، ووقف التطهير العرقى الذى تمارسه قوات الاحتلال فى فلسطين بأكملها، وكذلك التحرك فى أسرع وقت ممكن لفتح ممر آمن لإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة قبل أن يتفاقم الوضع الذى يمر به القطاع ويتسبب فى كارثة صحية وأوبئة وأمراض تهدد المنطقة بأكملها.

كلمة لأهالى «غزة»

لا يوجد ما يقال لأهالى القطاع المحاصرين تحت نيران القصف المستمر، المحرومين من أبسط الحقوق الإنسانية سواء الطعام أو الماء أو الكهرباء أو الأدوية، ومن المتوقع أن تتوقف الكهرباء خلال ساعات بسبب نفاد المواد البترولية، لكن المواطنين فى غزة على قلب رجل واحد، ونأمل أن نتجاوز تلك الكارثة الإنسانية فى أسرع وقت ممكن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

60 شهيداً فلسطينياً في غزة خلال يوم واحد والاحتلال يوسّع توغلاته البرية

 

الثورة/ متابعات

يواصل العدو الصهيوني جرائمه الوحشية ضد المواطنين الفلسطينيين من المدنيين العزل في قطاع غزة باستهداف ممنهج عبر ارتكابه مجازر وحشية نفذتها طائراته ومدافعه وقواته الموجودة على الأرض مخلفة العشرات من الشهداء والمصابين والآلاف من النازحيين الفارين من الموت المحقق، كما يواصل الاحتلال استخدام الغذاء والمساعدات الإنسانية كسلاح إبادة في غزة.

واستشهد مساء أمس 15 فلسطينيا وأصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة، إن 60 شهيدا و162 مصابا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة الماضية جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.

في غضون ذلك، أفاد موقع «والا» بأن الجيش الإسرائيلي قد وسع نطاق المناورة البرية في قطاع غزة، حيث سيطر على مناطق إضافية في بيت حانون وبيت لاهيا ورفح وخان يونس.

ووفقا لتقديرات المؤسسة الأمنية للعدو، فإن السيطرة على محور موراغ ستؤدي إلى فصل مدينة رفح عن غزة، وإعاقة الوصول إلى مستودعات الغذاء والمعدات، بحسب الموقع الإسرائيلي.

وأضاف الموقع أن رئيس أركان الجيش إيال زامير أصدر تعليمات بالتكتم على الخطة العسكرية، وأوعز باستدعاء عدد كبير من الطائرات الحربية، بالإضافة إلى إطلاق القذائف المدفعية وتقديم الدعم الاستخباري من قبل شعبة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام.

في الوقت ذاته، ناشدت عشرات العائلات الفلسطينية- معظمهم من النساء والأطفال والمرضى في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة- بضرورة إنقاذهم بشكل عاجل.

وأعربت العائلات عن خوفها من مغادرة منازلها وخيامها بسبب كثافة وعشوائية القصف الإسرائيلي. وأكدت العائلات أن أغلب الخيام تمزقت نتيجة القصف المدفعي، مشيرة إلى أن الطائرات الإسرائيلية تفتح نيرانها بشكل مفاجئ.

يأتي ذلك فيما قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الاحتلال يستخدم الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحا في غزة.

وذكر لازاريني أن الجوع واليأس ينتشران في قطاع غزة مع استخدام الاحتلال الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحا.

وأشار إلى أن الاحتلال يفرض حصارا خانقا على غزة منذ أكثر من شهر، ويواصل منع دخول البضائع الأساسية، مثل الغذاء والدواء والوقود، وهو ما وصفه بـ”العقاب الجماعي”.

وأوضح أن النظام المدني في القطاع بدأ يتدهور بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل.

ولفت إلى أن الفلسطينيين في غزة متعبون جدا، لأنهم محاصرون في مساحة صغيرة، وطالب برفع الحصار ودخول المساعدات الإنسانية.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 50 ألفا و615، بينما بلغ عدد المصابين 115 ألفا و63، منذ بدء الإبادة في السابع من أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • حزب الوعي: كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر المشترك مع ماكرون تؤكد ثوابت مصر القومية إزاء القضية الفلسطينية
  • رئيس "نقل النواب": القمة المصرية - الفرنسية - الأردنية تعكس دور مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • طائرات الاحتلال تقصف منزلاً في حي السلام شرقي جباليا
  • الرئيس السيسي: تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط سيظل بعيد المنال طالما ظلت القضية الفلسطينية دون تسوية عادلة
  • الرئيس السيسي: تعزيز السلام بالشرق الأوسط لن يتحقق إلا بتسوية القضية الفلسطينية
  • برلماني يستعرض دور الشباب المصرى في دعم القضية الفلسطينية وكشف انتهاكات الاحتلال
  • أمين سر «فتح» يشيد بجهود مصر والرئيس السيسي على موقفهم من القضية الفلسطينية
  • 60 شهيداً فلسطينياً في غزة خلال يوم واحد والاحتلال يوسّع توغلاته البرية
  • أحمد موسى: موقف الدولة المصرية عظيم وشريف تجاه القضية الفلسطينية
  • حزب المؤتمر يُدين ذبح القرابين بالمسجد الأقصى: تصعيد خطير في القضية الفلسطينية