أمين سر «فتح» بالقاهرة: نثمن الجهود المصرية في دعم القضية
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
قال الدكتور محمد غريب، أمين سر حركة فتح فى القاهرة، إن المجتمع الدولى أعمى أمام القضية الفلسطينية، فهو ينظر إلى عدوان الاحتلال باعتباره دفاعاً عن النفس، ولا ينظر لمقتل آلاف الأطفال والنساء المدنيين العزل الذين قُصفت منازلهم، وأصبحوا فى وضع كارثى محرومين من الطعام والماء النظيف والخدمات العلاجية، وأخيراً قصف المستشفى المعمدانى بلا قلب.
ووجه «غريب» الشكر للشعب المصرى، وللسلطات المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤيداً تصريحاته برفض تهجير الفلسطينيين من القطاع، مؤكداً أننا لن نحتمل نكبة جديدة بعد ما حدث من تهجير عام 1948. وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن مصر هى الأكثر حرصاً على أمن وسلامة فلسطين منذ 100 عام.
ما آخر تطورات الأوضاع فى قطاع غزة؟
- الوضع كارثى ولا إنسانى بالمرة، فأرقام الشهداء والجرحى والمصابين ترتفع مع مرور كل ثانية، وحتى الآن تجاوز عدد الشهداء أكثر من 3500 شهيد، بينما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 13 ألف مصاب، فضلاً عن قصف المدارس والمنازل على رؤوس ساكنيها بدون إنذار، وبحسب الإحصائيات فقد تجاوز عدد المبانى التى تم هدمها 10 آلاف منزل، فى مخالفة واضحة وصريحة لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
وآخر جرائم عدوان الاحتلال قصف المستشفى المعمدانى، وهو مشفى خيرى يتبع الكنيسة الإنجليكانية فى القدس، ومفتوح لأبناء الوطن الفلسطينى على مختلف دياناتهم، لكن القصف لم يميز بين المؤسسات الطبية والمنازل، فتم القصف بدون إنذار فتناثرت دماء وتبعثرت أشلاء الشهداء، ومن أسوأ ما حدث هو أن كثيراً من المواطنين لا يستطيعون التعرف على ذويهم لأن القصف دمر الأجساد وأصبحت الجثث بلا ملامح، وبعضهم تفجرت أجسادهم.
ولم يتوقف الاعتداء الصهيونى على قطاع غزة على قصف المستشفى المعمدانى، بل استمر القصف حتى اليوم التالى، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى «تل أبيب»، وكأن الغارات والقصف المستمر وضرب المخيمات الفلسطينية والبنية التحتية فى قطاع غزة هى طلقات احتفالية بزيارة الرئيس الأمريكى.
كيف ترى موقف الغرب تجاه ما يحدث؟
- الغرب أعمى ويكيل بمكيالين، وللأسف الشديد توقعنا أن يخف الموقف الأمريكى الداعم لقوات الاحتلال بعد قصف المستشفى المعمدانى، وأن تتراجع أمريكا قليلاً عن الانحياز السافر والشراكة الواضحة مع العدوان ودعم كل سياساته، إلا أننا فوجئنا بتصريحات الرئيس الأمريكى التى تدين الشعب فى غزة.
والأمر ليس قاصراً على موقف الولايات المتحدة المتحيز، ولكن المجتمع الغربى ككل، فالوضع كارثى فى غزة، فخلال حديثنا قد ينتهى الوقود والمياه النظيفة نهائياً، وبالتالى قد تصبح المستشفيات فى ظلام دامس، وهو ما يعنى وضعاً لا إنسانياً، حيث لن توجد كهرباء لحفظ جثث الشهداء لحين دفنها، أو إمكانية إجراء جراحات للمصابين.
د. محمد غريب: لن نقبل بنكبة جديدة ونرفض التهجيركيف ترى الموقف المصرى فى دعم القضية الفلسطينية؟
- يجب أن نوجه الشكر إلى مصر قيادة وشعباً، المتعاطفين والحاملين للقضية الفلسطينية منذ بدايتها منذ أكثر من 100 عام، ويجب أن نشكر الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى على دعمه للقضية ومحاولاته المستميتة فى تهدئة الأوضاع الفلسطينية خلال أى عدوان، فهو الأسبق لوقف نزيف الدم والمعاناة، والذى يبادر لدعم القضية والتوسط بين قوات الاحتلال والقيادة الفلسطينية، فضلاً عن تقديم المعونات والدعم للشعب.
ونؤكد أننا كفلسطينيين نؤيد قرار الرئيس السيسى بمنع تهجير الفلسطينيين فى قطاع غزة إلى سيناء، فنحن لن نحتمل نكبة جديدة: «إحنا لسه مافُقناش من نكبة 1948 علشان نتبلى بنكبة جديدة وتهجير جديد فى 2023».
ما مطالبكم للمجتمع المدنى والغربى فى الوضع الحالى؟
- مطلوب وقفة من كل الدنيا، يعنى العالم كله، سواء العالم العربى والعالم الإسلامى والعالم الغربى وكل دول العالم الحرة، يجب أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطينى بكل قوة لوقف نزيف الدم، والقصف المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، ومطالبنا لم تتغير وهى عادلة وبسيطة، أولاً وقف العدوان والقصف على قطاع غزة والضفة الغربية.
ثانياً وقف عمليات التهجير والمخطط الصهيونى القديم الجديد لإفراغ فلسطين من مواطنيها للاستيلاء على أراضيهم، ووقف التطهير العرقى الذى تمارسه قوات الاحتلال فى فلسطين بأكملها، وكذلك التحرك فى أسرع وقت ممكن لفتح ممر آمن لإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة قبل أن يتفاقم الوضع الذى يمر به القطاع ويتسبب فى كارثة صحية وأوبئة وأمراض تهدد المنطقة بأكملها.
كلمة لأهالى «غزة»لا يوجد ما يقال لأهالى القطاع المحاصرين تحت نيران القصف المستمر، المحرومين من أبسط الحقوق الإنسانية سواء الطعام أو الماء أو الكهرباء أو الأدوية، ومن المتوقع أن تتوقف الكهرباء خلال ساعات بسبب نفاد المواد البترولية، لكن المواطنين فى غزة على قلب رجل واحد، ونأمل أن نتجاوز تلك الكارثة الإنسانية فى أسرع وقت ممكن.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
موجة عالمية نحو التشدد.. منهج الرئيس الأمريكى ينعش القوى المحافظة فى العالم.. نهج ترامب غير المنضبط يغرى القادة الأوروبيين بتبني سياسات أكثر حدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع شروع الرئيس دونالد ترامب فى ولايته الثانية، أصبحت زعامته منارة للحركات الشعبوية المحافظة فى جميع أنحاء العالم. وقد لاقى موقفه المتشدد بشأن الهجرة والقيم التقليدية والتشكك تجاه المؤسسات العالمية صدى لدى الأحزاب القومية واليمينية المتطرفة فى جميع أنحاء أوروبا. وفى حين تشترك هذه الأحزاب فى موضوعات شاملة، فإن خطابها وسياساتها ونهجها قد يختلف حسب طبيعة كل دولة.
المشهد الشعبوى
من حزب "البديل من أجل ألمانيا" فى ألمانيا إلى "إخوة إيطاليا" فى إيطاليا، و"التجمع الوطني" فى فرنسا، وحزب "الحرية" فى النمسا، تكتسب الحركات الشعبوية المحافظة أرضية. وتدافع العديد من هذه الأحزاب عن السياسات القومية، وتتحدى المعايير الديمقراطية الليبرالية، وتعارض الهجرة. ومع ذلك، فإنها تختلف فى مستوى التطرف والدرجة التى تتبنى بها الميول الاستبدادية.
على سبيل المثال، ناضل حزب البديل من أجل ألمانيا للتخلص من ارتباطه بخطاب الحقبة النازية، فى حين خففت جورجيا ميلونى فى إيطاليا من مواقفها بعد صعودها إلى السلطة. وفى النمسا، تبنى حزب الحرية هويته اليمينية المتشددة بالكامل، مستخدمًا شعارات تذكرنا بالدعاية النازية لحشد الدعم.
ردود الفعل
يتميز خطاب ترامب بأنه أحد أكثر الشخصيات صراحة فى هذه الحركة. إن موقفه الصريح بشأن الهجرة، بما فى ذلك الوعود بالترحيل الجماعي، يذهب إلى أبعد من العديد من نظرائه الأوروبيين. وفى حين خففت ميلونى من لغتها بشأن الهجرة، يواصل ترامب استخدام المصطلحات التحريضية، واصفًا الهجرة بأنها "غزو".
ومع ذلك، يظل نفوذ ترامب قوياً. تشير ناتالى توتشي، عالمة السياسة الإيطالية، إلى أن نهج ترامب غير المنضبط قد يغرى القادة الأوروبيين بتبنى موقف أكثر مواجهة.
وتمثل الحرب فى أوكرانيا إحدى القضايا الرئيسية التى تفرق بين الشعبويين اليمينيين الأوروبيين. لقد تعهد ترامب بإنهاء الحرب لكنه لم يوضح كيف. وعلى النقيض من ذلك، وضعت ميلونى نفسها كمؤيد قوى لأوكرانيا، متحالفة مع التيار الرئيسى الأوروبي، فى حين حافظ فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر وحزب الحرية النمساوى على مواقف مؤيدة لروسيا، حيث ألقيا باللوم على العقوبات الغربية فى الصراعات الاقتصادية. أما حزب القانون والعدالة الحاكم السابق فى بولندا، والذى كان متحالفاً ذات يوم مع أوربان، فقد نأى بنفسه عن روسيا بسبب اختلاف وجهات النظر بشأنها.
الخطاب المتطرف
فى حين يتقاسم ترامب وحلفاؤه الأوروبيون مواضيع قومية وشعبوية، سعى البعض إلى تخفيف خطابهم لرفع درجة جاذبيتهم بين الناخبين. لقد نأى التجمع الوطنى الذى تقوده مارين لوبان فى فرنسا بنفسه عن ماضيه المتطرف، وركز على القضايا الاقتصادية بدلاً من سياسات الهوية. وعلى نحو مماثل، حاول حزب البديل من أجل ألمانيا، على الرغم من جذوره المتطرفة، استقطاب الناخبين من التيار السائد من خلال اختيار أليس فايدل، الخبيرة الاقتصادية المثلية، كمرشحة رئيسية له.
ولكن فى النمسا، كثف حزب الحرية موقفه. فقد تبنى هربرت كيكل، زعيم الحزب، لغة استفزازية وإشارات تاريخية تعكس الدعاية النازية. ويشير هذا الموقف إلى أنه فى حين تخفف بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة من حدة خطابها، فإن أحزاباً أخرى تضاعف من خطابها المتشدد.
قضية أساسية
يتناقض تعهد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين بشكل صارخ مع بعض الأحزاب اليمينية الأوروبية، التى تبنت سياسات أكثر دقة. على سبيل المثال، يدعم حزب البديل من أجل ألمانيا ترحيل المهاجرين المجرمين ولكنه يقدم مسارات التكامل للآخرين. ويواصل حزب فيدسز المجري، بقيادة أوربان، تصوير المهاجرين باعتبارهم تهديدا للأمن القومي، باستخدام لغة معادية للأجانب لحشد الدعم.
ومع تطور حركة اليمين العالمية، يظل السؤال مطروحًا: هل يشكل نموذج ترامب للشعبوية غير المفلترة قادة المستقبل، أم أن الحركات الأوروبية ستشق طريقها بنفسها؟.