“فايننشال تايمز”: لا يوجد عمل.. الحرب مع حماس تضرب الاقتصاد الإسرائيلي
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
وأضافت الصحيفة أنّه “بينما تعاني إسرائيل من تداعيات هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، انهارت تجارة الشركات وأصبحت الشوارع نصف فارغة، فقد ضربت الحرب الاقتصاد الإسرائيلي”.
وأوضحت أنّ “الصدمة الأولية من هجوم حماس، أجبرت الحانات والمطاعم الإسرائيلية على الإغلاق، وإلغاء مئات الرحلات الجوية”.
كذلك، “كان هناك أثر لتعبئة الجيش من الاحتياط، فقد أدّت التعبئة القياسية (360 ألف جندي) إلى إفراغ الشركات من موظفيها”، بحسب “فايننشال تايمز”.
كما أدّى “إطلاق الصواريخ من غزة، وتزايد التوترات مع حزب الله في لبنان – إلى إخلاء مناطق واسعة على الحدود الشمالية والجنوبية”، فيما “ارتفعت أسعار التأمين على ديون الحكومة الإسرائيلية إلى عنان السماء”.
وامتدت آثار الحرب والتوترات الإقليمية إلى أسواق الاحتلال الإسرائيلي، حيث انخفض مؤشر الأسهم القيادية TA-35 بنسبة 9%، وانخفض سعر الشيكل إلى أقل من 4 مقابل الدولار، مع مراهنة المستثمرين على حرب طويلة الأمد لها تكاليف اقتصادية كبيرة.
ووفقاً لـجاي بيت أور، كبير الإقتصاديين في شركة بساجوت للاستثمار، فإنّ “التداعيات يمكن أن تكون أسوأ من الحرب التي استمرت شهراً بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006 – وهي واحدة من أكبر حروبها الأخيرة”، مبيّناً أنّ “الناتج الاقتصادي قد ينكمش بنسبة تصل إلى 2 أو 3% بين الربعين الثالث والرابع من العام”.
وسبق أن ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز”، أنّ التجّار زادوا رهاناتهم ضد “الشيكل” الإسرائيلي، ما يضغط على بنك “إسرائيل” لإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير وتحقيق الاستقرار في العملة، على الرغم من تكلفة الحرب التي تلوح في الأفق على الاقتصاد.
فوضى اقتصادية شاملة
وفي وقتٍ سابق، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، بأنّ احتمال نشوب حرب طويلة الأمد من الممكن أن يؤدي إلى فوضى اقتصادية شاملة في “إسرائيل”، بالإضافة إلى وقوع خسائر بشرية مُدمّرة.
وتباطأت صناعة التكنولوجيا في “إسرائيل” بشكلٍ مفاجئ، وهي محرّك النمو.
وجرى إيقاف الإنتاج في أهم حقلٍ للغاز الطبيعي البحري في “إسرائيل” وهي منصّة “تمار” الإسرائيلية خوفاً من استهدافها.
وقد خصص البنك المركزي مليارات الدولارات لمنع العملة الإسرائيلية “الشيكل” من الانهيار.
بدوره، قال مؤسس معهد “شوريش” للبحوث الاجتماعية والاقتصادية، دان بن ديفيد، إنّ ما يزيد من حدّة الصدمة هو أنّ العديد من جنود الاحتياط الذين يتمّ استدعاؤهم للخدمة في الجيش هم رواد أعمال في مجال التكنولوجيا، ومدرسون، ومحامون في حين يتمّ إعفاء الرجال الأرثوذكس المتطرفين من الخدمة لأسبابٍ دينية.
كما تحدّث موقع “ذي ماركر” الاقتصادي الإسرائيلي الملحق القتصادي لصحيفة “هآرتس”، عن معلوماتٍ تفيد بأنّ “إسرائيل دخلت الحرب، وهي في حالة ركود، والتجارة صفر حالياً”، مشيراً إلى أنّ “الشعور في إسرائيل هو أنّ الجميع في حربٍ وجودية”.
وأضاف أنّ “الأسبوع الثاني من الحرب على وشك الانتهاء، وهو الأسبوع الذي لا توجد فيه تجارة تقريباً في إسرائيل، والكثيرون يحاولون البقاء ورؤوسهم فوق الماء، يخشون من المستقبل – وما زالوا لا يعرفون من سيعوضهم ومتى؟”
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
تقرير: إسرائيل تخطط لهجوم بري واسع في غزة يشمل 50 ألف جندي
أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلا عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تخطط لهجوم بري كبير محتمل على قطاع غزة، يتضمن إرسال عشرات الآلاف من الجنود للقتال واحتلال مناطق واسعة من القطاع.
وأوضحت الشبكة أن هذا الهجوم يعد أحد السيناريوهات العديدة التي تدرسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تكثيف هجماتها على غزة للضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين دون إنهاء الحرب.
ولفتت إلى أن مصر وقطر تكثفان جهودهما لإحياء وقف إطلاق النار، فيما قال أحد المصادر إن "التسريبات حول هجوم بري كبير هي جزء من جهد إسرائيلي لممارسة المزيد من الضغط على حماس على طاولة المفاوضات".
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل سبق أن ألمحت إلى استعدادها لوقف الهجمات إذا وافقت حماس على إطلاق سراح الأسرى، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة رئيس أركانه الجديد إيال زامير، "يعد منذ أسابيع خططا لعملية واسعة النطاق في غزة".
وشدد إيال هولاتا، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في تصريح لـ"سي إن إن"، على أنه "إذا لم تُجدَّد مفاوضات الأسرى، فإن البديل الوحيد هو استئناف القتال. وهناك خطط جادة".
وأشارت الشبكة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ هجمات برية عديدة في غزة خلال الحرب، لكنه كان ينسحب بعد أيام أو أسابيع، مما يسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها في المناطق التي أخلاها.
ووفقا للمصادر، فإن أحد السيناريوهات المطروحة يتمثل في طرد قوات حماس من مناطق شاسعة في غزة ثم احتلالها لمنع عودة الحركة إليها، وهو ما قد يؤدي إلى احتلال طويل الأمد ومواجهة تمردات لسنوات.
وأوضح التقرير أن "الهجوم المحتمل قد يشمل خمس فرق عسكرية إسرائيلية، أي ما يقرب من 50 ألف جندي".
ونقلت "سي إن إن" عن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسرائيل زيف أن "الحكومة الإسرائيلية تصعّد الضغط لإعادة حماس إلى طاولة المفاوضات بشروطها"، لكنه حذر من أن "التصعيد قد يقود إلى نقطة اللاعودة، مما يضع إسرائيل في مستنقع يصعب الخروج منه".
كما نقلت الشبكة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجيش بدأ بالفعل الاستعداد لهجوم واسع، باستعادة نصف ممر "نتساريم"، الذي يفصل شمال غزة عن بقية القطاع، وتعزيز مواقعه في الشمال والجنوب.
والأحد، أقرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إنشاء وكالة لتسهيل التهجير تحت مسمى "النقل الطوعي" للفلسطينيين من غزة إلى دول ثالثة، رغم أن أي دولة لم توافق بعد على استقبالهم.
وشدد التقرير على أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جعل القضاء على حماس هدفا رئيسيا للحرب، متعهدا بـ"نصر مطلق"، إلا أن التوسع العسكري قد يواجه معارضة داخلية، حيث يطالب معظم الإسرائيليين باتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى بدلا من استمرار الحرب.
وقال هولاتا: "ما سنراه هو وجود دائم للجيش الإسرائيلي يقاتل ضد التمرد على الأرض، ولن يكون هناك خيار سوى أن يتحمل الجيش مسؤولية المساعدات الإنسانية".
وأوضحت "سي إن إن" أن إسرائيل منعت منذ بداية آذار /مارس الجاري جميع المساعدات الإنسانية من دخول قطاع غزة، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
ولفت زيف إلى أن استمرار احتلال غزة "ليس في مصلحة إسرائيل، على الأقل في الوقت الحالي"، مشيرا إلى أن "بعض المتطرفين في الحكومة، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قد يكونون مؤيدين لذلك، لكنه لا يمثل السياسة الإسرائيلية المثلى حاليا".
وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في 9 آذار /مارس الجاري، أن ما يقرب من 75 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون صفقة مع حماس لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى.
وحذر الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم وعائلات المحتجزين من أن "استئناف الحرب في غزة سيعرض حياة الرهائن للخطر"، إلا أن بعض حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم يطالبون بعودة الحرب الشاملة بدلا من التفاوض.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن مساعدي نتنياهو يراهنون على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيكون أكثر دعمًا لعمل عسكري واسع مقارنة بالرئيس السابق جو بايدن، الذي علّق تسليم أسلحة معينة لمنع هجوم إسرائيلي كبير على جنوب غزة.
كما ألمح وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى إمكانية توسيع العمليات البرية، مؤكدا في بيان: "كلما واصلت حماس رفضها، زادت الأراضي التي ستخسرها لإسرائيل".