قالت مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية إن موالين لإيران في الشرق الأوسط يعملون على الرد على التصعيد الإسرائيلي ضد غزة في جبهات عدة. 

ووقعت هجمات ضد إسرائيل والقوات الأمريكية من العراق وسوريا، واليمن.

ووصف السكرتير الصحفي للبنتاجون الجنرال بات رايدر  هذه التطورات بأنها "هجمات فردية صغيرة النطاق" ولم يُجب عندما سئل عن علاقة إيران بها.

لكن المجلة تقول إن توقيت هذه الهجمات وأهدافها يشير إلى جهد تقوده إيران لضرب الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي و(عدوانه الوحشي) على قطاع غزة، خاصة وأن إيران هددت بتفعيل التهديد إذا أعادت الولايات المتحدة تجميد مبلغ 6 مليارات دولار التي أفرج عنها  لصالح إيران في صفقة تبادل الأسرى في أغسطس مع الولايات المتحدة.

وفي اليومين الماضيين، نفذ موالون لإيران ما لا يقل عن سبع هجمات من العراق وسوريا واليمن. استخدمت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران طائرات مسيرة وصواريخ  لاستهداف موقعين  أمريكيين في العراق في أربع هجمات منفصلة.

في حين أن تعرض القوات الأمريكية لإطلاق النار في أي من البلدين ليس بالأمر الجديد، فإن مثل هذه الهجمات لم تحدث بشكل منتظم منذ يوليو 2021 في العراق ومارس 2023 في سوريا. 

وأخيراً، في 18 أكتوبر، أطلق الحوثيون  صواريخ كروز وطائرات بدون طيار في اتجاه الشمال - نحو  كيان الاحتلال - حيث اعترضتها المدمرة يو إس إس  كارني. 
وإذا كانت إسرائيل هي الهدف بالفعل، كما تشير الأدلة المبكرة، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يشن فيها الحوثيون مثل هذا الهجوم.

وحذر أعضاء ما يسمى "محور المقاومة" - وهو تحالف غير رسمي يضم حزب الله اللبناني وبعض الميليشيات الشيعية العراقية والحوثيين - من  أنهم  سيدخلون القتال إذا تدخلت الولايات المتحدة لدعم إسرائيل. 
وهدد حزب الله إسرائيل بشكل مباشر إذا قامت قوات الدفاع الإسرائيلية بعملية برية في غزة.

في الأيام الأخيرة،  أطلق حزب الله قذائف الهاون  على القوات الإسرائيلية واشتبك معها بانتظام على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتشير التقارير إلى أن قوات حزب الله أعادت انتشارها من مواقع في سوريا إلى الحدود اللبنانية.

وتهدد الآن الميليشيات العراقية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله (وكلاهما قتلت قوات أمريكية خلال حرب العراق) بمهاجمة المواقع العسكرية الأمريكية، كما يفعل الحوثيون، الذين هددوا بضربات بطائرات بدون طيار وصواريخ إذا تدخلت الولايات المتحدة.

وقالت المجلة إن الدعم الأمريكي لإسرائيل يتدفق متجاهلاً الجهود المبذولة للحد من ذلك.

علاوة على ذلك، تشير وسائل الإعلام الغربية إلى أن واشنطن أعطت القيادة الإسرائيلية "الضوء الأخضر" لشن عمليات برية واسعة النطاق في قطاع غزة. 

ولم يدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة بعد، فيما يقوم بحرب إبادة للمدنيين الأبرياء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: 6 مليارات دولار احتلال الاسرائيلي احتلال الاحتلال الهجوم التهديد الولایات المتحدة حزب الله

إقرأ أيضاً:

بعد معارضة اتفاق أوباما.. لماذا تدعم السعودية اتفاق ترامب مع إيران؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا سلّطت فيه الضوء على التحوّل اللافت في موقف السعودية من البرنامج النووي الإيراني، إذ انتقلت من معارضة شديدة لاتفاق إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما إلى دعم المفاوضات التي تقودها إدارة دونالد ترامب الثانية، رغم التشابه الكبير في ملامح الاتفاقين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السعودية عبّرت قبل عشر سنوات عن استيائها من الاتفاق النووي الذي وقّعه أوباما مع إيران، واعتبره المسؤولون السعوديون "اتفاقًا ضعيفًا" عزّز من نفوذ خصمهم الإقليمي. وحين قرر الرئيس دونالد ترامب لاحقًا الانسحاب من الاتفاق، قوبل قراره بترحيب سعودي واسع.

أما اليوم، ومع انخراط إدارة ترامب الثانية في مفاوضات جديدة مع إيران حول اتفاق مشابه، فقد بدا أن الموقف السعودي قد تغيّر جذريًا؛ إذ أصدرت وزارة الخارجية بيانًا أعربت فيه عن أمل المملكة في أن تُفضي المحادثات، التي تجري بوساطة سلطنة عُمان، إلى تعزيز "السلام في المنطقة والعالم".

وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان أرسل شقيقه، وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، في زيارة رسمية إلى طهران، حيث استُقبل بحفاوة من قبل مسؤولين إيرانيين يرتدون الزي العسكري، وسلّم رسالة شخصية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، الرجل الذي سبق أن شبّهه محمد بن سلمان بـ “هتلر".


وأفادت الصحيفة أن ما تغيّر هو تحسّن العلاقات بين الرياض وطهران خلال العقد الأخير، بالإضافة إلى تحوّل الأولويات السعودية نحو التنمية الاقتصادية وتقليل الاعتماد على النفط، وتحويل المملكة إلى مركز عالمي في مجالات الأعمال والتكنولوجيا والسياحة. غير أن التهديد المحتمل لهجمات إيرانية باستخدام طائرات مسيّرة أو صواريخ في ظل تصاعد التوترات، يمثل خطرًا حقيقيًا على هذه الرؤية.

ونقلت الصحيفة عن كريستين سميث ديوان، الباحثة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، قولها: "الذهنية تغيّرت اليوم؛ ففي عهد أوباما، كانت دول الخليج تخشى تقاربًا أمريكيًا–إيرانيًا يعزلها، أما اليوم، فهي تخشى من تصعيد بين الطرفين يجعلها في قلب الاستهداف".

وأضافت الصحيفة أن إيران والولايات المتحدة اختتمتا مؤخرًا جولة ثانية من المحادثات النووية، واتفقتا على جدول أعمال لتسريع وتيرة التفاوض، بينما لا تزال أهداف ترامب غير واضحة سوى تأكيده المستمر على أن إيران "يجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا". وفي المقابل، تقول طهران إن الاتفاق الجاري بلورته لا يشترط تفكيك بنيتها النووية الحالية.

وبيّنت الصحيفة أن دولًا عربية، مثل السعودية ومصر والأردن وقطر والبحرين، أعلنت تأييدها للمحادثات، مفضّلة المسار الدبلوماسي على الدخول في صراعات عسكرية جديدة.

وكتب وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، على منصة "إكس" قائلاً: "هذه المحادثات تكتسب زخمًا، وحتى ما كان يُظن مستحيلًا أصبح ممكنًا".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المفاوضات تجري في ظل تصاعد حاد في التوترات الإقليمية، حيث تواصل الولايات المتحدة شنّ ضربات جوية على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، بينما تشتدّ الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، هدّد الرئيس ترامب الشهر الماضي بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل" كانت قد وضعت خططًا لتوجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية اعتبارًا من الشهر المقبل، إلا أن ترامب أقنعها بالتراجع مؤقتًا، مفضلًا إعطاء فرصة للمفاوضات مع طهران بهدف تقييد برنامجها النووي، بحسب ما نقله مسؤولون أميركيون ومطلعون على المحادثات.


وقالت الصحيفة إن فراس مقصد، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية، يرى أن "دول الخليج، أكثر من أي وقت مضى، باتت تسعى إلى الحفاظ على الاستقرار والوضع القائم، باعتباره شرطًا أساسيًا لتحقيق رؤاها الاقتصادية الطموحة. ولذلك فهي تفضّل التعامل مع إيران دبلوماسيًا للحد من أنشطتها المزعزعة وبرنامجها النووي".

وأفادت الصحيفة بأن السعودية ذات الأغلبية السنية وإيران ذات الأغلبية الشيعية لطالما دعمتا أطرافًا متصارعة في نزاعات المنطقة، أبرزها الحرب في اليمن، التي أسفرت عن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ولم تكن بينهما أي علاقات دبلوماسية منذ عام 2016 وحتى المصالحة في 2023، وقد اتّسمت علاقاتهما خلال تلك الفترة بالعداء العلني.

وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان كان قد هدّد مرارًا بأن بلاده ستسعى لامتلاك سلاح نووي إذا ما حصلت إيران عليه. كما أعادت إدارة ترامب من جانبها إحياء محادثات بشأن اتفاق نووي يسمح للسعودية بالوصول إلى التكنولوجيا النووية الأميركية، وربما تخصيب اليورانيوم.

غير أنه في سنة 2023، أعلنت السعودية وإيران عن مصالحة رسمية بوساطة صينية، بعد أن تحوّل تركيز السياسة الخارجية لولي العهد السعودي نحو تهدئة التوترات في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن السعودية، بصفتها حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة، تُعدّ هدفًا مباشرًا لأي ردود إيرانية حين تسعى طهران لاستهداف المصالح الأميركية. ويجعل قربها الجغرافي من إيران من السهل على وكلاء طهران تنفيذ هجمات داخل أراضيها. ففي عام 2019، تعرّضت إحدى أبرز منشآت النفط السعودية لهجوم معقّد نفذته جماعات مدعومة من إيران. وقد عبّر المسؤولون السعوديون حينها عن خيبة أملهم من الحماية الأميركية، وهو ما دفعهم إلى تفضيل المسار التفاوضي مع إيران بدلاً من المواجهة المستمرة.


وقالت الباحثة كريستين ديوان: "اليوم، تبدو المكاسب المحتملة من التفاوض أكثر جاذبية من مخاطر اندلاع حرب إقليمية شاملة".

وذكّرت الصحيفة أنه قبل عقد من الزمن، شعر قادة الخليج بأنهم مستبعدون من المفاوضات مع إيران، إلا أن الوضع تغيّر، إذ قامت إيران مؤخرًا بتكثيف التواصل الإقليمي، بحسب سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد "تشاتام هاوس".

وفي الختام، نقلت الصحيفة عن وكيل قولها: "ما كان لافتًا بعد الجولة الأولى من المفاوضات هو أن وزير الخارجية الإيراني تواصل مع نظرائه، بمن فيهم وزير خارجية البحرين". وأضافت: "إيران تسعى إلى كسب دعم إقليمي، ودول الخليج لا تكتفي بتأييد المفاوضات، بل تسعى أيضًا إلى تجنّب أي تصعيد قد يُهدد أمنها الاقتصادي والوطني".

مقالات مشابهة

  • لماذا لا تُلغى الانتخابات التشريعية في العراق
  • الأمم المتحدة تحذر: كارثة صحية تهدد نازحي جنوب غزة وسط نقص الإمدادات وتلوث البيئة
  • لماذا عمُان وليس العراق؟.. الحكيم يجيب ويوجه رسائل نووية وصدرية وفصائلية
  • أحمد أبو الغيط: خطط التهجير أعطت للاحتلال الإسرائيلي الذريعة لقتل المدنيين في غزة
  • وزير الخارجية الفرنسي: العراق القوي المستقل عن إيران يشكل ركيزة لاستقرار المنطقة
  • 22 أبريل.. لماذا نحتفل بيوم الأرض؟ .. كارثة التسرب النفطي السر وراء انطلاق الحدث.. الأمم المتحدة تدعو لاقتصاد أكير استدامة.. هذه أبرز المحطات في تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة
  • “حماس”: “50 يوما من الحصار على غزة.. كارثة إنسانية تتفاقم وسط صمت دولي
  • ‏حماس: مرور 50 يوما على إغلاق معابر غزة كارثة إنسانية مستمرة تهدد حياة مليوني إنسان في ظل عجز دولي غير مبرر
  • بعد معارضة اتفاق أوباما.. لماذا تدعم السعودية اتفاق ترامب مع إيران؟
  • بعد قصف ميناء رأس عيسى.. هل يقترب اليمن من كارثة وقود تهدد الملايين؟