لماذا يعد الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي كارثة تهدد بإشعال المنطقة؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
قالت مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية إن موالين لإيران في الشرق الأوسط يعملون على الرد على التصعيد الإسرائيلي ضد غزة في جبهات عدة.
ووقعت هجمات ضد إسرائيل والقوات الأمريكية من العراق وسوريا، واليمن.
ووصف السكرتير الصحفي للبنتاجون الجنرال بات رايدر هذه التطورات بأنها "هجمات فردية صغيرة النطاق" ولم يُجب عندما سئل عن علاقة إيران بها.
لكن المجلة تقول إن توقيت هذه الهجمات وأهدافها يشير إلى جهد تقوده إيران لضرب الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي و(عدوانه الوحشي) على قطاع غزة، خاصة وأن إيران هددت بتفعيل التهديد إذا أعادت الولايات المتحدة تجميد مبلغ 6 مليارات دولار التي أفرج عنها لصالح إيران في صفقة تبادل الأسرى في أغسطس مع الولايات المتحدة.
وفي اليومين الماضيين، نفذ موالون لإيران ما لا يقل عن سبع هجمات من العراق وسوريا واليمن. استخدمت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران طائرات مسيرة وصواريخ لاستهداف موقعين أمريكيين في العراق في أربع هجمات منفصلة.
في حين أن تعرض القوات الأمريكية لإطلاق النار في أي من البلدين ليس بالأمر الجديد، فإن مثل هذه الهجمات لم تحدث بشكل منتظم منذ يوليو 2021 في العراق ومارس 2023 في سوريا.
وأخيراً، في 18 أكتوبر، أطلق الحوثيون صواريخ كروز وطائرات بدون طيار في اتجاه الشمال - نحو كيان الاحتلال - حيث اعترضتها المدمرة يو إس إس كارني.
وإذا كانت إسرائيل هي الهدف بالفعل، كما تشير الأدلة المبكرة، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يشن فيها الحوثيون مثل هذا الهجوم.
وحذر أعضاء ما يسمى "محور المقاومة" - وهو تحالف غير رسمي يضم حزب الله اللبناني وبعض الميليشيات الشيعية العراقية والحوثيين - من أنهم سيدخلون القتال إذا تدخلت الولايات المتحدة لدعم إسرائيل.
وهدد حزب الله إسرائيل بشكل مباشر إذا قامت قوات الدفاع الإسرائيلية بعملية برية في غزة.
في الأيام الأخيرة، أطلق حزب الله قذائف الهاون على القوات الإسرائيلية واشتبك معها بانتظام على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتشير التقارير إلى أن قوات حزب الله أعادت انتشارها من مواقع في سوريا إلى الحدود اللبنانية.
وتهدد الآن الميليشيات العراقية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله (وكلاهما قتلت قوات أمريكية خلال حرب العراق) بمهاجمة المواقع العسكرية الأمريكية، كما يفعل الحوثيون، الذين هددوا بضربات بطائرات بدون طيار وصواريخ إذا تدخلت الولايات المتحدة.
وقالت المجلة إن الدعم الأمريكي لإسرائيل يتدفق متجاهلاً الجهود المبذولة للحد من ذلك.
علاوة على ذلك، تشير وسائل الإعلام الغربية إلى أن واشنطن أعطت القيادة الإسرائيلية "الضوء الأخضر" لشن عمليات برية واسعة النطاق في قطاع غزة.
ولم يدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة بعد، فيما يقوم بحرب إبادة للمدنيين الأبرياء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: 6 مليارات دولار احتلال الاسرائيلي احتلال الاحتلال الهجوم التهديد الولایات المتحدة حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع العراق لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة؟
لا يجد العراق نفسه بمنأى عن تأثيرات أي صِدام محتمل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فإلى جانب الحدود الطويلة التي تجمع بين البلدين، فإن إيران تتحكم بمختلف مفاصل الدولة العراقية السياسية والعسكرية من جهة، كما أن للولايات المتحدة تواجد عسكري كبير داخل الأراضي العراقية من جهة أخرى، ما يضع بغداد بين "مطرقة أمريكية" و"سندان إيراني".
وقد تكون هذه العوامل من بين دوافع بغداد لمحاولة لعب دور وساطة بين واشنطن وطهران في أكثر من مناسبة، كان آخرها إعلان وزير الخارجية العراقي الدكتور فؤاد معصوم، الخميس، استعداد بلاده للتوسط بين إيران وأمريكا، "إذا طُلب منها ذلك"، وكذلك تصريح الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، بأن العلاقات العراقية مع إيران والولايات المتحدة "جيدة"، إلا أن هذه المساعي العراقية قد تكون وراءها أسباب أخرى، كما أنها تصطدم بعقبات كثيرة وكبيرة، بحسب مسؤول عراقي سابق.
العراق: مستعدون للوساطة بين أمريكا وإيران - موقع 24حذر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، من هجوم تركي متوقع على القوات الكردية في شمال شرق سوريا، في الوقت الذي عرض فيه استعداد بلاده للتوسط بين إيران والولايات المتحدة. عجز حكومييرى السياسي المستقل والبرلماني السابق ومؤسس حزب "الأمة العراقية" مثال الآلوسي، أن "فرص العراق للعب وساطة كهذه كان من الممكن أن تكون كبيرة وعظيمة، بما يليق بالدولة العراقية وقوتها الاقتصادية ومكانتها الاستراتيجية، لو كان هناك نظام متزن وناجح، وحكومة تمتلك الصلاحية والغطاء السياسي الديمقراطي، وبرلمان يمتلك الصلاحيات ويحظى بالاحترام، فحينها يمكن أن يكون للعراق مساحة ومكانة إقليمية ودولية".
وقال الآلوسي في تصريح عبر 24: "ولكن عندما يكون البرلمان العراقي منشغلاً بسنِّ تشريعات تشكل جريمة بحق الأطفال، وتكون الحكومة العراقية عاجزة عن مكافحة الفساد، وأن تكون هي نفسها متهمة بالفساد، فسيكون من الغرابة أن نتخيل قيام العراق بدور كهذا. ربما تقبل إيران بهذه الوساطة، لأن من يحكم في بغداد وفي برلمانها تابعٌ لإيران، التي تهيمن على القرارات السيادية وغيرها في العراق، أما أن تقبل الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر دولة في العالم وأكثرها تأثيراً، بمثل هذه الوساطة، التي يقودها فشلٌ حكوميٌ عراقي، فهذا ليس من المنطق في شيء، ومجرد الحديث عنه يدعو للاستغراب".
وأشار المسؤول العراقي السابق إلى أنه لا يتوقع حصول مثل هذه الوساطة، قائلاً: "أعتقد أن هناك سياسيون في بغداد يريدون أن يعطوا لأنفسهم أدواراً وطنية وإقليمية ودولية، إلا أن ذلك بعيد عن الواقع، علاوةً على أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تزال في طور التشكيل، فما الغرض من طرح هذه الأفكار الغريبة الآن؟. هذا إن لم تكن المسألة برمتها محاولة إيرانية للسيطرة على قرار العراقيَّين".
وأضاف: "بعبارة أخرى، حتى لو كان هناك تحركٌ وطنيٌ أو سياسي براغماتي في العراق في هذا الاتجاه، فإن إيران ستأتي لنسفه بمثل هذه الوسائل الغريبة من منطلق تعزيز المحور الإيراني، أي محور القتل والإرهاب، وتحويل العراق إلى قاعدة لتهديد دول الجوار والأمن الاستراتيجي للمنطقة، وكذلك استهداف الأمريكان".
ومضى مثال الآلوسي بالقول إن "العراق لا يصلح للعب دور وساطة بين الولايات المتحدة وإيران، لأن حكومة وبرلمان العراق هما طرف في هذه المشكلة، وليس جزءاً من الحل، يضاف إلى ذلك وجود صراع بين قادة في الإطار التنسيقي من جهة، ورئيس الحكومة وحلفائه من جهة أخرى، حيث يسعى كل طرف إلى الإطاحة بالآخر، كما يحاول كلٌّ منهم أن يثبت لطهران أنه الأجدر بخدمة المصالح الإيرانية داخل العراق وخارجه".
وأكد الآلوسي أن "كلَّ ما ذُكر أعلاه لا ينفي وجود شخصيات عراقية وطنية، وسياسيين على مستوى عالٍ من المهنية مثل وزير الخارجية الدكتور فؤاد حسين، ولكن هذا الأخير لا يستطيع أن يتحدث باسم الحكومة أو الدولة العراقية، لأن القرار العراقي مرهون بيد الإطار التنسيقي والميليشيات والحرس الثوري الإيراني".