على مدار العقود الماضية، قدمت مصر كامل الدعم للقضية الفلسطينية، بالمساعدات وتوفير العلاج والمستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين، وإعمار المدن المتضررة، وخصوصاً غزة، لتخفيف وطأة المعاناة عن الأشقاء، إذ استقبلت آلاف المصابين والجرحى الفلسطينيين لعلاجهم فى مصر والعودة مجدداً إلى بلادهم بعد التعافى، كما فتحت المعابر الحدودية لتقديم كافة المساعدات الإغاثية وقت الحروب واعتداءات قوات الاحتلال على الشعب الفلسطينى.

فى عام 2008 أمرت السلطات المصرية بفتح معبر رفح لعبور الفلسطينيين فى الجانبين لمدة 3 أيام، خاصة المرضى والمصابين والحالات الإنسانية، إثر اعتداء من قبَل دولة الاحتلال، وفى سبتمبر من نفس العام أعادت مصر تشغيل ميناء رفح البرى مجدداً لإدخال المعتمرين والمرضى من قطاع غزة إلى مصر، كما تم تدشين العديد من المبادرات الرئاسية، وتيسير قوافل المساعدات الطبية والإنسانية من الأدوية والمستلزمات والأطقم الطبية لعلاج المصابين جرّاء العدوان على غزة.

وحول الدعم الصحى للأشقاء الفلسطينيين، قال حسام عبدالغفار، متحدث وزارة الصحة، لـ«الوطن»، إنّ موقف الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية معروف وواضح على مدار العقود الماضية، لافتاً إلى أنه فى أعقاب العدوان الإسرائيلى على غزة فى مايو 2021، قامت وزارة الصحة بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتقديم طن من المساعدات الطبية إلى غزة، قُدرت قيمتها بـ14 مليون جنيه، كما تم تجهيز 11 مستشفى ضمت ما يقرب من 900 سرير لعلاج المصابين.

وأوضح «عبدالغفار» أن الـ11 مستشفى عمل فيها 3600 فرد من الأطقم الطبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، والوزارة أعدت خطة تضمنت إرسال 50 سيارة إسعاف لاستقبال الجرحى مع مواصلة العمل على مدار الـ24 ساعة. وحول الأحداث الأخيرة، كشف متحدث «الصحة» أنّ القيادة السياسية وجهت بتقديم كامل الدعم الصحى والطبى للفلسطينيين، فتم رفع درجات الاستعداد بمستشفيات الإحالة فى محافظات منها القاهرة والجيزة وشمال سيناء والإسماعيلية.

وأشار «عبدالغفار» إلى وضع خطة متكاملة بالتعاون بين قطاعات وزارة الصحة، وبينها «الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة، والإسعاف» للتعامل مع المواقف الطارئة، وتقديم المساعدات الطبية.

ولم يقتصر الدور المصرى على تقديم الخدمات العلاجية لأشقائنا الفلسطينيين، بل امتد بجهود دبلوماسية لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء لقطاع غزة، فدائماً ما كانت مصر حاضرة فى كل حرب وعدوان يتعرض له الفلسطينيون من قبَل جيش الاحتلال، من خلال إمداد سكان القطاع بالمساعدات الطبية والمواد الغذائية خلال القصف، أو عند توقف آلة القتل لإعادة إعمار غزة، بعد التدمير الذى تتعرض له نتيجة الغارات وقصف سلاح الجو الإسرائيلى للمنازل والمنشآت المختلفة.

«تحيا مصر» أسهم بـ500 مليون دولار فى تأهيل «غزة» فى 2021

وقبل نحو عامين، وخلال إحدى العمليات العسكرية التى قام بها جيش الاحتلال فى القطاع، دمرت الطائرات مساحات شاسعة وبنى تحتية لعدد من الخدمات، إلاّ أنّ مصر أعلنت، من خلال صندوق «تحيا مصر»، عن تخصيص رقم حساب لإعادة إعمار غزة فى كل البنوك المصرية، حيث خصصت القيادة السياسية المصرية الحساب البنكى لتلقى المساهمات من داخل وخارج مصر لإعادة إعمار غزة وتلبية الاحتياجات المعيشية والدوائية للأشقاء الفلسطينيين.

وتبذل مصر جهوداً مضنية لإعادة إعمار غزة، حيث تتضمن المرحلة الأولى من مشروع إعمار غزة إزالة الركام، والتى تم إنجازها فى 65 يوماً، حيث تم رفع 85 ألف متر مكعب من الركام، أما المرحلة الثانية فتشمل 6 مشروعات، أبرزها تطوير الواجهة البحرية للكورنيش (شمال غزة)، حيث تم إنشاء تجمعات سكنية عبر 3 مدن، الأولى تسمى «دار مصر 1» فى منطقة الزهراء (وسط القطاع)، والمدينة الثانية «دار مصر 2» فى جباليا، والثالثة «دار مصر 3» فى بلدة بيت لاهيا (شمال القطاع).

كما تضمنت هذه المرحلة مشروع تطوير التقاطعات الهامة فى ميدان الشجاعية والسرايا عن طريق إنشاء كوبريين لفك الاختناقات الموجودة فى المنطقتين، وأعلن الرئيس السيسى فى وقت سابق عن منحة مالية بقيمة 500 مليون دولار أمريكى لدعم إعمار غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين المساعدات الطبیة لإعادة إعمار غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة: ملف توطين صناعة المستحضرات والمستلزمات الطبية أولوية

قال الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، إن مصر أولت ملف توطين صناعة المستحضرات والمستلزمات الطبية، وعلى رأسها اللقاحات، أهمية كبرى، من خلال الاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية الناجحة، الأمر الذي يؤهل الدولة المصرية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي مستهدفا تعزيز الإنتاج المحلي للقاحات، وتقليل الاعتماد على الواردات، ما يسهم في تحسين الوضع الصحي والاقتصادي للبلاد، فضلًا عن فتح أبواب التصدير إلى الدول الأفريقية الشقيقة، لتعزيز مكانة مصر إقليما ً ودوليا ً.

تصنيع اللقاحات والمستحضرات الطبية في إفريقيا

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الختامية للمنتدى الثاني لتصنيع اللقاحات والمستحضرات الطبية في إفريقيا بالتعاون مع المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC)، وهيئة الشراء الموحد، والتحالف العالمي للقاحات (Gavi)، ومشروع التعاون الإقليمي لتصنيع اللقاحات.

أهمية كبيرة في صناعة الأدوية

وأشار نائب رئيس الوزراء إلى أن مصر تحظى بأهمية كبيرة في صناعة الأدوية، وتتمتع بمقومات وإمكانات كبيرة، فضلًا عن القدرات التصديرية بهذا القطاع الجيدة، نظرا لما تمتلكه من هياكل وشركات مثل مدينة الدواء المصرية «جيبتو فارما» والشركة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا»، مؤكدا أن وجود تلك الوفود من المنظمات والوكالات العالمية والشركات الدولية بمثابة شهادة دولية على نجاح مصر في تطوير المنظومة الصحية لاسيما في مجال توطين صناعة الأدوية واللقاحات.

وأكد الجهود المشتركة بين وزارة الصحة والسكان والمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها والتحالف العالمي للقاحات، من أجل بناء سوق إفريقي كبير وفق رؤية مستقبلية استراتيجية توفر احتياجات المواطن الإفريقي من كل المستحضرات والمستلزمات واللقاحات بجودة وفاعلية ومأمونية عالية.

وأشار الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الى أن جلسات العمل استهدفت التنسيق الفعال للجهود المستدامة لتصنيع اللقاحات وغيرها من المنتجات الطبية ذات الأولوية في أفريقيا، ومراقبة التقدم واستكشاف العوامل المساعدة لتصنيع اللقاحات الأفريقية مع مشاركة تحديثات الجهات الفاعلة في التصنيع من خلال الرؤي والاستراتيجيات، وأيضا مناقشة خطط وقدرات إنتاج اللقاحات في القارة، بالإضافة إلى الثغرات والتحديات في تلبية تطلعات الاتحاد الأفريقي لإنتاج اللقاحات محليًا، ومراجعة الرؤية الاستراتيجية وخطة العمل لدعم تصنيع المنتجات التشخيصية والعلاجية الرئيسية في القارة.

وأكد أن جلسات المنتدى المختلفة تطرقت لاستكشاف الدور المحوري لتحالف تصنيع اللقاحات في مصر (EVMA) في تسهيل نقل التكنولوجيا وتعزيز الشراكات، وتسليط الضوء على إمكانات مصر كمركز رائد لتصنيع اللقاحات في أفريقيا، حيث تمتلك أكثر من 20% من مرافق تصنيع اللقاحات في القارة، وتطوير البنية التحتية، وتسهيل فرص الاستثمار لتعزيز قدرات الإنتاج المحلية.

وأوضح أن الجلسات تضمنت مشاركة قصص النجاح مع معالجة التحديات الحالية في مجال تصنيع اللقاحات، وأيضا الجهود المشتركة التي تبذلها منظمة الصحة العالمية لتعزيز قدرة إنتاج اللقاحات في مصر والمنطقة المحيطة بها، وكيفية نشر الشراكات المبتكرة مثل EVMA إقليميًا، واستعراض فرص الاستثمار المتاحة لكل من الشركات المصنعة المحلية والدولية التي تتطلع إلى إنشاء أو توسيع عملياتها في مصر.

وقال الدكتور جان كاسيا، المدير العام للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa-CDC)، إن مصر هى الملهمة وحجر أساس للتحالف العالمى لـ تصنيع اللقاحات وتأمين وصولها للقارة الأفريقية، مؤكدًا أن التحالف العالمي للقاحات (Gavi) والمركز الأفريقي (Africa CDC) يشاركان بنشاط مع أصحاب الشأن لتشكيل AVMA وسيكون هناك تعاون مستمر مع الشركات المصنعة لضمان النجاح والتأثير، مشيراً إلي أن التعاون قائم بين منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأفريقي (NEPAD AMRH) والهيئات التنظيمية الوطنية لتعزيز توسيع نطاق الاعتماد المتبادل.

مقالات مشابهة

  • برلماني: الرئيس السيسي يضع ملف إعمار غزة على رأس أولويات الدولة المصرية
  • «الصحة» تصدر دليلا إرشاديا لعلاج النزلات المعوية.. تدفئة وشرب سوائل
  • علاج النزلة المعوية وأعراضها الشائعة
  • مدير مستشفيات غزة: الاحتلال يعرقل دخول المساعدات الطبية ويمنع علاج المرضى
  • الطاقم الطبي بمبرة مصر القديمة ينجح في إجراء عمليات تغيير وزرع للصمام الرئوي والأورطي
  • طرق سحرية للحماية من الإصابة بنزلات البرد
  • خبير اقتصادي: 80% من مساعدات غزة مصرية.. والشعب مستعد يقطع من قوته لأجل القطاع
  • وزير الصحة: مشروع جوستاف روسيه بمصر يعكس التزامها بأجود علاج للمواطنين
  • الخارجية المصرية: نواصل العمل لبدء إعادة إعمار غزة بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم
  • وزير الصحة: ملف توطين صناعة المستحضرات والمستلزمات الطبية أولوية