40 عامًا على هجوم المارينز.. هل يُصعد حزب الله المواجهة؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
تتزامن الذكرى الـ 40 للهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت، مع مخاوف واسعة من التصعيد بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل والولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع العمليات العسكرية الراهنة بين الجيش الإسرائيلي وحماس، ما قد يُنذر بفتح جبهات جديدة للصراع بالمنطقة.
ويرى مراقبون ومحللون في حديثهم لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز حضورها العسكري في المنطقة عبر إرسال أسلحة دفاعية إضافية للشرق الأوسط، كـ"رسالة ردع" لحزب الله وإيران، لعدم الدخول على خط المواجهات الراهنة، ومنع اتساع وتفاقم رقعة الصراع.
ويعتقد المراقبون أنه مع تقدم الحرب بين إسرائيل وحماس، تشير الاشتباكات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى أن حزب الله لا يريد الانخراط بما يتجاوز قواعد الصراع الضمنية التي تم وضعها مع إسرائيل بعد حرب عام 2006، على الأقل في الوقت الراهن.
ونشر الجيش الأميركي قطعا بحريا ضخمة في البحر المتوسط قبالة شواطئ لبنان، للضغط على "حزب الله" بعد فتح جبهة جديدة للحرب، حال تنفيذ الجيش الإسرائيلي للاجتياح البري في غزة، كما أعلن البنتاغون إرسال أنظمة دفاعية إضافية إلى الشرق الأوسط على رأسها منظومة دفاع جوي من طراز ثاد والمزيد من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية باتريوت.
ماذا نعرف عن هجوم المارينز؟
في 23 أكتوبر 1983، نفذ حزب الله تفجيرًا انتحاريًا استهدف ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت، أسفر عن مقتل 241 جنديًا أميركيًا، بجانب إصابة 128 آخرين. في هذا اليوم، انفجرت شاحنة مفخخة في المجمع السكني حيث كان يقيم أعضاء أميركان وفرنسيين من القوة المتعددة الجنسيات في لبنان في مطار بيروت الدولي. كانت القوة المتعددة الجنسيات موجودة في لبنان كجزء من مجهود دولي لحفظ السلام. في وقت لاحق من ذلك اليوم، قُتل 58 جنديا فرنسيا في هجوم مماثل، وتعتقد الخارجية الأميركية أن حزب الله هو الذي نظم هذا الهجوم. اعتبرت الإدارة الأميركية أن تفجير مقر مشاة البحرية الأميركية "كان الشرارة التي أطلقت الحرب على الإرهاب". فرص التصعيد
وترى كبيرة باحثي معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، حنين غدار، في تحليل نشرته مؤخرًا، أن "حزب الله يريد جني ثمار الحرب دون المخاطرة بفقدان موقعه الاستراتيجي في لبنان".
وتصاعدت الاشتباكات عبر الحدود حيث أطلق حزب الله صواريخ موجهة علىمواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود الشمالية، في حين رد الجيش الإسرائيلي بقصف عدّة مناطق.
وقالت: "هذه المشاركة المحسوبة يمكن أن تتغير في أي لحظة، وتصبح حربا واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل بسبب الحسابات الخاطئة أو التغيير في تقييمات حزب الله أو إيران".
وأشارت "غدار" إلى انتهاج حزب الله استراتيجية "لم تتغير"، تقوم على تصعيد محدود على طول الحدود، وتشتيت انتباه إسرائيل بشأن فرص نشوب حرب في لبنان، مع الحفاظ على قدر من إنكار بعض العمليات.
وخاضت إسرائيل حربين مع لبنان على مدى العقود الأربعة الماضية، آخرها في عام 2006، كما تصاعدت التوترات لسنوات مع حزب الله، الذي صنفته الولايات المتحدة كـ"منظمة إرهابية"، في حين تخشى السلطات الإسرائيلية من أن هجوم حماس المفاجئ يوم 7 أكتوبر، قد يشجع عناصر الحزب لشن هجمات واسعة النطاق.
ومنذ عام 2006، كانت استراتيجية حزب الله هي الحفاظ على الردع، وتعزيز نفوذه الإقليمي، مع الاستمرار في تطوير مخزون كبير من الصواريخ الدقيقة، فمن من بين ما يقدر 130 ألف صاروخ يحتفظ بها حزب الله، هناك بضع عشرات من الصواريخ الموجهة بدقة.
موقف الهجوم البري
من جانبه، ربط نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، بين تنفيذ إسرائيل للاجتياح البري في قطاع غزة، وإمكانية تصعيد حزب الله لعملياته ضد الجيش الإسرائيلي.
وقال "ملروي" في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "إذا شن الجيش الإسرائيلي تدخلًا برياً في غزة، مع تدمير قدرات حماس بشكل كبير، فسيكون هناك ضغط كبير على حزب الله للانضمام إلى القتال بشكل كامل، مما يخلق جبهة أخرى".
وأضاف: "أعتقد أنحزب الله لا يريد القيام بذلك، ولكن من المحتمل ألا يكون هذا هو الخيار الوحيد أمامه أو سيفقد كل مصداقيته".
لكن المسؤول الأميركي السابق يعتقد أنه "إذا حدث هذا، فإن فرصة تورط الولايات المتحدة عسكريا مباشرة في المنطقة ترتفع بشكل كبير".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الحرب بين إسرائيل وحماس مواقع عسكرية إسرائيلية هجوم حماس إسرائيل حزب الله غزة لبنان حزب الله حزب الله وإسرائيل هجوم بيروت الحرب بين إسرائيل وحماس مواقع عسكرية إسرائيلية هجوم حماس إسرائيل حزب الله أخبار فلسطين الجیش الإسرائیلی فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن قتلها مسؤولا ميدانيا بـ"حزب الله" بغارة جنوب لبنان
قالت إسرائيل، الثلاثاء، إنها قتلت مسؤولا ميدانيا بـ"حزب الله" بغارة بمنطقة عيترون جنوب لبنان، دون تعقيب من الحزب أو الحكومة اللبنانية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأن "طائرة مسيرة للجيش نفذت هجوما في وقت سابق اليوم بمنطقة عيترون جنوب لبنان، وتم القضاء على قائد خلية في منظومة العمليات الخاصة في حزب الله".
ولم يعلن الجيش اسم الشخص المستهدف، فيما لم يعلق "حزب الله" أو الحكومة اللبنانية على الفور على بيان الجيش الإسرائيلي.
وبوقت سابق اليوم، أفادت وكالة أنباء لبنان بمقتل شخص وجرح ثلاثة جراء قصف مسيرة إسرائيلية سيارة في عيترون بمحافظة النبطية.
وذكرت لاحقاً، أن الغارة الإسرائيلية استهدفت سيارة نقل صغيرة في عيترون وأدت إلى مقتل شخص، دون تحديد هويته.
فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، مقتل شخص وإصابة 3 آخرين بينهم طفل جراء غارة من مسيرة إسرائيلية على سيارة جنوب البلاد.
تأتي هذه الاعتداءات في سياق سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية اليومية جنوب لبنان، لاتفاق وقف النار مع حزب الله وللقرار الدولي 1701.
وفي 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف القتال بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، ارتكبت إسرائيل أكثر من 1440 خرقا له، ما خلّف نحو 125 قتيلا و371 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات لبنانية رسمية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا بينما تواصل احتلالها 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.