الفلسطينيون صامدون.. والإرهاب يتواصل
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
غزة "وكالات": تصدت المقاومة الفلسطينية اليوم لتوغل بري إسرائيلي محدود شرق خانيونس في قطاع غزة، بينما تواصل القصف الإسرائيلي الوحشي على مختلف المناطق في غزة اليوم، وقالت وزارة الصحة في غزة إن 436 شخصا استشهدوا في الضربات الجوية الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، معظمهم في جنوب القطاع الضيق والمكتظ بالسكان، ما رفع حصيلة الشهداء الى أكثر من 5087، بينهم 2055 طفلا، منذ بدأ الحرب.
ومع حصار 2.3 مليون شخص في المنطقة ونقص الإمدادات الأساسية، بدا أن زعماء الاتحاد الأوروبي مستعدون للدعوة إلى وقف أعمال القتال حتى يتيسر وصول المساعدات.
وقالت إسرائيل إن قوات برية نفذت توغلات محدودا ليل الاحد، وأعلنت كتائب القسام، أن مسلحيها "أوقعوا قوة إسرائيلية في كمين شرق خانيونس بعد عبورها السياج الفاصل بعدة أمتار وأن المقاتلين التحموا مع القوة فدمروا جرافتين ودبابة وأجبروا القوة على الانسحاب".
ولم تعلق إسرائيل على الحادث.
وحذرت الأمم المتحدة إن المدنيين يفتقرون إلى الغذاء والماء والعقاقير وأماكن للاحتماء من القصف المتواصل الذي دمر مساحات شاسعة من القطاع، وقالت إن المساعدات التي دخلت حتى الآن تعادل نحو أربعة بالمئة فقط من المتوسط اليومي الذي كان يدخل القطاع قبل أعمال القتال.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن التعزيزات العسكرية الامريكية الراهنة في الشرق الاوسط تهدد ب"تصعيد" الحرب.
وتطرق لافروف خلال اجتماع دبلوماسي إقليمي في طهران الى إرسال الولايات المتحدة لبوارج الى الشرق الاوسط، فرأى أنه "كلما اتخذت دولة ما اجراءات استباقية مماثلة، بات خطر تصعيد النزاع كبيرا".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع والمرض يفتكان بمئات الأطفال في غزة
لم يعد السكان في غزة يجدون ما يطعمون به الأطفال أو الرضّع الذين يموتون ببطء بسبب مواصلة إسرائيل محاصرة القطاع، ومنعها إدخال أي مساعدات منذ شهرين.
ففي ما تبقى من مستشفيات القطاع، يرقد أطفال صغار بلا غذاء ولا دواء، يصارعون الموت البطيء، وهو مشهد تعيشه آلاف الأسر في غزة.
ومن بين هؤلاء، الطفل أسامة ذو الأربعة أعوام، الذي فقد 4 كيلوغرامات من وزنه بسبب عدم وجود دواء أو غذاء، كما تقول والدته التي أشارت إلى أن وزنه كان 13 كيلوغراما، لكنه وصل اليوم إلى أقل من 9 كيلوغرامات.
وكمئات الأطفال في غزة، يعاني أسامة بسبب إغلاق المعابر من انعدام الدواء والغذاء ومنعه في الوقت نفسه من الخروج لتلقي العلاج خارج القطاع.
لا طعام ولا دواء
وقالت والدة الطفل إنها لا تجد له طعاما أو دواء، وإنها في الوقت نفسه لا يمكنها شراء الغذاء والأدوية في حال توفرها، وناشدت بتسريع إخراج طفلها لتلقي العلاج في الخارج.
ووفقا لرئيس قسم الأطفال بمستشفى خان يونس جنوبي القطاع الدكتور أحمد الفرا، فإن الوزن الطبيعي لطفل في سن أسامة يجب ألا يقل عن 16 كيلوغراما، مما يعني أنه فقد نصف وزنه بسبب التجويع الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين.
وتحتاج حالة هذا الطفل إلى البروتين بشكل يومي حتى يمكنه تعويض ما فقده من وزنه، لكنه لم يحصل على أي بروتين منذ استئناف إسرائيل الحرب ومنعها إدخال المساعدات قبل 59 يوما، كما يقول الفرا.
إعلانهذا النقص في البروتين أصاب أسامة بنحول شديد وفقدان للعضلات والنسيج الشحمي، وهو في وضع يقول الفرا إنه ينذر بالوفاة، ويتطلب تحويله وغيره من الأطفال للخارج ما لم يتم إدخال الغذاء والدواء.
لكن الفرا يقول إن إرسال هؤلاء الأطفال لتلقي العلاج في الخارج ليس حلا، وإن فتح المعابر ووقف الحصار هو الحل الصحيح، لأنه من غير المعقول أن يتم نقل كافة أطفال أو سكان القطاع للخارج لأن إسرائيل قررت تجويعهم.
وقال الفرا إن على العالم التحرك لوقف هذا التجويع والقتل الذي يتعرض له المدنيون في غزة، لأنهم بشر وليسوا أرقاما.
المساعدات غير قابلة للتفاوض
في غضون ذلك، حذرت وزارة الصحة من تدهور الوضع الصحي للطفلة سوار عاشور البالغة من العمر 5 أشهر، بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الغذاء المناسب.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الطفلة تعد واحدة من بين 65 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في القطاع، بسبب منع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء، وطالب بفتح معابر قطاع غزة فورا لإدخال المساعدات والمكملات الغذائية والطبية والأدوية.
في الوقت نفسه، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل لليوم الـ60 حصاره المطبق على قطاع غزة، عبر إغلاق كل المنافذ أمام المواد الضرورية للحياة.
وأكدت الحركة، في بيان، أن "فصول المجاعة في القطاع تشتد مع نفاد مخزونات الغذاء واستهدافها بالقصف ضمن حرب الإبادة الوحشية"، واعتبر البيان أن مواصلة حكومة الاحتلال استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة "يعتبر استخفافا بالمجتمع الدولي".
ودعت الحركة دول العالم ومؤسسات الأمم المتحدة إلى الضغط على الاحتلال لإنهاء جريمة التجويع الممنهج، كما جددت النداء للدول العربية والإسلامية وشعوبها للتحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إعلانبدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المساعدات غير قابلة للتفاوض، وإن على إسرائيل حماية المدنيين والموافقة على برامج الإغاثة وتسهيل تنفيذها.
وأضاف أنه يشعر بالقلق من تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن استخدام المساعدات الإنسانية كأدوات ضغط عسكري، وقال إن الوقت قد حان لوقف التهجير المتكرر في غزة.
وتواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع كافة، ومنع إدخال المساعدات الطبية والغذائية والوقود، فضلا عن استهدافها المستمر للمستشفيات ومخازن الطعام.