استقبلت مراكز الإيواء بمحافظة ظفار 4 آلاف و 556 شخصا منذ بدء عمليات الإخلاء، بينهم 904 مواطنين، و 3661 وافدًا.

وقال محمد بن حمد الكلباني، مشرف قطاع الإغاثة والإيواء بوزارة التنمية الاجتماعية: إن القطاع جهز 69 مركزًا بينها 43 مدرسة و 26 فندقًا بطاقة استيعابية تصل إلى 15 ألف شخص، وتم تفعيل 31% من هذه المراكز.

وأوضح الكلباني أنه تم إخلاء خمس مناطق في محافظة ظفار بشكل كلي، شملت المركز الإداري في ولايتي رخيوت وضلكوت، والمنطقة الوسطى بولاية صلالة ومنطقة عدونب وبعض المناطق بولاية المزيونة.

وأشار إلى أن مراكز الإيواء تتم إدارتها وتشغيلها من قبل موظفي قطاع الإيواء بالشراكة مع الفرق الخيرية ولجان التنمية، كما وُفرت المرافق والمستلزمات والإعاشة و الخدمات الطبية الضرورية .

ولاية ضلكوت

وفي ولاية ضلكوت قال محمد بن سعيد العامري مشرف مركز الإيواء: "تم تأمين مراكز الإيواء في ولاية ضلكوت بكافة المستلزمات الأساسية ، وذلك بالتنسيق والتعاون مع عدة جهات، منها الصحة وشرطة عمان السلطانية وقطاعات أخرى؛ لتوفير كافة المستلزمات منها الكهرباء وشبكة الهاتف والماء، وتضم مراكز الإيواء في الولاية ٢٥٠ مواطنا ومقيما.

فيما قال سعيد بن سهيل محاد حاردان، أحد المواطنين الموجودين في مركز الإيواء: "تم إبلاغنا من الجهات المختصة بالتوجه إلى مركز الإيواء في مدرسة حفوف للتعليم الأساسي، ولم نتردد أبدا بقصد المركز ، وذلك يقينا منا أن هذه الخطوة تصب في صالحنا وتوفر لنا المكان الآمن حتى انقشاع الحالة المدارية، والجميع هنا يتمتع بالحماية ولديه كل الأساسيات التي تم توفيرها".

وبدوره قال علي بن أحمد زعبنوت ممثل بلدية ظفار في مركز إيواء حفوف: "بلدية ظفار على جاهزية تامة للتعامل مع الحالة، قبل وأثناء وبعد انتهائها، وذلك من خلال توفير المعدات والموارد البشرية؛ لفتح الطرق، وردم الحفر، إذا ما استدعى الأمر، إضافة إلى أعمال التنظيف والإزالة وغيرها من المهام.

ولا تخلو مراكز الإيواء من الخدمات الصحية، وحول ذلك تقول الدكتورة لمياء جميل: "تم تجهيز عيادة مصغرة في مركز الإيواء في مدرسة حفوف وذلك بدءا من يوم السبت الماضي، والعيادة مزودة بالمعدات الطبية الضرورية والأدوية، واستقبلت العيادة العديد من الحالات وتم علاجها، إضافة إلى توفير العلاجات لأصحاب الأمراض المزمنة، ولم نتلقَ إلى الآن حالات حرجة تستدعي نقلها إلى مراكز صحية أو مستشفيات".

هدوء نسبي

ومن ولاية صلالة إلى ولاية سدح مرورا بولايتي طاقة ومرباط، تحول ترقب الأهالي للإعصار ومخاطره إلى استمتاع بالأجواء، مع الحيطة والحذر، حيث استبشروا بالأجواء الماطرة خاصة مع تراجع تصنيف الحالة المدارية إلى عاصفة.

ففي ولاية صلالة قضى المواطنون اليوم بشكل عادي، حيث شهدت الولاية زخات ماطرة متفرقة بين الحين والآخر، ومارس الأهالي والمقيمون حياتهم بشكل طبيعي وقضوا الإجازة مع أسرهم في المنازل، ولم تشهد الطرقات أي ازدحام طوال أوقات الصباح و الظهيرة، فيما واصلت المحال التجارية والأسواق نشاطها المعتاد، دون حدوث ما يستدعي الإغلاق.

وفي ولاية طاقة كان المشهد مشابها، حيث سارت الجوانب الحياتية للناس بشكل معتاد، وخرج بعض الأهالي للاستمتاع بالأجواء والطقس الغائم، مع حرصهم على عدم الابتعاد عن منازلهم.

وفي ولاية سدح، لم يكن المشهد مختلفا كثيرا، حيث شهدت أمطارا متفرقة بين الحين والآخر، في حين كان الصيادون يطمئنون على مراكبهم انتظارا لاستقرار الأجواء.

الطريق إلى نيابة حاسك كان سالكا، يحفه السكون لولا مرور طواقم من رجال الشرطة والدفاع المدني الذين حرصوا على وجودهم لخدمة مستخدمي الطريق، وفي النيابة خرج الأهالي برفقة أسرهم، لمشاهدة شلالات "ناطف" التي انهمرت من سفوح الجبال مشكلة لوحة من الجمال، حولت هواجس الخوف من الإعصار وآثاره إلى يوم جميل يذكرهم بفصل الخريف الذي ودع محافظة ظفار منذ شهرين تقريبا.

وتواصلت الأجواء الغائمة على ولايات المحافظة في فترة المساء ، حيث تهطل بين الحين والآخر زخات ماطرة، تلطف الأجواء، بينما تواصل كافة الجهات المعنية جهودها في متابعة ما قد يطرأ من مستجدات الحالة المدارية حتى يعلن عن انحسارها وانتهاء تأثيراتها كليا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مراکز الإیواء الإیواء فی فی ولایة

إقرأ أيضاً:

سوق شاطئ الحافة التراثي.. تجسيد حي للأصالة والمعاصرة (1- 2)

 

 

خالد بن سعد الشنفري

سوق شاطئ الحافة التراثي أصبح اليوم في أبهى حُلله، يزين واجهة شاطئ الحافة بجماله التراثي الفريد. لقد تجاوز التوقعات، ليقدم مزيجًا ساحرًا من الأصالة والمُعاصرة، ويتحول إلى أيقونة معمارية وثقافية تشد الأنظار وتُدهش الزوار.

هذا السوق يمثل المرحلة الأولى من مشروع تطوير منطقة الحافة، التي نزعت ملكيتها للمنفعة العامة بموجب المرسوم السلطاني رقم 83/2006. بتكلفة إجمالية بلغت 8.4 مليون ريال حتى الآن، أصبح السوق أيقونة تجمع بين الأصالة والمعاصرة في أروع صورها.

ومما زاد ذلك تجليا إقامة النصب التذكاري للتاجر والرحالة الصيني الشهير تشنغ خه، الذي زار ظفار في حقب تاريخية غابرة، والممول من قبل سفارة جمهورية الصين الصديقة. يتربع النصب التذكاري بفخر أمام السوق والمنطقة التراثية الجاري تخطيطها وإحياؤها بكل عناية ودقة؛ حيث وصفت شبكة تلفزيون الصين الدولية بأنَّ النصب يقع في المنطقة المحورية للثقافة والسياحة والتجارة التي أنشأتها محافظة ظفار.

مع قرب بدء التشغيل الكامل لمحلات سوق شاطئ الحافة التراثي الجديد، الذي شيد بفخامة على واجهة شاطئ بحر الحافة، تزداد التكهنات والتساؤلات حول مصير سوق أكشاك بيع اللبان والبخور الظفاري ومُشتقاته الحالي.

كان ولا يزال من أقدار الحافة أنها عُرفت تاريخيًا بأنها سوق ظفار قديمًا وحديثًا، كونها تتوسط الشريط الساحلي لظفار وأكثر كثافة سكانية بها وتتوسط مدينة البليد التاريخية وقصر الحصن العامر، فقد عرفت الحافة قديمًا باسم "الحرجاء"، وكانت تُعد أحد الأسواق المتخصصة الواقعة في الناحية الغربية لسور البليد العظيم. هذا السور الضخم، الذي لا تزال شواهد بقايا أبراجه قائمة بحجارتها الضخمة وارتفاعه الذي يصل إلى 4 أمتار، يُعتبر رمزًا للتراث الحضاري.

مدينة البليد، المعروفة أيضًا باسم "المنصورة"، كانت تُعتبر جوهرة العصور الماضية. شهدت زيارة العديد من الرحالة المشهورين، من بينهم ماركو بولو الذي وصفها بأنها: "أشهر مدينة في المنطقة كلها في عصرها عمرانًا وتجارة وحضارة واقتصاد."

وكانت الحافة تطل على البليد من بوابة سور البليد من ناحية الغرب، المعروفة باسم "باب الحرجاء"، والذي كان يحمل اسم الحافة القديم في ذلك الوقت. وذكر ابن بطوطة في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار" ما يلي: "ولهم سوق بربض يدعى الحرجاء". وفي فترة زمنية متقاربة، زارها الرحالة ابن المجاور وكتب: "والثاني مما يلي الغرب ويسمى باب الحرجاء ينفذ إلى الحرجاء، والحرجاء مدينة لطيفة جدًا اختطت على ساحل البحر بالقرب من البليد".

وفي العصور القريبة، زار الرحَّالان بنت وزوجها الحافة عام 1894؛ حيث ذكرا في كتابهما: "جنوبي جزيرة العرب بعد الكثير من الحركات المتعرجة ورفرفة الأشرعة وصلنا أخيرا للحافة حيث يقع حصن الوالي سليمان على مرمى حجر من الشاطيء". وأضافا في نفس الكتاب: "نزولا بجانب ساحل الحافة يوجد انحباس مربع أو سوق؛ حيث لا يزال من الممكن رؤية أكوام اللبان المُعدَّة للتصدير".

ويبدو أن منظر السوق تحت سعف أشجار النارجيل ظل هو المستمر والمسيطر على مشهد السوق التاريخي بالحافة حتى بالرغم من تأسيس سوق ظفار القديم الذي أُسس بداخل سور قصر الحصن العامر بالحافة، إذ تم تأسيس السوق على شكل بخاخير في عهد السلطان تيمور، رحمه الله، أول سلاطين آل سعيد الذين استقروا في ظفار لفترات طويلة، وأداروا حكم عُمان منها. وتوجد وثيقة متداولة بخط السلطان تيمور وتوقيعه مؤرخة في 28 من شهر صفر سنة 1342 هجري حول موضوع السماح لأحد التجار ببناء بخاخير في هذا السوق، مما يعني أنه تأسس قبل مائة عام تقريبا من اليوم.

قبل ذلك، كانت بعض الدكاكين التي تبيع مواد متنوعة توجد في وسط الأحياء السكنية في كلا من صلالة والحافة والدهاريز وعوقد. تم منع البيع في هذه الدكاكين تدريجيًا خلال ثلاث سنوات من تأسيس سوق ظفار ليقتصر وجودها على هذا السوق ليكون قريبًا من الميناء والفرضة.

وفي أعقاب النهضة المباركة والتوسعات الضخمة التي شهدها قصر الحصن وملحقاته، تم إزالة هذا السوق بالكامل وانتقلت الدكاكين منه إلى أسواق الشوارع الرئيسية الحديثة في الأحياء السكنية أو إلى السوق المركزي الجديد الذي شيد في صلالة في الثمانينيات كبديل عن السوق القديم.

وبالرغم من نشأت سوق ظفار المجاور لقصر الحصن في عهد السلطان تيمور، إلّا أن سوق الحافة التاريخي ظل مستمرًا وتخصص في بيع للاسماك والخضار والفواكه واللحوم إلى أن تم نقلها تمامًا إلى سوق صلالة المركزي، وقد عرف هذا السوق الى فترات قريبة باسم "ماركيت الحافة". وكان هذا السوق معروفًا لكل من هم في نفس عمري من أبناء ظفار، وكان مختصًا ببيع الأطعمة الثلاثة المشار إليها أعلاه بصفة أساسية نظرًا لقربه من شاطئ البحر (حوالي 100 متر فقط)، إضافة إلى بيع أسماك اللخام المجففة وسمك المالح المعمر.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محافظ أسوان يستمع لمطالب الأهالي ويؤكد على تحسين الخدمات
  • رئيس جامعة سوهاج: المستشفيات الجامعية استقبلت 139 ألف مريض خلال عام 2024
  • افتتاح مركز إسعاف “مربة” بعد إعادة تأهيله ضمن خطة شاملة لتطوير مراكز هيئة الهلال الأحمر السعودي
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع مساعدات إيوائية طارئة بمحافظة شبوة
  • الوقف في ظفار
  • سوق شاطئ الحافة التراثي.. تجسيد حي للأصالة والمعاصرة (1- 2)
  • تدريب 35 مشارك على إدارة المشاريع المنزلية والاستقلال المالي بمحافظة ظفار
  • الاحتلال الإسرائيلي يتوغّل في مركز القنيطرة السورية وحملة مداهمات لنزع سلاح الأهالي 
  • «الإفتاء»: وحدة حوار استقبلت 1485 حالة في مسائل العقيدة والشريعة خلال 2024 
  • «معلومات الوزراء»: إفريقيا استقبلت 7% زيادة في عدد السياح في أول 7 أشهر من 2024