انحسار الحالة المدارية إلى عاصفة .. وضلكوت ورخيوت تسجلان أعلى كمية هطول

شهدت الولايات الساحلية والمناطق الجبلية لمحافظة ظفار وأجزاء من محافظة الوسطى اليوم أمطارًا متفاوتة الغزارة ونزول عدد من الأودية والشعاب، وسجلت أجهزة الرصد أعلى كمية هطول للأمطار في ولاية رخيوت بلغت 50 ملم حتى الساعة الثانية من ظهر اليوم الاثنين، فيما تم تسجيل 49 ملم في ولاية ضلكوت، و41 ملم في ولاية صلالة، وفي ولاية سدح 19 ملم، ومرباط 16 ملم، وشليم وجزر الحلانيات 11 ملم.

وأكد المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بهيئة الطيران المدني عبور مركز الحالة المدارية عبر محافظة المهرة بالجمهورية اليمنية بين ليلة "اليوم" وصباح "اليوم". انحسار الحالة المدارية إلى عاصفة مدارية واستمرار تأثر بعض ولايات محافظة ظفار بأمطار متفاوتة الغزارة.

وقد بيّن تقرير المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة استمرار التأثير على محافظة ظفار والأجزاء الجنوبية لمحافظة الوسطى خلال الساعات القادمة بهطول أمطار غزيرة إلى شديدة الغزارة من "50 ـ 300" ملم تؤدي إلى جريان للأودية والشعاب، وهبوب رياح نشطة إلى شديدة السرعة "40 ـ 70" عقدة، ويكون البحر هائج الموج على سواحل بحر العرب ويتراوح ما بين "5 ـ 10 أمتار" مع احتمال امتداد مياه البحر على المناطق الساحلية المنخفضة والخيران.

وأهابت هيئة الطيران المدني بالجميع ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية، والابتعاد عن الأماكن المنخفضة، كما تهيب بعدم ارتياد البحر خلال هذه الفترة.

وأكدت موزة المرهوبية أخصائية أرصاد جوية بدائرة التنبؤات ونظام الإنذار المبكر في هيئة الطيران المدني اليوم: أن الإعصار"تيج" تحوّل إلى عاصفة مدارية مع عبوره اليابسة، وشهدت ولايات محافظة ظفار اليوم الاثنين هطول أمطار متفاوتة الغزارة بلغت ما بين 50 ـ 300 ملم، ومن المتوقع أن يبلغ هطول الأمطار خلال اليوم الثلاثاء بين 50 ـ 100 ملم، وسيصل حجم الهطول خلال غدٍ الأربعاء بين 20 ـ 50 ملم، مع ارتفاع أمواج البحر التي بلغت ما بين 5 ـ 10 أمتار.

وقد أوضحت دائرة التنبؤات ونظام الإنذار المبكر بهيئة الطيران المدني أن تشكُّل حالة مدارية في هذا الوقت أمر معتاد ونحن في الفترة الثانية من تشكل الحالات المدارية في بحر العرب وتسمى محليًّا بـ "الأحيمر"، وما ميّز هذه الحالة المدارية عن باقي الحالات التي شهدتها سلطنة عُمان سرعة الحركة وتطور التصنيف وهذا يرجع للظروف المواتية في بحر العرب من احترار المسطحات المائية، وتوفر بيئة مناسبة لرياح القص العمودية والرطوبة الجيدة التي تعد وقودا مشغّلا لهذه الأنظمة.

ومن المتوقع خلال اليوم الثلاثاء تدفق السحب وهطول أمطار غزيرة إلى شديدة الغزارة "50 ـ 100" ملم تؤدي لجريان الشعاب والأودية ورياح نشطة "20 ـ 60" عقدة تؤدي لتطاير المواد غير الثابتة، وارتفاع موج البحر "5 ـ 10" متر على سواحل بحر العرب، واحتمال امتداد مياه البحر إلى المناطق الساحلية المنخفضة، فيما تشير التوقعات غداً الأربعاء إلى تدفق السحب وهطول أمطار متفاوتة الغزارة "20 ـ 50" ملم تؤدي لجريان الشعاب والأودية وانخفاض موج البحر ليصل إلى "1.5 ـ 2.5 متر" على سواحل بحر العرب.

فريق طبي

أكد قطاع الاستجابة الطبية والصحة العامة على تفعيل الفريق الوطني للاستجابة الطبية وارسال مجموعة من الاطباء الاستشاريين والاختصاصيين من محافظة مسقط إلى محافظة ظفار للتعامل مع الحالة الجوية .

وقال الدكتور محمد بن سيف البوصافي مدير مركز إدارة الحالات الطارئة بوزارة الصحة لـ"عمان" : عملت الوزارة على إمداد كافة المؤسسات الصحية العاملة في المحافظة بكافة الاحتياجات والمستلزمات من القوى البشرية والأجهزة الطبية والأدوية"، مشيرا إلى أنه تم تفعيل خطة الطوارئ بإمداد المستشفيات بالمولدات الكهربائية البديلة والوقود اللازم بالتعاون مع وزارة الدفاع وقطاع الخدمات الاساسية.

وأشار إلى أن وزارة الصحة قمات بإرسال فريق طبي متخصص من محافظة مسقط إلى محافظة ظفار لتقديم الاسناد اللازم للمرضى في القطاع الصحي خلال الحالة المدارية وتفعيل الفريق الوطني للاستجابة الطبية فهو جزء من منظومة عمل الاستجابة الطبية والصحة العامة بالشراكة مع كافة القطاعات بلغ عددهم 20 طبيبا مختصا من استشاري واختصاصي في طب الطوارئ والعناية المركزة والجراحة والأطفال بالاضافة إلى طاقم تمريضي متخصص في الحالات الطارئة والعناية المركزة يعني الفريق بتقديم الدعم اللازم للمؤسسات الصحية في محافظة ظفار في الحالات الطارئة، كما سيعمل الاطباء ضمن الفريق الطبي الطائر الذي سيفعل ان استدعت الأوضاع بالتعاون مع سلاح الجو وشرطة عمان السلطانية وتقديم الدعم الفني للطواقم الطبية والفنية في المحافظة كما يقوم الفريق الطبي بالتأكد من توفر كافة المواد والمستلزمات الطبية ويعد الفريق الطبي جهد وطني متكامل بالتعاون مع كافة الشركاء الوطنيين.

وتابع البوصافي في تصريحه: المؤسسات الصحية التي اغلقت تم وضع بدائل لها فقد حددت وزارة الصحة عدد من المستشفيات البديلة كمركز طب وجراحة القلب بصلالة والمستشفى العسكري الذي استقبل عدد من الولادات منذ بدء الحالة المدارية والحمد لله لم تسجل اصابات مرتبطة بالحالة الجوية فلم تسجل حالات حرجة أو غرق .

وأوضح مدير مركز إدارة الحالات الطارئة بوزارة الصحة بأنه لم تسجل اضرار وقعت على المنشآت الصحية بمحافظة ظفار حتى الان إلا أن الخدمات في بعض المؤسسات ما زالت مغلقة احترازيا مثل العيادات التخصصية بمستشفى السلطان قابوس وكذلك مركز صلالة الجديدة ومركز الدهاريز بولاية صلالة، في حين لا يعمل ايضا مستشفى سدح ومستشفى رخيوت الذي نقل الخدمة فيه إلى مركز شهيب اصيب. وخارج عن الخدمة عدد من المراكز الصحية الاخرى كمركز الحلانيات بولاية شليم ومركز أندت بولاية المزيونة وفي ولاية ضلكوت مركزي ضلكوت وصرفيت، ورجوع المؤسسات إلى العمل تدريجيا يعتمد على قرارات المركز الوطني للحالات الطارئة وانحسار الحالة المدارية .

البحث والانقاذ

وفي قطاع البحث والإنقاذ أكد النقيب علي الفارسي من هيئة الدفاع المدني والإسعاف أنه لم تتلق الهيئة أي بلاغ احتجاز في الأودية إلى الآن، وهناك العديد من الفرق المنتشرة كفرق الغواصين، بالإضافة إلى انتشار فرق الإنقاذ في مواقع مختلفة من محافظة ظفار في قطاعات تنبثق منها عدة نقاط متقدمة لضمان سرعة الاستجابة في المناطق المتوقع تأثرها بالحالة المدارية تيج، كما تم تفعيل مركز عمليات متنقل فعال لمدة 24 ساعة.

وأشار إلى أن نقاط انتشار الهيئة المتقدمة بمحافظة ظفار تمثلت في مركز شرطة شليم، ومركز شرطة حاسك، ومركز شرطة سدح، ومركز شرطة خفر السواحل صرفيت، ومركز شرطة شهب اصعيب رخيوت.

ودعا المواطنين والمقيمين إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وتجنب الوقوف تحت الأشجار العالية والمنفردة وأعمدة الكهرباء أثناء هطول الأمطار والعواصف الرعدية، والتأكيد من سلامة إقامة العاملين وإبعادهم عن المواقع الخطرة، واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية ومتابعة النشرات الجوية الصادرة عنها، وحث على الابتعاد عن الأماكن المنخفضة والتجمعات المائية ومجاري الأودية أثناء هطول الأمطار.

أما في قطاع الخدمات الأساسية قال المهندس عمر بن أحمد سالم مدير دائرة صيانة الطرق بظفار: لا توجد أية تأثيرات تذكر على الطرق بالمحافظة، فقط بعض الأتربة والصخور التي تساقطت على بعض الطرق وتم التعامل معها وإزالتها، وأكد قطاع الخدمات الأساسية على جاهزيته للتعامل مع تأثيرات الحالة المدارية تيج، مع وضع كل الإمكانات اللازمة للتعامل مع أي أضرار محتملة على الطرق، كما تم توجيه شركات الطرق بتوفير المعدات وتوزيع فرق الاستجابة الميدانية لفتح وصيانة الطرق التي قد تتضرر.

كثفت دائرة الطرق بمحافظة الوسطى جهودها للوقوف على كافة الاستعدادات والتجهيزات للتعامل مع الحالة المدارية "تيج".

وقال بخيت بن سالم العوائد مدير دائرة الطرق بمحافظة الوسطى: إنه تم تفعيل خطة الطوارئ الداخلية والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وتجهيز المعدات اللازمة ونشرها في مواقع آمنة في محيط ولاية الجازر للقيام بأعمال وفتح الطرق وإصلاحها إن دعت الحاجة لضمان سلامة مرتادي الطريق.

وأكد أن الدائرة تعمل وبالتنسيق مع كافة الجهات المعنية على رفع الجاهزية والإسناد خلال فترة الحالة المدارية حيث قامت بتوزيع ۲۳ معدة في المحافظة مع وجود فريق للإشراف وتحريك المعدات بالتنسيق مع كل الجهات المعنية.

معالجة النفايات

وفي قطاع إدارة النفايات أشار عصام بن يحيي الشرجي مدير عام شؤون شركة بيئة: أن شركة بيئة اتخذت ضمن قطاع الخدمات الاساسية وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة واللجنة الفرعية بالمحافظة والمركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة التدابير التالية للتعامل مع الحالة المدارية، وقامت بيئة بتعزيز الدعم الطارئ للولايات المتوقع تأثرها بالإعصار من خلال إرسال معدات إضافية، بما في ذلك معدات ثقيلة، والتحقق من استعداد المعدات الإضافية المخصصة لدعم جهود التعافي وضمان جاهزيتها و تم تجهيز وتدريب موظفي إضافيين لدعم عمليات الاستعداد والتعافي، و التحقق من جاهزية مرافق استقبال النفايات، التي اشتملت على المحطات التحويلة بصلالة ومرباط والمردم الهندسي بثمريت، بالإضافة إلى مرافق استقبال نفايات البناء والهدم ومعالجة النفايات الخضراء.

واضاف الشرجي :عن تفعيل خطة استمرارية الأعمال للتعامل مع النفايات الطبية وضمان جاهزية مرفق معالجة نفايات الرعاية الطبية في ولاية ثمريت، والتحقق من جاهزية مرافق العمال لضمان توفير جميع المتطلبات الضرورية للحفاظ على صحة وسلامة العاملين وتنفيذ خطط استمرارية الأعمال في جميع الولايات المتأثرة. بالإضافة إلى التأكد من توفير أجهزة الأتصال عبر الأقمار الصناعية للفرق الميدانية لضمان الاتصال في حالة انقطاع وسائل الاتصال الاخرى، والتنسيق مع شركات تسويق الوقود لضمان توفير الوقود اللازم. وأيضا التعاون والتنسيق مع بلدية ظفار لتحديد مواقع مؤقتة لتخزين النفايات في حالة انقطاع الطرق إلى مرافق استقبال النفايات.

المصدر: لجريدة عمان