هآرتس: الجيش الإسرائيلي أبلغ نتنياهو ضرورة التوغل البري في غزة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
قالت صحيفة "هآرتس" اليوم الاثنين إن الجيش الإسرائيلي أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن أهداف الحرب تتطلب عملية برية على قطاع غزة، في حين توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن يكون الهجوم البري "فتاكا".
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن من الضروري التوغل برا في قطاع غزة لتحقيق أهداف الحرب التي حددها المستوى السياسي حتى على حساب سقوط قتلى في صفوف الجيش الذي ينتظر موافقة نتنياهو، وفق ما نقلته الأناضول عن صحيفة "هآرتس".
ولفتت الصحيفة إلى أن المستوى السياسي الإسرائيلي سبق أن وجه الجيش بتدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وخلق واقع أمني جديد في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر عسكرية اعتقاد بعض أعضاء هيئة الأركان العامة بأن الدخول البري سيشكل ضغطا على حماس للتوصل إلى اتفاق لإعادة المختطفين، في حين تذكر مصادر في المؤسسة العسكرية أنهم لمسوا ترددا في المستوى السياسي لحكومة نتنياهو بشأن استمرار الحرب، وهو ما ينظر إليه أمنيون بأنه عدم ثقة بالجيش الإسرائيلي وقدرته على تحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة.
"هجوم فتاك"من جهته، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم بشن "هجوم فتاك من البر والبحر والجو"، وذلك بعد تفقده منطقة قرب ساحل غزة، مبلغا القوات بأن تظل مستعدة للهجوم "لأنه سيحدث"، وفقا لبيان أصدره مكتبه، ونقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ويأتي ذلك في ظل تقارير عن عملية برية محتملة قريبا وتباين بشأن دعوات تأجيلها، إذ قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور -أمس الأحد- لقناة "كان" الرسمية "إنه لا ضرر في تأخير الدخول البري. كل يوم يمر هو لصالحنا، وعلى حساب حماس، وكلما مر الوقت نحتاج إلى قدر أقل من القوة الجوية في غزة، ومن الممكن نقلها إلى الشمال (جنوب لبنان)".
كما نقلت تقارير عبرية عن مسؤولين مقربين من نتنياهو ترديدهم رسالة مفادها أن من الأفضل التريث بالدخول إلى غزة، لمخاوف اندلاع حرب مع حزب الله اللبناني، وربما المنطقة برمتها.
غير أن ذلك رافقه ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية من أن جنود وحدات خاصة في الجيش الإسرائيلي يجرون تدريبات منذ أيام، على كيفية اقتحام الأنفاق استعدادا للعملية البرية في غزة والمواجهات مع مقاتلي حماس فيما يعرف بتسمية "المترو" وهي شبكة أنفاق تحت الأرض يتوقع أن تدور فيها أشرس المواجهات.
"هذا ما ينتظركم"
وكان أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس، أكد في وقت سابق، أن "تلويح الاحتلال بالدخول في عدوان بري على شعبنا لا يرهبنا، وسيكون فرصة جديدة لمحاسبته بقسوة على ما يرتكبه من جرائم في حقنا"، كما نشر الإعلام العسكري لكتائب القسام مقطعا مصورا موجها للجنود الإسرائيليين بعنوان "هذا ما ينتظركم عند دخولكم غزة".
ويظهر في الفيديو مقاتلو القسام، وهم يخرجون من الأنفاق من باطن الأرض مدججين بأسلحتهم، قبل أن يهاجموا دبابات الجيش الإسرائيلي ليدمروا بعضها، ويعتلوا بعضها الآخر، ويأسروا من بها من جنود إسرائيليين، ويعودون بهم إلى الأنفاق التي خرجوا منها.
وتستعد قوات الاحتلال الإسرائيلي لشن هجوم بري على قطاع غزة في ظل غارات مكثفة على القطاع مخلفة آلاف الشهداء والجرحى واستمرار عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ردا على الاعتداءات الإسرائيلية والمستوطنين على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف: تلقينا تحذير من هجوم حماس ليلة 7 أكتوبر لكن نتنياهو ظل نائما
#سواليف
أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أمانته العسكرية تلقت ليلة 7 أكتوبر معلومات حول استعداد حماس تنفيذ هجوم، وهو ما يناقض مزاعم سابقة بأن مكتبه لم يتلق أي تحذيرات مسبقة.
ويعد هذا البيان اعتراف هو الأول من نوعه، وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو مساء السبت، أن “ضابط الاستخبارات في السكرتارية العسكرية لرئيس الوزراء تلقى في تلك الليلة رسالة تحتوي على عدة إشارات دالة، إلى جانب تأكيد بأن حماس تتصرف كالمعتاد، وأن قائد المنطقة الجنوبية سيعقد مناقشة حول الأمر في صباح اليوم التالي فقط”.
وأوضح البيان أن الرسالة نقلت حرفيا إلى السكرتير العسكري، لكن “نظرا لعدم اعتبار الأمر عاجلا، اختار الضابط عدم إيقاظ رئيس الوزراء”.
مقالات ذات صلةيتناقض هذا الاعتراف مع الموقف الرسمي السابق لمكتب رئيس الوزراء، حيث زعم لفترة طويلة أن أي معلومات استخباراتية متعلقة بهجوم محتمل لم تصل إلى المكتب بأي شكل خلال الساعات الأربع والعشرين التي سبقت الهجوم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشف الصحفي رونين بيرجمان في تقارير أن العقيد (س)، وهو ضابط استخبارات بارز في مكتب نتنياهو، تلقى تحذيرات عبر اتصالات مشفرة ومكالمات هاتفية من مركز عمليات مديرية الاستخبارات، لكنه لم ينقلها إلى رئيس الوزراء. ولم ينف مكتب نتنياهو صحة هذه التقارير آنذاك.
وكشف تحقيق أجراه جيش الدفاع الإسرائيلي أن تقييما للوضع أعده قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، بالتنسيق مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس قسم العمليات عوديد بيوك، قد تم إرساله إلى الهواتف العملياتية للأمناء العسكريين لرئيس الوزراء ووزير الدفاع آنذاك، يواف غالانت.
لكن وفقا للتحقيق، لم يستيقظ نتنياهو أو غالانت من النوم، ولم يتأكد أحد في الجيش من وصول تقييم الوضع إليهما أو قراءته. وعند الاستفسار من الجيش حول البروتوكول المتبع في مثل هذه الحالات، لم يقدم أي رد بشأن ما إذا كان يتوجب التأكد من أن السكرتيرين العسكريين قد تلقوا المعلومات واطلعوا عليها.
كما كشف التحقيق أن الاستخبارات العسكرية والقيادة الجنوبية تلقت خلال تلك الليلة خمس إشارات واضحة على هجوم وشيك، شملت تفعيل عشرات بطاقات الهواتف المحمولة في غزة، ورصد تحركات مشبوهة في منظومة الصواريخ التابعة لحماس، وعلامات أخرى غير واضحة.
في سياق متصل، شن يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، هجومًا حادًا على قيادات المؤسسة الأمنية، متهمًا إياهم بعدم إيقاظ والده ليلة الهجوم.
وكتب على منصة “إكس”: “كان بإمكانهم الوصول إلى رئيس الوزراء مباشرة في أي وقت عبر هاتفه المحمول، والهاتف الأحمر بجانب سريره، والخط الأرضي في منزله. لو فعلوا ذلك، لما تعرض أي مدني أو جندي للقتل أو الاختطاف”.
ونشر الجيش الإسرائيلي تحقيقا حول هجوم “طوفان الأقصى”، الذي نفذته كتائب القسام وفصائل فلسطينية في 7 أكتوبر، كاشفا عن إخفاقات أمنية واستخباراتية سبقت الهجوم وفي أثنائه.