خبير عسكري: المنطقة ستشهد أكبر حشد عسكري أميركي منذ عاصفة الصحراء
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
اعتبر الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إرسال الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة يهدف لإيصال "رسالة ردع حازمة"، لافتا إلى أنه بتلك التعزيزات ستشهد المنطقة أكبر تجمع وانتشار للسلاح الأميركي منذ عملية عاصفة الصحراء التي جرت مطلع عام 1991.
وأوضح الدويري -خلال تحليل عسكري للتطورات الجارية- أن وصفه لهذه الرسالة بالحزم يأتي انطلاقا من أن إرسال هذه التعزيزات يعني إمكانية استخدامها، وهذا الأمر يعكس توقع الإدارة الأميركية أسوء السيناريوهات التي يمكن أن يتخذها الصراع خلال الفترة المقبلة.
وكان البنتاغون أعلن في وقت سابق تعزيز انتشاره العسكري بالمنطقة في مواجهة "التصعيد الأخير من جانب إيران وقواتها بالوكالة"، حيث أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بنشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ وبطاريات "باتريوت"، إضافية للدفاع الجوي في أنحاء المنطقة، وأبلغ قوات إضافية أنه قد يتم نشرها قريبا.
وأرسلت الولايات المتحدة قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية، شملت حاملتي طائرات والسفن المرافقة لهما ونحو 2000 من قوات مشاة البحرية.
تصعيد متدرجويشير الدويري في تحليله إلى أنه منذ بدء الحرب قبل 17 يوما، يحدث تصعيد كل يوم لكنه متدرج ومنضبط، مما يمكن قراءته باعتباره توافقا ضمنيا على قواعد اشتباك تقوم على أن لكل فعل رد فعل مساويا في المسافة إن لم يكن مساويا في القوة، حيث يحدث ذلك توازنا في نوعية القصف وعمق المسافة.
وفي السياق، لفت إلى أن القصف في جبهة شمال الأراضي المحتلة استهدف في البداية عمق كيلومترين، ثم زاد إلى 5 وبعدها 8 ووصل في النهاية إلى 20 كيلومترا، حيث رد حزب الله اللبناني بإرسال طائرة وصلت إلى هذه المسافة من العمق بعد استهداف مماثل من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي إطار تناوله التعزيزات الأميركية الأخيرة، أوضح الدويري أن أنظمة الدفاع الجوي الموجودة بإسرائيل ذات طبقات عدة، بدءا من القبة الحديدة، وانتهاء بمنظومة "ثاد" التي تستخدم حسب الضرورة، مشيرا إلى أن التعامل مع صواريخ المقاومة في قطاع غزة يتم أغلبه بصواريخ القبة الحديدية.
لكنه لفت إلى استخدام الجيش الإسرائيلي مقلاع داود عندما تخطى مدى الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة 70 كيلومترا، وربما تستخدم منظومة "ثاد" مع الطائرات المسيرة والتي لا يعرف مداها حتى الآن.
تأكيد رسالة الردعويرى الدويري أن هذه التعزيزات والاستعانة بها يأتي في إطار محاولة تأكيد رسالة الردع، مشيرا إلى أن التعزيزات تتضمن إعادة نشر بطاريات "باترويت" بعد أن سحبت وانشنطن 8 منها خلال السنوات الماضية، لكن لا يعلم حتى الآن الأماكن والدول التي سترسل إليها تلك البطاريات.
وأوضح الخبير العسكري أن بطارية "باترويت" الواحدة يوجد فيها 16 صاروخا، ولديها القدرة على تتبع 100 هدف من مسافة 100 كيلومتر، كما تستطيع التعامل مع 9 أهداف في الوقت نفسه لمدى 70 كيلومترا، في حين يبلغ مدى منظومة "ثاد" 200 كيلومتر، وتمتلك إمكانية تعامل أوسع من باترويت.
وأشار إلى أنه تاريخيا يوجد بصورة شبه مستمرة حاملة طائرات في منطقة الشرق الأوسط، لكن وجود حاملتين وإرسال هذه التعزيزات المختلفة يعني أن الجيش الأميركي "ارتدى عباءة الخوف والتوجس"، على حد تعبيره، وهي سياسة البدء بفرضية السيناريو الأسوء عبر توقع وجود توحد ثلاثي الأبعاد لساحات المواجهة: إيران، وأذرعها، وغزة.
وأضاف أن حاملة طائرات "جيرالد فورد" التي وصلت سابقا للمنطقة، تحمل 75 طائرة منها طائرات إف-35، أما حاملة الطائرات "إيزنهاور" فتحمل 90 طائرة معظمها إف-18.
واعتبر الدويري أن وجودهما في المنطقة يأتي في إطار أوسع حضور للسلاح الأميركي منذ "عاصفة الصحراء"، ويحمل رسالة "ردع حازمة" كون ذلك الوجود يمكن أن يفضي إلى الاستخدام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير لـ"اليوم": هزة الخليج طبيعية والنشاط الزلزالي في المنطقة محدود ولا يدعو للقلق
أكد الأستاذ الدكتور بدر حكمي، عميد كلية علوم الأرض وأمين عام مجلس جامعة الملك عبدالعزيز، في ل"اليوم"، أن الهزة الأرضية التي وقعت في مياه الخليج العربي، شرق مدينة الجبيل، وعلى مسافة تقدر بنحو 66 كيلومترًا من الساحل وبلغت قوتها 4.36 درجات على مقياس ريختر، مساء أمس الربعاء، لم تُحدث أي تأثيرات ملموسة داخل الأراضي السعودية، سواء على مستوى السكان أو المنشآت المختلفة، ولا تشكل أي خطورة تُذكر.
وأشار إلى أن المنطقة التي تأثرت بالهزة تقع ضمن النطاق البحري العميق في الخليج العربي، بعيداً عن المناطق الساحلية المأهولة بالسكان.
وأوضح الدكتور حكمي أن السبب وراء هذه الهزة يعود إلى النشاط التكتوني المستمر في منطقة الخليج العربي.
وبيّن أن قاع البحر في هذه المنطقة يحتوي على صدوع جيولوجية قديمة تتعرض بشكل دائم لإجهادات ناتجة عن حركة الصفائح التكتونية، وبشكل خاص نتيجة التصادم المستمر بين الصفيحة العربية والصفيحة الأوراسية في المناطق الواقعة شمال شرق المملكة.
وأضاف أن هذه التفاعلات الجيولوجية المعقدة قد تؤدي بين الحين والآخر إلى تحرر للطاقة على شكل هزات أرضية تتراوح قوتها بين الخفيفة والمتوسطة، خاصة في المناطق القريبة من حدود هذه الصفائح.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. بدر حكمي
وشدد الدكتور حكمي على أن وقوع مثل هذه الهزات في منطقة الخليج العربي يُعد أمراً طبيعياً ومتوقعاً من وقت لآخر، على الرغم من أن المنطقة بشكل عام لا تُصنف ضمن البيئات ذات النشاط الزلزالي المرتفع عالمياً.
وأكد أن المؤشرات الحالية لا تدعو إلى القلق، وأن احتمالية تكرار هزات مشابهة في المستقبل تبقى واردة، لكنها في الغالب تكون ذات تأثير محدود جداً ولا تشكل تهديداً فعلياً على السكان أو البنية التحتية في المملكة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية تواصل مراقبة النشاط الزلزالي في المنطقة وعلى امتداد المملكة بدقة وكفاءة عالية، من خلال منظومة متكاملة من محطات الرصد الزلزالي المتقدمة. وأشار إلى أن الإجراءات الاحترازية ونظم التقييم المعتمدة كفيلة برصد وتقييم أي مخاطر محتملة والحد من تأثيراتها إن وجدت.