أطلقت المُقاومة الفلسطينية "حركة حماس"، سراح الأمريكيتين "جوديث تاي رانان وابنتها ناتالي"، استجابة لوساطة قطرية، ما أبرز مُجددًا التساؤلات بشأن هذا الملف الشائك والصعب.

ويقول مسؤولون في إسرائيل إن حركة "حماس" تحتجز ما لا يقل عن 200 رهينة بعد الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر الجاري على بلدات وقواعد عسكرية في جنوب إسرائيل.

وأسفر هجوم "حماس" عن سقوط نحو 1400 إسرائيلي، فيما ردت إسرائيل بضربات جوية على غزة راح ضحيتها الآلاف، قائلة إنها ستعمل على "تحرير الرهائن" و "القضاء على حماس"، وذلك في ظل فرض السلطات الإسرائيلية حصاراً على القطاع يمنع الماء والغذاء والدواء والوقود مع قطع التيار الكهربائي.

واقترحت "حماس" تبادلاً للرهائن بحوالي 6 آلاف فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، في حين قالت إسرائيل إن الحصار على القطاع لن ينتهي بدون إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

ما عدد الرهائن؟

نقلت هيئة البث الإسرائيلية العامة (كان)، الخميس، عن مصادر عسكرية قولها إن ما يقدر بنحو 200 شخص، بينهم 30 قاصراً وطفلاً صغيراً و20 شخصاً فوق الـ 60 من عمرهم، محتجزين كرهائن في غزة، لكن "حماس" أعلنت أن لديها ما يتراوح بين 200 و250 رهينة، وقالت إن الضربات الجوية الإسرائيلية قتلت أكثر من 20 رهينة، لكنها لم تقدم أي تفاصيل أخرى.

أين مكان احتجازهم؟

إسرائيل أشارت إلى أن الرهائن نُقلوا إلى غزة، لكن مكان وجودهم بالتحديد داخل القطاع غير معروف، ما يجعل عملية إنقاذهم "أكثر تعقيداً". ومن المرجح أن الكثيرين منهم يمكن أن يكونوا محتجزين في شبكة الأنفاق تحت الأرض في غزة والتي يطلق عليها الجنود الإسرائيليون اسم "مترو غزة".

ونشرت "حماس"، الاثنين، مقطع فيديو لامرأة فرنسية إسرائيلية تدعى ميا شيم (21 عاماً) تم أسرها، بينما كانت تشارك في حفل راقص. وظهرت الشابة بإصابة في ذراعها، وكانت تتلقى العلاج على يد مسعف فلسطيني.

ما جنسياتهم؟

من بين الرهائن أشخاص يحملون جنسيات دول أخرى، بينما يحمل العديد منهم أيضاً الجنسية الإسرائيلية.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الثلاثاء، إن هناك 20 أميركياً أو أكثر في عداد المفقودين، مضيفاً أنه "لا يستطيع تحديد كم منهم محتجزون رهائن"، لكن السيناتور الجمهوري جيم ريش قال إن "10 من الرهائن أميركيون".

في حين عدلت تايلندا عدد مواطنيها المحتجزين إلى 17 رهينة، وقالت ألمانيا إن 8 من الرهائن يحملون جنسيتها، وتم احتجاز نصفهم تقريباً في تجمع سكني، وفق وسائل إعلام محلية.

وقال رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز إن 16 من المحتجزين يحملون الجنسية الأرجنتينية، كما أفاد الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن 9 على الأقل من حاملي الجنسية البريطانية سقطوا وفُقد 7 آخرين.

وخلال زيارة لإسرائيل، الخميس، التقى سوناك مع عائلتي اثنين من المفقودين الذين يعتقد أنهم محتجزون ضمن الرهائن في غزة. ولم تذكر فرنسا تحديداً عدد من يحملون جنسيتها بين المحتجزين في غزة، لكن هناك 7 في عداد المفقودين بعد الهجمات، بعضهم محتجز كرهائن.

وقالت حكومة هولندا إن شاباً يحمل جنسيتها هو أوفير إنجل (18 عاماً)، تم خطفه من تجمع بيري السكني أيضاً ونقل إلى غزة، كما قالت البرتغال إنها تفترض أن 4 إسرائيليين يحملون جنسيتها مفقودين قد تم احتجازهم كرهائن.

وقال والد الإسرائيلية التشيلية دافنا جاركوفيتش إنها احتجزت رهينة مع زوجها الإسباني إيفان إيارامندي، فيما أعلنت إيطاليا فقدان إسرائيليين يحملان الجنسية الإيطالية، ويفترض أنهما مختطفان.

وقال الجناح العسكري لـ"حماس" في 16 أكتوبر إن المختطفين غير الإسرائيليين "ضيوف" وسيتم إطلاق سراحهم "عندما تسمح الظروف على الأرض بذلك".

ما موقف الحكومات؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عيّن الجنرال المتقاعد جال هيرش منسقاً إسرائيلياً لشؤون الرهائن والمفقودين.

وقال مصدر مطلع على المحادثات إن وسطاء قطريين قالوا إنهم "حاولوا التفاوض على إطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلاً فلسطينيين من السجون الإسرائيلية"، وحتى الآن ليس هناك ما يشير إلى إمكانية التوصل لاتفاق.

وذكر أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بيان، الجمعة، إنهم أطلقوا سراح محتجزتين أميركيتين، أم وابنتها، "لدواع إنسانية" استجابة لجهود وساطة قطرية.

من جانبه، ذكر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، أن تركيا تجري محادثات أيضاً مع "حماس" لضمان إطلاق سراح الأجانب والمدنيين والأطفال، وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول للأنباء إن "دولاً، بينها الولايات المتحدة وألمانيا طلبت مساعدة أنقرة في إطلاق سراح مواطنيها".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إدارته تبذل أقصى جهد للعثور على الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى "حماس"، وأرسلت الولايات المتحدة فريقاً صغيراً من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة على الاستخبارات والتخطيط لأي عمليات لإنقاذ الرهائن في نهاية المطاف.

وأوضح سوناك أن الحكومة البريطانية تجري محادثات مع شركاء في المنطقة لمحاولة المساعدة في تأمين عودة الرهائن، فيما قال الرئيس الأرجنتيني إن حكومته تجري محادثات مع الاستخبارات الإسرائيلية لتحديد مكان الرهائن الأرجنتينيين.

وفتحت ألمانيا تحقيقاً بشأن عناصر من حركة "حماس"، بتهم ارتكاب جرائم قتل واحتجاز رهائن، وبموجب القانون الألماني، فإن ممثلي الادعاء العام ملزمون بالتحقيق في الجرائم المشتبه في ارتكابها في الخارج، إذا كانت تتعلق بمواطنين ألمان.

ماذا قالت عائلات الرهائن؟

حثت عائلات الفرنسيين الإسرائيليين المفقودين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على المساعدة في تحديد مكانهم.

وقالت عائلات الرهائن الألمان إنها ستنظم مسيرة في برلين، الأحد، للمطالبة بالإفراج عنهم بعد اجتماع مع المستشار الألماني أولاف شولتس في تل أبيب.

وحث أمريكيون في تل أبيب بايدن على استخدام جميع الموارد لتحديد مكان أقاربهم المختطفين وإنقاذهم.

ومُنذ قليل، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المُقاومة الفلسطينية "حماس"، إطلاق سراح اثنين من الرهائن، يأتي ذلك استجابة لوساطة مصرية قطرية، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة، مساء اليوم الإثنين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حماس الأمريكيتين الرهائن السجون الإسرائيلية إسرائيل بوابة الوفد من الرهائن إطلاق سراح فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس والجهاد والجبهة الشعبية.. تفاصيل الاجتماع الثلاثي للفصائل الفلسطينية في القاهرة

التقت في العاصمة المصرية القاهرة، مساء أمس الجمعة الموافق 20 ديسمبر 2024، وفود من قادة كل من حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث جرى بحث معمق لمجريات الحرب الدائرة على غزة وتطورات المفاوضات غير المباشرة مع الإخوة الوسطاء لوقف إطلاق النار وصفقة التبادل ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة.

وبحسب بيان لحركة حماس، توقف المجتمعون أمام معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه والجرائم التي يقوم بها العدو الإسرائيلي على مدار الساعة للنيل من صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري وثباته في مواجهة مخططات التهجير وجريمة الإبادة الجماعية.

كما قدر القادة عاليا أداء المقاومة الفلسطينية وعملياتها النوعية والمشاهد العظيمة لمقاتليها الأبطال الذين يوقعون خسائر مادية وبشرية يومية في العدو.

اجتماع ثلاثي للفاصائل الفلسطينية بشان المفاوضات

وبحثت الفصائل الثلاثة المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، وتم التأكيد على حرص الجميع على وقف العدوان على الشعب الفلسطيني والمستمر لأكثر من 14 شهرا في ظل تواطؤ دولي مشين، معتبرين أن إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة.

كما بحثت الوفود آخر التطورات في مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأعرب الجميع عن تقديرهم للجهد المصري في إنجاز هذا المشروع وأهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة.

واتفقت الفصائل الثلاثة على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالعدوان على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار، وكذلك اللقاء مرة أخرى في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

اقرأ أيضاًباحثة: المفاوضات في غزة تقتصر على تبادل الأسرى.. ولا تشير لحل نهائي لإيقاف الحرب

الكرملين: روسيا مستعدة للترحيب بجميع جهود الوساطة في المفاوضات بشأن أوكرانيا

البيت الأبيض: بايدن يراقب مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان عن كثب

مقالات مشابهة

  • حماس: قريبون من التوصل لاتفاق أكثر من أي وقت مضى
  • وفد التفاوض الإسرائيلي في الدوحة لإيجاد مخرج لصفقة غزة
  • لابيد وليبرمان يهاجمان نتنياهو: حكومته غير شرعية ويحاول إفشال صفقة التبادل
  • تفاصيل إسرائيلية جديدة عن تطورات مفاوضات صفقة التبادل مع حماس
  • قيادي بحركة حماس يكشف عن آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة بنيامين نتنياهو مريضة
  • حماس والجهاد والجبهة الشعبية.. تفاصيل الاجتماع الثلاثي للفصائل الفلسطينية في القاهرة
  • تفاصيل لقاء حماس والجهاد والشعبية في القاهرة لبحث مفاوضات غزة
  • أنباء عن تقدم في محادثات وقف إطلاق النار .. والأمم المتحدة تطلب رأيا قانونيا حول التزامات إسرائيل في غزة
  • قد تتم خلال 10 أيام.. تقدم محادثات وقف إطلاق النار في غزة