جوليا بطرس تتعاطف مع غزة: “فلسطين لن تموت”
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
متابعة بتجــرد: بعد غيابها لسنوات عن مواقع التواصل الاجتماعي وعن الإطلالات والحوارات الإعلامية، خرجت الفنانة اللبنانية جوليا بطرس عن صمتها من أجل القضية الفلسطينية التي لم تتوقف ولا لحظة عن دعمها والتضامن معها، حيث وجهت اليوم عبر منصة “إكس” وموقع “إنستغرام” رسالة معبرة ومؤثرة للشعب الفلسطيني الباسل، مرفقة بصور لضحايا الدمار والمأساة الإنسانية داخل قطاع غزة.
وسخرت جوليا من مقولة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وقالت في رسالتها “هذا العدو الذي اغتصب الأرض والعرض وبنى تاريخه الأسود على القتل والتهجير والإرهاب، عدو أعطي على مدى عقود مرت، الحق لسفك دمائنا، يرتكب الآن إبادة جماعية على أبناء شعبنا في فلسطين، فعن أي حق تتكلمون؟”
ورأت “أن ضمير العالم الحر لن يرحمهم، وها هو اليوم يفضح تاريخهم الحافل بالإجرام. ارتكبوا مجزرة في المستشفى المعمداني في غزة وحاولوا التملص من هذه الجريمة، لكن لم يصدقهم أحد من أحرار العالم، ولمن يعلم، ونحن في لبنان نعلم جيداً، انه ليس غريياً عليهم انتهاك القانون الدولي مراراً وتكراراً من دون أن يحاسبهم أحد. ها هم يقتلون المئات من الفلسطينيين الأبرياء المدنيين من أطفال ونساء وآباء يومياً والعالم شاهد على ذلك، فأين سيختبئون؟ من الآن، لن يكونوا هم من يسرد الحكاية. نحن سنسردها وسيسردها معنا كل انسان حر”.
وأكدت جوليا في ختام رسالتها الإنسانية والوجدانية وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يحتل قلبها ووجدانها وعقلها قائلة: “إلى شعبنا في فلسطين، نحن بجانبكم. تحتلون قلبي وعقلي ووجداني وحزني وألمي في كل دقيقة. فلسطين لن تموت، القضية لن تموت، الحرية لفلسطين”.
وقد تفاعل المتابعون للغاية مع نجمتهم العربية الملتزمة حق الدفاع عن فلسطين ونصرة شعبها منذ زمن في وجه كل انتهاكات العدو الإسرائيلي الغاصب والتي لطالما غنّت “وين الجماهير الشعب العربي وين”، كما غنّت للجنوب اللبناني.
وتأتي رسالة جوليا بعد آخر مشاركة لها على حسابها منذ شهر أيار/مايو عام 2021 لدى نشرها في حينه منشوراً يتعلق بالقضية الفلسطينية وتأكيدها بأن فلسطين في قلبها مع مقتطف من أغنيتها الشهيرة “الحق سلاحي”، أكدت فيها بأن قضية فلسطين لن تموت وأن العدو الاسرائيلي بنى تاريخه الأسود على القتل والتهجير والإرهاب.
تجدر الاشارة إلى أن أغنيات جوليا بطرس لم تغب عن صفحات المتابعين منذ انطلاق “طوفان الغضب” في إشارة واضحة للتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني الذي يستبسل دفاعاً عن حريته وحقوقه المكتسبة بأرضه وكرامته وعزته.
View this post on InstagramA post shared by Julia Boutros – جوليا بطرس (@julia_boutros_official)
main 2023-10-23 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: لن تموت
إقرأ أيضاً:
مع مرحلة الاستعصاء، فلسطين إلى أين؟
بقلم: د. رولا خالد غانم ..
بعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة و التطهير العرقي و التدمير الممنهج لمختلف مناحي الحياة، تلك الحرب الضروس التي لم ترحم أطفال غزة و لا نساءها ولا رجالها ولا شبابها و كل من فيها و بعد قتل عشرات آلاف الش هداء والجرحى و تشريد ونزوح مئات الآلاف، والتضييق على سكان الضفة من خلال عزل المدن والقرى عن بعضها البعض وتدمير الاقتصاد، بدأت تتكشف وتتضح بوادر المؤامرة التي تستهدف القضية الفلسطينية و المخططات التصفوية لها، إذ اقتنص أقطاب اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو و العنصريين الفاشيين بنغفير وسموترتش، الفرصة و أعلنوا الحرب على الشعب الفلسطيني خاصة في غزة المحاصرة منذ عدة سنوات؛ بهدف إحداث تغيير جذري يغيّر وجه المنطقة سياسيا و أمنيا، بتشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية و إدارتها التي عبرت عن ذلك بمواقفها و دعمها العسكري لدولة الاحتلال.
و قد تعمد نتنياهو و أركان حكومته المتطرفة إطالة أمد الحرب حتى موعد الانتخابات الأمريكية وكانت جميع المؤشرات تفيد بنجاح دونالد ترمب الذي جاء ليقوم بتصفية القضية الوطنية الفلسطينية من خلال ما بات يعرف بصفقة القرن وهو المقترح الذي قدمه سابقا؛ لإنهاء ما يسمونه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تهدف هذه الصفقة إلى توطين الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء قضية اللاجئين و شطبها بما في ذلك حق العودة إلى الديار استكمالا لمخطط الشرق الأوسط الجديد .
و أمام هذا التوجه الخطير والتقاء مصالح هؤلاء إذ بات طرح حلّ الدولتين أمنية بعيدة المنال وحل الدولتين هو حل مقترح للصراع العربي الإسرائيلي يقوم على تراجع العرب عن مطلب تحرير كامل فلسطين وعن حل الدولة الواحدة، و يقوم هذا الحل على أساس دولتين في فلسطين التاريخية تعيشان معًا، هما دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل، وهو ما أُقِرَّ في مجلس الأمن رقم 242 بعد حرب 1967 وسيطرة إسرائيل على باقي أراضي فلسطين التاريخية. اعتمد بعض الفلسطينيين هذه المبادئ في عام 1974 بالبرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها.
السؤال الذي يطرح نفسه و بعد فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعا في ردع إسرائيل، ووقف حرب الإبادة وعدم اتخاذ موقف صارم، لإيقاف حرب الإجرام والدمار على الشعب الفلسطيني، المنطقة التي على صفيح ساخن في هذه المرحلة ذاهبة إلى أين؟ وماذا على الشعب الفلسطيني أن يفعل لمواجهة هذه التحديات والأخطار، لا بد في هذه المرحلة المترهلة وفي ظل غياب الاستراتيجيات، من بلورة رؤية واضحة تقوم على تجسيد الوحدة الوطنية والتماسك وبث روح الأمل وقمع إشاعة الهزيمة والإحباط، ومعرفة أن ما يصدر من تشريعات أو قرارات أو توجهات عن حكومة الاحتلال الفاشيه أو بعض مكوناتها ليست أقدارا يجب التسليم لها، و لو كانت كذلك لما قاوم الشعب الفلسطيني على مدار سنوات وسنوات.
كما يجب نبذ السلوك العبثي والمتمثل بالترحيل والاستعاضه عن ذلك كله، بفتح حوار جدي ومسؤول حول آليات مواجهة هذه السياسات وكذلك تعزيز الثقة بأنفسنا كشعب ومواطنين وأصحاب حق، وبقدرتنا على التصدي لهذا المخطط الإجرامي وأن نتذكر بأن شعبنا في الماضي نجح بإسقاط العديد من المؤامرات والمشاريع التصفوية، ولا بد في هذه المرحلة من القيام بحملات توعوية وتشكيل لجان طوارئ وفرق تطوع؛ لمواجهة الخطر الداهم على قضيتنا الوطنية و على شعبنا الذي قدّم بالتضحيات الجسام في سبيل حريته و استقلاله و استرداد حقوقه المشروعة و بسط سيادته الوطنية على أرض دولته الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف.
و أمام هذه المرحلة المستعصية لا بد أيضا من استخلاص العبر، إذ إننا مدعوون لمغادرة مربعات الفرقة و التشظي السياسي التي لم تحقق لنا شيئا، و الالتفاف حول برنامج كفاحي موحد ولا بد من التكاثف وتقريب وجهات النظر؛ لتعزيز الصمود الحقيقي لأبناء شعبنا.
و علينا أن ندرك خطورة التفشي السرطاني الاحتلالي الاستيطاني الذي يفتك بجسدنا الفلسطيني، لذلك هناك ضرورة ملحّة لرص الصفوف لمواجهته و استئصاله حتى لا ينال منا أو من قضيتنا الوطنية العادلة .