قال "مركز بروكسل الدولي" للبحوث وحقوق الانسان، إن التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني يجعل الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي على المحك ويزيد من تعقيد الصراع في اليمن.

 

وتوقع المركز في تقرير نشره اليوم الاثنين، وأعده الخبير في الشرق الأوسط "سيباستيان سونس" وترجمه للعربية "الموقع بوست" أن عملية التسوية في اليمن قد تصبح أكثر تعقيدًا بسبب التصعيد الحالي للصراع في فلسطين وإسرائيل، والذي قد يكون له أيضًا آثار على المفاوضات بين المملكة العربية السعودية والحوثيين.

 

وأضاف "إن السعودية والحوثيين يجريان محادثات مباشرة منذ عدة أشهر لتهدئة الصراع في اليمن والتفاوض على تسوية سياسية، لكن على الرغم من هذا الحوار، لم تتحقق بعد نجاحات جوهرية. وفي الوقت نفسه، تشعر الفصائل اليمنية الأخرى بأنها مستبعدة من المفاوضات، مما يزيد من حدة التوترات اليمنية الداخلية التي تهدد بتقويض حل شامل وشامل للصراع. ولذلك، لا يزال من الصعب تحقيق تسوية طويلة الأمد للصراع".

 

يتابع "في ظل هذا الوضع المعقد في اليمن، فإن التصعيد الكارثي للصراع في إسرائيل وفلسطين في 7 أكتوبر 2023، يمكن أن يكون له أيضًا آثار خطيرة على التزام السعودية بإيجاد حل سياسي في اليمن.

 

وأشار إلى أن الحوثيين أعربوا بالفعل عن دعمهم لحماس، حيث حذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الولايات المتحدة من أنها إذا دعمت الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، "فإننا مستعدون للمشاركة في الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات بدون طيار وغيرها من الهجمات". "أعمال عسكرية". وأضاف أن "هناك خطوطا حمراء عندما يتعلق الأمر بغزة"، وأضاف أن الحوثيين على تنسيق كامل مع "محور الجهاد والمقاومة لتقديم كل ما في وسعنا لدعم الشعب الفلسطيني" - في إشارة إلى حماس. حزب الله وإيران.

 

وبحسب مركز بروكسل فإن مثل هذا السيناريو يثير قلق المملكة العربية السعودية أيضًا في جهودها للخروج من الصراع اليمني وإيجاد أرضية مشتركة مع الحوثيين".

 

وتابع "بينما كانت المملكة منخرطة في محادثات مع الولايات المتحدة وإسرائيل في الأشهر الأخيرة للتفاوض على تطبيع محتمل مع إسرائيل، فإن الأزمة الحالية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى إثارة المشاعر المعادية للسعودية بين الحوثيين، مما قد يشكل خطرًا محتملاً لشن هجمات على الأراضي السعودية (أي على المنشآت الأمريكية).

 

وأكد أن الصراع في غزة يمثل تحديًا متعدد الجوانب للقيادة السعودية، مشيرا إلى أن المملكة في بيانها الأول، ناشدت وزارة الخارجية السعودية كلاً من "الفصائل الفلسطينية" و"قوات الاحتلال الإسرائيلي" وقف التصعيد، قبل أن يتخذ المزيد من الإجراءات. الموقف المؤيد للفلسطينيين في بيان آخر يحث على دعم فلسطين.

 

وطبقا للمركز بروكسل فإن الصراع في فلسطين وضع الاستقرار الإقليمي الشامل على حافة الهاوية ويشكل خطر اندلاع حريق إقليمي. ومن شأن مثل هذا السيناريو أن يقوض النهج السعودي لتعزيز التنويع الاقتصادي، وبالتالي فإن الرياض ليست مهتمة بمزيد من التصعيد.

 

ردا على ذلك، يذكر التقرير أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التقى بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الرياض وأجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبحث الوضع في غزة.

 

يشير المركز إلى أن الأزمة بين حماس وإسرائيل تصرف الانتباه بعيدًا عن الصراع في اليمن، مما يحد من الجهود السعودية لإيجاد حل دبلوماسي مع الحوثيين.

 

وقال "في مثل هذه الحالة، يمكن للحوثيين استخدام الزخم الحالي لتعظيم نفوذهم على المملكة العربية السعودية وممارسة المزيد من الضغط على القيادة السعودية للمطالبة بمزيد من التنازلات من أجل منع هجمات الحوثيين على المملكة العربية السعودية كدليل على الانتقام من الحملة الإسرائيلية، في قطاع غزة.

 

واستدرك التقرير "على مدار 18 شهرًا، يجري الحوثيون اليمنيون وحكومة السعودية محادثات مباشرة لتسوية الصراع، الذي بدأ باستيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014، وتصاعد إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. بداية التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في مارس/آذار 2015".

 

يضيف "في المملكة السعودية على وجه الخصوص، يعتبر عدد متزايد من المراقبين الصراع كارثة: ففي السنوات الثماني الماضية، لم تنجح المملكة العربية السعودية في هزيمة الحوثيين عسكرياً أو طردهم من صنعاء، ولا في استقرار الوضع الهش داخل حدودها الجنوبية، وبدلا من ذلك، واجهت القيادة السعودية انتقادات دولية واسعة النطاق بسبب ضرباتها الجوية التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، في حين أصبحت هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار على أهداف استراتيجية سعودية، في بعض الأحيان، تشكل تهديدا أمنيا حقيقيا للاستقرار السعودي.

 

وزاد "خلال وقف إطلاق النار، بدأ الحوثيون يتبعون نهجا مزدوجا: من ناحية، بدأوا مفاوضات مباشرة مع الجانب السعودي، ومن ناحية أخرى، وسعوا موقفهم العسكري والسياسي داخل اليمن وعززوا قوتهم على الأرض. على الرغم من توقف هجمات الحوثيين على الأراضي السعودية، إلا أنهم شنوا هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على منشآت تصدير النفط في جنوب اليمن في أكتوبر ونوفمبر 2022 وقتلوا ما لا يقل عن أربعة جنود بحرينيين متمركزين على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية في سبتمبر 2023، مما يشير مرة أخرى إلى الوضع الهش على الحدود السعودية اليمنية. وكلما زاد معقلهم العسكري في البلاد، كلما اعتبر الحوثيون أنفسهم الممثلين الشرعيين الوحيدين لليمن".

 

يواصل مركز بروكسل تقريره بالقول "في المقابل، تم تهميش ووصم فئات يمنية أخرى بشكل متزايد: وينطبق هذا بشكل خاص على مجلس القيادة الرئاسي، الذي أنشأته السعودية لتوحيد القوات اليمنية المنقسمة المناهضة للحوثيين وخلق توازن موازن للحوثيين. ومع ذلك، تم تهميش المجلس الانتقالي الجنوبي في ضوء المحادثات المباشرة بين الحكومة السعودية والحوثيين.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن السعودية الحوثي فلسطين الاحتلال الاسرائيلي المملکة العربیة السعودیة الحوثیین على الصراع فی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مقتل 6 أشخاص في هجمات للاحتلال الإسرائيلي على اليمن

شنّ الاحتلال الإسرائيلي ضربات على مطار صنعاء الدولي وأهداف أخرى في اليمن الخميس أسفرت، وفق وسائل إعلام، عن مقتل ستة أشخاص.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس موجودا في المطار خلال الضربة، وفق ما أعلن، وقد أشار إلى "إصابة أحد أفراد طاقم طائرتنا".
أخبار متعلقة احتجاجا على نتائج الانتخابات.. 125 قتيلا حصيلة اضطرابات موزمبيقأوكرانيا: قوات كوريا الشمالية تتكبد خسائر فادحة في ساحة المعركة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ضربات للاحتلال على اليمن - أ ف بضربات على مطار صنعاء"تيدروس" الذي كان ضمن وفد ذهب إلى اليمن لمحاولة الافراج عن 17 من أعضاء الأمم المتحدة المحتجزين، بعضهم منذ عام 2021 والبعض الآخر منذ يونيو.
قال "تيدروس" إنه وفريقه كانوا على وشك الصعود إلى الطائرة حين تعرّض المطار للقصف.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ضربات للاحتلال على اليمن - أ ف بالهجوم على اليمنوشدّد رئيس وزراء الاحتلال بنيامن نتانياهو الخميس في أعقاب الضربات على أن بلاده ستواصل "حتى إنجاز المهمة".
وأفاد شهود وكالة فرانس برس بأن مطار صنعاء الدولي تعرّض "لأكثر من ست" هجمات، وبأن ضربات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية المحاذية. واستُهدفت أيضا محطة للطاقة في الحديدة.

مقالات مشابهة

  • تقارير عبرية: حرمان الإسرائيليين من النوم وتوقف العلاقات الحميمية بين الزوجين اثر هجمات الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • مقتل 6 أشخاص في هجمات للاحتلال الإسرائيلي على اليمن
  • السعودية تحتفل بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034 بتجارب استثنائية على متن رحلاتها «فيديو»
  • خبيران: إسرائيل ستكثف ضرباتها على اليمن لكنها لن تمنع هجمات الحوثيين
  • المعهد الإيطالي: الخلاف حول ليبيا يضغط على العلاقات بين القاهرة وأنقرة
  • مركز الملك عبدالعزيز يعرّف الطلاب الدارسين في المملكة بالتراث السعودي
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • ارتفاع حاد في عدد عمليات الإعدام في المملكة العربية السعودية خلال 2024
  • ما أبرز العقبات أمام رد إسرائيلي ناجع على هجمات الحوثي من اليمن؟
  • يسرائيل هيوم: هجمات الحوثيين خلقت مخاوف كبيرة لدى النظام الاقتصادي الإسرائيلي