سواليف:
2024-12-23@01:03:16 GMT

” غزة .. ما بعد الموت !”

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

” غزة .. ما بعد الموت !”

#غزة .. ما بعد #الموت !

د. #محمد_شواقفة

 لم يعد هناك معنى للألم … ما لجرح بجسد ميت إيلام …. مزيدا من #القصف و مزيدا من #التدمير …. #رصاصة واحدة في القلب تكفي لتقتلني … أيها المجرم …لا تحتاج لكل تلك القنابل و الصواريخ … ربما شظية عابرة ترديني … أو إنهيار سقف بيتنا فوق جسدي قد ينهي معاناتك و ينهيني .

. ألم ترتوي بكثير من الدم المراق ؟…. ألم تكتفي بدمي و دماء أخوتي و أهلي و اقربائي و أصدقائي ؟…. هل ترغب بمزيد منها …؟ أمعن النظر جيدا أو تجاهل النظر في عيون ضحاياك …و أقصف و أقتل و دمر …. فكل الاماكن مستباحة و لن يردك أي أحد أو أي شئ ….. فلا شئ سيختلف في غزة بعد الموت !!! أيها الغاصب .. هل يغريك جسدي الغض الطري لتقطعه أشلاء تتناثر في الأرجاء ؟…. أم أنك تستمتع برائحة الجثث تتراكم و تحترق ؟…. أيرضي غرورك و عنجهيتك سماع صوت البكاء و العويل الذي قد لا يستمر سوى للحظات …. قبل ان يخفت و يصمت للأبد ؟؟… هل يسرك أن تحرمنا وداع في آخر اللحظات …. فلا يندبني أبي و لا تبكيني أمي ؟؟…. و صدقا لن يكون هناك فرق … فلم يعد للدموع مكان بعد أن تغلغل في قلوبنا اليأس و الاحزان ….فكله سواء في غزة بعد الموت !!! هل يغيظك منظري و أنا أسير حاملا حقيبة المدرسة و لا أخاف من صوت الطائرة و لا يرهبني أصوات الانفجارات على بعد خطوات ؟؟.. فلقد أتممت الواجبات و حفظت بعضا من سورة ” الزلزلة” … و ها أنذا أحث الخطى كي لا أتأخر عن صفي و مدرستي … أترفض أن أصل و تفرغ غيظك وابلا من الرصاص و القنابل … و تغيب معالمي أشلاء محترقة و دخان ؟؟ .. . و لا يهمك كيف تعرفوا على جثتي المحترقة … فقد كتبت إسمي على دفتر اللغة العربية ” أحمد الفلسطيني ” … لن يكون ذلك خبرا صادما لأحد … سيضعون اكليل ورد على مقعدي الفارغ .. . و سيكون إسمي لأول مرة في دفتر الغياب ….فالموت في غزة في كل يوم و في كل بيت …و الأهم أنه لا فرق من مات و من قتل و من أصيب و من نجا … فكله سواء في غزة بعد الموت !! تنتظرني أخيتي عند الباب و هي تعلم أنني لن أعود … تحمل بيدها لعبتها التي لم تسمح لي قبلا بأن ألمسها… و تقول: عد يا أحمد سأجعلك تلعب بها… ولا تبكي و تواصل الانتظار .. يا أخية ليس في غزة بعد الموت وقت للعب … ربما او حتما سيطول الانتظار .. و تتنهد أمي حاملة كوفيتي الصغيرة تلثمها لتخفي آثار النشيج و الدموع … أينك يا أحمد …. ؟! وعدتني أنك ستكبر و تنتزع قلب المحتل الغاصب … كيف أخلفت الوعد و رحلت ؟؟… يا أمي : آسف أنني خذلتك … هل حقا صدقت كلامي ؟ … لست سوى طفل أخطأت في تهجئة كلمة الأمل … و وضعت اللام مكان الميم ….هناك مكان كبير للألم و لكن لا مكان للوعود في غزة بعد الموت !! لا تغضب يا أبي و لا تحزن … لا تنتظر … فقد غابت الرجال …. بعد أن ضاعت الكرامة في غفلة منهم .. و لا تبتئس علي بل احزن على حالك و من معك …و أطمئنك أن القهر و الظلم أبدا لا وجود لهما في غزة بعد الموت !!! ” 

دبوس على العجز “

مقالات ذات صلة اعدني 2023/10/22

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة الموت القصف التدمير رصاصة

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … عيون “الرنّة”

عيون “الرنّة”

من أرشيف الكاتب# أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 30 / 12 / 2017

يقول الباحثون إنه ومن أجل التكيف مع الظروف القاسية، فإن غزلان الرنّة تغيّر لون عيونها من البني الذهبي في الصيف الى الأزرق الغامق في الشتاء.. ففي الصيف تمتاز المناطق القطبية بنهارات لا تنتهي، فيكون الضوء شديد السطوع بسبب بياض الثلج وانعكاس أشعة الشمس، لذا تغير لون عينيها الى اللون الذهبي لتستوعب هذا الوضوح وتبحث عن العشب المختبئ تحت كثبان الثلج المتراكم. وفي فصل الشتاء القارس، حيث تصل درجة الحرارة إلى 40 تحت الصفر، يعم الليل أيام الشتاء الطويلة ويشتد الظلام وتزداد حلكته وتجول المفترسات، من ذئاب ودببة وضباع،الأرض المقمرة، تدوس جمر الثلج بحثا عن فريسة تائهة او مريضة لتفترسها، لذا لا بد ان تغيّر “الرنّة” لون عيونها الى الأزرق الداكن حتى تحمي نفسها من أعدائها المتربصين..

مقالات ذات صلة الاحتلال يسعى لبناء جدار على الحدود مع الأردن.. ما طوله وتكلفته؟ 2024/12/21

في السياسة أيضا لا بد من تغيير لون العيون حسب فصول التحالفات، فلا عزاء لـ”العيون السود” في القطب المتجمد ولا في الشرق الأوسط الملتهب، فاللون الثابت والنظرة الواحدة لا يضمنان البقاء على قيد الحياة ولا يحميان من الأعداء الذين يبحثون عن فريسة في صراع البقاء. لا بد من اتباع نهج “الرّنة” في التكيّف مع الظروف القاسية التي لا تحمي أحداً ولا تنظر إليه بعين العطف، حتى القطعان المتشابهة إذا ما ضعف فرد من أفرادها أو كسرت ساقه ولم يستطع المضي معها تتركه لمفترسيه، فالهروب والانقضاض لا يرحمان الضعفاء، الضعف في صراع البقاء يعني الموت غير المعلن.. فما الذي جعل أمّة “الرنّة” إذن تغيّر بحر عيونها حسب الفصل وشدة الضوء والليل والنهار؟.. إنه البقاء والدفاع عن النفس وحفظ سيادة الذات..

في العروبة، تشبه بعض الدول “الرنّة” الى حدّ بعيد، تحمل “شجرة المبادئ” فوق رأسها تاجاً وقوة وأداة حادة لمعركة لا تقبل المساومة عليها ولا تقبل ان تكسر او تقطع؛ تهاجم بها عند الضرورة وتهرب بها عند الضرورة أيضاَ، لكنها لا تسقطها عن رأسها أبدا، فالغزال إن تخلّى عن “قرونه” صار نعجة؛ والنعاج مهما قاومت غلبتها السكين الصغيرة.. بالمناسبة، أمة الرنّة تبقى مخلصة لأبناء جنسها ما استطاعت، تحاول أن تذود عن القطيع حتى لو نزفت كل دمها على الثلج الأبيض كي لا تترك ثغرة في القبيلة. لا يميتها سهم الصيّاد أو عضة الذئب، فهي تهرب بالسهم عند الضرورة وتلعق الجرح فتشفى، لكنها تموت كمداً إِن “نُطحت” بقرن شقيق..

undefined

أجمل ما في هذه الكائنات الأنفةُ والكرامة والبرّية التي تجري في عروقها، فهي لا تقبل التدجين أبداً، ولا تقبل الانبطاح، تقاوم، تقاتل بتاج العظم الذي يكسو رأسها، وقد تموت، لكنها لا تركض وراء صائدها من أجل حفنة علف أو غصن من عوسج.. هي برية، مثابرة، ثائرة على الظروف والفصول والثلج العنيد، تحفر في الجليد القاسي إن احتاجت لتلتقم ما تسدّ به جوعها ويقويها على المواجهة..

في التاريخ لم يدجّن غزال رنّة واحد إلا في الأساطير وأفلام الكرتون، إذ صوّر في قصص الأطفال وهو يجرّ عربة بابا نويل والسوط يلذع جنبيه ليصل في الموعد أثناء توزيع الهدايا على حلفاء “سانتا كلوز” في عيد الميلاد.. كل غزلان الرنّة سخرت من الغزال الكرتوني لأنه ارتضى لنفسه أن يترك القطيع ويدخل قصص التسلية بعربة السيد “بابا نويل “، ورغم كل هذا لا أحد يذكره في الأغاني ولا في الحكايات ولا في الأمنيات، لا يذكره سوى السوط الذي يطلب منه المسير أو التوقف أو تغيير مسار العربة.. “الرنةّ الكرتوني” عندما فقد بريّته فقد مبادئه وصار مطية للسيد “بابا نويل” الأشقر..

أجمل ما في غزلان “الرنّة” الحقيقية أنها قد تغيّر نظرتها وحدّة إبصارها لكنها لا تغير مبادئها.. يقول الباحثون حتى في الموت -الذي هو النهاية الحتمية لكل الكائنات- يفضل الرنّة ان يموت فوق المرتفعات، يثني ساقيه على الأرض أولا، ثم يرخي رأسه على الصخر أو الثلج ليترك “تاج رأسه العاجي” مرتفعاً…”فالرنّة” لا تموت مطأطئة أبداً..

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#173يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة

  • بعد سوريا.. أحمد موسى يحذر: هناك تركيز على إسقاط الدولة المصرية
  • أحمد موسى يحذر: بعد سقوط سوريا هناك تركيز على إسقاط الدولة المصرية
  • عضو بـ قومي حقوق الإنسان: هل سيكون هناك مكانًا لذوي الإعاقة في برلمان 2025؟
  • حوارية نقدية لرواية ” قطة فوق صفيح ساخن “
  • بالفيديو .. دفتر عائلة أردنية من السلط يعتقد أنها مسجونة في فرع فلسطين بسوريا
  • العثور على جثامين المفقودين السبعة في مكان إستشهاد نصرالله
  • “أونروا” و”يونيسف”: غزة من أكثر الأماكن المحزنة وكل الطرق فيها تؤدي إلى الموت
  • دفتر أحوال وطن «٣٠٢»
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … عيون “الرنّة”
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. دمى الراحلين