منذ بداية الحرب الروسية - الأوكرانية والعالم أجمع يتابع ما يحدث من رفض وعقوبات دولية لا حصر لها على روسيا، التى تزيد يوماً بعد يوم، جراء ما تفعله فى أوكرانيا، واعتراض تام من دول أوروبا بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، ونرى أنه قد جُن جنونهم بعد إعلان الاتحاد السوفيتى ضم مناطق أوكرانية، مما زاد الأوضاع اشتعالاً وزاد الصراع بين روسيا والغرب.
هذا غير الإمدادات العسكرية والدعم المادى، حيث إن وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، دعت حلفاء الولايات المتحدة إلى تقديم المزيد من الأموال إلى أوكرانيا وإعادة بناء البنية التحتية فى الدولة التى مزّقتها الحرب.
السؤال للدول الأوروبية ومنظمات حقوق الإنسان: هل نسيتم دولة اسمها (فلسطين)؟ أم لم تصل إليكم الأخبار؟ ألم تسمعوا عن المذابح التى يفعلها الجيش الإسرائيلى فى المدنيين العُزّل؟ ألم تروا استباحة ساحة المسجد الأقصى مرات ومرات كثيرة؟ هنا لا ترى الدول الأوروبية ولا تسمع أى شىء.
وبالطبع المنظمات الحقوقية، التى يمتلكونها ويسيطرون عليها، تلك الفزاعة التى عانت منها الكثير من الدول العربية، فنجد عند حدوث أى شىء فى الوطن العربى ليس على هوى الدول الكبرى تنطلق المنظمات فى رفض وتصعید تام، ولكن عند مذابح الجيش الإسرائيلى وقتل الأبرياء والأطفال والعزل واستباحة أماكن العبادة، لا نرى ولا نسمع، والتاريخ ملىء بقصص الخزى والعار على هذه الدول.
نتذكر «مذبحة دير ياسين» فى غربى القدس عام ٤٨، التى راح ضحيتها نحو ٣٦٠ من الأطفال والكبار والنساء، ومجزرة الأسرى المصريين التى تباهى بها اليهود، ونفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيلى بحق عدد من الأسرى المصريين عام 67، والتى راح ضحيتها نحو 250 مجنداً مصرياً تم ذبحهم ودفن بعضهم أحياء.
ويجب أن يتذكر كل مصرى هذا التاريخ الأليم الثامن من أبريل عام 1970، حيث قصفت طائرات الجيش الإسرائيلى مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، ما أدى إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 ليس لهم أى ذنب. ومذبحة المسجد الأقصى عام 1990 قُبيل صلاة الظهر، حين حاول متطرفون الدخول إلى الحرم القدسى الشريف، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 21 شهيداً، وجرح أكثر من 150، والكثير من الأحداث والمذابح، التى تحتاج إلى مقالات كاملة للحديث عنها.
بالطبع لا ننسى الولايات المتحدة الأمريكية، وما فعلته فى العراق بسجن أبوغريب، حيث تعرّض السجناء لتعذيب جسدى ونفسى واغتصاب وقتل وانتهاكات لحقوق الإنسان، هذه الأفعال قام بها الجيش الأمريكى، ولا ننسى إعدام الرئيس الراحل «صدام حسين» فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث استيقظت الدول العربية والإسلامية على نبأ إعدام الرئيس العراقى، دون أن يراعو مشاعر المسلمين حول قدسية وفرحة هذا اليوم.
ومع ذلك لم نسمع عن شىء اسمه حقوق الإنسان ولو مرة واحدة. ألا تخجلون من أنفسكم؟ ومن أعطى لكم الحق فى محاسبة الدول وأنتم تفعلون ما يحلو لكم دون النظر لأى شىء؟ وهل سمعنا ولو مرة واحدة عما يسمى حقوق الإنسان بمحاسبة أمریکا أو أوروبا فى شأن سجناء عندهم، والمطالبة بالإفراج عنهم؟! بالطبع لا! لذلك يجب أن تحاسبوا أنفسكم قبل أن تعطوا لأنفسكم الحق فى محاسبة الغير.. كفاكم الكيل بمكيالين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحرب الروسية الأوكرانية القضية الفلسطينية الانتهاكات الإسرائيلية الولايات المتحدة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
حالة من الهياج تنتاب المتهم بقتل 3 مصريين بالخارج بعد رفع جلسة محاكمته
حالة من الهياج والصراخ انتابت المتهم بقتل 3 مصريين فى إحدى الدول العربية، وذلك عقب انتهاء دفاعه من المرافعة أمام هيئة محكمة مستأنف جنايات القاهرة المنعقدة في العباسية، حيث ثار المتهم داخل قفص الاتهام، مدعيا أنه لم يرتكب هذه الجريمة.
فيما شهدت جلسة اليوم، مرافعة دفاع المتهم خلال ثانى جلسات محاكمته، حيث دفع محامى المدان أمام هيئة المحكمة، ببطلان إجراءات الضبط لموكله فى مطار القاهرة الدولي، خلال عودته إلى البلاد قادما من إحدى الدول العربية، لافتا إلى أن الطب الشرعي فى هذه الدولة شرح فى تقريره أن الواقعة تم ارتكابها فى وقت وزمان لا يتفقان مع توقيتات خروج وسفر المتهم من هذه الدولة، والفترة الزمنية التى استغرقتها الرحلة حتى وصل مطار القاهرة الدولي، أى ما يسير إلى احتمالية وجود شخص آخر قام بارتكاب الواقعة.
وكانت شهدت جلسة المحاكمة تشديدات أمنية مكثفة، حيث تم فرض كردون امنى خارج وداخل قاعة المحاكمة، فور وصول المتهم وإيداعه قفص الاتهام، حيث قام المتهم باخفاء وجه عن الحضور فى الحلسة، ودخل فى نوبة بكاء.
وكانت المحكمة قررت فى الجلسة السابقة إحالة أوراق منه المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وذلك لإبداء الرأي الشرعى فيه، على خلفية اتهامه بقتل 3 مصريين بالخارج لسرقتهم.
وكانت تحقيقات النيابة العامة مع المتهم كشفت قيام المتهم بالسفر إلى إحدى الدول العربية للبحث عن فرصة عمل، وبمجرد وصوله تلك الدولة استضافه المجنى عليهم فى مسكنهم الخاص، وساعدوه فى البحث عن عمل إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل.
وأضافت التحقيقات أن المتهم قرر التخلص من أصدقائه الثلاثة وسرقة كل متعلقاتهم الشخصية من هواتف محمولة وأجهزة الكمبيوتر والمبالغ المالية التى بحوزتهم فى سكنهم، فأحضر لذلك الغرض سلاح أبيض وبيت النية وعقد العزم على ارتكاب جريمته الشنعاء.
واستكملت التحقيقات التى أجريت مع المتهم قبل إحالته للمحاكمة الجنائية، أنه انتظر حتى حل الظلام واستعمال المجنى عليهما الأول والثانى إلى النوم، وبمجرد أن تأكد بعدم شعورهما به أجهز عليهما بالسلاح الأبيض الذى كان بحوزته، مسددا لهما عدة طعنات نافذة أودت بحياتهما فى الحال، واستولى على جميع متعلقاتهما الخاصة، وتبين أيضا أنه أثناء ذلك شعر بحضور المجنى عليه الثالث، فاختبأ فى إحدى الغرف بالسكن الخاص بالمجنى عليهم، وبمجرد دخول الضحية الثالثة للمنزل انهال عليه هو أيضا بالسلاح الأبيض الذى بحوزته مسددا له عدة طعنات نافذة أودت بحياته هو أيضا، ثم فر هاربا إلى المطار عائدا إلى مصر.
البداية كانت باكتشاف السلطات الأمنية بإحدى الدول العربية مقتل ثلاثة أشخاص مصريين داخل مسكنهم، وبإجراء التحريات اللازمة واستخدام التقنيات الحديثة من خلال تفريغ كاميرات المراقبة، تبين أن وراء ارتكاب الجريمة شخص رابع مصرى كان يقطن معهم فى نفس المنزل.
وبمخاطبة الجهات المعنية فى مصر، وإفادتهم بتفاصيل الجريمة، تم على الفور سرعة ضبط وإحضار المتهم، واتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حياله، وإحالته إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق، والتى أمرت بإحالته إلى المحاكمة الجنائية العاجلة عقب انتهاء التحقيق معه.