الوطن:
2024-12-29@10:43:51 GMT

د. إيمان موسى تكتب.. ماذا فعلت فينا حرب غزة؟

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

د. إيمان موسى تكتب.. ماذا فعلت فينا حرب غزة؟

انتصرت الأدوات العسكرية البسيطة للمقاومة الفلسطينية على مؤسسات استخباراتية وعملياتية لجيش يصنَّف أنه من أفضل 18 جيشاً حول العالم. كان يوم 7 أكتوبر بمثابة موقف كاشف لمتغيرات كثيرة أصبحت موجودة من حولنا لا نلتفت إليها.

على المستوى المحلى، رسخ لدى يقين وضمير وعقول المصريين أن لهم درعاً وسيفاً مثلما قالها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بصوت جهورى فى البرلمان المصرى بعد نصر أكتوبر العظيم، فقد لاقت «كلمة مصر»؛ أى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى حفل تخرج الكليات العسكرية، قبولاً وترحيباً وفرحة لدى المصريين.

وجاءت تصريحات سيادته بعد يوم 7 أكتوبر، فى ظل الإشارات المتتالية من جانب القوى المعادية بالتلويح بملف سيناء وتهجير الفلسطينيين إليها وتصفية القضية الفلسطينية، بمثابة طلقات نارية مرتفعة الصدى، للدرجة التى جعلت القنوات الفضائية المعادية التى ظلت لأكثر من 10 سنوات تعادى الرئاسة المصرية فى حلقاتها اليومية، تصطف إلى جانب المصريين فى تأييدها لقوة تصريحات رئيس الجمهورية، والتى هى تصريحات مصر فى ذات الوقت، وذلك بغضّ النظر عن النوايا الخفية وراء هذا الموقف.

تأكد المصريون، كذلك، أن مصر لن تستطيع أى قوة إقليمية تحاول سرقة دورها «كأكبر دولة عربية» ولقب «الشقيقة الكبرى» انتزاع هذه المكانة منها، فبمجرد اندلاع الأحداث صدرت تصريحات الخارجية المصرية، التى لحقتها وتماشت معها تصريحات الدول العربية التى عهدت أن تمشى فى ظل مصر فى مثل هذه الأحداث، فكلمتها كلمة مصر، وموقفها هو موقف مصر، وهذا ما نطقه لفظياً رئيس حركة حماس فى أحد تصريحاته.

رسخ فى أذهاننا داخلياً أننا كمصريين وحدنا فى مواجهة الجميع، فقد صرّح مجلس التعاون الخليجى بأن سلاح البترول لا يمكن استخدامه كوسيلة فى أى حروب، كما اتسمت تصريحات دول عربية أخرى بالحياد فى ظل إقبالها على توقيع معاهدات تطبيع مع إسرائيل.

قرّت أعيننا بأن المصريين معدنهم لا يتغير عبر الزمن، فالمصرى بالداخل هو المصرى بالخارج، فقد أثارت تصريحات المؤثرين والمشاهير من المصريين موجات من الدعم الغربى، وتغيراً فى انطباعات ومعلومات المواطنين فى الغرب عن القضية الفلسطينية، وكيف أن التحول الذى حدث مع هجرة العرب والمصريين أحدث تغييرات جوهرية فى الهيكل الاجتماعى بل والسياسى، فهناك نشاهد اعتصاماً لدعم غزة فى الكونجرس الأمريكى، ثم نقرأ فى الأخبار أن مجموعة من أعضاء البرلمان فى بريطانيا تدعو لوقفة احتجاجية للدفاع عن غزة وعدم معاداة المسلمين، وإن كانت هناك أهداف انتخابية أخرى بشأن هذه التحركات، فلا يمكن أن نغفل هذه النقاط المضيئة فى وسط عتمة الانطباع الغربى عن الإسلام والمسلمين.

ثم نصل إلى التلبية الفورية من جانب المصريين لدعوات التظاهر التى دعا إليها السيد الرئيس لرفض تهجير الفلسطينيين إلى غزة ورفض القضاء على القضية الفلسطينية، وامتلاء الميادين والجامعات بالشباب المتحمس للقضية والواعى لخطورة ما يحدث.

لم يقُم المصريون بحرق سفارات أو إحداث أعمال تخريبية، بل تظاهروا فى رقى وبحمية تدل على أن مصر تغيرت، وأن الثقافة المجتمعية تأتى نتيجة شفافية مؤسسة الرئاسة فى شرح كافة القضايا للمواطنين علانية وبكل تفاصيلها، لأن هذا حق المواطن، وهو ما يجعله يقف خلف قيادته السياسية فى المواقف المختلفة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية 7 أكتوبر الإسلام والمسلمين الدفاع عن غزة

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: القاهرة البيت الكبير

سمع معظمنا أو أغلبنا كلمة البيت الكبير و الاحتكام عند أي خصومة أو خلاف للبيت الكبير، و أحيانا يطلق عليها قعدة عرب عند الكبير، هكذا مصر أم الدنيا هي الكبير و القاهرة هي البيت الكبير الذي يتجمع فيه الخصوم لتصفية خلافاتهم، و يلجأ إليها كل ضعيف طلبنا للنجدة و الإنصاف لأنها هي الكبيرة بل سيدة العالم، لان الكون بدأ منها و أول الخلق بدأ فيها و أول الرسالات نزلت بها، بل جميع الرسالات السماوية بعثت فيها عدا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام.


استضافت القاهرة القمة الفلسطينية شملت الفصائل الثلاث حركة المقاومة الإسلامية حماس و حركة الجهاد الإسلامي، و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، للاتفاق على بنود وثيقة "لجنة الإسناد المجتمعي في قطاع غزة" كاتفاق بين حركتي فتح وحماس، تأتي تلك القمة ضمن مئات القمم و المباحثات التي نظمتها و أستضافتها مصر منذ أندلاع القضية الفلسطينية عقب إتفاقية سيكس بيكو، فضلا عن الحروب التي خاضتها مصر من أجل تحرير فلسطين و دفعت في سبيل ذلك كل غال و نفيت.

قدر مصر هو الدفاع عن المنطقة العربية منذ فجر التاريخ، إذا جاع العالم أطعمتهم مصر منذ العهد الفرعوني و خاصة عصر الملك الشجاع بطل الحرب و الانتصارات تحتمس الثالث في زمن السنوات العجاف و حتى اليوم مازالت ترسل المعونات و المساعدات، حتى خلال أزمة كوفيد -19، كان العالم يعاني أزمة المستلزمات الطبية من مطهرات و كمامات، فقامت مصر بمدهم بشاحنات منها كهدية من مصر الكبيرة.

نعود لحديثنا حول الازمة الفلسطينية و قمة القاهرة وثيقة "لجنة الإسناد المجتمعي في قطاع غزة" كاتفاق بين حركتي فتح وحماس و بالمناسبة الدولة المصرية صاحبة الفضل في فكرة و اقتراح إنشاء تلك اللجنة، التي تهدف لإدارة شئون قطاع غزة في عدة مجالات، و الهدف من هذه اللجنة أن يدار قطاع غزة ب لجنة وطنية بعيدة عن الفصائل، للإشراف على الأمور المدنية و تقديم كافة الخدمات للمواطنين، و محو آثار الحرب و إعادة الإعمار و كذلك أعمال الإغاثة والتواصل والتنسيق مع الحكومة الفلسطينية.

ستكون بمنزلة أداة تنفيذية لخدمة الفلسطينيين بعيدا عن حركات المقاومة و التصرف في إدارة المعابر و عدم الفصل بين غزة و الضفة، و المناطق الفلسطينية المختلفة، و سينضم للجنة ممثل عن وزارة المالية الفلسطينية ليكون مسئولا ضمن أعضاء صندوق الإعمار. 

 مخرجات تلك اللجنة هي توصيل رسالة عالمية مفادها أن الشعب الفلسطيني الأعزل هو من يدير شئونه و ليست الفصائل السياسية، لبطلان حجج نتنياهو الواهية التي يقوم بموجبها بحرب إبادة ضد الأخوة الفلسطينيين بقطاع غزة تحت زعم القضاء على حركة حماس.

الجميل في شأن تلك اللجنة هو وصول عدد المرشحين للانضمام لها لأكثر من 65 من بينهم 31 مرشح لمنصب رئيس اللجنة، مما يعطي مؤشرا إيجابيا بأن مستقبل الشعب الفلسطيني سيكون أفضل حالا.


و لكن السؤال الذي يدور بخلدي هو هل يسمح نتنياهو بتشكيل تلك اللجنة و تفعيل دورها على الأرض خاصة و أن من أهداف اللجنة اعتبار القدس جزء أصيل من الأراضي الفلسطينية و متابعة و إدارة شئونه كباقي المدن الفلسطينية؟ !

أعتقد أن نتنياهو سيحارب معركة الرمق الأخير و سيعمل جاهدا لمنع تفعيلها حتى لا تكون نهايته خاصة و أنه أتخذ من معركته في قطاع غزة ساترا حصينا حتى لا يتم تقديمه للمحاكمة و تهدئة أنصاره المتطرفين الذين يجيدون راحتهم في رؤية الدماء الفلسطينية مراقه لتمهيد الأرض لبدء تنفيذ المشروع القديم الحديث خِطَّة جيورا إيلاند.

ذلك المشروع الذي سبق و نشرت تفاصيله مرارا خلال عدة مقالات سابقة، الذي يهدف إلي إعادة ملك سليمان عليه السلام، الذي كان يحكم بشكل مطلق و إستطاع التوسع في سلطانه بالزواج من بنات ملوك الممالك المحيطة به و منهن ابنة الفرعون المصري حينذاك، وأُعتبر اليهود حينها هذا الزواج حلفاً سياسياً بين مملكة إسرائيل و مصر و بموجب هذا الزواج استطاع سيدنا سليمان عليه السلام فرض سيطرته على أرض كنعان و ما حولها وازدهرت مملكة إسرائيل نتيجة العلاقات التجارية والسياسية، و استعباد العالم من حولهم لذلك تسعى إسرائيل جاهدة لاستعادة ذلك الملك الذي ورد بالعهد القديم و لا يوجد دليل واضح على صحة وجود ذلك الملك في منطقة بين النهرين النيل و الفرات.

مقالات مشابهة

  • وكيل إفريقية النواب يثمن وعي ونجاح المصريين في مواجهة حرب الشائعات
  • نسرين حجاج تكتب: المواطنة والوعي: درع مصر
  • كريمة أبو العينين تكتب: 365 فرصة جديدة
  • هند عصام تكتب: كاليستو وولدها
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: القاهرة البيت الكبير
  • مونيكا وليم تكتب: نظرية الردع المعدل.. مصر نموذجا
  • ماذا فعلت نقابة المهن الموسيقية في واقعة ضبط حمو بيكا؟
  • حسين العزي يرد على تصريحات نتنياهو بشأن اليمن .. ماذا قال ؟
  • بعد جدل تغيير ملامحها.. إيمان أيوب ترد بطريقتها الخاصة| ماذا فعلت؟
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي التعامل مع تصريحات وزير جيش الاحتلال الأخيرة