الوطن:
2024-10-03@06:56:04 GMT

د. إيمان موسى تكتب.. ماذا فعلت فينا حرب غزة؟

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

د. إيمان موسى تكتب.. ماذا فعلت فينا حرب غزة؟

انتصرت الأدوات العسكرية البسيطة للمقاومة الفلسطينية على مؤسسات استخباراتية وعملياتية لجيش يصنَّف أنه من أفضل 18 جيشاً حول العالم. كان يوم 7 أكتوبر بمثابة موقف كاشف لمتغيرات كثيرة أصبحت موجودة من حولنا لا نلتفت إليها.

على المستوى المحلى، رسخ لدى يقين وضمير وعقول المصريين أن لهم درعاً وسيفاً مثلما قالها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بصوت جهورى فى البرلمان المصرى بعد نصر أكتوبر العظيم، فقد لاقت «كلمة مصر»؛ أى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى حفل تخرج الكليات العسكرية، قبولاً وترحيباً وفرحة لدى المصريين.

وجاءت تصريحات سيادته بعد يوم 7 أكتوبر، فى ظل الإشارات المتتالية من جانب القوى المعادية بالتلويح بملف سيناء وتهجير الفلسطينيين إليها وتصفية القضية الفلسطينية، بمثابة طلقات نارية مرتفعة الصدى، للدرجة التى جعلت القنوات الفضائية المعادية التى ظلت لأكثر من 10 سنوات تعادى الرئاسة المصرية فى حلقاتها اليومية، تصطف إلى جانب المصريين فى تأييدها لقوة تصريحات رئيس الجمهورية، والتى هى تصريحات مصر فى ذات الوقت، وذلك بغضّ النظر عن النوايا الخفية وراء هذا الموقف.

تأكد المصريون، كذلك، أن مصر لن تستطيع أى قوة إقليمية تحاول سرقة دورها «كأكبر دولة عربية» ولقب «الشقيقة الكبرى» انتزاع هذه المكانة منها، فبمجرد اندلاع الأحداث صدرت تصريحات الخارجية المصرية، التى لحقتها وتماشت معها تصريحات الدول العربية التى عهدت أن تمشى فى ظل مصر فى مثل هذه الأحداث، فكلمتها كلمة مصر، وموقفها هو موقف مصر، وهذا ما نطقه لفظياً رئيس حركة حماس فى أحد تصريحاته.

رسخ فى أذهاننا داخلياً أننا كمصريين وحدنا فى مواجهة الجميع، فقد صرّح مجلس التعاون الخليجى بأن سلاح البترول لا يمكن استخدامه كوسيلة فى أى حروب، كما اتسمت تصريحات دول عربية أخرى بالحياد فى ظل إقبالها على توقيع معاهدات تطبيع مع إسرائيل.

قرّت أعيننا بأن المصريين معدنهم لا يتغير عبر الزمن، فالمصرى بالداخل هو المصرى بالخارج، فقد أثارت تصريحات المؤثرين والمشاهير من المصريين موجات من الدعم الغربى، وتغيراً فى انطباعات ومعلومات المواطنين فى الغرب عن القضية الفلسطينية، وكيف أن التحول الذى حدث مع هجرة العرب والمصريين أحدث تغييرات جوهرية فى الهيكل الاجتماعى بل والسياسى، فهناك نشاهد اعتصاماً لدعم غزة فى الكونجرس الأمريكى، ثم نقرأ فى الأخبار أن مجموعة من أعضاء البرلمان فى بريطانيا تدعو لوقفة احتجاجية للدفاع عن غزة وعدم معاداة المسلمين، وإن كانت هناك أهداف انتخابية أخرى بشأن هذه التحركات، فلا يمكن أن نغفل هذه النقاط المضيئة فى وسط عتمة الانطباع الغربى عن الإسلام والمسلمين.

ثم نصل إلى التلبية الفورية من جانب المصريين لدعوات التظاهر التى دعا إليها السيد الرئيس لرفض تهجير الفلسطينيين إلى غزة ورفض القضاء على القضية الفلسطينية، وامتلاء الميادين والجامعات بالشباب المتحمس للقضية والواعى لخطورة ما يحدث.

لم يقُم المصريون بحرق سفارات أو إحداث أعمال تخريبية، بل تظاهروا فى رقى وبحمية تدل على أن مصر تغيرت، وأن الثقافة المجتمعية تأتى نتيجة شفافية مؤسسة الرئاسة فى شرح كافة القضايا للمواطنين علانية وبكل تفاصيلها، لأن هذا حق المواطن، وهو ما يجعله يقف خلف قيادته السياسية فى المواقف المختلفة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية 7 أكتوبر الإسلام والمسلمين الدفاع عن غزة

إقرأ أيضاً:

هل تشن ‘‘إسرائيل’’ حملة عسكرية ضد الحوثيين كما فعلت مع حزب الله اللبناني؟؟ خبير عسكري يحسم الجدل

هل تشن ‘‘إسرائيل’’ حملة عسكرية ضد الحوثيين كما فعلت مع حزب الله اللبناني؟؟ خبير عسكري يحسم الجدل

مقالات مشابهة

  • بعد القصف الإسرائيلي.. ماذا فعلت الدول لإجلاء رعاياها من لبنان؟
  • الصواريخ الباليستية الإيرانية.. ماذا فعلت بإسرائيل؟
  • السفير علاء موسى: توجيهات رئاسية لمتابعة أوضاع المواطنين المصريين بلبنان
  • أحمد موسى يعلق على القصف الإيراني لإسرائيل.. ماذا قال؟
  • برو عن استشهاد نصرالله: ولّد فينا الثأر ضد العدو
  • بيغولا تودّع من ثمن النهائي وتشانغ تكتب التاريخ
  • مدرب الزمالك: لم أشك للحظة في الفوز على الأهلي.. والجميع انتقدنا وشكك فينا
  • عاجل - ماذا قال الرئيس السيسي عن استغلال البعض للسيارات المخصصة لذوي الإعاقة؟
  • خطوة عاجلة قامت بها ألمانيا في لبنان... ماذا فعلت؟
  • هل تشن ‘‘إسرائيل’’ حملة عسكرية ضد الحوثيين كما فعلت مع حزب الله اللبناني؟؟ خبير عسكري يحسم الجدل