الوطن:
2024-09-16@17:28:51 GMT

رحاب عبدالله تكتب: أكتوبر.. الأسطورة لن تموت

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

رحاب عبدالله تكتب: أكتوبر.. الأسطورة لن تموت

فى عام ٢٠١٧ وخلال أعمال الحفر ضمن المشروعات القومية التى يتم تنفيذها بسيناء لإقامة طريق تم العثور على رفات جندى مصرى والتعرف على هويته من خلال بطاقته الشخصية التى كانت كل ما تبقى لديه لتخبر عن بطولة عبدالحميد محمد عبدالحميد أحد أبناء محافظة الفيوم مواليد عام ١٩٤٢، الذى فقد خلال الحرب وظلت أخباره مجهولة لخمسين عاماً.

فى الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر المجيدة، ما زالت هناك بطولات وأسرار ما زلنا لا نعلم عنها شيئاً، ولمَ لا؟ فأكتوبر ليست مجرد حرب أو عملية عسكرية أو مجرد قائد، وإنما هى ملحمة بطولية نفذها شعب مصر بأكمله ما بين ضباط وجنود القوات المسلحة البواسل وبين المواطنين والأمهات اللاتى قاسين الويلات لتقديم أبنائهن فداء للوطن. وما أصعب أن تضحى الأم بابنها فهو شعور لو تعلمون عظيم... والفتيات اللاتى انتظرن أحبابهن يعودون بين أمل ورجاء لا يجدن سلوى سوى التطوع فى الهلال الأحمر لإنقاذ المصابين من الجنود من الموت أملاً أن يعثروا على ذويهن بينهم ذات يوم.

مخطئ من ظن أن أكتوبر هى مجرد ساعات استغرقها المصريون فى عبور القناة وتحطيم خط بارليف، فهذه الساعات كانت فقط بمثابة «الهرم الذهبى» الذى استقر فوق القمة، ليعلن نهاية بناء هرم ضخم من عجائب الدنيا، ولكنه ليس من الحجارة بل من دماء وصبر وتضحية هذا الشعب.

منذ سنوات ليست ببعيدة كنت أستعد من خلال الجريدة التى أعمل بها لتجهيز ملف صحفى استعداداً لذكرى أكتوبر المجيدة، وكنت أبحث بين الأبطال لرواية قصص جديدة عن أبطال لم نعرفهم بعد لتدوَّن وتؤرخ وتضاف داخل ملفات البطولة، فالتقيت باللواء حامد فتوح، أحد أبطال الاستطلاع خلف خطوط العدو، ولا أخفى عليكم كيف جعلتنى قصته أشعر أننا مقصرون فى تقدير هؤلاء الأبطال. فقد قضى هذا البطل ست سنوات من عمره داخل كهف بدائى متخفياً فى زى عربى من بدو سيناء لا يعلم بوجوده وطبيعة مهمته إلا رجل من أهالى سيناء وطفله اللذان كانا يحملان الطعام والمياه له كل ١٥ يوماً.

البطل حامد فتوح الذى لم يتمكن من العودة لمحافظته الإسكندرية خشية مواجهة أهله وأصدقائه عقب النكسة عام ١٩٦٧ طلب أن يفعل أى شىء مقسماً ألا يعود ويضع عينه فى عين أى مصرى قبل رد الشرف والكرامة فتم توليته مهمة الاستطلاع خلف خطوط العدو، ليذهب بمحض إرادته لهذا الكهف.

ويقرر البقاء فيه حتى تحقيق النصر الذى لم يكن يعلم وقتها متى سيتحقق، فيبقى وحيداً بلا شخص يؤنسه أو يتحدث إليه، بلا أصدقاء، بلا حياة، حتى ملابسه بُليت ونعلاه لم يعودا يتحملانه لينفذ مهمة وحيدة خلال الليل يتسلل خلف خطوط العدو الصهيونى ليرسم ويلتقط الصور للموانئ والمعسكرات الخاصة بالجيش الإسرائيلى ويرسلها عبر جهاز صغير كان يخبئه فى كهفه المظلم.

هكذا كان حال كل ضابط وجندى فى الجيش المصرى.. كل مواطن.. طلاب الجامعات كل أم وزوجة.. ٦ سنوات من النكسة للنصر أمضاها شعب مصر فى الاستعداد للحرب.. عمليات نفذتها المخابرات المصرية بزرع أبطال فى قلب بلاد العدو.

وعمليات أخرى للقوات المسلحة على جبهات القتال.. تضحيات فى كل بيت وفوق كل حبة رمال.. معركة ثغرة الدفرسوار وحصار الجنود المصريين لأيام يحفرون الأرض ويدفنون أنفسهم بداخلها ليحموا أرواحهم من قصف العدو.. أيام بداخل الرمال دون طعام أو حتى شربة ماء... تحيا أكتوبر المجيدة ويعيش أبطالها فى القلوب ما دام هذا الوطن ينبض بالمخلصين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: انتصار أكتوبر المشاريع الكبرى تعمير سيناء

إقرأ أيضاً:

توافق المشاعر العربية

ظواهر ومشاعر عربية تتوافق عليها الشعوب العربية، هذا ما لمسته عبر سنوات عملى بالصحافة على مدى نصف قرن، أن الشعوب العربية تفرح وتسعد بما يتحقق من انتصارات وإنجازات ونجاحات فى الدول العربية، وتتباهى فيما بينها بما جرى على أرض الواقع، وفى نفس الوقت، تحزن وتتألم بما يحدث من مآسٍ وحروب واحتراب داخلى وتخريب للدول من أبنائها.

فالإنجازات الكبرى التى تنجز وتتحقق ترفع من المعنويات الشعوب العربية، وتبعث فيهم الأمل فى المستقبل، فكثير من القنوات والمواقع والصحف تنقل لمشاهديها ومتابعيها الإنجازات الهائلة فى مصر مثلا، وهنا وهناك، وتئن وتنزف ألماً لما يجرى فى فلسطين فى غزة والضفة الغربية الفلسطينية، والسودان الذى يدمر نفسه بناسه، وليبيا المنقسمة على نفسها، وسوريا المقسمة إلى عشر دول، وإن شئت قل المحتلة من جيرانها والقوى الخارجية الطامعة فيها (أمريكا وروسيا).

دعونا نتحدث اليوم عن مشاعر الامتنان والرضا العربى عن الإنجازات الكبرى التى تتحدث وتتباهى بما حدث على الأرض المصرية، عشرات الجامعات الجديدة فى ربوع البلاد بطولها وعرضها، ومشروعات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الربط السككى للقطارات وما شهدته من طفرة هائلة، وشبكات طرق، وجسور لربط البرين الشرقى بالغربى بطول نهر النيل، والمشروعات الزراعية والصناعية والعمرانية والمدن الجديدة الهائلة التى حلت محل الصحراء.

وتزخر وسائل التواصل الاجتماعى بالإنجازات المذهلة التى تحققت على يد الدكتور عبدالجواد الطبيب المصرى الموهوب فى مجال تأهيل العمود الفقرى للاستقامة للعشرات من المرضى فى الدول العربية.

واليوم تتباهى وسائل الإعلام العربية بالإنجاز الطبى الذى تحقق فى السعودية، حيث تم تسجيل نجاح عالمي فى زراعة القلب، أول عملية جراحية كاملة لزرع القلب باستخدام الروبوت.

وتقول وكالات الأنباء إن العملية استغرقت ساعتين ونصف، وأجراها فريق طبى استثنائى بقيادة رئيس قسم جراحة القلب ومدير برنامج الروبوتات والجراحة طفيفة التوغل فى مستشفى الملك فيصل التخصصى ومركز الأبحاث الدكتور فراس خليل، بعد أسابيع من التحضير الدقيق.

وقد ابتكر الفريق نهجاً جراحياً للوصول إلى القلب وإجراء عملية الزرع دون فتح صدر المريض، ويمثل هذا الإنجاز تحولاً كبيراً فى جراحة زراعة القلب، والابتعاد عن إجراءات فتح الصدر التقليدية التى تتطلب فترات نقاهة طويلة، وغالباً ما تستمر أسابيع أو أشهراً، وتحد من قدرة المريض على أداء الأنشطة اليومية الأساسية بعد العملية.

ونحن هنا نزف ونبارك للأشقاء السعوديين بهذا الإنجاز المبهر الذى جرى بالمستشفى العالمى (مستشفى الملك فيصل التخصصى)، هذا المستشفى الذى اكتسب شهرة عالمية على مدار سنوات عمله التى تخطت ثلاثين عاماً.

250 مليار دولار لسكك حديد الخليج

من بين أكبر 9 مشاريع يجرى بناؤها فى العالم، 4 منها بالخليج، مشروع مدينة نيوم، ومشروع سكك حديدية بقيمة 250 مليار دولار لربط الخليج.

 

مقالات مشابهة

  •  إيمان الشعراوي تكتب: دور الإعلام لدعم جهود الدمج
  • سينما المؤلف التى غابت
  • كوارث عمر أفندى!
  • أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش
  • على هامش المناظرة
  • توافق المشاعر العربية
  • الليلة.. افتتاح معرض الفنان علي حبيش بجاليري ضي الزمالك
  • أمل سلامة تكتب: طريق مصر للنهوض
  • د. سهير عبدالسلام تكتب: حقوق الإنسان وحياة كريمة
  • النائبة فيبى فوزى تكتب: مفهوم المواطنة.. «مشاهد وتجليات»